🌹🎆 #أحكام_العيدين 🎇🌹 للشيخ/ عبدالله رفيق ...

🌹🎆 #أحكام_العيدين 🎇🌹
للشيخ/ عبدالله رفيق السوطي
#خلاصات_فقهية
https://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
*🗝مقدّمات* 🗝
-أولاً: على الصائم أن يبقى في وجل وخوف أن لا يُتقبّل منه عمله؛ فربنا يقول: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، ولذا السلف كانوا يدعون الله ستة أشهر بعد رمضان بأن يتقبله منهم، فلنحمل همّ قبول أعمالنا الصالحة فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون...؟، قال: (لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون، ويصلون، ويتصدقون وهم يخافون أن لا يُقبل منهم: "أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ") .
وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه، ومن هذا المحروم فنعزيه.

-ثانياً: التكبير: يشرع التكبير من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد، قال تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)البقرة :185، ويستحب للرجال رفع الصوت بالتكبير في الأسواق، والدور، والطرق، والمساجد، وأماكن تجمع الناس، إظهارا لهذه الشعيرة، وأحياء لها، واقتداء بسلف هذه الأمة، وصفة التكبير: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد)، ويربى النشء على هذا ويعلمون سببه.

-ثالثاً: زكاة الفطرة: ويجب التنبّه لإخراج زكاة الفطرة قبل صلاة العيد , مع ضمان وصولها إلى يد الفقير قبل الصلاة أيضاً (يُراجع فتوى سابقة عن زكاة الفطرة وأحكامها).

-رابعاً : الغسل والزينة: يستحب للرجال الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب للعيد، لما روى البخاري في صحيحه عن ابن عمررضي الله عنهما قال: أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق ، فأخذها فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ابتع هذه تجمّل بها للعيد والوفود . . " ، وكان ابن عمر يلبس في العيد أحسن ثيابه وهكذا كان السلف، وليس بضرورة أن يكلّف المسلم نفسه فيشتري الجديد، بل يلبس أحسن ما لديه ويكتفي بما اكتفى به رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا للرجال، أما النساء فلا تلبس الثياب الجميلة عند خروجها إلى مصلى العيد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وليخرجن تَفِلات).

-خامساً: الأكل قبل صلاة العيد: يستحب قبل أن يخرج لصلاة عيد الفطر أن يأكل تمرات وتراً، ثلاثاً، أو خمساً .....لما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ) وفي رواية: (ويأكلهن وتراً) رواه البخاري، فإن لم يجد المسلم تمراً أفطر على غيره ولو على ماء، حتى يحصل له أجر السنة، وهي الإفطار قبل صلاة عيد الفطر، وأما عيد الأضحى فالعكس (الأفضل أن يذهب صائماً ثم يفطر بعد عودته من أضحيته).

-سادساً: التبكير في الخروج لصلاة العيد: يستحب التبكير لصلاة العيد لقول الله تعالى : (فاستبقوا الخيرات ) المائدة 48 والعيد من أعظم الخيرات وقد بوّب البخاري في صحيحه باب التبكير إلى العيد ثم ذكر حديث البراء - رضي الله عنه - قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال : "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي .." , قال الحافظ ابن حجر : (هو دال على أنه لا ينبغي الاشتغال في يوم العيد بشيء غير التأهب للصلاة والخروج إليها ، ومن لازمه أن لا يفعل شيء غيرها ، فاقتضى ذلك التبكير إليها) .

-سابعاً: المشي إلى المصلى : عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - قال. "من السنة أن يأتي العيد ماشيا" رواه الترمذي وحسنه وقال : والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم يستحبون أن يخرج الرجل ماشيا . . ) قال ابن المنذر- رحمه الله - : (المشي إلى العيد أحسن وأقرب إلى التواضع ولا شيء على من ركب ) .

-ثامناً: الفرح بالعيد: روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : (دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء فاضطجع على الفراش وحول وجهه ، ودخل أبو بكر فانتهرني ، وقال : مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فاقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "دعهما" فلما غفل غمزتهما فخرجتا) رواه البخاري ومسلم ، وفي رواية لمسلم : " تغنيان بدف " وقالت عائشة: إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لي منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت رواه أحمد والشيخان.
ورووا أيضا عنها قالت: دخل علينا أبو بكر في يوم عيد وعندنا جاريتان تذكران يوم بعاث يوما قتل فيه صناديد الاوس والخزرج، فقال أبو بكر: عباد الله أمزمور الشيطان (قالها ثلاثا) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وإن اليوم عيدنا): ولفظ البخاري قالت عائشة: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم! فأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (دعهما) فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال: (تشتهين تنظرين؟) فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده وهو يقول: (دونكم يا بني أرفدة) حتى إذا ملك قال (حسبك؟) قلت: نعم. قال: (فاذهبي) , وقد استنبط بعض أهل العلم من هذه الأحاديث مشروعية التوسعة على العيال في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم من بسط النفس ، وترويح البدن من كلف العبادة ، وأن الإعراض عن ذلك أولى ، ومنه أن إظهار السرور في ا لأعياد من شعائر الدين, ولقد قال تعالى:((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ))(58) يونس.

-تاسعا: التهنئة بالعيد: لا بأس بالتهنئة بالعيد؟ كقول : (تقبّل الله منا ومنك ) ؛ لما ورد عن جبير بن نفير قال : (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبّل الله منا ومنك ) قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله : [ إسناده حسن ] .

-عاشراً: مخالفة الطريق وذلك بأن يخرج من طريق ، ويعود من طريق أخرى غير التي خرج منها ؛ موافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، لحديث جابر رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق " [ أخرجه البخاري ]

-وأخيراً: زيارة الأرحام , وإدخال السرور على المسلمين , وتفقّد المحتاجين , والإصلاح بين المتخاصمين, واستذكار من سُلبت فرحتهم من المسلمين .

📚 *فقه صلاة العيد* 📚

-أولاً: وقتها.
وقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال (قبل الظهر بربع ساعة تقريباً)، إلا أنه يسن تقديم صلاة الأضحى وتأخير صلاة الفطر؛ لما روي أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي صلاة عيد الأضحى إذا ارتفعت الشمس قيد رمح، وصلاة الفطر إذا ارتفعت قيد رمحين، ولأن الناس في عيد الفطر بحاجة إلى امتداد الوقت، ليتسع وقت إخراج زكاة الفطر، وأما عيد الأضحى فإن المشروع المبادرة بذبح الأضحية، وهذا لا يحصل إلا إذا قٌـدّمت الصلاة في أول الوقت.

-ثانياً: حكمها.
صلاة العيد واجبة على الراجح – وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من المحققين- ، والوجوب في حق الرجال والنساء , ولو أن تصلي في دارها المرأة فرادى أو جماعة إن لم يتيسر لها الذهاب للمصلى.

-ثالثاً: مكانها.
يستحب الخروج إلى المصلى الخاص بالعيد رجالاُ ونساء صغاراً وكباراً ؛ فعن أم عطية : (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى : العواتق وذوات الخدور ، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين )" رواه البخاري ومسلم, ولا تصلّى في المسجد إلا للحاجة لا عادة (كما عند بعض المناطق), فقد خرج النبي عليه الصلاة والسلام من مسجده مع أن الصلاة فيه بألف صلاة ومع ذلك خرج يصليها في المصلى فغيره من باب أولى.

-رابعاً: الإعلام لها.
لا أذان ولا إقامة لصلاة العيد , قال ابن القيم: كان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول: الصلاة جامعة. والسنة أن لا يفعل شئ من ذلك , وعن ابن عباس وجابر قالا: لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الاضحى. متفق عليه.
ولمسلم عن عطاء قال: أخبرني جابر أن لا أذان الصلاة يوم الفطر حين يخرج الإمام ولا بعدما يخرج ولا إقامة ولا نداء ولا شئ، لا نداء يومئذ ولا إقامة..

-خامساً: التنفّل قبلها أو بعدها.
وليس من السنة الصلاة قبلها أو بعدها إلا تحية مسجد إن صُلّيت فيه , قال ابن عباس: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما) متفق عليه.

-سادساً:صفة صلاة العيد .
ركعتان كركعتي الفجر غير أن المشروع فيها: أن يكبر تكبيرة الإحرام، ويستفتح، ثم يكبر مباشرة سبع تكبيرات, والراجح أنه لا يقول شيئاً بينهما , فإن ذكر الله فالأمر واسع إن شاء الله , ثم يقرأ الفاتحة وسورة معها: إما (( الأعلى )) وإما (( ق )) في الركعة الأولى، وفي الثانية إذا قام من السجود سيقوم مكبراً، ثم يكبّر خمس تكبيرات بعد قيامه، ثم يقرأ الفاتحة وسورة، فإن قرأ في الأولى ((الأعلى) قرأ في الثانية ((الغاشية)) , وإن قرأ في الأولى ((ق)) قرأ في الثانية (( اقتربت الساعة وانشق القمر)).

♦ *ملاحظة:* والتكبير سنة لا تبطل الصلاة بتركه عمداً ولا سهوا , بل قال ابن قدامة: ولا أعلم فيه خلافا، ورجح الشوكاني أنه إذا تركه سهواً لا يسجد للسهو.
-و من فاتته الصلاة العيد مع الإمام فله أن يصليها جماعة مع أمثاله من المتأخرين أو فرادى.

سابعاً: الخطبة .
ثم يقوم الإمام في خطب خطبة أو خطبتين (والأخير رأي جماهير الفقهاء) , ويستحب يكبّر بعد الحمد في الخطبة الأولى تسعا، وفي الثانية بعد الحمد سبعا , قال ابن القيم: كان صلى الله عليه وسلم يفتتح خطبه كلها بالحمد لله ولم يحفظ عنه في حديث واحد أنه كان يفتتح خطبتي العيد بالتكبير .

🚦 *تنبيهات* 🚦
لا يجوز للمسلم أن يتعدى شرع الله في المباحات وفي السرور , فمن الناس من يلهو بمحرمات في العيد , ويختلط بالنساء في المتنزهات , وكل ذلك وغيره من المخالفات لا تجوز لا في العيد ولا في غيره , ومنه كثرة تبرج النساء وخروجهن مستعطرات متزينات وفي الصحيح قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
) "أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قوْمٍ لِيَجْدوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ)).
ومن ذلك الإغراق في المباحات من لبس وأكل وشرب حتى تجاوزوا الأمر إلى الإسراف في ذلك ، قال تعالى : (( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) الأعراف : 31.
- ومن الملاحظات التي تتكرر في مناسبات الأعياد ، عبث الأطفال والمراهقين بالألعاب النارية ، التي تؤذي المسلمين ، وتروّع الآمنين ، وكم جرّت من مصائب وحوادث !! فهذا أصيب في عينه ، وذاك في رأسه والناس في غفلة من هذا الأمر , ولا شك أن ذلك من أعظم الآثام عند الله فليحذرها المسلم.

🔸-وأختم فأقول: قد قيل : من أراد معرفة أخلاق الأمة فليراقبها في أعيادها ، إذ تنطلق فيه السجايا على فطرتها ، وتبرز العواطف والميول والعادات على حقيقتها ، والمجتمع السعيد الصالح هو الذي تسمو أخلاقه في العيد إلى أرفع ذروة ، وتمتد فيه مشاعر الإخاء إلى أبعد مدى ، حيث يبدو في العيد متماسكا متعاونا متراحما تخفق فيه القلوب بالحب والود والبر والصفاء , والمحافظة على مبادئ دينه.

🌷تقبّل الله منا ومنكم🌷

*ملحق مهم*
🔘-مسألة : إذا اجتمعت الجمعة والعيد كهذا العام1439هـ.
🔆-اختلف العلماء في المسألة والراجح : أنه إذا اجتمع الجمعة والعيد في يوم واحد سقطت الجمعة عمن صلى العيد، فعن زيد بن أرقم قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم رخص في الجمعة فقال: (من شاء أن يصلي فليصل) رواه الخمسة وصححه ابن خزيمة والحاكم والألباني وغيرهم.
وعن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون) رواه أبو داود وهو حديث صحيح.
-ويستحب للإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها، ومن لم يشهد العيد لقوله صلى الله عليه وسلم: (وإنا مجمّعون).
♻-وأنقل هنا فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية لما سُئل عن ذلك فأجاب: الحمد لله إذا اجتمع الجمعة والعيد في يوم واحد فللعلماء في ذلك ثلاثة أقوال:
(أحدها) :أنه تجب الجمعة على من شهد العيد كما تجب سائر الجمع للعمومات الدالة على وجوب الجمعة .
(والثاني) :تسقط عن أهل البر ، مثل أهل العوالي والسواد؛ لأن عثمان بن عفان أرخص لهم في ترك الجمعة لما صلى بهم العيد .
(والقول الثالث): وهو الصحيح أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة ، لكن على الإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها ، ومن لم يشهد العيد وهذا هو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كعمر وعثمان ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وابن الزبير وغيرهم ، ولا يعرف عن الصحابة في ذلك خلاف .
وأصحاب القولين المتقدمين لم يبلغهم ما في ذلك من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم لما اجتمع في يومه عيدان صلى العيد ثم رخص في الجمعة ، وفي لفظ أنه قال: « أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا ، فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد فإنا مجمعون » . وأيضا فإنه إذا شهد العيد حصل مقصود الاجتماع ، ثم إنه يصلي الظهر إذا لم يشهد الجمعة ، فتكون الظهر في وقتها ، والعيد يحصل مقصود الجمعة ، وفي إيجابها على الناس تضييق عليهم ، وتكدير لمقصود عيدهم ، وما سن لهم من السرور فيه والانبساط ، فإذا حبسوا عن ذلك عاد العيد على مقصوده بالإبطال ، ولأن يوم الجمعة عيد ، ويوم الفطر والنحر عيد ، ومن شأن الشارع إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد أدخل إحداهما في الأخرى ، كما يدخل الوضوء في الغسل ، وأحد الغسلين في الآخر والله أعلم اهـ .

