كيفية التوبة من الغش في الإمتحانات

منذ 2021-07-05
السؤال:

السلام عليكم اريد كيفية التوبة من الغش في الإمتحانات بالتفصيل لأنني لا اعرف وجزاكم الله خير

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فقد حرم الشارع الحكيم الغش لأنه من الأخلاق المذمومة التي تضر بالمجتمع، ولذلك كانت عقوبته في السنة المطهرة إخراجه من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم – كما قال رسول الله: ((من غشنا فليس منا))؛أخرجه مسلم،عن أبي هريرة، وروى عنه في حديث آخر: ((من غش فليس مني)).

ولكن الله سبحانه وتعالى واسع الرحمة والمغفرة، ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره، وقد وعد التائبين بقبول توبتهم، مهما بلغت ذنوبهم، ولو كان أعظمَ الذُّنوب وأكبر الكبائر، حتَّى الكُفْرِ والشِّرك إذا تابَ صاحبُه واستغفَر وأصلحَ عفا الله عنه ما سَلَف، وتاب عليه، وفالذُنُوبُ مهما بلغت فليستْ بشيء في جنب عفوِ الله ومغفِرَتِه.
قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{ [الزمر: 53]، وقال – تعالى -:{وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان:67-70]، وقال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور31]، وقال: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } [الشورى: 25].

وفي الصحيح من حديث أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله يَبْسُطُ يَدَهُ بالليل؛ ليتوب مسيءُ النهار، ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنهار؛ ليتوب مسيءُ الليل حتى تَطْلُعَ الشمس من مغرِبِهَا".

ومن لوازم التوبة الإقلاع عن الذنب، والعزمُ على عدم العود إليه، والندمُ على ما فات، مع الإكثار من الأعمال الصالحة، والالتجاء إلى الله تعالى بكثرة الدعاء له، وخاصَّة في أوقات الإجابة، وكذلك المحافظة على أداء ما افترضَهُ الله تعالى عليها، والإكثار من النوافل؛ قال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114]،، والله أعلم.

التوبة من الغش، لا شيء عليك، والشهادة صحيحة، وعملك بها مباح، وكذلك تقدمُك للدراسا

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 36
  • 5
  • 47,955

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً