نسائم الحج
منذ 2005-12-04
في هذه الأيّام المباركة تستقبل مكّةُ وفودَ الحجيج، ويحتضِن المسجد الحرام ضيوفَ الرحمن في مواكبَ مهيبة تجلِّلهم عناية الله، جاؤوا من كلِّ فجٍّ عميق يلبّون نداءَ ربهم ويجيبونَ أذانَ خليله: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج:26، 27]. جاء الحجّاج يحثّونَ المطايا، يسابقهم الشوق، ويحدوهم الأمل، يغمرُهم الفرحُ وهم في مسِيرِهم إلى بيت الله المعظَّم، طامعين في تكفيرِ الخطايا وبلوغِ الجنان، يؤدّون الركنَ الخامس من أركانِ دينهم في أقدسِ بُقعةٍ على وجه الأرض. إنَّ قصدَ هذه البقاع الطاهرةِ يكفّر الذنوبَ ويمحو الآثامَ ويحطّ الأوزارَ، بل ليس للحجِّ المبرور جزاءٌ إلا الجنة، قول نبيكم (صلي الله عليه وسلم).