-وقال في موضع آخر: إذا اجتمع الجمعة والعيد في يوم واحد، فللعلماء في ذلك ثلاثة أقوال:
أصحها: أنَّ من شهد العيد، سقطت عنه الجمعة، فقد اجتمع عبادتان من جنس واحد، فدخلت إحداهما في الأخرى، ولأنَّ في إيجابهما على الناس تضييقاً لمقصود عيدهم، وما سُنَّ لهم فيه من السرور والانبساط، فحينئذ تسقط الجمعة.

والله أعلم.


﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
...المزيد

*الاعتصام بالكتاب والسنة سبيل نجاة الأمة* #خطب_مكتوبة 👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد ...

*الاعتصام بالكتاب والسنة سبيل نجاة الأمة*
#خطب_مكتوبة
👤للشيخ/عبدالله رفيق السوطي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
لمشاهدة الخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/9pTi3wpjuXE?si=yPuScszmLpw0ZDb1
*📆 تم إلقاؤها: بمسجد الخير/ المكلا جامعة حضرموت / 18 /ذو القعدة/1446هـ ↶
👤ـ للشيخ/عبدالله رفيق السوطي.

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد:

- فإن الأمة تعيش كارثتها، ومصيبتها، وبلواها، وفي ذروة سنامها، ويصيبها ما يصيبها وهي تبحث عن المخرج هنا وهناك، وتسلك الطريق حائرة لا تعرف أين تتجه، ولا أين تتوجه، ولا أين تذهب، ولا من أي طريق سيكون المخرج، فهي تتخبط تخبط العشواء، وكأنها أمة متروكة ليست موصولة برب العالمين سبحانه وتعالى، وكأن هذه الأمة قد تُرِكَت كما تُرِكَت غيرها من الأُمَم، وأصبحت متفرِّقة تبحث عن الحل عند المغضوبٍ عليهم وعند الضالِّين، وعند من لا كتاب لهم أصلًا مُبين، بينما هذه الأمة لديها المخرج، ولديها الطريق، ولديها الحبل الموصول المُتَّصل بمالك الأرض والسماء جل وعلا ولكن البلوى التي أُصيبت بها الأمة على أنها ما عرفت ذلك الطريق مع أنه أقرب إليها من حبل الوريد وتخبطت هنا وهناك وركنت على الظالمين والكافرين وأعداء الله أجمعين، والله يقول مُحذِّرًا: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ}، ومعناه سيَتْرُكُكُمْ رَبُّكُمْ جَلَّ وَعَلَى فَلَا نَاصِرَ لَكُمْ، وَلَا مَخْرَجَ لَكُمْ، وَلَا مُغِثَ لَكُمْ، وَلَا أَيِّ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَن يُنقِذَكُمْ، مَا دُمْتُمْ قَدْ رَكِنْتُمْ عَلَى غَيْرِكُمْ، وَلَمْ تَعُودُوا لِمَنْ يَجِبُ أَنْ تَعُودُوا إِلَيْهِ أَصْلًا أَلا وَهُوَ رَبُّكُمْ!.

- ألم يقل الله جل وعلا في محكم تنزيله، ونص كتابه مبينًا الطريق الذي يجب على الأمة اتباعه:{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (خطَّ لنا رسول الله ﷺ خطًّا مستقيمًا، ثم خطَّ خطوطًا عن يمينه وعن شماله ثم قال: "هذا صراط الله على الخط المستقيم، وهذه سُبُلُ الشيطان على كل سبيل شيطان يدعو إليها، ثم قرأ ﷺ: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}.

- ألا فهذه سُبُلُ الشيطان متفرِّقة غير مجموعة، كلُّ واحد يدعو لطريقه، ويريد أن يجذب الناس نحوه، ويضلهم ضلالًا بعيدًا عن سبيل الله: ﴿إِنَّ الشَّيطانَ لَكُم عَدُوٌّ فَاتَّخِذوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدعو حِزبَهُ لِيَكونوا مِن أَصحابِ السَّعيرِ﴾ ، فكل واحد يريد أن يبتز، وكلُّ واحد يريد أن يأخذ ويسلب، وكلُّ واحد يتوعد ويهدِّد، وكلُّ واحد يرى على أن القرار قراره، وعلى أن الأمر له، وعلى أن كل شيء بيده، وأنه المُسيطر والمُتحكم وبيده الأمر والنهي كله، وبيده المخرج برمته، فأصبحت على هذه السُّبُل تُضِل وتَضِل وتُنسِي وتُنسَى وتفترق ولا تتحِد…

- ألم يسمع قومنا قول ربنا وهو يوصيهم ويوجههم بكل وضوح تمامًا: ﴿وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ فتذهب هيبتكم بين أمم الأرض، وفعلًا أصبحت هذه تنهش من جهة وهذه تأخذ من جهة، وبأسماء وحيل مختلفة، وطرق متفرقة، وسياسات كثيرة، ورؤى طويلة… لأنكم لم تعودوا إلى ما عاد إليه أوائلُكم ثم يكون بعد ذلك النظر من ربكم لكم، ويُخرِجكم من مأساتكم، ومن أي شيءٍ كان عليكم ونزل بكم: ﴿أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللَّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ لَهُمُ البُشرى فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبديلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ﴾…
- فالأمة اليوم هي بحاجةٍ ماسة إلى أن تعتصم بحبل الله وإلى أن تعود إلى الله وإلى التمسُّك بكتاب الله وسُنَّة رسول الله ﷺ: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}، {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ}ولكن ردُّوه إلى من؟ ردُّوه إلى الكافرين وإلى الظالِمين وإلى شياطين الأرض أجمعين وإلى أعدائهم واحداً واحداً فأيُّ مخرجٍ إن ضلَّت الأمة المخرج حق جل جلاله الذي بيده الفلاح وبيده الرحمة وبيده النجاة: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} فهي هداية في دنيا ودين تهتدوا إلى سبيل النجاة في الدنيا، وإلى سبيل الرفعة والمنعة والعز والسُّؤدد والرفاهية والسعادة والطمأنينة والحضارة والحياة الكريمة، وفي الآخرة أيضًا: { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا }، بل ليست الهداية وفقط بل حتى الفلاح كل الفلاح هو بالاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } أفلحوا وسعدوا وأمنوا وسموا وارتفعوا وعلوا وملكوا وتملكوا؛ لأنهم أخذوا بالمنهج الحق الذي يجب أن يأخذوا به والذي زكاه ربنا تبارك وتعالى في محكم تنزيله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.

- فهذا هو الدين المرضي وهذا هو الإسلام الحق الذي يجب أن يأخذ به الناس إن أرادوا الحق وإن أرادوا النجاة وإن أرادوا السعادة،
أما إن ابتعدوا عن الكتاب والسنة وآخذوا بغيرهما فلن يكون لهم فلاح لا في الدنيا ولا في الآخرة: ﴿فَاستَمسِك بِالَّذي أوحِيَ إِلَيكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَلِقَومِكَ وَسَوفَ تُسأَلونَ﴾، والذكر هو الشرف والرفعة والعز والمنعة، وبه السؤدد كله كما أدركه أوائلنا بالرغم كانوا رعاة غنم، وأشقى أهل الأرض فسادوا بعد ربع قرن ثلث الأرض: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}، بل وأي ذكر أعظم من ذكر الكتاب والسنة،
الروح: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا } يعني أن غيره هو الظلام فاستمسك به حق الاستمساك: {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا}، بل إن الكتاب والسنة ينال العبد بهما ولاية الله كل الولاية: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ }…

- فماذا إذن أنتولى الطواغيت من دون الله وهي كثيرة في الأرض تنافس الله، أفنعتصم بها ونترك ربنا عز وجل وهو يرينا الطريق: ﴿الَّذينَ آمَنوا يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَالَّذينَ كَفَروا يُقاتِلونَ في سَبيلِ الطّاغوتِ فَقاتِلوا أَولِياءَ الشَّيطانِ إِنَّ كَيدَ الشَّيطانِ كانَ ضَعيفًا﴾، ويحذرنا منهم كل تحذير: ﴿أَفَحُكمَ الجاهِلِيَّةِ يَبغونَ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكمًا لِقَومٍ يوقِنونَ﴾، وينهانا كل نهي: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ}، والشياطين كثيرة لكن كلها شياطين تدعو إلى صراطها وإلى طريقها بل وإلى جحيمها، بينما الله محذراً يقول للناس منها: ﴿إِنَّ الشَّيطانَ لَكُم عَدُوٌّ فَاتَّخِذوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدعو حِزبَهُ لِيَكونوا مِن أَصحابِ السَّعيرِ﴾، {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، ﴿أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَولِياءَ مِن دوني وَهُم لَكُم عَدُوٌّ بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلًا﴾، أجعلتموهم أولياء بدلاً من أن توالوا الله، بدلاً من أن تكونوا أولياء الله، بدلاً من أن تعودوا لله كنتم أولياء للشيطان: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، عدتم إليهم وركنتم عليهم وتوليتموهم، فكان مصيركم هذا، لأنكم لم تعودوا إلى الكتاب المبين وإلى الصراط المستقيم وإلى طريق النبي الأمين ﷺ…

- ألا فالطاعة لله ورسوله من كتاب وسنة فريضة وضرورة: قال الله تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}، {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}، {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ}،، {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، ﴿آمَنَ الرَّسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُسُلِهِ وَقالوا سَمِعنا وَأَطَعنا غُفرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيكَ المَصيرُ ،

وقد أمر الله سبحانه المؤمنين بالتحاكم إلى الكتاب والسنة عند التنازع والاختلاف، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}، ﴿وَمَا اختَلَفتُم فيهِ مِن شَيءٍ فَحُكمُهُ إِلَى اللَّهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبّي عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَإِلَيهِ أُنيبُ﴾، ﴿إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُن لِلخائِنينَ خَصيمًا﴾ ، ونهى كل النهي عن أي اعتراض على حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}، بل يجب الأخذ كله: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}، وطمأنهم أن ما عند رسوله هو من عنده جل جلاله بقوله: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}، {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}… {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}، وقال في آخر سورة النور: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال في سورة الفتح: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا }.

والاتباع للكتاب والسنة حياة ونور ورحمة وسعادة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}، { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}، {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }، {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا }، {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}…

- ولذا النبي عليه الصلاة والسلام قد قال في الحديث الصحيح ضامناً للناس الجنة إن اتبعوه وأطاعوه فقال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قيل ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"، فهو صلى الله عليه وسلم كالسفينة من سلكها نجا وإلا سيهلك حتما، فإما نجاة وإما هلاك، إما أن يخوض على ظهرها أو أن يخوض في بطنها وينتهي به البحر إلى هوام ما فيه...

وهذه السفينة سفينة الأمة التي تنخر في بحر الخضم يجب أن تعدل ويجب أن تقوم ويجب أن تصان وأن يحافظ عليها وأن تكون القيادة التي تقود هذه هي قيادة خير للناس لأنها إن توجهت إلى خير توجه من في السفينة وإن توجهت إلى شر سيكون من في السفينة بعدهم وسيكون من في السفينة تحت قبضتهم وأيديهم لا يستطيعون خلاصا وإن القائد الحق هو قيادة الكتاب والشنة بهذه الأمة وكل قيادة تنازع هذا فهي تنازع رب العالمين سبحانه وتعالى والله يقول: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ } لا بأهوائه ولا بشهواته ولا بجاهه ولا بقوانينه ولا بقراراته ولا بإملاءاته ولا بإملاءات غيرك عليك، لا أي شيء من ذلك بل: {بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}، فمن خان الكتاب والسنة وحكم بغيزهما وارتضى سواهما فلا خير فيه، ولا تخاصم عنه ولا يستحق أن تخاصم عنه أصلا لأنه قد خرج عن الهدي والطريق….

- ألا فهذا هو الطريق، هذا هو المخرج، هذا هو السبيل، وكل سبيل على غير ذلك فهي ضلال بعيد، والنبي ﷺ قد خطب في الناس في حجة الوداع وقال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به وفي رواية ما إن اعتصمتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي"، فضمن النبي عليه الصلاة والسلام للأمة عدم الضلال لا في دنيا ولا في دين ولا في طريق ولا في سبيل ولا في أي شيء من أمرهم في سياساتهم واقتصادهم واجتماعهم وثقافتهم وأخلاقهم وعلى كل أوامرهم ونواهيهم وتحكمهم ودنياهم وما فيها لن يضلوا أبدا، إن اعتصموا بالسبيل وبالطريق وبهدي النبي عليه الصلاة والسلام وبهدي القرآن، فإن تولوا عن ذلك تول الله عنهم وابتعد عنهم وتركهم لأنفسهم ولأهوائهم وشياطينهم ومن يتحكمون فيهم أيًا كانوا…

- فالسبيل هو سبيل الله والنجاة من عند الله والطريق واضح كل الوضوح إن أخذ الناس به وأحسنوا في الأخذ به وإن تركوا ذلك ضلوا وانتهوا وذهبت كرامتهم ومالهم ودنياهم وحياتهم وجاههم وكل شيء يذهب مع ذهاب الحكم بالكتاب والسنة اللذان هما القيادة الحقة لهذه الأمة، والسؤدد والخير لهذه الأمة وما أنقذها إلا الكتاب والسنة ما أنقذها مما هي فيه من ضلال إلا الكتاب والسنة وعلى قدر بعدها عنهما يكون الهلاك المحقق كما قال ربنا سبحانه وتعالى: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، فتنة في أنفسهم وفتنة في أهليهم وفتنة في دنياهم وفتنة في قيادتهم وفتنة في سيادتهم في سياستهم في كل قرار لهم هذه الفتنة العامة التي تصيب الناس بقدر ما ابتعدوا عن كتاب الله وعن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام تكون فتنة ويكون العذاب الأليم عليهم: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}، ويعم ذلك على الناس عامة لأنهم حادوا ومالوا وخرجوا عن هدي الله وهدي رسوله عليه الصلاة والسلام وعن الوصية الكبرى التي أوصانا بها نبينا عليه الصلاة والسلام: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ألا وإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"، يقول عليه الصلاة والسلام وفي رواية شاذة وكل ضلالة في النار، فهذه ضلالات متعددة وسبل وطرق غير متحدة، هذه بكلها تدعو هذه الأمة إليها، فإن والله اتبعتها وضلت وأضلت وانتهت وذهبت كما هي الآن عليه من شقاء وتعاسة وتخبط وركوذ و وظلمات تعيشها بعضها فوق بعض، فإن أخذت بالكتاب وبالسنة ارتفعت وعلت وشمخت وحكمت وتحكمت وسيطرت وكان لها الصوت والصدى وكان لها القوة وبقدر فقدها العمل بالكتاب ربها وسنة نبيها تكون النهاية الحتمية لها، نعوذ بالله من ذلك…

أقول قولي هذا وأستغفر الله

*الــخـــطــبة الثانــــية:* ↶

ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد...: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾…:

- ربنا عز وجل هو أرحم بالأمة من آبائنا ومن أمهاتنا ومن أحب الناس وأشفقهم بنا، فإن عدنا إلى الراحم بنا، وتعرفنا على الخالق لنا، واصطلحنا مع الله عز وجل فرج عنا، ورفع ما بنا، ولن يكشفها غيره حتما، بل يزيدها عمى بل يزيدها ضلالا بل يزيدها محقًا بل يزيدها انتكاسة بل يزيدها ما يزيدها ونعيش أكثر مما نحن نعيش الآن: {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ}،
{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}،

﴿وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي البَحرِ ضَلَّ مَن تَدعونَ إِلّا إِيّاهُ﴾، فلا أمم متحدة، ولا مجلس أمن، ولا منظمات دولية، ولا حقوق إنسان ولا غيره بل الله وحده: {لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ}، فماذا ننتظر: {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ}، ﴿أَم أَمِنتُم أَن يُعيدَكُم فيهِ تارَةً أُخرى فَيُرسِلَ عَلَيكُم قاصِفًا مِنَ الرّيحِ فَيُغرِقَكُم بِما كَفَرتُم ثُمَّ لا تَجِدوا لَكُم عَلَينا بِهِ تَبيعًا﴾، فليس من منج في وقت الضراء إلا رب الأرض والسماء، ونحن نحتاج إلى التعرف عليه، وعلى الهدي الذي نمشي به إليه، فإن لم نتصل بهما بكتاب الله وبسنة رسول الله ﷺ الذي كانا هما الطريق والسبيل لمن ارتفعوا من أسلافنا سنبقى في مأساتنا…!.

- وكونوا على يقين أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها، بل لن يصلح هذه البشرية بكلها إلا الهدي الذي جاء به رسولنا عن ربنا عز وجل من كتاب الله ومن سنة رسوله ﷺ لا سياسات ولا قرارات ولا اجتماعات ولا معسكرات ولا مجنزرات ولا دبابات ولا صواريخ ولا أي شيء من مقومات الدنيا الفانية، كلها ممحوقة إذا لم يكن من يحملها قويا فإذا لم يكن متصلا فإن غيره ممن لديه أكثر مما لديه سيهزمه في أول معركة بينه وبينه وتصادم يسير حتى ولو كان لا شيء من ذلك إلا مجرد تهديد لأنه لم يتصل بالقوة التي يجب أن يتصل بها والمنعة التي يجب أن يتمنع بها لتحرسه من كيد الشيطان ومن أولياء الشيطان…

- فالواجب علينا أن نتمسك في أنفسنا وفي أعمالنا وبين أهلنا وفي كل شيء من أمرنا كنا أفراداً كنا جماعات كنا دولة كنا ما كنا أن نتمسك بهدي الله وبهدي رسول الله ﷺ: فَاستَمسِك بِالَّذي أوحِيَ إِلَيكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ وَإِنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَلِقَومِكَ وَسَوفَ تُسأَلونَ﴾، ﴿وَالَّذينَ يُمَسِّكونَ بِالكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ المُصلِحينَ﴾ ، وأن نحكّمهما في كل أمرنا وكل منحى من مناحي حياتنا ألا وهما الكتاب والسنة فإننا ستعيش بسلام وسنعيش بأمان وسنعيش بسعادة وسنعيش بارتياح وسمأنية وحياة كريمة… وإن عم هذا في أفراد الأمة فرداً فرداً عم في الأمة جميعاً والله سبحانه وتعالى قد شرط ذلك شرط جازما: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}…


- وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه لقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
...المزيد

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧 المشتري لغيره أمين فيما اشتراه فما زاد فهو للموكل ...

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧

المشتري لغيره أمين فيما اشتراه فما زاد فهو للموكل له

📚 - #فتوى رقم( 29 00).

⚫➖ *السؤال:*

قال له المقاول خذ 10 ألف ريال واشتري بها 5 أكياس إسمنت كون الكيس بألفين ريال، فذهب العامل وماكس التاجر حتى أعطاه الكيس بألف وخمس مئة ريال، فهل يأخذ الباقي له؟ مع العلم أن المقاول لا يعرف شيئا عن ما حصل!

✍🏻➖ *الإجابة*:

-هذا الأخ ذكرني بحديث عروة البارقي رضي الله عنه -عند البخاري- ونص الحديث: عن عروة البارقي قال: (دفع إلي رسول الله ﷺ دينارًا لأشتري له شاة فاشتريت له شاتين، فبعت إحداهما بدينار وجئت بالشاة والدينار إلى النبي ﷺ، فذكر له ما كان من أمره، فقال له ﷺ: "بارك الله لك في صفقة يمينك"، فكان يخرج بعد ذلك إلى كناسة الكوفة فيربح الربح العظيم فكان من أكثر أهل الكوفة مالا)، بفضل دعوت النبي صلى الله عليه وسلم له، ومثله عند أبي داود والترمذي عن عن حكيم بن حزام: (أن رسول الله ﷺ بعث معه بدينار يشتري له أضحية فاشتراها بدينار، وباعها بدينارين، فرجع فاشترى له أضحية بدينار، وجاء بدينار إلى النبي ﷺ فتصدق به النبي ﷺ ودعا له أن يبارك له في تجارته)، وعلى العموم فيد هذا الأخ المشتري يد أمانة، فلا يحل له ذلك المال الذي قبضه لحذقه ومساومته في الشراء؛ فعروة أرجع الدينار والشاة لرسول الله ﷺ، وكذلك حكيم بن حزام كما في القصة الأخرى، وتشبهان تمامًا قصة السائل هذا، وأيضاً لو أن كيس الإسمنت كان بأكثر من ألفين ريال لطالب المقاول بالزيادة، فهذا كذلك، ويجب على الإنسان أن يتنبه لمسائل الأموال؛ فرُبّ أكلة أوصلت للنار (وأيما جسم نبت من الحرام فالنار أولى به) كما جاء في الحديث، وقد تحدثت عن هذا في فتوى سابقة برقم 26.
...المزيد

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧 زكات القات ومقدار الواجب فيه 📚 - #فتوى رقم( 28 ...

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧

زكات القات ومقدار الواجب فيه

📚 - #فتوى رقم( 28 00).

⚫➖ *السؤال:*

-شيخنا الفاضل لدينا حوالي عشر لبن مزروعة قات وبعض الأحيان أبيع منها قات فهل على محصولها زكاة؟ وكم المقدار؟ وكم النصاب؟. أفتونا بارك الله فيكم

✍🏻➖ *الإجابة*:

-لا يراعى في زكاة القات الحول، بل يجب أن تخرج الزكاة من كل قطفة، وذلك إذا بلغ النصاب ما قيمته تسعون ألف ريال يمني في تاريخ كتابة الفتوى 2016م؛ وذلك بالنظر لقيمة نصاب الحبوب 650 كيلو تقريبا، وتعطي من ذلك العشر، هذا إذا كان القات سُقي من ماء المطر مباشرة، أما إذا احتاج لسقي بالمواطير ونحوها مما فيه كلفة فتخرج نصف العشر، مع ملاحظة أنه يجب أن تخرج زكاة القات نقودًا، ولا يجوز إخراجها من القات.
وأنا هنا أتكلم عن زكاة القات لا عن حكمه؛ فلعلها تأتي فتوى بذلك إن شاء الله.
وللعلم فاشتراط النصاب هنا وفي كلما تخرجه الأرض هو مذهب جمهور العلماء، أما الحنفية والهادوية الزيدية فلا يشترطون النصاب، بل لا بد أن تُخرج الزكاة من كل قليل وكثير، ومن كل ما أخرجته الأرض لقوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَنفِقوا مِن طَيِّباتِ ما كَسَبتُم وَمِمّا أَخرَجنا لَكُم مِنَ الأَرضِ وَلا تَيَمَّمُوا الخَبيثَ مِنهُ تُنفِقونَ وَلَستُم بِآخِذيهِ إِلّا أَن تُغمِضوا فيهِ وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَميدٌ﴾[البقرة: ٢٦٧]، ومع أنه ليس براجح لكنه رأي وجيه مع ما تمر به بلادنا الحبيبة من مجاعة عظيمة في زمن الرفاهية والبطر في العالم، فرّج الله عن الجميع.

*مداخلة سائل*

- نريد أن نعرف لماذا كان نصاب القات تسعين ألف ريال؟

*إجابة الشيخ*
لأن المكيل نصابه 300صاع، والموزون نصابه 647كيلو، والقات وما أشبهه كالكراث لا يكال ولا يوزن فنصابه 90 ألفًا؛ باعتبار أن قيمة الـ647كيلو قريبة من 90 ألف ريال يمني حاليًا كما سبق، وهو من باب القياس على الأصل المنصوص عليه وهو الحبوب كما في الحديث المتفق عليه: (ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة) والوسق ستون صاعًا، وبالكيلو الستون صاعا تساوي قرابة 650 كيلو أو 647، وبالريال اليمني يمكن يساوي 90 ألف ريال يمني يوم كتابة الفتوى 2016م وينظر في كل زمن كم يساوي قيمة 650 كيلو في زمنه وبلده.
...المزيد

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧 خطأ منتشر في مكان قضاء المطلقة رجعيًا عدتها 📚 - ...

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧

خطأ منتشر في مكان قضاء المطلقة رجعيًا عدتها

📚 - #فتوى رقم( 27 00).

⚫➖ *السؤال:*

-رجل طلق زوجته ثم راجعها في نفس اللحظة، ثم ذهبت إلى بيت أبيها، والآن لها ثلاث سنوات ما الحكم في ذلك؟.

✍🏻➖ *الإجابة*:

- ما دام وأنه راجعها بعد الطلاق (أثناء العدة كما في السؤال) فهي زوجته، وفي عصمته، يحق له أخذها من بيت أبيها متى شاء، وكان الأصل عندما راجعها أن يشهد عدلين بمراجعته لها؛ كي لا يحدث إنكار، أو نسيان.

-وهنا لابد من هذا التنبيه: للأسف الشديد في بعض المناطق يطغى المعروف في العادات على المعروف في الشرع، وأحياناً تكون العادة هذه -أو العرف- مخالفة تماماً لنص الشرع، لكن يستمر الناس بالتمسك بهذه العادات والتقاليد والأعراف، إما جهلاً منهم، وإما خوفاً من مخالفة العادات ولا إشكال في مخالفة الدين! كهذا الموضوع في السؤال من ذهاب المطلقة رجعيًا بيت أبيها لقضاء عدتها، وترك بيت الزوجية الذي أمرها الله بقضاء عدتها فيه، ولا يحل لها الخروج منه ولا لزوجها إخراجها حتى تنتهي عدتها دون مراجعة منه لها، أو أتت بفاحشة الزنا: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحصُوا العِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُم لا تُخرِجوهُنَّ مِن بُيوتِهِنَّ وَلا يَخرُجنَ إِلّا أَن يَأتينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلكَ حُدودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدودَ اللَّهِ فَقَد ظَلَمَ نَفسَهُ لا تَدري لَعَلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمرًا﴾[الطلاق: ١]، فالآية القرآنية توجِب على المطلقة رجعياً (بعد الطلقة الأولى أو الثانية) عدم الخروج من بيت زوجها لا لبيت أبيها ولا غيره، ويلزمها قضاء العدة في بيت الزوجية الذي سماه الله بيتها، ومن خرجت فقد تعدّت حدود الله، وهي جريمة عظيمة.
...المزيد

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧 حكم التعامل مع البنوك الربوية 📚 - #فتوى رقم( 26 ...

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧

حكم التعامل مع البنوك الربوية

📚 - #فتوى رقم( 26 00).

⚫➖ *السؤال:*

- ما حكم النسبة التي نأخذها من البنوك على الودائع لديها؟ أفيدونا بارك الله فيكم

✍🏻➖ *الإجابة*:

- أولاً: لا يجوز التعامل مع البنوك الربوية أيًّا كانت، وأيًا كان التعامل، وما بُني على باطل فهو باطل، ولم يأذن الله بحرب أحد مثلما أذن بحرب المرابي: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَروا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِن كُنتُم مُؤمِنين فإِن لَم تَفعَلوا فَأذَنوا بِحَربٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ وَإِن تُبتُم فَلَكُم رُءوسُ أَموالِكُم لا تَظلِمونَ وَلا تُظلَمونَ﴾[البقرة: ٢٧٨-٢٧٩].

-ثانياً: النسب المعطاة من البنوك الربوية هي ربا، وكل زيادة في الودائع لدى البنوك الربوية فهي ربا بغض النظر عن تسميتها.
- ثالثاً: جاء في حديث صححه الألباني قال ﷺ: ((درهم ربا يأكله الرجل -وهو يعلم- أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية)، فيقضي الشيء اليسير من الحرام على بقية مالك، وتسعة أعشار الحرام من المال كما يقول العلماء، وتذكر قول النبي ﷺ: (أيما جسد نبت من الحرام فالنار أولى به).
...المزيد

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧 أخذ الفأر من الأضحية فهل تجزئ، وقواعد العيب في ...

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧

أخذ الفأر من الأضحية فهل تجزئ، وقواعد العيب في الأضحية

📚 - #فتوى رقم( 25 00).

⚫➖ *السؤال:*

سؤالي يا شيخ عندي كبش وأكل الفأر منه هل يجوز أن يكون أضحية؟!

✍🏻➖ *الإجابة*:

-لم توضّح ما الذي أكل منه، وعلى العموم إذا كان العيب ينقص من قيمته، وتعافه النفوس فلا يصح أضحيةً، ولازال العيد بعيدا نوعاً ما، فيمكنك بيعه ولو نقص ثمنه، ثم تأخذ صحيحا سليما بدلا عنه، والله يقول: ﴿لَن يَنالَ اللَّهَ لُحومُها وَلا دِماؤُها وَلكِن يَنالُهُ التَّقوى مِنكُم كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُم لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَبَشِّرِ المُحسِنينَ﴾ [الحج: ٣٧]، فتخيّر أفضل ما لديك، وما تستطيع؛ لأنها قربة إلى ربك، ولو كان من ملوك الدنيا لتقربت إليه بأفضل ما لديك، فربك ﷻ أحق بلا ريب، ثم إن الرسول ﷺ بيّن كما في الحديث الصحيح أن العيوب الواضحة تبطل الأضحية: (أربع لا يجزين في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والعجفاء التي لا تنقي).
وأخيرًا أذكر قواعد للتعامل مع عيوب الأضحية التي لا تجزئ أن تكون أضحيةً:
1- إذا كان العيب لا يؤدي إلى التأثير على اللحم فهي مجزئة في الأضحية.
2-كل عيب لا تبتاع به الأضحية بسبب هذا العيب فلا تصح أن تكون أضحية.
3-وكذلك كل عيب يؤدي إلى ردها بعد البيع فلا تجزئ أن تكون أضحية.
...المزيد

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧 موعظة في الخلافات المالية بين الأسرة الواحدة 📚- ...

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧

موعظة في الخلافات المالية بين الأسرة الواحدة

📚- #فتوى رقم( 24 00).

⚫➖ *السؤال:*

والدنا - رحمه الله- خلّف بعض البيوت المتواضعة في القرية والمدينة، وترك أولادا (بنين وبنات)، فكرنا بالقسمة الشرعية، وتقدير أثمان البيوت بواسطة عدلين خبيرين، البعض من الأولاد ساكن في شقة منذ حياة والده، وكان متفقا معه على دفع إيجار، وإن كان رمزيا وصل في مجموعة إلى حوالي سبعمائة الف ريال، كان الوالد ينفقه على نفسه، وبعض أولاده وأطفالهم، فهل من حق الأولاد اشتراط اشتراكهم في السكن في شقق المدينة، ومزاحمة من سبق له السكنى في حياة والده، أم أن من واجب القاضي أوغيره إلزام بعض الورثة بأخذ نصيبه وفق ما يقدره العدول وذلك ثمنا بالعملة المتداولة وعدم مزاحمة إخوانه الساكنين والإضرار بهم؟...جزيتم خيرا

✍🏻➖ *الإجابة*:

-أرى ما دام وأن إخوانك الذين سكنوا في المدينة في حياة والدكم -رحمه الله- كانوا يدفعون له الإيجار، فيمكن مثلاً أن يستمروا في ذلك، وكلُ يبقى فيما كان فيه؛ فخير من الإضرار بهم ومزاحمتهم، ومن أراد أن يسكن في المدينة ولا بد فيدفع للبقية ما يرتضون به، ويمكنكم -وهو الأفضل- أن تُقسّموا ميراث الوالد خير من الاحتكاكات، فيأخذ كل منكم نصيبه الشرعي المعلوم في الأنصبة، بدون محاباة، وفي ذلك الخير إن شاء الله: (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته)؛ فالتفرق أحيانًا قد يكون أفضل، وأما تفضيل بيوت المدينة على البيوت الذي في القرية، فهي مسألة معتبرة شرعاً، وعقلاً، وقضاءً، والمقسِّم بينكم للأنصبة لا شك أنه سيأخذ ذلك جداً بعين الاعتبار، والقضية أخلاقية أقرب من أن تكون فقهية؛ فالأخلاق أبقى وخاصة مع الأقارب ناهيك عن أنهم إخوان (وخيركم خيركم لأهله) كما هو الحديث الصحيح.
...المزيد

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧 من يستحق الزكاة والفرق بين الفقير والمسكين 📚 - #فتوى ...

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧

من يستحق الزكاة والفرق بين الفقير والمسكين

📚 - #فتوى رقم( 23 00).

⚫➖ *السؤال:*

كيفك يا شيخ: في باقي مبلغ من زكاة المال، وفي عندي أسرة ليست فقيرة إلى حد الصفر، إنما مع تأخر الرواتب وتدهور الوضع في اليمن فأخذت بضاعة من المحل وأرسلته للأسرة فماحكم هذه المسألة؟ جزاك الله خيرا...

✍🏻➖ *الإجابة*:

-ما دامت الأسرة فقيرة كما ذكرت، فلا مانع من صرف الزكاة لها، ولا ضرورة بأن تكون كما ذكرت فقيرة إلى حدّ الصفر، وإن كان غيرهم أحوج منهم فالأفضل أن تؤديها لهم، ومن ذكرت ينطبق عليهم اسم مساكين، فالمسكين هو: من لديه مال أو مصدر دخل لكن لا يكفيه كما قال الله عن اصحاب السفينة (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر...) فلديهم مصدر دخل لكن لا يكفيهم فسماهم الله مساكين، هذا على قول من يرى أن المساكين أحسن حالا من الفقير كالشافعية ومن وافقهم، ومعلوم أن المساكين من الأصناف الثمانية الذين تُدفع لهم الزكاة كما في آية مصارف الزكاة:﴿إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [التوبة: ٦٠].
...المزيد

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧 من أخطأ على أخيه فاعتذر له فلم يقبل 📚 - #فتوى رقم( ...

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧

من أخطأ على أخيه فاعتذر له فلم يقبل

📚 - #فتوى رقم( 22 00).

⚫➖ *السؤال:*

- ماذا أفعل إذا أخطأت بحق شخص وأنا الآن أطلب منه السماح ولم يقبل، وحاولت معه عدة مرات ولم يقبل مني فماذا أفعل؟!! وهل يعاقبني الله عزوجل؛ لأني والله أنا نادم وقد طلبت منه السماح ولم يقبل، فماذا أفعل؟..!
أريد الرد على سؤالي وجزاكم الله خيرا

✍🏻➖ *الإجابة*:

-جزاك الله خيرًا على حرصك هذا على طلب العفو من أخيك، وقليل من يفعل كفعلك خاصة في زمننا الذي قل فيه المنصفون إلا ما رحم الله!، والواجب عليه أن يقبل منك ما دمت تسامحت منه واعتذرت وندمت كما ذكرتَ.
ونرجو أن قد أبرأت ما بينك وبين ربك، لكن لا أدري ما هي الجناية عليه، فقد تكون مالاً أو عيناً فيجب رده، أما إذا كانت الجناية مجرد شيء معنوي واعتذرت منه ولم يقبل، فعليك بإرضائه بأي شيء تراه يناسبه كهدية، أو ما يطلبه منك، ويمكن تجعل عاقلا ونحوه يتوسط بينكما، أو من يحترمه الشخص هذا الغاضب منك، وذكّره بالآيات والأحاديث حتى عبر الواتساب، أو غيرك يفعل ذلك مباشرة أو عن بُعد...

ثم بعد الأسباب التي تتخذها لكن لم يرضَ، ولا ترى ذلك يؤثر فيه، وقد علم الله صدق نيتك وعملك، فيبقى الإثم عليه، وليس عليك شيء مادمت كذلك؛ فقد جاء في حديث ضعيف: (من اعتذر إلى أخيه بمعذرة فلم يقبلها كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس)، فليتق الله، أما أنت فقد تكون مأجوراً على حسن أخلاقك مع أخيك، ولقد غضب النبي ﷺ على عمر لما لم يقبل من أبي بكر اعتذاره، بالرغم أن ابابكر كان مخطئاً رضي الله عنهما، لكن لما رفض قبول المعذرة غضب رسول الله ﷺ منه، فينتبه صاحبك من ذلك.

- أسأل الله أن يذهب غيظ قلبه.
...المزيد

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧 حكم من سهى في سجود السهو 📚- #فتوى رقم ( 21 ...

📖📚 *من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي*🌧

حكم من سهى في سجود السهو

📚- #فتوى رقم ( 21 00).

⚫➖ *السؤال:*

-إمام صلى بالناس فأخطأ في الصلاة فسجد سجدتي السهو، ولكنه لم يدرِ أسجد سجدةً واحدة أم سجدتين فماذا يعمل؟.

✍🏻➖ *الإجابة*:

-قد نص الفقهاء على أن من سهى أو أخطأ في سجود السهو فليس عليه شيء؛ حتى لا يفضي ذلك إلى التسلسل، أي فتح مجال بسجود السهو في سجود السهو وهكذا.
...المزيد

*📖📚من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي🌧* من هي الجماعات الضالة في حديث افتراق الأمة إلى ثلاث ...

*📖📚من فتاوى الشيخ/عبدالله رفيق السوطي🌧*

من هي الجماعات الضالة في حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة

📚- #فتوى رقم ( 20 00).

⚫➖ *السؤال:*

-هل لكم أن تعرّفونا على أسماء الفرق الضالة التي تنبّأ بها رسولنا الكريم: (وستفترق أمتي ثلاث وسبعون فرقة كلها في النار إلا واحدة...)؟.

✍🏻➖ *الإجابة*:

-أولاً: لفظ (كلها في النار إلا واحدة) مختلف في صحة هذه اللفظة، والراجح أنها لفظة شاذة لا تصح عن نبينا كما رجح ذلك غير واحد من العلماء منهم الشوكاني.
- ثانياً: لقد اجتهد العلماء في تحديد من هي هذه الفرق الضالة! لكن يجب أن لا نجعل كل من في الفرقة الضالة في مرتبة واحدة، فمنهم الكافر، ومنهم المبتدع، ومنهم العاصي، ومنهم العالم، ومنهم الداعي لبدعته ومعتقده الباطل، ومنهم العامي الذي لا يعرف الحق ولو عرفه لاتبعه، وبالتالي ليسوا كلهم في مرتبة واحدة، ولا يجوز أن نحكم عليهم بحكم واحد، فمثلاً الشيعة أكثر من عشرين فرقة بل قيل هي نفسها أكثر من 73 فرقة، وكل فرقة مختلفة في أفكارها وآرائها عن الأخرى، لكن منهم من يطعن في القرآن، فهذا كفر ولا شك، ومنهم من ينكره تمامًا ويتهمه بالنقص، ومنهم من ليس كذلك، ومنهم من يطعن ويكفّر جميع الصحابة، ومنهم من يستثني!.
- لكن الضابط في الجماعات الضالة: أن كل من خالف الكتاب والسنة، وسلف الأمة من لدن الصحابة في أصل ثابت قطعي الدلالة والثبوت فهو من الفرق الضالة، مع الأخذ بعين الاعتبار بما تكلمت عنه سابقاً من (تجنب التعميم)، وعدم اتخاذ الحديث ذريعة لإلصاق الضلال بجمهور المسلمين كما يفعل المتعصبة ممن يدعون الحق الحصري فيهم ولهم، ويحكمون بالنار على غيرهم بالرغم أن ما استندوا إليه لا يصح كما سبق، ولو افترضنا صحة اللفظة فقد ظهرت مئات الفرق التي تدّعي الإسلام وهي بعيدة عنه كل البعد كالروافض، والخوارج، والمعتزلة، والمرجئة، والجبرية، ونفاة القدر...

والله وأعلم.
...المزيد

معلومات

✾- مجاز في الفتوى، والتدريس، والدعوة من فضيلة مفتي الديار اليمنية القاضي/ محمد بن إسماعيل العمراني. ❖- زكّاه أبرز وأشهر العلماء، منهم مفتي اليمن، ورئيس هيئة علماء اليمن رئيس جامعة الإيمان، ونائبه، وغيرهم.... ❀- حصل على إجازات مختلفة، عامة، وخاصة من كبار العلماء، وفي شتّى العلوم الشرعية منها: إجازة في القراءات السبع، وإجازة خاصة برواية حفص عن عاصم، والكتب الستة، والعقيدة، والإيمان، واللغة، والفقه، وأصول الفقه، والتفسير، والحديث، والمصطلح، والتوحيد، والتجويد، والسيرة، والنحو، والصرف، والتصريف، وعلم البلاغة( معان، وبيان، وبديع)، والتاريخ، والآداب، والأدب، والمنطق، والحساب، والأذكار، والأدعية، والأخلاق، والفلك… ✦- له إجازات في المذاهب الأربعة، وإجازات في جميع مصنفات بعض العلماء كمصنفات ابن الجوزي، والسيوطي، والخطيب البغدادي، وابن حجر العسقلاني، والبيهقي.. ✺- أستاذ بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وجامعة الإيمان، وجامعة العلوم والتكنلوجيا بالمكلا. ❃- نال عضوية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2019م. ┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈ ❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي: ❈- الصفحة العامة فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty2 ❈- الحساب الخاص فيسبوك: https://www.facebook.com/Alsoty1 ❈- القناة يوتيوب: https://www.youtube.com//Alsoty1 ❈- حساب تويتر: https://mobile.twitter.com/Alsoty1 ❈- المدونة الشخصية: https://Alsoty1.blogspot.com/ ❈- حساب انستقرام: https://www.instagram.com/alsoty1 ❈- حساب سناب شات: https://www.snapchat.com/add/alsoty1 ❈- إيميل: [email protected] ❈- قناة الفتاوى تليجرام: http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik ❈- رقم الشيخ وتساب: https://wa.me/967714256199

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً