ان في القصص القرآنية في تغير مسارات حياة الناس لعبرا ودورسا جليلة . ومن اهمها تغيير معتقدات ...

ان في القصص القرآنية في تغير مسارات حياة الناس لعبرا ودورسا جليلة .

ومن اهمها تغيير معتقدات المجتمعات والقناعات الفكرية التي تحدثها الانبياء من خلال الرسالة الالهية.

فالانبياء صفوة خلقه في كل زمان ومكان وقد ركبهم الله تعالى فطرة سليمة وقوة عقلية جبارة وذوقا رفيعا وفوق ذلك اوحى اليهم شيئا من علمه.

ويتضح ذلك في صفات الانبياء التي ذكرها الله لهم من اخلاص وصلاح ويقظة وتقوى وهدى وخلق رفيع ورجاحة عقل وهمة عالية وورع وامانة وغالبهم اختبروا فنجحوا في الاختبارات الصعبة والامتحانات الشديدة. لنضرب مثالا يدلل على ذلك،

تأمل معي هذه الآية:

﴿وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: ١٢٤]

فستجد ان ابراهيم تعرض لابتلاء واختبار للتأكد من استعداده لحمل تبعات الامانة الثقيلة وليكون اماما يقتدى به.

وفعلا اتم ابراهيم هذا الاختبار فائزا فتأهل منصب الامامة ولقد وصفه الله تعالى في موضع اخرى منوها مكانة ابراهيم في الابتلاء : *وابراهيم الذي وفى* .

فاول خطوة في التغيير هو القهر على النفس المنفلتة التي هي بين جنباتنا وتطويعها لخالقها وتعهدها حتى تنقاد له في كل شيء.

يقول الشاطبي في الموافقات كلاما معناه : انما انزلت الشرائع لاخراج الناس من سطوة الهوى .
ثمة نزعة موغلة في اعماق النفس متمردة على ان تجعل هواها تبعا لمراد الشارع. فلو انتصر الانسان على معارك نفسه -فما اصعبها - كل شيء بعدها سيهون.

لا يسهل بلوغ هذه الدرجة الا لآحاد من الناس رزقهم الله تعالى بتوفيقه ومع ذلك فهي شرط لكل من يريد ان يصلح غيره .

نخبة لم تنتصر معركتها مع نفسها لا يرجى ان تفتح قلوب الناس لله ولو استعانت كل انواع التقنيات .

طبيعة الدعوة الاسلامية تختلف عن بقية الدعوات الانسانية ، فالحق الذي لا يثمر على مستوى الفرد حري الا يثمر في على المستويات العليا والميادين الاجتماعية الاخرى.

يأني الفتح الرباني *انا فتحنا لك فتحا مبينا* بعد قوله تعالى: *عليكم انفسكم*
كتب الله لنا ولكم التوفيق

بشير حسن
...المزيد

لم ار شيئا اكثر حياة للقلوب من القرآن الكريم، ولم ار مثل هجر القرآن موتا للقلوب . فاللهم ارزقنا ...

لم ار شيئا اكثر حياة للقلوب من القرآن الكريم، ولم ار مثل هجر القرآن موتا للقلوب . فاللهم ارزقنا بتلاوته آناء الليل واطراف النهار.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً