هل الوعد بالزواج لازم

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا شاب عمري ٢٩ سنة اعمل كطبيب ، تقدمت للزواج من فتاة وطلبها ابي من ابوها ٣ مرات وكل مره لا يرجع بجواب ، تبين انه يريد ان يزوجها لابن اخيه ،المهم اني وعدت الفتاة بان انتظر حتى تفرج الامور،وها انا انتظر قرابة السنة ولا نعرف وقتا تحل فيه المشكلة وخلال وقت الانتظار تبين لي ان هذه الفتاة لا تصلح لبناء اسرة كما اريدها انا اسلامية قدر الامكان ، وهي لا تلبس الحجاب ووعدتني ان تلبس عندما تقدمت لها لكنها الى الان لم تلبسه ،هل علي ذنب اذا تركتها واخلفت بوعدي بالانتظار .

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

وأما إذا كان ذلك ثمَّ مبرر شرعي،

فإن كان الحال كما ذكرت فلا مانع من العدول عن الوعد، بل الظاهر أنه لا يشرع الوفاء بالوعد؛ لأنك لا تعلم هل سيوافق أبو الفتاة أم لا، وأيضًا فإن الارتباط بفتاة غير محجبة ضرر في الدين، ولا تعلم إن كانت ستستجيب للبس الحجاب الشرعي أم لا؟ 

ومن المقرر في شرعنا الحنيف أن المعايير التي ينبغي اختيار الزوجة على أساسها هو صلاح الدين والخلق، وأن تكون أحفظ وأصون لنفسها وماله؛ كما قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فيما رواه الشَّيخان عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه -: ((تُنْكَحُ المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين - تربت يداك))، وقال: ((المَرْأة تُنْكَح على دينِها، ومالِها، وجَمالها، فعليْك بذات الدين - ترِبت يداك))؛ رواه مسلم عن جابر.

أيضًا فإن فإنَّ الحب الحقيقي بين الرجل والمرأة يأتي بعد الزواج ويزاد مع الأيام شيئًا فشيئًا مع والمعاشرة، وتتولد المودة، والرحمة، التي يجعلها الله بين الزوجين تفضلًا منه - سبحانه، فتملأ البيت دفأً وسرورًا ينعم فيه الأبناء؛ قال الله - تعالى -: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109].

قالَ ابنُ الجوزيِّ في كتابه الماتع "صيد الخاطر": "فإذا أعْجبتْكَ صورةُ امرأةِ فتأملْ خِلالَها الباطنةَ مُدَيْدة قبلَ أنْ يتعلَّقَ القلبُ بِها تعلُّقًا مُحكمًا، فإنْ رأيتَها كما تُحِبُّ - وأصلُ ذلكَ كلُّه الدِّينُ كما قال: ((عليْكَ بِذاتِ الدِّين)) فَمِلْ إليها واسْتَوْلِدْها".

هذا؛ والله أعلم.