إن الرؤية التي نملكها للصغير، أو يمتلكها هو بنفسه أشبه بنبتة عزيزة، تحتاج حتى تستمر في النمو إلى سقاية وعناية مستمرة، حيث يكون بقاؤها حية هو الهدف النهائي.

تنشئة الأجيال الجديدة على حب الكتاب وتعشق المعرفة شيئاً ذا أولوية مطلقة إذا ما أردنا لمستقبل الأمة أن يكون خيراً من حاضرها.

معرفة ميول الطفل وإمكاناته العقلية يمكن اكتشاف كثير منها من خلال بعض اختبارات الذكاء، ومن خلال درجات الطفل في المدرسة، ومن خلال ملاحظات والديه وأساتذته، وقد يكون الأهم من كل ذلك الشيء الذي يرغب الطفل في قضاء وقت فراغه فيه.

الذكاء الموجود لدى الإنسان متنوع، ورغباته أيضاً متنوعة، والشيء الأجمل هو إيجاد درجة عالية من التوافق بين مواهب الطفل ورغباته.

إن من المهم أن نتذكر أن كل طفل عبارة عن مخطوطة فريدة في تكوينه الجسمي والعقلي والنفسي، وسيكون من الخطأ البالغ معاملة كل الأطفال معاملة واحدة، كما أن من المهم أن نتذكر أن البارئ عز وجل قد منح كل إنسان ميزة معينة، أو نقطة تفوق على كثير من أقرانه، ومهمتنا تتمثل في اكتشاف نقطة التفوق ورعايتها وتنميتها حتى تمنح الطفل نوعاً من الفرادة في بلده ومحيطه الأوسع.

التعليم الجيد عالي التكلفة هذه الأيام وفوق طاقة كثير من الأسر، لكن من المهم أن يدرك الأبوان أن التعليم الرديء أعظم كلفة بكثير من التعليم الجيد ولكن على المدى البعيد. 

مهما كان اهتمام الأسرة بصغارها، فإنها لا تستطيع أن تقدم لهم كل شيء، والطريق الأمثل لتفوقهم العلمي هو تدريسهم في مدارس جيدة على مستوى التوجيه الأخلاقي وعلى مستوى التعليم والتدريب.

في إمكان التربية الممتازة بمشيئة الله تكوين طفل متفوق وناجح في حياته، ولو كان ذكاؤه عادياً، هذه الحقيقة يجب أن نستحضرها في كل مراحل تربية الأبناء.

نحن نحتاج من كل أسرة أن تنظر إلى تربية كل طفل من أطفالها على أنها مشروع مهم يستحق كل العناية وتوفير كل الموارد والأدوات المطلوبة، والبداية دائماً في الثقافة التربوية التي على الأبوين امتلاكها من أجل نجاح المشروع.

ما يتأذى منه الآخرون كثير، ومنه أن نحدثهم عن إنجازاتنا وإنجازات أبنائنا، ومنه أن تتحدث المرأة عن حسن أخلاق زوجها أمام امرأة مطلقة، وأن يتحدث شخص عن العقارات التي امتلكها أمام شخص معدم لا يملك أي شيء.

كثيراً من الآباء والأمهات يقضون جزءاً مهماً من مسامراتهم في تجريح فلان والعتب على فلان وتسفيه فلانة ... وهذا يعزز النزعة الأنانية لدى الطفل مع ما فيه من رذيلة الغيبة. 

الاعتذار لمن نقع في خطأ معه شيء مهم، وهو جزء من تكريمنا له، وجزء من اعترافنا بإنسانيته وحرمته، شيء جميل أن نعوّد الطفل أن ينطق كلمات من نحو: آسف، أعتذر، حقك عليَ، لم أقصد الإساءة، لم أنتبه، لم أكن لطيفاً.