حكم من تمنى الموت للغير

خالد عبد المنعم الرفاعي

السؤال:

السلام عليكم حكم من تمنى الموت لشخص دون النطق بالامنية تمني قلبي هل احاسب عليه ام داخل في قول الرسول ص عفا الله عن امتي ماحدتت بها انفسها مالم تعمل او تتكلم وجزاكم الله كل خير

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد دلت السنة المطهره عن تجاوز الشارع الحكيم عن حديث النفس؛ ففي الصحيحين من حديث أبى هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله عز وجل تجاوز لأمتي ما وسوست به وحدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به)).

 فالعفو امتد إلى هذه الغاية التي هي الكلام به والعمل به، وهذا بخلاف الإرادة الجازمة المأتي فيها بالمقدور، وبخلاف الأمور التي لا تقدح في الإيمان، فأما ما نافى الإيمان فذلك لا يتناوله لفظ الحديث؛ لأنه إذا نافى الإيمان لم يكن صاحبه من ، بل يكون بمنزلة المنافقين، فلا يجب أن يعفى عما في نفسه من كلامه أو عمله.

جاء في "مجموع الفتاوى" (7/ 527): "فرق بين الهم والإرادة، فالهم قد لا يقترن به شيء من الأعمال الظاهرة، فهذا لا عقوبة فيه بحال، بل إن تركه لله كما ترك يوسف همه أثيب على ذلك كما أثيب يوسف؛ ولهذا قال أحمد: الهم همان: هم خطرات، وهم إصرار؛ ولهذا كان الذي دل عليه القرآن أن يوسف لم يكن له في هذه القضية ذنب أصلاً، بل صرف الله عنه السوء والفحشاء إنه من عباده المخلصين.

وأما "الإرادة الجازمة" فلا بد أن يقترن بها مع القدرة فعل المقدور، ولو بنظرة أو حركة رأس أو لفظة أو خطوة أو تحريك بدن؛ وبهذا يظهر معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار"، فإن المقتول أراد قتل صاحبه فعمل ما يقدر عليه من القتال، وعجز عن حصول المراد، وكذلك الذي قال: لو أن لي مثل ما لفلان لعملت فيه مثل ما يعمل فلان؛ فإنه أراد فعل ما يقدر عليه وهو الكلام ولم يقدر على ذلك". اهـ.

إذا تقرر هذا، فإن تمني موت إنسان الذي لا يصحبه كلام ولا عمل من حديث النفس المعفو عنه،، والله أعلم.