المصدر: فريق عمل طريق الإسلام
- مصر
- ar.islamway.net
ابن قيم الجوزية
الفوائد (45)- تولد الطاعة ونموها وتزايدها
مثال تولد الطاعة ونموها وتزايدها، كمثل نواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت فأكلت ثمرها، وغرست نواها، فكلما أثمر منها شيء، جنيت ثمره، وغرست نواه. وكذلك تداعي المعاصي، فليتدبّر اللبيب هذا المثال، فمن ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (44)- هذه الأربعة
ارجع إلى الله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك، ولا تشرد عنه من هذه الأربعة، فما رجع من رجع إليه بتوفيقه إلا منها، وما شرد من شرد عنه بخذلانه إلا منها، ما موفق يسمع ويبصر ويتكلّم ويبطش بمولاه، والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (43)- شجرة المحبة
إذا علقت شروش (أي الأصول) المعرفة في أرض القلب، نبتت فيه شجرة المحبة، فإذا تمكّنت وقويت أثمرت الطاعة، فلا تزال الشجرة: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم من الآية:25].
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (81)- نذير الاستشراق
ففي ذلك الوقت جاءهم النذير، نذير الاستشراق للمسيحية الشمالية بالخطر المدلهم الذي تهددهم به يقظة دار الإسلام بقيام محمد عبد الوهاب في جزيرة العرب، وظهور الجبرتي الكبير، في مصر هو الزبيدي ومن قبله البغدادي. كان نذير الاستشراق مروعًا وحاسمًا حثيثًا إلى سواحل جزيرة العرب الشرقية، وبالدهاء والمكر والدسائس جاءت في زي الناصر والمعين لتتدسس إلى يقظة ابن عبد الوهاب، يقظة تنقية الدين مما تراكم عليه من البدع المفسدة لعقيدة التوحيد، لتتخذ بذلك عندها يدًا، وبهذه اليد تسيطر عليها وتحتويها، وأبعدت إنجلترا الرحلة من ناحية اخرى، تؤلب عليها من حولها لتطوقها تطويقًا يحول بينها وبين الانتشار. وهذا هو أسلوب بريطانيا حيث حلت من الأرض.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (80)- إنجلترا وفرنسا وصراع مستميت على الهند!
كانت دول أوربة كلها في صراع مستميت فيما بينها على نهش أطراف دار الإسلام، واستنزاف ثرواتها وكنوزها وخيراتها بشراهة لا تشبع. وكان أكبر الصراع المتوحش على الطرف البعيد في الهند، حيث لا تستطيع طليعة الإسلام في دار الخلافة (تركية) أن تصنع لإنقاذها شيئَا ذا بال، بل هي يومئذ مشغولة أيضًا بالحفاظ على وجودها وهيبتها لا أكثر. كان أكبر دولتين يومئذ: إنجلتر وفرنسا، وكان السبق لإنجلترا، فأنشأت ما يسمونه شركة الهند الشرقية البرطانية، وهو أول جهاز استعماري قوي، وتبعتها فرنسا فأنشأت جهازها الاستعماري باسم شركة الهند الشرقية الفرنسية، ولا يغرنك لفظ شركة فإنه في الحقيقة جيش غاز مسلح، مهمته النهب والسلب وقطع الطريق، وتخويف الضعفاء الذين لا يملكون عن أنفسهم دفعًا. بدأ الصراع بين الشركتين في الهند، صراعًا مستحرًا مستميتًا، وظل محتدما حتى قضت الشركة البريطانية على الفرنسية قضاءً مبرمًا، في معركة فاصلة، وطردتها من الهند كلها، فخرجت هي والأسبان وغيرهم من حلبة الصراع في الهند دامية وجوهم وأكبادهم، وأستأثرت إنجلترا وحدها بالصيد الغزير.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (42)- من عظم وقار الله في القلب
من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه، وقّره الله في قلوب الخلق أن يذلّوه.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (41)- معرفة قدر المحبوب
المحبّون إذا خربت منازل أحبّائهم قالوا: سقيا لسكانها، وكذلك المحب إذا أتت عليه الأعوام تحت التراب ذكر حينئذ حسن طاعته له في الدنيا وتودده إليه، وتجد رحمته وسقياه لمن كان ساكنًا في تلك الأجسام البالية.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (40)- معرفة قدر الله وقدر النفس
طوبى لمن أنصف ربّه فأقر له بالجهل في علمه، والآفات في عمله، والعيوب في نفسه، والتفريط في حقه، والظلم في معاملته. فإن آخذه بذنوبه رأى عدله، وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله. وإن عمل حسنة رآها من منّته وصدقته عليه، فإن قبلها فمنّة وصدقة ثانية، وإن ردّها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به. وإن عمل سيّئة رآها من تخلّيه عنه، وخذلانه له، وإمساك عصمته عنه، وذلك عدله فيه، فيرى في ذلك فقره إلى ربّه، وظلمه في نفسه، فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه. ونكتة المسألة وسرّها أنّه لا يرى ربّه إلا محسنًا ولا يرى نفسه إلا مسيئًا أو مفرطًا أو مقصّرًا فيرى كل ما يسرّه من فضل ربّه عليه وإحسانه إليه، وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (79)- الاستشراق عين الاستعمار
الاستشراق كما رأيت قبل هو عين الاستعمار التي بها يبصر ويحدق، ويده التي بها يحس ويبطش، ورجله التي بها يمشي ويتوغل، وعقله الذي به يفكر ويستبين، ولولاه لظل في عميائه يتخبط. ومن جهل هذا فهو ببدائه العقول ومسلماتها أجهل. فلما فزع الاستشراق فزعت معه كل المسيحية الشمالية ودولها التي كانت أساطيلها تطوق دار الإسلام من أطرافها البعيدة، وتتوغل بسيطرتها على سواحلها، متحسسة طريقها إلى قلب هذه الدار المترامية الأطراف، بالدهاء وبالمكر وبالخديعة، وبالتنمر أحيانًا حين يتطلب الأمر التنمر والترويع.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (78)- يقظتنا ويقظتهم (5)
وببديهة العقل، لم يكن للمسيحية الشمالية يومئذ خيار، طريق واحد لا غير، هو العمل السريع المحكم، واهتبال الغفلة المحيطة بهذه اليقظة الوليدة، كما حدثتك آنفًا، ومعاجلتها في مهدها قبل أن يتم تمامها ويستفحل أمرها، وتصبح قوة قادرة على الصراع والحركة والانتشار، فأن تم ذلك، فما هو إلا أن تعود الحرب بين الشمال والجنوب جذعة، وعندئذ لا يضمن أحد مغبة الصراع المشتعل بين سلاحين متكافئين، وثقافتين متكاملتين. لا يضمن أحد لأي الفئتين تكون الدولة والغلبة والسيادة ومرة أخرى أقول لك: لا تنظر الآن إلى الفرق الهائل الكائن اليوم بين الشمال المسيحي والجنوب الإسلامي. ولعلم الاستشراق يومئذ بهذه الحقيقة، كان فزعهم الأكبر. لا تنس هذا أبدًا، وكن على حذر من الضلال، ومن التضليل والتغرير الذي تعج به اليوم حياتنا هذه الأدبية الفاسدة، وألسنتها الثرثارة المتشدقة بأوهام (الأصالة والمعاصرة) و (القديم والجديد) و (الثقافة العالمية)، وبالقضية الهزلية: قضية موقفنا من الغرب! ياله من عار فاضح! وياله من عبث رزين متعاقل!
ابن قيم الجوزية
الفوائد (39)- نتائج المعصية
نتائج المعصية: قلّة التوفيق وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربّه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال. تتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله، كما يتولّد الزرع عن الماء، والإحراق عن النار، وأضداد هذه تتولّد عن الطاعة.
ابن قيم الجوزية
الفوائد (37)- التقوى
التقوى ثلاث مراتب:
إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات.
الثانية: حميتها عن المكروهات.
الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.
فالأولى تعطي العبد حياته، والثانية تفيد صحته وقوته، والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته.