حكم العمل في البنوك

منذ 2020-08-09
السؤال:

حكم العمل في البنوك؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فمن المعلوم: أنَّ البنوكَ التجاريَّةَ – الرِّبَوِيَّة - تتعامل مع العملاء بنظام القروض بالفوائد، وهو ربا الديون المحرم بالنص والإجماع، وهو أساسُ عمل البنوك غير الإسلاميَّة، والرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - لَعَنَ آكلَ الرِّبا، ومُوكِلَهُ وكاتبَهُ وشاهِدَيْه، وقال: ((هم سَوَاءٌ))؛ أخرجه مُسْلِمٌ وأحمد، من حديث جابرٍ.

ومن ثمّ فلا يجوز العمل في البنوك الربويَّة، حتَّى لو كان العمل فيها لا يتعلَّق بالرِّبا؛ كالهندسة، والحراسة، والنَّظافة، وغير ذلك؛ لما فيه من إعانةٍ على ما حرَّم الله - تعالى - قال الله - عزَّ وجلَّ -: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].

 قال العلاَّمة (عطيَّة صقر)، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا - وقد سُئل عن العمل في بنك التَّسْليف، وجميعُ أعماله فيها فوائدٌ ورِبا؛ فهل عليَّ حُرْمَةٌ في هذا، علماً بأنِّي مُحْتاجٌ إلى العمل فيه؟

فأجاب: "معلومٌ: أنَّ الرِّبا حرامٌ حُرْمَةٌ كبيرةٌ، وذلك ثابتٌ بالقرآن والسُّنة والإجماع، وكُلُّ ما يُوصِلُ إلى الحرام ويُساعِدُ عليه فهو حرامٌ؛ كما هو مُقَرَّرٌ

 إذا تقرر هذا؛ فلا  يَجُوزُ العَمَلُ في بَنْكٍ رِبَوِيٍّ؛ لِكَوْنِهِ تعاونًا الربا، إلا عند الضَّرورة المُلْجِئَة؛ لحفْظ النَّفْس.

فإذا خَشِيَ المرءُ على نَفْسه أو على مَنْ يَعُول الهلاكَ جازَ له العمل بها، من باب أنَّ الضَّرورات تُبِيحُ المَحْظورات، ومتى زال العُذْرُ عادَتِ الحُرْمَة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 5
  • 0
  • 3,926

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً