الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني وعندما وصل إلى الولايات الليبيية وجد أن كثيرا من الناس هناك ...

الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني

وعندما وصل إلى الولايات الليبيية وجد أن كثيرا من الناس هناك أثر فيهم المنهج الفاسد لتنظيم القاعدة في معاملة المرتدين، فبدأ يحرضهم على قتال المرتدين واستئصالهم وهو يقول لهم: «لن نسمح بأن يعيش مرتد معنا آمنا»، فرد عليه أحد المجاهدين: «إن قاتلناهم سنخرج من المدينة»، فقال رحمه الله: «سقوط المدن مع بقاء الولاء والبراء خير من سقوط الولاء والبراء مع بقاء المدن».

كان -رحمه الله- مثالا للشجاعة والإقدام والشدة على أعداء الله في الصف الأول مع إخوانه في كل المعارك والاقتحامات ينفذ معهم عمليات الاغتيال ويعتقل بيده مرتدي الصحوات وأصيب بسبب ذلك عدة مرات إحداها أثناء اغتيال أحد المرتدين وسط الفلوجة حيث أصيب بعدة رصاصات في كتفه، والأخرى أثناء محاولة المرتدين اعتقاله بعدما تعرف عليه أحدهم فعاجله برصاصات من مسدسه قتلته على الفور، ومكنه الله من الإفلات من الأسر رغم تطويقهم للمنطقة وتمشيطهم لكامل الحي الذي اختبأ فيه.

وفي الوقت نفسه كان رفيقا بإخوانه متواضعا لهم، حتى أنه كان غالبا ما يوقع مراسلاته معهم بعبارة «أخوكم الصغير» ما أكسبه محبة كل من عمل معه من الأمراء والجنود، وكان شديد الحرص عليهم، تقبله الله، فيلقي بنفسه في المخاطر ليضمن سلامتهم، ويشهد له أحد إخوانه أنه دخل بنفسه إلى مضافة قصفها الصليبيون في جزيرة الثرثار حيث قُتل الإخوة الموجودون فيها وبقي منهم جريح ثم استمرت الطائرات المسيرة تحوم حول المكان لتلتقط من يحاول الاقتراب من المنزل المدمر، فقُصفت أول مجموعة تقدمت لإخراج الأخ الجريح وقتل المسعفون، ليتبعهم أبو هُمام وحده ويخرج الأخ الجريح رغم الخطر واشتداد الخوف.

أما عن شدته على أعداء الله فما قصة ما فعله بالروافض من مقتلة في سبايكر بخافية على أحد حيث أعدم الآلاف من المشركين دفعة واحدة دون أن تأخذه بهم رأفة ولا شفقة، وفي الولايات الليبية كان بعض الإخوة يقتلون المرتدين خفية قبل وصوله إليهم ولا يتبنون ذلك، فقال لهم «إذا أردتم أن يخافكم الكفار فاقتلوهم، وقولوا: نحن قتلنا»، ففعل الإخوة ذلك، وامتلأت مكاتب الاستتابة بالمرتدين التائبين.

وبالرغم من شدته في المواطن التي تتطلبها كان -رحمه الله- حكيما يضع السيف موضعه والحلم موضعه يجذب إليه الأسماع والقلوب إذا تكلم ففي أحد المواقف المشهودة له قبل غزوة سامراء جمع شيوخ العشائر وتكلم معهم بكلام سرَّهم فكان ذلك سببا في توبة العشرات من عناصر الصحوات وتسليمهم سلاحهم إلى الدولة الإسلامية، وذلك بعد شهور من التنكيل بهم قتلا وأسرا.

وبعد غدرة حصلت لجنود الخلافة في مدينة هراوة في ولاية برقة أرسل الشيخ مع أحد الوسطاء إلى من غدر بالإخوة ليسلموا سلاحهم وإلا سيجعل منهم عبرة لمن بعدهم، فأذعنوا لطلبه ولشروطه عليهم، ومنها أن يضمنوا ما أُتلف من السلاح والذخيرة وبعد أن تابوا وأرسلوا الدفعة الأولى من مبلغ المال المتفق عليه، اتصل الشيخ بالوسيط وقال له: «أخبر أهل هراوة أننا قد عفونا عنهم، وبإذن الله يعوضنا الله خيرا»، وبعد يومين فتح الله على الإخوة في سرت فغنموا من المرتدين كميات كبيرة من السلاح والذخيرة.

أما عبادته وحرصه على تعلم الدين وتعليمه فيروي مَن صاحَبَه في سجنه أنه كان صواما مواظبا على دروس العلم التي كانت تعطى في السجن، وأجازه أحد قادة الدولة الإسلامية في سجن «أبو غريب» بروايتي حفص وورش قراءةً، وإلى جانب طلبه للعلم كان له درس في السيرة يعطيه لإخوانه الأسرى، وكان الإقبال على هذا الدرس يفوق الإقبال على كل حلقات العلم في سجن أبو غريب على الإطلاق.

ويروي مَن صاحبه في سجنه كثيرا من المواقف عن أيمان أطلقها الشيخ في سجنه فأبرها الله له عند خروجه، ودعاء دعا به فاستجاب له الله وتحقق ما دعا اللهَ به.

منها أنه قال في دعائه مرة إنه سيجعل الصحوات يحفرون قبورهم بأيديهم إن من الله عليه بالخروج، فتحقق له ذلك في القصة المشهورة التي وثقها إصدار الفرقان (صليل الصوارم 4)، وهي قصة القيادي في الصحوات الذي قال العبارة التي صارت محل تندر الناس في مشارق الأرض ومغاربها «أخاف إنكم داعش يابا» وذلك حين اعتقله الشيخ أبو نبيل ثم وقف على رأسه وهو يحفر قبره بيديه، ويدعو على سيده المالكي.

ومنها أنه حين سمع بقصة إلقاء جثة الشيخ أسامة بن لادن -رحمه الله- في البحر أقسم بالله أن يمزج دماء الكفار بماء البحر، فأبر الله قسمه، وخرج من سجنه، ثم انتقل من أرض لا بحر فيها لينحر النصارى المشركين على ساحل طرابلس فتمتزج دماؤهم بماء بحره.

ومنها أن أحد الإخوة طلب منه رافضيا مشركا كي يذبحه، فرد عليه الشيخ: أبشر بإذن الله لك رؤوس ألف رافضي، وبعد يومين من الله عليه بأسر الألوف من الروافض في سبايكر لينحرهم ويتقرب بدمائهم إلى الله تعالى، ويفي بوعده لأخيه..


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات
...المزيد

الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات • إن الجاهل وهو ينظر إلى الحال ...

الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات

• إن الجاهل وهو ينظر إلى الحال التي وصلت إليها الدولة الإسلامية اليوم من عز وتمكين وإقامة للدين، وإرغام للكافرين، يظن أن هذا كله وليد اليوم والليلة، ويحسب أنها وصلت إلى هذه الحال بسهولة ويسر، وذلك لما خفي عن عينيه من تاريخها الماضي، حيث الفتن والتمحيص، إلى أن جعل الله بعد عسر يسرا، فمكن الله لعباده المستضعفين وأورثهم أرض الكافرين وديارهم، وجعلهم أئمة يهدون بأمر الله لمّا صبروا وأيقنوا بصدق وعد الله لهم بالنصر على المشركين.

ومن يقلّب في سير جنود الدولة الإسلامية وقادتها ممن قضى نحبه، يرى العجب العجاب من صبرهم رغم اشتداد المحن، ويقينهم رغم ازدحام الفتن، ومن ثباتهم على الطريق رغم كثرة المنتكسين، ومن مصابرتهم على جهاد المشركين رغم ما أصابهم من جراحات وتعب، ومن هؤلاء الأبطال الأمير النبيل الذي لم يلن له طرف ولم تنكسر له قناة في قتال أعداء الله حتى قُضي أجله، وقبض الله روحه، شهيدا في سبيله نحسبه، بعد أن أذاق اللهُ على يديه الصليبيين والروافض والمرتدين ألوان العذاب، وشفى الله بفعاله فيهم صدور قوم مؤمنين، وحتى رفع الله به راية التوحيد خفاقة في أرض إفريقية، وأقام الله به صرح الدولة الإسلامية في ولايات ليبيا.

رفيق أبي حمزة المهاجر، وصنو مناف الراوي وعبد الله عزام القحطاني، قائد المحرَّرين من سجن أبو غريب، والمشرف على مذبحة الروافض في سبايكر، والأمير المفوض بإدارة الولايات الليبية، أبو المغيرة القحطاني، تقبله الله.

بدأ وسام عبد زيد -وهو اسمه الحقيقي- جهاده حين شكل مع مجموعة من أبناء مدينة الفلوجة مجموعة صغيرة تقاتل الصليبيين، ثم انضم مع رفاقه إلى الشيخ أبي مصعب الزرقاوي تقبله الله، وشارك في الدفاع عن مدينته في معركة الفلوجة الأولى التي كان فيها من المرابطين على ثغورها، حيث توطدت علاقته أكثر بالشيخ أبي حمزة المهاجر -تقبله الله- الذي غالبا ما كان يحل ضيفا عليه أثناء وجوده في المدينة.

أُعلنت جماعة التوحيد والجهاد فكان أبو هُمام -وهي أول كنية له في الجهاد- من أوائل المنضمين إليها، ومن الموثوقين فيها، حتى أُرسل موفدا عنها إلى جزيرة العرب التي دخلها تحت غطاء العمرة مع أخويه (الحاج عفان) و(الحاج إبراهيم) -تقبلهما الله- للقاء بعض الإخوة هناك وإنجاز بعض المهام المكلف بها لصالح الجماعة، وأثناء غيابهم هناك وقعت معركة الفلوجة الثانية، التي انحاز المجاهدون بعدها من المدينة.

وبمجرد عودته إلى العراق بدأ مع الإخوة بالتخطيط للعمل داخل المدينة، فدخلها أميرا على مجموعة من المجاهدين لتنشيط العمل الأمني ضد الأمريكيين، الذين تمكنوا من إلقاء القبض عليه بعد فترة من وصوله وأودعوه سجن أبو غريب سيّء الصيت، وزيادة في تعذيبه تم إيداعه في قسم الـ«كوغر 5» وهو أشد أقسام السجن، ويتكون من محاجر انفرادية قضى فيها الشيخ شهورا عديدة، ثم نقل إلى «المخيّم 10» من سجن «بوكا» الشهير، ليمن الله عليه بالفرج بعد سنة تقريبا من تاريخ اعتقاله.

بعد خروجه من السجن (في جمادى الأولى من عام 1427 هـ) بيوم واحد اتصل بالإخوة أمراء العمل العسكري في الفلوجة ومحيطها ليبلغهم خروجه وعزمه على استئناف العمل ضد الصليبيين بأسرع وقت، فعاد إلى العمل الأمني داخل المدينة، ثم عينه المسؤول الأمني للأنبار عبد الله عزام القحطاني -تقبله الله- مسؤولا عن العمل الأمني في المدينة، وكانت الفلوجة حينها قاطعا يديره أبو حكيم الجزراوي -تقبله الله- تحت إمرة جراح الشامي -تقبله الله- أمير الأنبار، وأثناء قيام أبي حقّي -وهي كنيته في تلك المرحلة- مع مجموعة من جنوده باغتيال أحد المرتدين في مدينة الفلوجة أصيب برصاصات في كتفه، لم تقعده عن الجهاد سوى فترة قصيرة، عاد بعدها ليكمل عمله في التنكيل بأعداء الله من الصليبيين والمرتدين.

بعد إعلان دولة العراق الإسلامية وظهور الصحوات، انتقل -رحمه الله- للعمل في قاطع «أبو غريب» الذي أصبح أميرا عليه، وبقي يعمل هناك بكنيته الجديدة (أبو غازي)، حتى اعتقل على أحد الحواجز الأمنية داخل بغداد (في رجب من عام 1429 هـ) فبقي شهورا في سجن «الشعبة الخامسة» التابع لاستخبارات المرتدّين، ليتم إرساله بعد ذلك إلى الفلوجة حيث كان مطلوبا فيها بعدة دعاوى، فنجاه الله من القتل على أيدي الشرطة والصحوات الذين كانوا يقومون بإعدام أي جندي من جنود الدولة الإسلامية يقع بأيديهم، حيث قاموا بتحويله من مديرية الشرطة إلى سجن لهم في الخالدية يقومون فيه بتصفية الإخوة دون حسيب أو رقيب، لكن سخر الله له أحد المرتدين ممن سُجنوا معه سابقا ليخرجه من بين أيديهم، ويعيده إلى سجن مديرية شرطة الفلوجة، حيث أطلق سراحه لعجزهم عن إدانته بشيء.


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات
...المزيد

الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني بعد خروجه من السجن بفترة قصيرة التقى في بغداد بواليها مناف ...

الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني

بعد خروجه من السجن بفترة قصيرة التقى في بغداد بواليها مناف الراوي ووالي الفلوجة عباس الجواري -تقبلهما الله- لينسق معهما للعودة إلى ساحات الجهاد، فعمل في ولاية الفلوجة، وخاصة في «أبو غريب» قبل أن يصبح نائبا للوالي، ثم واليا على الفلوجة، ويستمر في مسؤوليته حتى اعتقل في واحدة من أكبر الضربات الأمنية التي تعرض لها المجاهدون آنذاك، حيث اعتقله الأمريكيون مع ثلّة من أصحابه في الولاية (في شعبان من عام 1431 هـ)، وسلموه للروافض الذين أودعوه في واحد من أبشع معتقلاتهم التابعة لما يعرف بجهاز مكافحة الإرهاب، والمعروف بسجن «جرائم 52»، حيث انفضح أمره، وكشف الروافض طبيعة عمله في الدولة الإسلامية، ما يعني بالنسبة له الحكم بالإعدام.

بعد انتهاء التحقيق معه تم تسفيره إلى سجن «التاجي»، فأصبح أميرا للإخوة في أحد أقسامه قبل أن ينصحه إخوانه في الخارج بتأمين الانتقال إلى سجن أبو غريب، حيث كانوا يخططون حينها لعملية تحرير الأسرى منه، ونجح مع ثلاثة من إخوانه في تحقيق ذلك، بعد أن أغروا الرافضة المسؤولين عن السجن ببعض المبالغ.

عند وصوله إلى سجن «أبو غريب» كانت خطة الهروب من السجن تقوم على نفق حفره الإخوة في إحدى غرف السجن، فاتخذ كنية جديدة هي (أبو زيد) وتم تعيينه أميرا على أحد أقسام السجن وعضوا في لجنة تنظيم عملية الهروب التي كانت تقوم بدور التنسيق بين الإخوة في داخل السجن وخارجه، وقدر الله أن فشلت خطة الهروب الأصلية باكتشاف الرافضة للنفق المحفور، وإخلائهم للغرفة التي حفر فيها وإغلاقها.

لم ييأس الشيخ وإخوانه من الأمر، بل مضوا لتحقيق غايتهم بعزم أقوى، سيما وقد تم اختياره أميرا لكل الإخوة في سجن «أبو غريب»، واتخذ لنفسه كنية جديدة هي (أبو حامد)، حيث كان ينسق مع الشيخ أبي عبد الرحمن البيلاوي -تقبله الله- لإنجاح الأمر حتى أتمه الله، وأخرجه الله والمئات من إخوانه من غياهب السجون، ليعود جنديا من جنود الدولة الإسلامية في صحراء الأنبار، قبل أن ينقله الشيخ البيلاوي إلى ولاية صلاح الدين أميرا عليها، بكنيته الجديدة (أبو نبيل).

ترافق دخوله إلى صلاح الدين مع العمليات الكبرى للدولة الإسلامية في العراق، التي تكللت بفتح نينوى وما بعده من الفتوحات، فقاد أبو نبيل كل غزوات صلاح الدين في ذلك الوقت وعلى رأسها غزوة سامراء، وقد ظهر في إصدار (على منهاج النبوة) الذي وثقها خطيبا وكان في الإخوة قبل انطلاق الغزوة، ثم أشرف على مذبحة الرافضة من جنود قاعدة سبايكر، وقتل الله على يديه الألوف من الرافضة.

بعد إعلان الخلافة، جاءت البيعات لأمير المؤمنين من كل حدب وصوب، وعلى رأسها بيعة مجاهدي ليبيا، فأرسل أمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي -حفظه الله- سيفه المجرب أبا نبيل ليكون أميرا عليهم، فوضع اللبنات الأول لصرح الدولة الإسلامية هناك.

وبقي أبو المغيرة القحطاني يجالد أعداء الله من المرتدين هناك حتى فتح الله على يديه مدينة سرت وما حولها، وذلك بعد غدر الصحوات بهم في درنة، ونجاته هو من محاولة اغتيال بأيديهم قتل فيها الكثير من إخوانه وجنوده، فتم له ولإخوانه التمكين في الأرض، فحكموا الشريعة، وأقاموا الحدود، وقاتلوا الكفار والمرتدين.

وكانت نهاية رحلة أخينا قتلا بأيدي الأمريكيين الصليبيين الذين استهدفوه بغارة جوية في مدينة «درنة»، بعد سنوات طويلة من الجهاد، فتقبله الله في الصالحين.

لقد كان الثبات على الطريق أبرز صفات الشيخ أبي المغيرة القحطاني رحمه الله، فمن يتتبع مسيرته الجهادية التي جاوزت 13 عاما، يرى بجلاء كيف أنه كان الجبل الأشم الذي لا تزلزله المحن، ولا توهن عزيمته الفتن، فكلما ابتلي بسجن ونجاه الله منه، عاد إلى مجالدة أعداء الله فور خروجه من بين أيديهم، وكلما أصابته جراحات صبر عليها واستمر في جهاده، وفي الوقت نفسه لم تنجح محاولات المرتدين في استمالته أو تثبيط عزيمته بالمغريات، ففي اعتقاله الأخير كان يعرف أنه سيحكم بالإعدام على القضايا التي أثبتها الروافض عليه، وكان ضباط المخابرات يحاولون إغراءه بإخراجه من السجن بفُتات من الدنيا وزخرفها، وقد ساوموه على إطلاق سراحه، ونجاته من عقوبة الإعدام لقاء مساعدتهم في اعتقال الشيخ أبي إبراهيم الزيدي، تقبله الله، فكان جوابه على طلبهم شبيها بجواب يوسف -عليه السلام- لمن أراد أن يفتنه بالسجن ليصده عن دينه (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)، فكان أن نجاه الله من الإعدام والسجن بعد بضع سنين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 24
السنة السابعة - الثلاثاء 19 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
الأمير النبيل أبو المغيرة القحطاني - تقبَّله الله ثبات حتى الممات
...المزيد

لا إله إلا الله - معناها وشروطها • معناها... لا معبود بحق إلا الله شهادة أن لا إله إلا الله ...

لا إله إلا الله - معناها وشروطها

• معناها... لا معبود بحق إلا الله

شهادة أن لا إله إلا الله متضمنة للنفي والإثبات

• تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى
•تثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لا شريك له

وهي الفارقة بين الكفر والإسلام، وهي كلمة التقوى، وهي العروة الوثقى، وهي التي جعلها إبراهيم عليه السلام: {كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها وترك العمل بمقتضاها، فإن المنافقين يقولونها وهم تحت الكفار في الدرك الأسفل من النار مع كونهم يصلون ويصومون ويتصدقون.

• وإنما تنفع باجتماع شروط

فمن عرف معناها، وعمل بمقتضاها، وتحقق بها علماً وعملاً واعتقاداً، فقد استمسك بالإسلام الذي قال الله فيه: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، قيل للحسن البصري: "إن ناساً، يقولون: من قال لا إله إلا الله، دخل الجنة"! فقال، من قال: "لا إله إلا الله، فأدى حقها، وفرضها دخل الجنة".

• شروط لا إله إلا الله

- العلم المنافي للجهل
- اليقين المنافي للشك
- الصدق المنافي للكذب
- الإخلاص المنافي للشرك
- المحبة المنافية للكراهية
- الانقياد المنافي للترك
- القبول المنافي للرد

إنفوغرافيك النبأ رجب ١٤٣٧ هـ
...المزيد

من معالم ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام • البراءة من المشركين ومن معبوداتهم {قَدْ كَانَتْ ...

من معالم ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام

• البراءة من المشركين ومن معبوداتهم
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ} [الممتحنة:٤]

• القيام بالجهاد على أتم وجه
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج:٧٨]

• دعوة الأقربين باللين
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} الآيات [مريم:٤٢-٤٥]

• عدم الخوف من المشركين وتهديداتهم
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ} [الأنعام:٨١]

• الهجرة وترك الأهل
{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} [إبراهيم:٣٧]

• تفويض الأمور إلى الله
{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة:١٣١]

• مناظرة أهل الباطل
{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ} [الأنعام:٨٠]

• كثرة الدعاء والتوبة إلى الله
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود:٧٥]
الصبر على البلاء ثم الإمامة في الدين
{وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة:١٢٤]

• الصبر على البلاء ثم الإمامة في الدين
{وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} [البقرة:١٢٤]

• الثبات على التوحيد ولو كنت وحدك
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل:١٢٠]

• تحطيم رموز الشرك ومعبوداتهم
{وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} [الأنبياء:٥٧]

• الخوف من الشرك والعناية بالأبناء
{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم:٣٥]

• التضحية في سبيل الله بالغالي والنفيس
{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} [الصافات:١٠٣]

• الوفاء
{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ} [النجم:٣٧]

• الشكر لنعم الله
{شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ} [النحل:١٢١]

• قوة الحجة
{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ} [الأنعام:٨٣]

إنفوغرافيك النبأ ذو الحجة ١٤٤٢ هـ
...المزيد

3/3 أما إسباغ صفة العرقية أو الوطنية على جهاد يحددونه بحدود سايكس وبيكو؛ فهذا ما لا يلزمنا ولن ...

3/3

أما إسباغ صفة العرقية أو الوطنية على جهاد يحددونه بحدود سايكس وبيكو؛ فهذا ما لا يلزمنا ولن نحتكم إليه ما حيينا، وسيسعى المجاهدون لتحطيم هذه الأصنام وهذه الطواغيت وهذه الحدود؛ لأنها - أصلًا - من مخططات الصليبيين ومن وضعهم، فهم من وضع هذه الحدود المصطنعة.

الشيخ أبو مصعب الزرقاوي
من كتيب حوار مع الشيخ أبي مصعب الزرقاوي
حاوره: أبو اليمان البغدادي
صادر عن مؤسسة الفرقان || ١٤٢٧ هـ


* الخارجية الأمريكية:
الدبلوماسيون بحثوا مع هيئة تحرير الشام التطورات الإقليمية ومحاربة الدولة الإسلامية.

* المبعوث الأممي لسوريا:
شطب اسم هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ليس مجانا، ويعتمد على سلوكها والجماعات الأخرى.
...المزيد

2/3 سوريا المستقبل" أو "الحرة" التي تسعى الصحوات إليها، سبق أن جلاها قادة الدولة الإسلامية في ...

2/3

سوريا المستقبل" أو "الحرة" التي تسعى الصحوات إليها، سبق أن جلاها قادة الدولة الإسلامية في خطاباتهم قبل سنوات طويلة، واليوم تظهر معالمها الجاهلية واضحة في بيانات الهيئات المرتدة، التي طغت عليها لغة الطمأنة للنظام الدولي، و "التعايش" مع الأقليات "الوثنية والباطنية كالعلوية والإسماعيلية والإيزيدية!" ناهيك عن النصرانية، بل ذهبت هيئات الردة أبعد من ذلك، عندما خاطبت روسيا الصليبية بصفتها "شريكا محتملا في بناء مستقبل مشرق لسوريا الحرة"، وخاطبتِ الحكومة العراقية الرافضية بلغة "التفاهم والتعاون الأخوي"!.

افتتاحية النبأ ٤٧٢ "سوريا الحرة وسوريا الأسد"

_
الجولاني "عدو الشرع":

• الحكم القادم سيتضمن انتخابات
• بشار الأسد نشر الطائفية واليوم بلدنا لنا جميعا
• ليست لدينا عدوات مع المجتمع الإيراني
• سنبدأ تعاونا استراتيجيا واسعا مع قطر
• أعطينا الروس فرصة لإعادة النظر في علاقتهم مع الشعب السوري
• لسنا بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل
• على الحكومات الأجنبية ألا تقلق بشأن الوضع في سوريا
...المزيد

1/3 يا أهل الشام؛ إن كل مَن يدعو لدولة مدنية، هو عميل وشريك لليهود والصليبيين وطاغية جديد، ...

1/3

يا أهل الشام؛ إن كل مَن يدعو لدولة مدنية، هو عميل وشريك لليهود والصليبيين وطاغية جديد، فالتفوا حول المجاهدين فما لكم سواهم بعد رب العالمين.
يا أهل الشام؛ لا يلبّس عليكم أو يغرّنّكم الإعلام، فإنما نحن بين ظهرانيكم، فلا تحكموا إلا بما ترونه بأعينكم ، وتحسّونه بأيديكم، والله إنها مؤامرة العراق، حذو القذة بالقذة، إنها والله الدولة المدنية والمشروع الوطني وإنها الصحوات؛ فقد عرفناها وعرفنا شنشنتها؛ فبالأمس في العراق ائتلاف ومجلس وطني، وكتل وأحزاب سياسية وجيش إسلامي، وجـيـش مجاهدين وفصائل وجماعات، وها هم اليوم يعادون في الشام، بـنـفـس العـرّابـيـن والداعمين والممولين بل بنفس الأسماء.

من الكلمة الصوتية (والرائد لا يكذب أهله) || ربيع الأول ١٤٣٥ هـ
الشيخ المجاهد أبو محمد العدناني ( تقبله الله)
...المزيد

أمراض القلوب • {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ۝٨٨ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ ...

أمراض القلوب

• {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ۝٨٨ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٨- ٨٩]، قال رسول الله ﷺ: "إن الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" [رواه البخاري ومسلم]

• من أسباب أمراض القلوب

- مخالطة الغافلين
- ذنوب الخلوات
- إطلاق البصر في الحرمات
- الانشغال بالدنيا
- الغفلة عن ذكر الله

• بعض أنواع أمراض القلوب

النفاق: قال رسول الله ﷺ: أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها؛ إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر [رواه البخاري].

• اتباع الهوى: قال تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [سورة ص:٢٦].

• الكبر: قال رسول الله ﷺ: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس [رواه مسلم].

• الحسد: قال رسول الله ﷺ: لا تباغضوا ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام [رواه البخاري].

• الرياء: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قال: قلنا: بلى، فقال: الشرك الخفي؛ أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته، لما يرى من نظر رجل [رواه ابن ماجه].

• سوء الظن: قال رسول الله ﷺ: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا" [رواه البخاري].

• علاج أمراض القلوب

- محاسبة النفس
- التوبة والاستغفار
- الدعاء
- الإكثار من الطاعات الخفية
- ذكر الله وقراءة القرآن
- غض البصر
- تذكر الآخرة
- الإخلاص في الأعمال

• إنفوغرافيك النبأ جمادى الآخرة ١٤٣٧ هـ
...المزيد

أوَّلُ مَن يَدخلُ الجنَّةَ • عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: هل تدرون من ...

أوَّلُ مَن يَدخلُ الجنَّةَ

• عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: هل تدرون من أول من يدخل الجنة من خلق الله؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون الذين يسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، فيقول الله لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة: ربنا نحن سكان سمواتك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم؟ قال: إنهم كانوا عبادا يعبدوني لا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:٢٤] [أخرجه أحمد وابن حبان]

إنفوغرافيك النبأ ذو القعدة 1441 هـ
...المزيد

غراس التوحيد تثمر.. ولو بعد حين • يمنّي الصليبيون وأذنابهم من الطواغيت والمنافقين أنفسهم أن ...

غراس التوحيد تثمر.. ولو بعد حين

• يمنّي الصليبيون وأذنابهم من الطواغيت والمنافقين أنفسهم أن يناموا يوما ما ليستيقظوا وقد اختفت الدولة الإسلامية من الوجود، وأن عقيدتها ومنهجها قد انتزعا من صدور المسلمين، رغم أنهم باتوا يعلمون علم اليقين أن أحلامهم هذه مستحيلة التحقّق بإذن الله، حتى باتوا لا يخفون يقينهم بأن معركتهم العقدية مع الدولة الإسلامية أصعب بكثير من معاركهم العسكرية.

فالمشركون قد جربوا سابقا العمل على هزيمة الدولة الإسلامية في ساحات المعارك، مستخدمين كل ما أوتوا من قوة ومكر، وجندوا كل ما توفر لديهم من مرتزقة وصحوات، وأمعنوا قتلا وأسرا في كل من شكّوا في ارتباطه بالمجاهدين، وضيقوا الأرض عليهم ما أمكنهم ذلك، حتى لم يبق في العراق كله من المجاهدين العاملين سوى ثلة من المؤمنين، ولكن العقيدة التي ثبت عليها قادة الدولة الإسلامية وجنودها، ودفعوا من دمائهم وأشلائهم أثمانا باهظة لثباتهم عليها، ورفضهم التنازل عنها، أثمرت - بفضل الله - عشرات الألوف من المجاهدين الجدد الذين فتح الله بهم البلاد، وهدى بهم العباد، حتى باتت راية الخلافة الإسلامية تخفق في أرجاء الأرض.

فعقيدة التوحيد إذا ما قامت في قلب فإنها تحيله إلى شعلة من نار لا تنطفئ حتى تحرق المشركين، وهذا هو الانتصار الأكبر الذي منّ الله به على الدولة الإسلامية، والذي يفوق في أهميته كل الانتصارات العسكرية التي تحققت على الأرض، إذ زرعت في قلوب الملايين من الناس بذور هذه العقيدة، فمنها ما برعم، ومنها ما نبت، ومنها ما استوى على سوقه، ومنها ما أزهر ثم أثمر جهادا واستشهادا.

وقد بتنا - بفضل الله - نرى النتائج على الأرض في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص، والتي زاد فيها الصليبيون والمرتدون من شدة حملتهم ضد دولة الخلافة، حيث بلغت أعداد الاستشهاديين والانغماسيين أرقاما قياسية، ففي كل شهر تبلغ أعداد المنغمسين في أعداء الله بأجسادهم، وسياراتهم المفخخة، وأحزمتهم الناسفة ما يقارب المائتين بفضل الله، عدا عن المئات من الشهداء المقتحمين في الصفوف الأولى، وفي كل شهر نجد أن أعداد الاستشهاديين والانغماسيين من عشاق الشهادة في ازدياد والحمد لله، فبأي شيء يتوعدنا الصليبيون والمرتدون، إن كان إخواننا يتسابقون إلى الموت، وكلما فني منهم جيل، مضت على آثار خطواتهم أجيال من أهل التوحيد وأصحاب الجهاد.

إن الأحداث الماضية أظهرت للناس جميعا أن ما يمكن لجنود الخلافة أن يأخذوه في أيام قليلة، وبأقل الأعداد من المجاهدين الصادقين، سيحتاج أعداءُ الله شهورا طويلة لاستعادته، إن تمكنوا من ذلك، بعد أن يخسروا الآلاف من جنودهم، والعالم كله يعرف أن عودة الدولة الإسلامية لاستعادتها مرة أخرى ليس بعسير إذا ما يسّره الله، وأن امتدادها لأي من أطراف محيطها الهش هو أسهل من ذلك بكثير، وما قصص الرمادي وتدمر عنا ببعيد، فبأي شيء يتفاخر الصليبيون والمرتدون، إن كان اكتسابنا للأرض سهلا علينا، بفضل الله، عسيرا على أعدائنا، وما ينحاز جنودنا من جهة من الجهات إلا واقتحمنا عليهم جهة أخرى هي أعز على نفوس أعدائنا مما انحزنا عنه من الأرض.

إن الأرض لله كلها، وإنما نحن مستخلفون فيها لا أكثر، لنعمل فيها بما أمرنا، من إقامة شرعه، والدعوة إلى عبادته، وما دمنا نقوم بذلك في كل أرض يفتحها الله علينا، فإنا لا نبالي بأسماء الأماكن التي يسخرنا الله لفتحها، والتي لن ننحاز منها إلا بعد أن نعمر القلوب بتوحيد الله، فنخرج منها بالموحدين، ولا يستطيع هو أن يدخلها بمن معه من المشركين والملحدين إلا وهو خائف يترقب.

لقد أثبتت تجارب التاريخ، أن عقيدة التوحيد إن تمكنت من الظهور في أرض ما ولو لسنوات قليلة فإن أثرها يبقى في هذه الأرض لقرون، وإن البذور التي تزرع فيها، تنتج أجيالا من الموحدين، كلما فني جيل أورث الذي يليه حبا لدين الله ونقمة على أعداء الله، وتربصّا بهم، وجهادا لهم، وإن كل المناطق التي دخلتها الدولة الإسلامية اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، ستبقى غصة في حلوق المشركين لقرون عديدة ولو تمكنوا من قتل كل هذا الجيل من جنود الخلافة وحراس التوحيد، فليتربّصوا إنا معهم متربّصون.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
غراس التوحيد تثمر.. ولو بعد حين
...المزيد

صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة • ثالثا: أن يكون ساترا لجميع البدن ومنه الوجه ...

صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة


• ثالثا: أن يكون ساترا لجميع البدن ومنه الوجه والكفان:

قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذٰلك أدنىٰ أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59]، وفي هذه الآية أمر الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر النساء عموما، ويبدأ بزوجاته وبناته لشرفهن ولأنهن آكد من غيرهن، أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، والجلباب هو ما يكون فوق الثياب من رداء وإزار وخمار ونحوه [تفسير ابن كثير وتفسير السعدي].

رابعا: أن لا يكون لباس شهرة:

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا) [أخرجه أبو داود وغيره وحسنه المنذري]، والمراد بلباس الشهرة: هو اللباس الذي يثير الاستغراب والاستقباح عند الناس! بتعبير آخر: هو اللباس الذي يعرض صاحبه للتشهير وحديث الناس لغرابة لونه أو صفته أو كيفية خياطته، ويختلف ثوب الشهرة من زمن لآخر ومن مكان لآخر، فقد يعد لباس في زمن ما أو بلد ما لباس شهرة، ولا يعتبر كذلك في زمان آخر أو بلد آخر، وفق الأعراف.

خامسا: أن لا يشبه لبس الكافرات:

فمن أهم أصول الدين مخالفة الكفار والمشركين، وهذا الأصل ثابت وراسخ في الكتاب والسنة الصحيحة، من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حينما رآه لابسا ثوبين معصفرين: (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها) [رواه مسلم]، ومن لباس الكافرات اليوم ما تلبسه النصرانيات واليهوديات والعلمانيات والوثنيات.

سادسا: أن لا يشبه ملابس الرجال:

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل) [رواه أبو داود وغيره وصححه الحاكم]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال) [رواه الإمام أحمد].

سابعا: أن لا يكون لباس زينة يلفت الأنظار:

لقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن} [النور: 31]، وقوله سبحانه: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولىٰ} [الأحزاب: 33]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم) [حديث صحيح رواه الإمام أحمد]، فإذا كان حجاب المرأة في ذاته زينة فلا يسمى حجابا، لأن العلة من تشريع الحجاب هي منع ظهور الزينة للأجانب، فلا يعقل حينئذ أن يكون الحجاب نفسه هو زينة! فعلى المسلمة التي تريد أن تحقق هذا الشرط أن تراعي في ثوبها بأن يكون خاليا من الزخارف وأن لا يجذب لونه أنظار الرجال.


ثامنا: أن لا يكون مطيبا (معطرا أو مبخرا):
قال صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) [أخرجه النسائي وغيره، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا) [حديث صحيح رواه الإمام أحمد]، قال ابن دقيق العيد: «وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال» [فيض القدير للمناوي].

أختاه المسلمة:

هذه هي صفات حجابك الشرعي التي يحرم عليك مخالفة إحداها أمام الرجال الأجانب، وهم جميع الرجال غير المحارم، ومحارم المرأة التي لا حرج عليها من عدم التحجب عنهم هم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة النور في الآية 31 حيث قال سبحانه: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}، فليس من محارمك أيتها العفيفة أخو زوجك وابن عمك وابن خالك وغيرهم من أقاربك، فإياك أن تتكشفي أمامهم فقد قال نبيك، عليه الصلاة والسلام: (إياكم والدخول على النساء) فقال رجل: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال صلى الله عليه وسلم: (الحمو الموت) [متفق عليه]، قال النووي: الأحماء -جمع حمو- هم أقارب الزوج، ووصفهم الحديث بالموت لأن الخلوة بقريب الزوج أكثر من الخلوة بغيره والشر يتوقع منه أكثر من غيره لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة بها من غير نكير بخلاف الأجنبي [شرح النووي على مسلم].


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من مقال:
صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
28 شعبان 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً