كناشة الفوائد (19) التفرق

 

سئل الشعبي عن طائفة نُصرت وهي على الباطل فقال: ذلك بأنهم جهلوا الحق واجتمعوا وتفرقتم ولم يكن الله ليظهر أهل فرقة على جماعة أبدًا (حلية الأولياء: [٤/٣١٥]).

 

قلتُ: فانظر إلى عقل هذا الرجل، كيف أدرك بثاقب نظره في سنن الله تعالى أن التفرق -وإن أهله أصحاب منهج صحيح- يسلط عليهم الأمم المجتمعة وإن كانوا على منهج خطأ.

اختبر بطانتك

ينبغي أن تكون بطانة الحاكم محلَّ شَكِّه، كما أنها محل تصديقه؛ فيختبر صِدقُها حتى لا تُضل الأمة، قال سليمان للهدهد:  {سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [النمل:27].

فقد تُوُدّع منهم!

في الحديث:«إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له: إنك أنت ظالم، فقد تُوُدّع منهم» (مسند أحمد [10/30])، ومع هذا فشعوبنا المسلمة أكثر شعوب العالم ظلمًا مع تفشي الجبن!

اللسان العربي

اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون. اعتياد اللغة: يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيراً قوياً بين، ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة؛ مشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق (الاقتضاء [203،207]).

نُصرت أمة الإسلام!

نُصرت أمة الإسلام بهيبة دينها لا بقوة دنياها، فإذا تركت دينها رجعت فلا هيبة دين ولا قوة دنيا، قال صلى الله عليه وسلم: «ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم» (صحيح أبي داود [4297]).

لَا تُنصَرُونَ

يتأخر نصر الأمة وسيادتها بسبب ركونها إلى عدو الله واعتمادها عليه، فالله نهاهم فقال {وَلَا تَرْكَنُوٓا۟ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟} [هود من الآية:113]، ثم توعدهم فقال {لَا تُنصَرُونَ} [هود من الآية:113].

الشدائد تُنقي صفّ الأمة

الشدائد تُنقي صفّ الأمة من الدخلاء فيه، خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أُحد فلَحِق أقوامٌ من المدينة بالمشركين فقال «المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها» (صحيح البخاري [1883]).

أخطر أعداء الأمة!

أخطر أعداء الأمة منافقوها، لأنهم قد يخفون على العالِم فكيف بالجاهل، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ ۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ} ​[المنافقون من الآية:4]. 

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً