من رزق الله للشافعي في نفسه أن جمع له بين الفقه والحديث والأدب، مع تميز واضح ملموس فيها جميعًا؛ ...

من رزق الله للشافعي في نفسه أن جمع له بين الفقه والحديث والأدب، مع تميز واضح ملموس فيها جميعًا؛ فكان الفقيه صاحب المذهب المتبع، وكان ناصر السنة وجامعها وشارحها والموفق بين مختلفها، وكان اللغوي الفصيح الذي أخذ اللغة عن العرب الأقحاح في البادية وانطلق لسانه بها نثرًا وشعرًا على وجه لا يبارى، وهذه الثلاثة مجتمعة قد جعلت الشافعي درة من درر الزمان، وقلّ أن اجتمعت لغيره ممن جاءوا بعده.