رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (22)- علم الدنيا وعلم الآخرة

وانتبه بعض الرهبان والملوك وعقلاء الرجال، وبحثوا عن مخرج قبل أن يتفاقم الأمر. فكان بينا لعقلائهم أن سر قوة الحضارة الإسلامية هو العلم، علم الدنيا وعلم الآخرة. فعلم الآخرة، وهو الدين؛ مقنع لجماهير البشر، فهم يدخلونه طوعًا واختيارًا، وعلم الدنيا؛ كما رأوا هو الذي مكن لهذه الحضارة الإسلامية أن تمتلك هذه القوة الهائلة المتماسكة التي شعروا أنها مستعصية على الاختراق، وهذه الأبهة الهائلة التي تعيش فيها دار الإسلام. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (6)- طبيعة الميدان!

فهذا كما ترى، ميدان لا يطيق النزول في أرضه وبحقه، إلا ما أوتي حظًا وافرًا من البصر النافذ، والإخلاص المتجرد لطلب الحق وإدراكه. وبطبيعة هذه الميدان، تدخل نفس النازل في أرضه عاملًا حاسمًا في شطري ما قبل المنهج، تدخل أولًا عن طريق معرفة اللغة التي نشأ فيها صغيرًا، وتدخل ثانيًا من طريق الثقافة التي ارتضع لبانها يافعًا، وتدخل ثالثًا من طريق أهوائه ومنازعه التي يملك ضبطها أو لا يملكها بعد أن استوى رجلًا مبينًا عن نفسه. فهذا الثاث هو موضع المخافة، الذي يستوجب الحذر، ويقتضيك حسن التحري.

هل حرصت على بر الوالدين؟

وقال رجل لعمر رضي الله عنه: "إن لي أمًّا بلغ منها الكبر، وإنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري لها مطية، فهل أديت حقها؟"، قال: "لا؛ لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك، وأنت تصنعه وتتمنى فراقها". ... المزيد

على قلوبٍ أقفالها حتى يفتحها الله عز وجل

العبد قد يمر بأوقات يزداد فيها إيمانه ويقينه، ويصفو قلبه من الشواغل والشهوات والشبهات، ويحصل له حضور قوي عند سماع القرآن، فيمس القرآن شغاف قلبه، فإذا به يستحضر الآخرة كأنه يرى ويشاهد، ويحس بشيء من عظمة الله عز وجل الذى تكلم بهذا الكلام المعجز، فلا يملك نفسه عن البكاء، وهذة الحال الإيمانية تتكرر عند الصالحين، فكأنهم فى حضورٍ دائمٍ، وخشوعٍ كاملٍ، وقد تعرض للمخلطين من أمثالنا الذين خلطوا عملاً صالحاً مع آخر سَيّئاً، وعسى الله أن يتوب عليهم فى نادرٍ من أحوالهم، فكان أقفال الغفلة على قلوبنا، فإذا فتح الله عز وجل هذه الأقفال استشعرنا حلاوة الإيمان، وعظمة القرآن. ... المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً