الفوائد (41)- معرفة قدر المحبوب

المحبّون إذا خربت منازل أحبّائهم قالوا: سقيا لسكانها، وكذلك المحب إذا أتت عليه الأعوام تحت التراب ذكر حينئذ حسن طاعته له في الدنيا وتودده إليه، وتجد رحمته وسقياه لمن كان ساكنًا في تلك الأجسام البالية.

الفوائد (40)- معرفة قدر الله وقدر النفس

طوبى لمن أنصف ربّه فأقر له بالجهل في علمه، والآفات في عمله، والعيوب في نفسه، والتفريط في حقه، والظلم في معاملته. فإن آخذه بذنوبه رأى عدله، وإن لم يؤاخذه بها رأى فضله. وإن عمل حسنة رآها من منّته وصدقته عليه، فإن قبلها فمنّة وصدقة ثانية، وإن ردّها فلكون مثلها لا يصلح أن يواجه به. وإن عمل سيّئة رآها من تخلّيه عنه، وخذلانه له، وإمساك عصمته عنه، وذلك عدله فيه، فيرى في ذلك فقره إلى ربّه، وظلمه في نفسه، فإن غفرها له فبمحض إحسانه وجوده وكرمه. ونكتة المسألة وسرّها أنّه لا يرى ربّه إلا محسنًا ولا يرى نفسه إلا مسيئًا أو مفرطًا أو مقصّرًا فيرى كل ما يسرّه من فضل ربّه عليه وإحسانه إليه، وكل ما يسوؤه من ذنوبه وعدل الله فيه.

الفوائد (39)- نتائج المعصية

نتائج المعصية: قلّة التوفيق وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربّه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال. تتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله، كما يتولّد الزرع عن الماء، والإحراق عن النار، وأضداد هذه تتولّد عن الطاعة.

الفوائد (37)- التقوى

التقوى ثلاث مراتب:

إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات.
الثانية: حميتها عن المكروهات.
الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.
فالأولى تعطي العبد حياته، والثانية تفيد صحته وقوته، والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته.

الفوائد (35)- العلم والعمل والإخلاص

لو نفع العلم بلا عمل، لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص، لما ذم المنافقين.

الفوائد (34)- الأُنس به

المخلوق إذا خِفْتَه استوحشت منه وهربت منه، والرب تعالى إذا خفته أنست به وقربت إليه.

الفوائد (36)- دافع الخطرة

دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة، فان لم نفعل صارت شهوة. فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمّة، فإن لم تدافعها صارت فعلًا، فإن لم تتداركها بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها.

الفوائد (31)- أعظم الربح

أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها.

الفوائد (33)- يخرج العارف من الدنيا

يخرج العارف من الدنيا ولم يقضي وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه، وثناؤه على ربّه.

الفوائد (32)- شهوة ساعة

كيف يكون عاقلًا من باع الجنّة بما فيها شهوة ساعة.

الفوائد (29)- للعبد رب وبيت

للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضي ربّه قبل لقائه، ويعمّر بيته قبل انتقاله إليه.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً