دواء يسبب النوم
خالد عبد المنعم الرفاعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أبي رجل في الستينات من عمره لديه مرض نفسي وصف له الطبيب دواء يسبب النوم وتأثيره قوي. أبي يحب صلاة في وقتها ولكن احيانا بسبب اهتمامه بالصلاة يستيقظ قبل الفجر حتى يصلي وسقط اكثر من مرة اثناء استيقاظه في الصباح مما سبب له ببعض الاصابات، تحدثنا مع الطبيب بهذا الخصوص فنصحه ان لا يقوم الى صلاة الفجر حتى ينتهي مفعول الدواء اي تقريبا الساعة عاشرة صباحا. ابي رفض هذا وقال انه لا يوجد عمل افضل عند الله من الصلاة في وقتها. افتونا في امرنا وجزاكم الله خيرا.
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فقد دلّ الكتاب والسنة المتواترة على أن للصلوات الخمس أوقات مخصوصة وأنها لا تجزئ قبلها بالإجماع، ولا تعمد إخراجها عن وقتها؛ قال الله تعالى: { أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]، وتوعد بالويل من أخرج الصلاة عن وقتها؛ فقال سبحانه: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } [مريم: 59]، وقال: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5]
كما بينت السنة على أن أوقات الصلاة موسعة، بمعنى أن لكل صلاة وقتين؛ كما في في الصحيح عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وقت صلاة الظهر ما لم يحضر العصر، ووقت صلاة العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يسقط ثور الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل، ووقت صلاة الفجر ما لم تطلع الشمس".
إذا علم هذا، فالواجب على والدك أداء الصلاة في وقتها يمكنه أداء الصلاة في آخر الوقت أي قبل الشروق بقدر أداء الصلاة قبل طلوع الشمس.
فإذا غلبه النوم بسبب الدواء فهو معذور؛ لأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، وروى أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: "من نسى صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك، فإن الله تعالى قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه:14]"؛ متفق عليه.
كما يجب على أبنائه أو من يقيم معه في المنزل مساعدته على أداء الصلاة، ويصلي على قدر استطاعته، فإن خشي السقوط عند الوضوء تيمم، ثم يصلي جالسًا إن تعذر القيام أو خيف الوقوع أو نحوه،، والله أعلم.