لابُد من التعلُّق بالدُنيا

منذ 2014-12-27
لابُد من التعلُّق بالدُنيا

جاءت نصوص الشريعة تترى للتحذير من التعلق بأمور الدنيا وزخارفها ومتاعها، فغلَّب أناس هذه النصوص، واتَّخذها ذريعة للتزهُّد منها، وأخذها آخرون بإغراض؛ ليطعنوا في الإسلام أو يُنفِّروا الناس من الإسلام بحجة أنه يَحرمهم ملذَّاتهم وشهواتهم. وليس من التعلق المذموم حبُّ الولد والزوجة والمال والمسكن والمركب، وكذا حب الوطن؛ إذا لم يَصرف ذلك عن طاعة الله الواجبة، أو يوقع في مخالفة شرعه المحرمة. فإن هذا أمر جُبلت عليه النفس البشرية. وكيف ينكر أصله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة». إذْ لا يمكن تجريدُ الإنسان من بشريته، لأن ذلك أصل مركوز في فطرته كما قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآب} [آل عمران: 14]، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة؛ إن أعطي رضي، وإن لم يُعط لم يرض».

بل إن وجود هذه المحبة تتعلق به سعادة الإنسان أو شقاوته كما قال صلى الله عليه وسلم:

«أربع من السعادة المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء. وأربع من الشقاء الجار السوء والمرأة السوء والمركب السوء والمسكن الضيق»، فمحبة العبد لهذه الأمور – بمقدارٍ- ضرورية لاستمرار الحياة البشرية، فمحبة الولد يدفع إلى تحصيل المال والزواج والمسكن، وتنتج بذلك الأسر التي توحد الله تعالى، بل عدَّ خبراء الاقتصاد الزواجَ من أسباب التنمية الاقتصادية حيث إنه يكون دافعًا للإنتاج لما يتطلبه من مصاريف مختلفة، وهو في شريعتنا عبادة يؤجر عليها المسلم والمسلمة إذا حسنت فيها النية والتُزِمَت فيها الشريعة، فلا بد من التعلق بأمور الدنيا، بل هي عبودية  شرعية وضرورة بشرية، ولكن ذلك في إطار قوله تعالى، وفي ظل توجيهه:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: (77) ]. أما إن خرجت عن هذا الإطار فسوف تكون عبدية للدنيا وليس بالدنيا.

عبودية التعلق بالدنيا - المقال كاملاً

كُن صحابياً - الصحابة والدنيا (مسموع) - (مقروء)

أرى الدُنيا

عابر سبيل

حقيقة الدنيا

جنة الدنيا

  • 0
  • 1
  • 8,456

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً