سورة البروج - تفسير السعدي



" والسماء ذات البروج "

أقسم الله تعالى بالسماء ذات المنازل التي تمر بها الشمس والقمر,

" واليوم الموعود "

وبيوم القيامة الذي وعد الله الخلق أن يجمعهم فيه,

" وشاهد ومشهود "

وشاهد يشهد, ومشهود يشهد عليه.
ويقسم الله- سبحانه- بما يشاء من مخلوقاته, أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله, فإن القسم بغير الله شرك.

" قتل أصحاب الأخدود "

هلك وعذب ولعن الذين شقوا في الأرض شقا عظيما, لتعذيب المؤمنين,

" النار ذات الوقود "

وأوقدوا النار الشديدة ذات الوقود,

" إذ هم عليها قعود "

إذ هم قعود على الأخدود ملازمون له,

" وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود "

وهم على ما يفعلون بالمؤمنين من تنكيل وتعذيب حضور

" وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد "

وما أخذوهم بمثل هذا العقاب الشديد إلا أن كانوا مؤمنين بالله العزيز الذي لا يغالب, الحميد في أقواله وأفعاله وأوصافه,

" الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد "

الذي له ملك السموات والأرض, وهو- سبحانه- على كل شيء شهيد, لا يخفى عليه شيء.

" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق "

إن الذين حرقوا المؤمنين والمؤمنات بالنار.
ليصرفوهم عن دين الله, ثم لم يتوبها, فلهم في الآخرة عذاب جهنم, ولهم العذاب الشديد المحرق.

" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير "

إن الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحات, لهم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار, ذلك الفوز العظيم.

" إن بطش ربك لشديد "

إن انتقام ربك من أعدائه وعذابه لهم لعظيم شديد,

" إنه هو يبدئ ويعيد "

إنه هو يبدئ الخلق ثم يعبده,

" وهو الغفور الودود "

وهو الغفور لمن تاب, الودود المحب لأوليائه,

" ذو العرش المجيد "

ذو العرش العظيم,

" فعال لما يريد "

فعال لما يريد, لا يمتنع عليه شيء يريده.

" هل أتاك حديث الجنود "

هل بلغك- يا محمد- خبر الجموع الكافرة المكذبة لأنبيائها,

" فرعون وثمود "

فرعون وثمود, وما حل بهم من العذاب والنكال, لم يعتبر القوم بذلك,

" بل الذين كفروا في تكذيب "

بل الذين كفروا في تكذيب متواصل كدأب من قبلهم,

" والله من ورائهم محيط "

والله قد أحاط بهم علما وقدرة, لا يخفى عليه منهم ومن أعمالهم شيء وليس القرآن كما زعم المكذبون المشركون بأنه شعر وسحر, فكذبوا به,

" بل هو قرآن مجيد "

بل هو قرآن عظيم كريم,

" في لوح محفوظ "

في لوح محفوظ, لا يناله تبديل ولا تحريف.

 

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً