فقه الابتلاء
"إهداء: إلى كلِّ مؤمنٍ مهموم، وكل مبتلًى مغموم.، إلى كل مكروب ضاقت السُّبُل عليه".
إهداء:
إلى كلِّ مؤمنٍ مهموم.
وكل مبتلًى مغموم.
إلى كل مكروب ضاقت السُّبُل عليه.
إلى إمام الْمُبْتَلِين وقدوتهم؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الابتلاء سُنَّة كونية وضرورة إيمانية:
• الابتلاء أمر حتمي لا يخلو منه أحد؛ قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]؛ أي: في مشقة، وقال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 2، 3]، وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2]، فالأصل في الحياة أنها أمواج من الابتلاء، وما دمتَ موجودًا، فأنت مبتلًى؛ فهو قدر حتمي من الله، لا مفرَّ ولا مهرب.
• قال ابن الجوزي رحمه الله: ولولا أن الدنيا دار ابتلاء لم يَضِقِ العيش فيها على الأنبياء والأخيار، فآدم يعاني الـمحن إلى أن خرج من الدنيا، وإبراهيم يكابد النار وذَبْحَ الولد، ويعقوب يبكى حتى ذهب بصره، ويوسف يُلقى في البئر، ويعيش كعبدٍ، ويُسجن، وموسى يقاسي فرعونَ ويَلقى من قومه الـمِحن، وأيوب يموت أولاده جميعًا، ويُبتلى بمرض يُقْعِده عن الحركة وينفق عليه كل ماله، وعيسى لا مأوى له إلا البراري في العيش الضنك، ومحمد صلى الله عليه وسلم يصابر الفقر، وقتل عمه حمزة، ونفور قومه عنه[1].
اتُّهمت عائشة في عرضها، وابتُليت أسماء بنت أبي بكر بفقد بصرها وقتل ولدها، وقُتل عمر وعثمان، وعلي والحسين، وسعيد بن الجبير، وعُذِّب بلال وعمار، وسمية وطلحة، وصهيب وخبيب، وابن المسيب ومالك، وصُلِب ابن الزبير، وجُلِد الإمام أحمد، وطُرد الإمام البخاري، وابتُلِيَ ابن الجوزي بفقد ولدِهِ، وسُجن ابن تيمية، ولم يحُجَّ صفيُّ الدين الهندي لفقره[2]،
قال ابن تيمية رحمه الله: المحن كالحر والبرد، فإذا علِم العبد أنه لا بد منها، لم يغضب لورودها، ولم يغتمَّ لذلك ولم يحزن[3]،
وقال ابن القيم رحمه الله: من رحمة الله أن نغَّص على عباده دنياهم وكدَّرها؛ لئلا يسكنوا إليها، ويطمئنوا إليها، ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان، فمنعهم ليعطيَهم، وابتلاهم ليعافيَهم[4]،
وقال عطاء بن مسلم الخراساني رحمه الله: إن الجنة حُظِرت بالصبر والمكاره، فلا تُؤتَى إلا من باب صبر أو مكروه، وإن جهنم شُعبت بالشهوات واللذات، فلا تُؤتَى إلا من باب شهوة أو لذة[5]، الجنة إذًا لا بد لها من ثمن، وهي سلعة غالية، ولا مفر من الثمن، وهذا هو ثمن الجنة: الصبر على البأساء تصيب الأموال، والضراء تصيب الأبدان، والزلزلة تصيب النفوس، ولا بد أن يبلغ الزلزال النفسي من الشدة إلى حدٍّ يقول عنده المؤمنون: متى نصر الله؟ يستبطئونه فقد طال انتظارهم له، وطالت فترة المحنة والأذى، وشماتة الأعداء، فمتى يأتي النصر؟.
الابتلاء اصطفاء وعلامة خير للعبد ودليل حب الله:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يُرِدِ الله به خيرًا يُصِب منه»[6]؛ أي: من أراد الله به خيرًا في الدنيا وفي الآخرة برفع الدرجات، وحطِّ الخطايا والسيئات، وتعظيم الأجور، فإنه يرسل إليه ألوان المكاره.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عِظَمَ الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضِيَ فله الرضا، ومن سخِط فله السَّخَط»[7]،
وعن جابر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَوَدُّ أهل العافية يوم القيامة، حين يُعطَى أهل البلاء الثواب، لو أن جلودهم كانت قُرِضت بالمقاريض»[8]،
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعُدَّ البلاء نعمة، والرخاء مصيبة[9]،
وقال ابن القيم رحمه الله: مَن خَلَقَهُ الله للجنة لم تَزَلْ هداياها تأتيه من المكاره[10]، والابتلاء كالدواء؛ فإنه وإن كان مُرًّا، إلا أنـك تقدَّمه على مرارته لمن تحب - ولله المثل الأعلى - دائمًا انظر إلى البلاء ليس من منظور المشاهدة؛ الذي يُبنَى على: لماذا يحدث لي كل هذا البلاء؟ وإنما من منظور الغيب؛ الذي يُبنَى على علم الله وحكمته ورحمته وفضله.
الابتلاء مقدمة التمكين:
قيل للإمام الشافعي رحمه الله: أيهما أفضل: الصبر أو المحنة أو التمكين؟ فقال: التمكين درجة الأنبياء، ولا يكون التمكين إلا بعد المحنة، فإذا امتُحِن صبر، وإذا صبر مُكِّن[11]؛ قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24][12].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «واعلم أن الصبر على ما تكره خير كثير، وأن النصر مع الصبر، وأن الفَرَجَ مع الكَرْبِ، وأن مع العسر يسرًا» [13]، وللتمكين صور كثيرة؛ أعظمها أن يرزقك الله الرضا والصبر، وأن يوفِّقك لطاعته، وأن يختارك لعبادته، وأن يشغلك بالذكر والدعاء، ويجعلك من المتقين، إن الله جل جلاله يبتليك ليربِّيك، فتفهم فتصبر وترضى، فيُعليك ويجتبيك، ويعطيك ويرضيك؛
يقول ابن القيم رحمه الله: الله سبحانه إذا أراد بعبدٍ خيرًا، سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله، يستفرغ به من الأدواء المهلكة، حتى إذا هذَّبه ونقَّاه وصفَّاه، أهَّله لأشرف مراتب الدنيا؛ وهي عبوديته، وأرفع ثواب الآخرة؛ وهو رؤيته وقربه[14].
أنواع الابتلاءات:
1- تارة يكون لتكفير الذنوب: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا همٍّ ولا حَزَنٍ، ولا أذًى ولا غمٍّ، حتى الشوكةُ يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه»[15].
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة، أو حطَّ عنه بها خطيئة»[16]،
وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ابتلى الله عبدًا ببلاء وهو على طريقة يكرهها، إلا جعل الله ذلك البلاءَ كفَّارةً وطهورًا، ما لم يُنزِل ما أصابه من البلاء بغير الله، أو يدعو غير الله في كشفه»[17].
2- تارة يكون لرفع الدرجات، وزيادة الحسنات؛ عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه، قال: ((قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صُلْبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رِقَّة، ابتلاه الله على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة»[18].
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، ((أنه دخل على رسول الله وهو موعوك عليه قطيفة، فوضع يده فوق القطيفة، فقال: ما أشد حُمَّاك يا رسول الله! قال: «إنا كذلك يشدد علينا البلاء، ويضاعف لنا الأجر»، ثم قال: يا رسول الله، من أشد الناس بلاءً؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الأنبياء»، قال: ثم من؟ قال: «العلماء»، قال: ثم من؟ قال: «الصالحون، وكان أحدهم يُبتلَى بالقَمْلِ حتى يقتله، ويُبتلَى أحدهم بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يلبسها، ولَأحدهم كان أشد فرحًا بالبلاء من أحدكم بالعطاء»[19].
وعن محمد بن خالد، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العبد إذا سبقت له من الله جل جلاله منزلة فلم يبلُغْها بعَمَلٍ، ابتلاه الله في جسده أو ماله أو ولده، ثم صبَّره على ذلك حتى يبلغ المنزلة التي سبقت له من الله تعالى»[20]، فابتلاء الأنبياء والمرسلين لرفع درجاتهم وليضاعف لهم الأجر، وليظهر صبرهم ورضاهم، فيتأسَّى الناس بصبرهم وحسن بلائهم، وهكذا الأمثل فالأمثل؛ يقول المناوي رحمه الله: لأن البلاء في مقابلة النعمة، فمن كانت نعمة الله عليه أكثر، فبلاؤه أشد، ولهذا ضُوعِفَ حدَّ الحُرِّ على العبد، فهم معرَّضون للمحن والمصائب، وطروق المنغصات والمتاعب[21].
3- تارة يكون لتمحيص المؤمنين، وتمييزهم عن المنافقين؛ قال تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1 - 3]، وقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31]، لا يتميز العبد المؤمن إلا بالابتلاء، مثل الذهب لا يخلُص ويصفو إلا بكِيرِ النيران؛ فيبتلي الله عباده ليتميز المؤمنون الصادقون عن غيرهم، وليعرف الصابرون على البلاء من غير الصابرين.
قال الفضيل بن عياض: الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه[22].
4- وتارة يعاقب المؤمن بالبلاء على بعض الذنوب؛ قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]، وقال تعالى: {فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} [الأنعام: 6]، وعن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبده الخيرَ، عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشرَّ، أمسك عنه بذنبه، حتى يوافيَه يوم القيامة»[23].
وعن ثوبان رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل لَيُحْرَمُ الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرُدُّ القدر إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر»[24].
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفِعَ إلا بتوبة[25].
والسؤال: كيف أعرف إن كان هذا الابتلاء اختبارًا أم عقابًا؟
يقول عبدالقادر الجيلاني رحمه الله: علامة الابتلاء على وجه العقوبة: عدم الصبر عند وجود البلاء، والجزع والشكوى إلى الخلق، وعلامة الابتلاء على وجه تكفير الخطايا: وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ولا ضجر ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات[26]، فانظر إلى حالك بعد الابتلاء، هل كان الابتلاء سببًا في الصبر والرضا، والتوبة والقرب من الله وطاعته، أم كان سببًا في السخط والمزيد من معصيته؟
الحكمة من الابتلاء:
• تحقيق العبودية لله رب العالمين؛ قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: 11].
• البلاء درس من دروس التوحيد والإيمان، والتوكل والصبر: لتعلم أنك عبدٌ ضعيف، لا حول لك ولا قوة إلا بربك، فتتوكل عليه حقَّ التوكل، وتلجأ إليه حق اللجوء؛ فالله يدربك عمليًّا على قطع العلائق والرجاء، إلا منه سبحانه وتعالى[27]، ويربِّيك على الصبر الذي هو ضرورة من ضرورات الحياة.
• الابتلاء يربِّي الرجال ويُعِدُّهم، فهو يصقُل شخصيتك، ويُكْسِبك الخبرة في التعامل مع حوادث الزمان، نشأ النبي صلى الله عليه وسلم يتيمًا، ثم لم يلبث إلا يسيرًا، حتى ماتت أمه أيضًا، فكأن الله تعالى أراد إعداد النبي صلى الله عليه وسلم على تحمُّل المسؤولية، ومعاناة الشدائد منذ الصغر.
• الابتلاء يذكِّرك بفضل نعمة الله عليك بالصحة والعافية: فإن هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان معنى الصحة والعافية التي تمتعت بهما سنين طويلة، ولم تتذوق حلاوتهما، ولم تقدِّرهما حق قدرهما، إننا أحيانًا نحتاج لبعض الحرمان كي نشعر بجمال ما نملك، فنحمَد الله، ونقنع بما أعطانا.
• الابتلاء يكشف لنا حقيقة الدنيا وزيفها، وأنها متاع الغرور، ويكسِر حدة التعلق بها، وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا، في حياة لا مرض فيها ولا تعب.
• الشوق إلى الجنة: لن تشتاق إلى الجنة إلا إذا ذُقْتَ مرارة الدنيا، فكيف تشتاق للجنة وأنت هانئ في الدنيا؟
• الابتلاء يذكِّرك بذنوبك لتتوب منها: فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر يوم القيامة؛ قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 21].
• الابتلاء تأديب وتهذيب؛ قال تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف: 168]، وتعديل مسار؛ فاشكر من يصفعك بقوة، عندما تقود حياتك وأنت غافل، الابتلاء يوقِظك بصفعة قوية مؤلمة.
• الابتلاء يُخرِج العُجب من النفوس، ويجعلها أقرب إلى الله.
• يكشف لك عيوبك، وأخطاء المرحلة الماضية لتتمكن؛ من تقييمها وتقويمها.
• يجعلك تهتم بالأولويات، وتزهد في الكماليات، وفي هذا استدراك عظيم للعمر القصير، والزمن السريع.
• معرفة شعور أهل الابتلاء، وما يفكرون به على اختلاف درجات إيمانهم، ومعرفة احتياجهم، والمسارعة لتلبيته، ومعرفة ما يضايقهم والبعد عنه.
• الابتلاء فرصة لإظهار الأصدقاء الحقيقيين، وأصدقاء المصلحة، فهناك ناس لا يُعرَف فضلهم إلا في المحن.
أسباب رفع البلاء:
1- تقوى الله تعالى: قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]، وقال ابن الجوزي رحمه الله: من أراد دوام العافية، فليتَّقِ الله عز وجل[28].
2- التوبة والاستغفار: قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 - 12]، وقال تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود: 52]، وقال تعالى: {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النمل: 46].
3- الإكثار من الذكر وتلاوة القرآن الكريم.
4- الدعاء: قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سَرَّهُ أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فلْيُكْثِرْ من الدعاء في الرخاء»[29].
وعن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر»[30]؛
قال ابن تيمية رحمه الله: الدعاء سبب لدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى، لم يدفعه، لكن خفَّفه[31].
وقال ابن القيم: الدعاء عدو البلاء، يدفعه ويعالجه ويمنع نزوله، أو يخففه إذا نزل[32]؛ لعل الله ابتلاك كي يسمع صوتك.
ومن الأدعية المأثورة: عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أعلمكِ كلماتٍ تقولينهن عند الكرب؟ الله الله ربي لا أشرك به شيئًا»[33].
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه همٌّ أو حزن: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك - أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجِلاء حزني، وذهاب همِّي، إلا أذهب الله عز وجل همَّه، وأبدله مكان حزنه فرحًا»، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلماتِ، قال: «أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن»[34].
وعن أبي بكرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت»[35].
وعن أُبَيِّ بن كعب، قال: ((قلت: يا رسول الله، إني أُكْثِرُ الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال صلى الله عليه وسلم: «ما شئت»، قلت: الرُّبُع؟ قال: « ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: النصف؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: فالثلثين؟ قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: «إذًا يُكفَي همك، ويُغفَر ذنبك»[36].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض، رب العرش الكريم»[37].
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يَدْعُ بها رجلٌ مسلم في شيء قط، إلا استجاب الله له»[38]، وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا كَرَبَهُ أمر، قال صلى الله عليه وسلم: «يا حي، يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث»[39].
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: حسبنا الله ونعم الوكيل؛ قالها إبراهيم عليه السلام حين أُلقِيَ في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173][40].
5- قيام الليل: فهو من أسباب استجابة الدعاء؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثُلُث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيَه؟ من يستغفرني فأغفر له» ؟[41]، فهو وعد من الله باستجابة الدعوة، وهذا الثُّلُثُ من أفضل لحظات العمر، ويمر على العبد كل ليلة.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الرجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عُقَدٌ، فإذا وضَّأ وجهه انحلت عقدة، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة، فيقول الله عز وجل للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني، وما سألني عبدي هذا، فهو له»[42].
وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة، فَكُنْ»[43].
وعن جابر رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن في الليل لَساعةً، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة»[44].
6- الصدقة: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنه قال: ((كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال صلى الله عليه وسلم: «ألَا أدلُّك على أبواب الخير» ؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: «الصوم جُنَّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار»[45].
عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى»[46].
يقول ابن القيم رحمه الله: فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر[47].
7- صنائع المعروف: وهي الإحسان إلى الناس جميعًا حتى الكافر، وذلك ببذل النفع الديني والدنيوي لهم، ومعاملتهم بالوفاء، والصدق، والبر، والعدل، والرحمة، والتواضع، والصبر، والقول الحسن، وكف الأذى عنهم، والشفاعة لهم، وقضاء حوائجهم، وتفريج كرباتهم، وعيادة مرضاهم، وتشييع جنائزهم، وإرشاد ضالِّهم، وإعانة ضعيفهم، أو غير ذلك من وجوه الإحسان المتنوعة؛ قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنائع المعروف تَقِي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر»[48].
8- الصبر والثبات، والرضا بقضاء الله، وتفويض الأمر إليه، فمن توكَّل على الله، كَفَاه ما أهمَّه من أمر دينه ودنياه؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3]، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «واعلم أن الصبر على ما تكره خيرٌ كثير، وأن النصر مع الصبر، وأن الفَرَجَ مع الكَرْبِ، وأن مع العسر يسرًا»[49]؛
يقول ابن القيم رحمه الله: من علِم أن الله على كل شيء قدير، وأنه المتفرد بالاختيار والتدبير، وأن تدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه، وأنه أعلم بمصلحة العبد وأقدر على جلبها وتحصيلها منه، وعلِم مع ذلك أنه لا يستطيع أن يتقدم بين يدي تدبيره خطوة واحدة، ولا يتأخر عن تدبيره له خطوة واحدة، فلا متقدم له بين يدي قضائه وقدره ولا متأخر، فألقى نفسه بين يديه، وسلَّم الأمر كله إليه، وانطرح بين يديه، فاستراح حينئذٍ من الهموم والغموم، والأنكاد والحسرات، وحمَّل كل حوائجه ومصالحه مَن لا يبالى بحملها ولا يثقله ولا يكترث بها، فتولَّاها دونه، وأراه لطفه وبره ورحمته، وإحسانه فيها من غير تعب من العبد ولا نَصَبٍ، ولا اهتمام منه[50].
9- اليقين بفَرَجِ الله تعالى وعدم اليأس؛ قال تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110]، وقال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، وقال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5، 6]؛ قال بعض السلف: أفضل العبادة انتظار الفرج من الذي بيده مفاتيح الفرج.
10- أن يحمَد الله أنْ لم يكن البلاء أكبر من ذلك.
11- أن يحمد الله أن لم تكن في دينه؛ قال شريح رحمه الله: إني لَأُصاب بالـمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات؛ أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لِما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني.
12- أن ينظر إلى ما أُصيب به، فيجد ربَّه قد أبقى له مثله، أو أفضل منه؛ قُطِعت رجل عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه، فكان يقول: اللهم لك الحمد، كان لي أطراف أربعة، فأخذت واحدًا، ولئن كنت أخذت فقد أبقيت، وإن كنت ابتليت، فلطالما عافيت، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت، وكان له ابنٌ يُقال له: محمد، وكان من أحب أولاده إليه، فدخل دار الدواب فرفسته فرسٌ فمات، فجاء المعزُّون فقال: الحمد لله كانوا سبعة فأخذت منهم واحدًا، وأبقيت ستة، فلئن كنت قد ابتليت، فلطالما عافيت[51].
13- أن ينظر إلى من حوله من أهل المصائب؛ يقول ابن القيم رحمه الله: ولينظر يمنة فهل يرى إلا محنة؟ ثم ليعطف يسرة فهل يرى إلا حسرة؟ وأنه لو فتَّش العالم لم يَرَ فيهم إلا مبتلًى؛ إما بفوات محبوب، أو حصول مكروه، وأن شرور الدنيا أحلامُ نومٍ، أو كظل زائل، إن أضحكت قليلًا أبكت كثيرًا، وإن سرت يومًا ساءت دهرًا، وإن متعت قليلًا منعت طويلًا، ولا سرته بيوم سروره إلا خبأت له يومَ شرورٍ؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه: لكل فرحة ترحة، وما مُلِيء بيت فرحًا إلا مليء تَرَحًا، وقال ابن سيرين: ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء[52].
14- أن يعلم أنه وإن بلغ في الجزع غايته، فآخر أمره إلى صبر الاضطرار، وهو غير محمود ولا مُثاب عليه؛ قال بعض الحكماء: العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام[53].
أخيرًا:
• اشكر من يصفعك بقوة عندما تقود حياتك وأنت غافل؛ الابتلاء يوقظك بصفعة قوية مؤلمة؛ لكي تعدِّل مسارك وتسير في الاتجاه الصحيح.
• لكل بلاء حكمة، قد تكون مفهومة معه، وقد تؤجَّل إلى حينها، فاختيار الله لك خير من اختيارك.
• اقتنع أن البلاء يأتي ليحقق هدفًا يعجز الفكر وحده عن تحقيقه.
• إذا توالت عليك الابتلاءات، فاعلم أن الله يخبئ لك في القَدَرِ ما يُزيل حزنك وهمك؛ قال تعالى: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ} [آل عمران: 153].
• جالب النفع والضر هو الله، فلا تتعلق إلا به.
• افهم حقيقة الدنيا، وأنها دار ممر، وليست دارَ مقرٍّ.
• عليك بالصدقة والذكر والدعاء، وأحسِنِ الظن بالله، وكلما اشتدت المحنة، فالفَرَجُ قريب.
• اعلم أن كل ألم بعد أول غمسة في الجنة يُنسى.
[1] موسوعة فقه الابتلاء 4/ 129 بتصريف.
[2] وبشر الصابرين، شيخة بنت محمد القاسم، ص 63.
[3] تهذيب مدارج السالكين، ص 635.
[4] إغاثة اللهفان، ص 421.
[5] قوت القلوب، ص 200.
[6] رواه البخاري 5/ 5321.
[7] رواه ابن ماجه، والترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 3/ 3407.
[8] رواه الترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 3/ 3404.
[9] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للأصبهاني، الفضيل بن عياض، ص 94.
[10] الفوائد، لابن القيم، ص 57.
[11] تاريخ دمشق 51/ 408.
[12] الفوائد، لابن القيم، ص 227.
[13] رواه أحمد، والترمذي، وصححه الأرنؤوط، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم: 6806.
[14] زاد المعاد 4/ 195.
[15] رواه البخاري 5/ 5318.
[16] رواه مسلم 4/ 2572.
[17] رواه ابن أبي الدنيا في باب: المرض والكفارات، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم: 3401.
[18] رواه ابن ماجه، والترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم: 3402.
[19] رواه ابن ماجه، والحاكم، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم: 3403.
[20] رواه أبو داود، وأحمد، والطبراني، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره، برقم: 3409.
[21] فيض القدير1/ 158.
[22] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، للأصبهاني، الفضيل بن عياض.
[23] رواه الترمذي، والحاكم، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (3/ 220).
[24] رواه أحمد، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان وصححه (872)، والحاكم وصححه (1/ 493)، وحسنه السيوطي، وقال البصيري (مصباح الزجاجة رقم: 33): سألت الفضل العراقي عن هذا الحديث، فقال: حديث حسن، وقد ضعفه بعض أهل العلم.
[25] الفوائد، لابن القيم، وقيل: هذا من دعاء العباس بن عبدالمطلب، عم النبي صلى الله عليه وسلم في استسقائه؛ [تاريخ دمشق لابن عساكر، ص 184].
[26] الطبقات الكبرى؛ لعبدالوهاب الشعراني.
[27] تسلية أهل المصائب، أبو عبدالله محمد بن شمس الدين المنبجي، مكتبة الشروق الجديدة، بغداد، ط 1 - 1438هـ، ص 17.
[28] صيد الخاطر، رقم: 587، لجمال الدين أبي الفرج بن محمد الجوزي، دار القلم – دمشق، ط: 1، سنة: 2004.
[29] رواه الترمذي، والحاكم، وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1628.
[30] رواه ابن حبان، والحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1638.
[31] مجموعة الفتاوى لابن تيمية 196/ 8.
[32] الجواب الكافي، لابن قيم الجوزية، مكتبة ابن تيمية، ط 1، سنة 1996م، ص 24.
[33] رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1824.
[34] رواه أحمد، والحاكم، والطبراني، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1822.
[35] رواه الطبراني، وابن حبان، وحسَّنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1823.
[36] رواه أحمد، والحاكم، والترمذي، وفي رواية للطبراني: إذًا يكفيك الله ما همَّك من أمر دنياك وآخرتك، وقال الألباني حسن صحيح، في صحيح الترغيب والترهيب: 1670.
[37] متفق عليه؛ البخاري 6990، مسلم 2730.
[38] رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1644.
[39] رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي: 2796.
[40] رواه البخاري، 4287.
[41] رواه مسلم، باب: الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه (758).
[42] رواه أحمد، وابن حبان، وقال الألباني في صحيح الترغيب: حسن لغيره، برقم: 631.
[43] رواه الترمذي، وابن خزيمة، وصححه الألباني في صحيح الترغيب، برقم: 628.
[44] رواه مسلم، باب: في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء (757).
[45] رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب، برقم: 868.
[46] رواه الطبراني في الكبير، وقال الألباني في صحيح الترغيب: حسن لغيره، برقم: 888.
[47] الوابل الصيب من الكلم الطيب، ص 31.
[48] رواه الطبراني في الكبير، وقال الألباني في صحيح الترغيب: حسن لغيره، برقم: 889.
[49] رواه أحمد، والترمذي، وصححه الأرنؤوط، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم: 6806.
[50] الفوائد لابن القيم، دار الريان للتراث، الطبعة الأولى، القاهرة، 1987، ص 209.
[51] البداية والنهاية، لابن كثير، 9/ 101.
[52] زاد المعاد، لابن القيم، ص 190.
[53] تسلية أهل المصائب، لمحمد بن شمس الدين المنبجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، سنة 2005 م، ص: 25.
______________________________________________
الكاتب: د. خالد أحمد عبدالساتر
- التصنيف: