حكم السلس الدائم والمنقطع
السلام عليكم: انا صاحس سلس بول اسأل هل علي الأنتظار بعد الاستنجاء حتى ينقطع عني البول اذا كان وقت الصلاة قرب خوفا من ان يخرج الوقت وماذا عن اذا كان الوقت قد خرج اصلا فانا انتضر ساعة بعد الاستنجاء,وشكرا لعملكم الجاد.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فالثابت في الشريعة الإسلامية أن من أبتلي بسلس البول، بحيث يستمر نزوله بغير اختيار من صاحبه ولا ينقطع، فإنه يصلي على حاله ويتوضأ لكل صلاة؛ لأنه لا يستطيع أكثر من ذلك؛ لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، وفي الصحيحن قال صلي الله عليه وسلم: ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ).
أما إذا كان السلس ينقطع ولا يستوعب جميع وقت الصلاة، فالواجب حينئذ الانتظار حتى ينقطع الحدث، ثم يتوضأ ويصلي حتى لو فاتته صلاة الجماعة؛ لأنه منشغل بتحقيق شرط من شروط الصلاة؛ فقد صحّ عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر"؛ رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
قال البهوتي في شرح منتهى الإرادات(1/121): "ويصلي دائم الحدث عقب طهره ندبًا، ( وإن اعتيد انقطاعه)، أي الحدث الدائم ( زمنا يتسع للفعل) أي الصلاة والطهارة لها، (تعين) فعل المفروضة فيه؛ لأنه قد أمكنه الإتيان بها على وجه لا عذر معه ولا ضرورة، فتعين كمن لا عذر له ". اهـ.
وقال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة في "مجموع الفتاوى"(21/106-107): "... وأمَّا مَن به سَلَسُ البول - وهو أن يَجْرِيَ بغير اختياره لا يَنقَطِعُ - فهذا يتخذ حِفاظًا يمنعه، فإن كان البولُ يَنقَطِع مِقدارَ ما يتطهَّر ويُصلِّي، وإلا صلَّى، وإنْ جرى البولُ - كالمستحاضة - تتوضأ لكل صلاة... وأمَّا مَن به سلس البول - وهو أن يَجْرِيَ بغير اختياره لا ينقطع - فهذا يتخذ حفاظًا يمنعه، فإن كان البولُ ينقطع مقدارَ ما يَتَطهَّر ويُصلي وإلا صلى، وإن جرى البول - كالمستحاضة - تتوضأ لكل صلاة". اهـ.
وقد سئلت اللجنة الدائمة(الفتوى رقم 8136)عن رجل مصاب بسلس في البول يظهر بعد التبول لفترة لو انتظر انتهاء السلس لانتهت الجماعة ماذا يكون الحكم؟
فأجابت : "إذا عرف أن السلس ينتهي فلا يجوز له أن يصلي وهو معه طلبًا لفضل الجماعة، وإنما عليه أن ينتظر حتى ينتهي ويستنجئ بعده ويتوضأ، ويصلي صلاته ولو فاتته الجماعة، وعليه أن يبادر بالاستنجاء والوضوء بعد دخول الوقت، رجاء أن يتمكن من صلاة الجماعة". اهـ.
وعليه، فإن كان سلسل البول عند السائل ينقطع بعد فترة فيجب الانتظار بشرط ألا يخرج الوقت، فإن كان السلس يستوعب جميع وقت الصلاة، فالواجب أن يصلي بعد الاستنجاء والوضوء ولا ينتظر، ولو كان وقت الصلاة قد خرج، فيفرق أيضًأ بين السلس الدائم والمنقطع،، والله أعلم.
- المصدر: