فلما فتح الله على عباده الموحدين في العراق والشام، ومكّن لهم في الأرض، شكروه سبحانه على ما أنعم به ...

فلما فتح الله على عباده الموحدين في العراق والشام، ومكّن لهم في الأرض، شكروه سبحانه على ما أنعم به عليهم، بأن أقاموا الدين، ولموا شمل جماعة المسلمين، وبايعوا الشيخ المجاهد أبا بكر البغدادي حفظه الله تعالى أميراً للمؤمنين، وكان الشيخ حافظ وإخوانه من أوائل المبايعين، فولاه الخليفة أمر خراسان وما جاورها من الأصقاع والبلدان، ليدعوا الناس هناك إلى الاعتصام بالجماعة ونبذ الفرق والأحزاب، فيستجيب له المسلمون زرافات ووحدانا، وكان منهم الشيخ عبد الحسيب وعدد من طلبة العلم والمجاهدين الذين ظل يدعوهم ويتواصل معهم حتى بعد هجرته.


- نائبا للشيخ الحافظ

لم تقتصر مهارات الشيخ عبد الحسيب على تدريس العلوم الشرعية التي انهمك فيها معلماً لجنود الخلافة فدرس على يديه المئات من المجاهدين، بل صار محطّ أنظار الإخوة بما برز فيه من مهارات إدارية وقيادية وحسن خلق وطيب معشر وزهد في الدنيا ومتاعها، وانهماك في حوائج المسلمين حتى ينشغل بها عن قضاء حوائجه، وإقدام في الحرب وثبات لدى الملمات قلّ له مثيل.

هذه الصفات وغيرها بوّأته لأن يُولّى -بالإضافة لعمله في التعليم- مسؤولية مركز الفيء والغنائم في الولاية، ويُختار عضواً في مجلس شوراها، ثم بجعله الوالي نائبا له في إدارة شؤونها في (14 محرم 1437 هـ)، فما زاده كل ذلك إلا تواضعا لإخوانه وبذلا في سبيل دينه، وهذا ما رفع قدره بينهم، ونشر محبته عند كل من التقاه، وكان في ذلك سببا -بإذن الله- لبيعة مجموعات من المجاهدين في مناطق أخرى من أفغانستان جاؤوا ليستقصوا عن أحوال جنود الخلافة ويتعرفوا على حقيقة دعوتهم ويسمعوا من أمرائهم وطلبة العلم فيهم، كما حدث مع إخوة من (كنر) ألحقوا المناطق التي يسيطرون عليها بديار الإسلام بعدما جلسوا إليه وسمعوا منه.


- ولي أمر المسلمين في خراسان

قتل الشيخ الوالي (حافظ سعيد خان) -تقبله الله- بقصف صليبي في (21 شوال 1437 هـ)، فولى أمير المؤمنين الشيخ عبد الحسيب أمر ولاية خراسان بناء على توصية مجلس شوراها، فكان نعم الراعي لنعم الرعية، وسد مكان الشيخ السابق الذي ظن إخوانه أن لا أحد يسد مكانه في الإمارة ولا في قلوبهم.

كان تقبله الله تعالى -وهو يدرك تربص الصليبيين والمرتدين به- يكاد لا ينقطع عن زيارة المجاهدين في ثغورهم ويشاركهم في غزواتهم، وإن دهمهم خطب أو ألمّ بهم أمر وجدوه في مقدمة الصفوف يثبت جمعهم ويسد نقصهم، حتى تعرض في حاله ذاك إلى كثير من المخاطر التي أنجاه الله تعالى منها.

وكان من أخطرها، حين تقدم حشد كبير من مرتدي الجيش الأفغاني والصليبيين إلى مواقع للمجاهدين في مديرية "أشين" بننجرهار، وتمكنوا من تطويق بعض النقاط الأمامية التي كان والي خراسان نفسه مرابطاً فيها، وهم لا يعلمون، واستمر الاشتباك عدة ساعات، حتى قتل كثير من الإخوة في النقطة التي يقاتل فيها الشيخ، فظل صامداً فيها تقبله الله، يقاتل بأسلحة متنوعة ثابتا في نقطة رباطه، مدافعاً عن إخوانه المصابين معه، حتى رد الله عادية المرتدين وتمكن المجاهدون من كسر هجومهم.

كما سرّع -رحمه الله- من تأسيس الدواوين في ولاية خراسان، والذي تأخر قليلا بسبب انشغال سلفه -تقبله الله- في تجميع صف المجاهدين وقتال أعداء الدين، وفي الوقت نفسه لم ينشغل عن التنكيل بأعداء الله، فأمر بتنفيذ الهجمات الكبيرة ضد المرتدين في كابل، أشهرها العملية الانغماسية على المشفى العسكري، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المرتدين.
وفتح الله على يديه مناطق واسعة من مديرية (بجير) في ننجرهار، وكان همه الأول في كل منطقة يفتحها الله لجنود الخلافة أن ينشر التوحيد ويعلم الناس أمر دينهم، فحين أسر المجاهدون 70 من مقاتلي القبائل الذين وقفوا في وجه الدولة الإسلامية في (بجير) متأثرين بدعاية السوء التي يبثها مرتدو "طالبان" أمر بالإحسان إليهم واستتبابتهم وأقام لهم دورات شرعية درّسهم فيها بنفسه التوحيد والولاء والبراء، ثم أطلق سراحهم ليدخل الإسلام من جديد إلى نفوسهم وقلوبهم بعد أن دخل أرضهم وديارهم، وكذلك امتدت الولاية إلى مناطق في (كنر) و(جوزجان) بانضمام مجاهديها إلى جماعة المسلمين، وتأسيس مراكز من دواوين الولاية فيها.

وكان -وهو أمير المجاهدين- لا يجد في نفسه حرجاً أن يخدمهم بنفسه حين يزورهم في نقاط رباطهم وأماكن إقامتهم وعملهم، وكان -وهو المتصرف في بيت مال المسلمين- ليس في بيته قوت يومه أحيانا، ولم يعلم بحاله هذا أحد إلا بعد مقتله.
...المزيد

قصة شهيد - الشيخ المحدّث عبد الحسيب اللوجري • الشيخ المحدّث عبد الحسيب اللوجري -تقبله ...

قصة شهيد - الشيخ المحدّث عبد الحسيب اللوجري


• الشيخ المحدّث
عبد الحسيب اللوجري -تقبله الله-

(تفقّهَ قبل أن يسود وملك قلوب إخوانه بحسن أخلاقه)

إن علماء الإسلام كالشمس للدنيا، من غيرها تظلم الأرض، وكالنور للعين، من دونه تعمى الأبصار، وكالعافية للأبدان، تفنى من دونها بالأدواء والأسقام، فهم الذين يبينون للناس مراد الله تعالى من وحيه ليطيعوه على بصيرة، وهم الذين يدلونهم على سنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- ليتّبعوه على هدى، وهم الذين يذودون عن حياض الدين كل مبتدع يُدخل في الدين ما ليس منه، وكل جاهل يُفسد من حيث أراد الإصلاح.

وما من خسارة للأمة أكبر من خسارتها لعلمائها، فبغيابهم عن ميادين جهادها يتخذ الناس رؤوساً جُهالاً يضلون الناس وهم يحسبون أنهم مهتدون، وما من نعمة ينعم الله بها على المجاهدين خير من العلماء العاملين الذين يعلمونهم إن جهلوا، ويصوّبونهم إن أخطأوا، ليحققوا لعملهم شرط الصحة والاتباع، بعد شرط التوحيد والإخلاص.
وقد منّ الله تعالى على الدولة الإسلامية في مختلف ولاياتها بطائفة من أهل العلم وطلابه، الذين نفع الله بهم أهل الإسلام، فكان منهم المُفتون والقضاة، وأهل الحسبة والدعاة، وقادة الحرب الكماة، وأمراء الدواوين والولاة، وكان منهم والي خراسان الأسبق، الشيخ المجاهد والعالم المحدّث "أبو عمير" عبد الحسيب اللوجري -تقبله الله تعالى-.

تولى أمر الولاية في فترة من أصعب الفترات، حين ظن الصليبيون أنهم قصموا ظهرها بقتل واليها الأول الشيخ "الحافظ سعيد خان" تقبله الله، فأحسن رعاية جندها وأهلها، ونشر التوحيد والمعروف في أنحائها، وحفظ مع إخوانه ثغورها، وحمى جماعة المسلمين أن يقدر على هدمها منافق، أو يتمكن من شقّها مارق، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، فجزاه الله تعالى عن أمة الإسلام خير الجزاء.


- من طلب العلم بالسنة إلى الدعوة إليها

ولد الشيخ -واسمه- (حياة الله بن محمد شاه خان) مهاجراً غريباً في باكستان، بمنطقة (كرم أجنسي)، بعد أن شردّهم الملاحدة الروس حين غزو أفغانستان، وهناك صبا وشب، فدرس في مدارسها العامة وأتقن اللغات العربية والإنكليزية والفارسية، بالإضافة إلى معرفته بلغتي البشتو والأوردو.

ثم التحق -تقبله الله- بمعهد شرعي فيها لمدة 8 سنين أخذ فيها مفاتيح العلم ومبادئه العامة وفنونه المختلفة، قبل أن يقرر التخصص في علم الحديث، الذي أخذه عن بعض علمائه وأهله في مدينة (بيشاور) حيث استقر هناك لهذا الغرض
4 سنوات، درس خلالها الكتب الستة وغيرها من كتب الحديث والأثر.

بعد أن أنهى الشيخ مرحلة الطلب تلك، قرر أن يدخل إلى أفغانستان ليدعو إلى ما تعلمه في ساحة هي أحوج ما تكون للعلم في ظل فشو الشرك والتصوف فيها، وغلبة الجهل بالسنة على أهلها، فانتقل -رحمه الله- من باكستان مرباه ومرعاه، إلى مسقط رأسه في قرية (محمد أكبر خيل) التي تتبع لمديرية (أذرة) في (لوجر) حيث استقر فيها، لينذر عشيرته الأقربين، ويدعوهم للتمسك بالتوحيد، ويعلمهم القرآن والسنة، ويحرضهم على جهاد الصليبيين والمرتدين، ويبقى على هذا الحال عاماً كاملاً، دون أن يشغله ذلك كله عن القيام بالجهاد بنفسه، حيث كان يتعاون مع بعض المجاهدين في المنطقة ويعينهم بما يقدر عليه، وقد حاول المرتدون اعتقاله بعد كشفهم لحاله، فخرج من قريته خائفاً يترقب، لينتصر بالمجاهدين وينصرهم إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.


- من ضيق الأحزاب إلى سعة الخلافة

لما أيقن الشيخ عبد الحسيب أن جنود الطاغوت يأتمرون به ليُثبتوه أو يقتلوه أو يرجعوه عن دينه ويفتنوه، كان موقناً كذلك أن أرض الله تعالى واسعة، وأن من يهاجر في سبيل الله يجد فيها مراغماً كثيراً وسعة، فألقت به عصا الترحال في (كنر) والتحق بمجموعة من المجاهدين تقاتل تحت راية "طالبان" إذ كانوا -آنذاك- يحسنون الظن بالحركة وقادتها، فتولى تدريس علوم الشريعة في تلك البلاد مدة عامين، حتى ولّي إمارة "الدورات الشرعية" في (كنر) من قبل أمراء "طالبان" هناك.
وفي هذه الأثناء كان الشيخ المجاهد (حافظ سعيد خان) -تقبله الله- وبعض إخوانه يؤسسون لإقامة دين الله في المناطق الحدودية بعد أن أيسوا من قيام "طالبان" بذلك في المناطق التي وقعت تحت سيطرتهم، وقد بان لهم انحرافات قادتها وتبعيتهم لحكومة باكستان المرتدة وارتباطاتهم بمخابراتها المنفذة لمخططات الصليبيين، وقد مكّنهم الله تعالى من تحكيم الشريعة في بعض الأنحاء من (أوركزاي) داخل باكستان، وبعض ما جاورها من مناطق في ننجرهار بأفغانستان، وهم يتشوقون لأن تكون ديار الإسلام التي أقاموها مهدا لإعادة الخلافة الإسلامية، أو ولاية من ولايات دولتها إن أذن الله تعالى بإقامتها في أي بقعة أخرى من الأرض.
...المزيد

فكل هذه الأمور وغيرها تنبه إلى ضرورة اهتمام المجاهدين بتطوير قدرات الرمي لديهم، وخاصة في جانب ...

فكل هذه الأمور وغيرها تنبه إلى ضرورة اهتمام المجاهدين بتطوير قدرات الرمي لديهم، وخاصة في جانب الصواريخ المختلفة المدى، والطائرات المسيرة القادرة على حمل القذائف مختلفة الأحجام، وتوفير كل احتياجات تطوير هذا الجانب من العمل الجهادي من موارد بشرية ومالية ومادية ومعلوماتية، لأن تحصيل القدرة النارية الكبيرة ذات المدى البعيد والدقة العالية التي تمكن من ضرب العدو في عقر داره ستؤدي إلى تغيرات كبيرة في مسارات المعارك مع الأعداء في كل مكان بإذن الله تعالى.

ومن خلال تجارب المجاهدين في العراق والشام يتبين لنا أن إمكانية تصنيع هذه الأسلحة ليس بالأمر المتعسر جدا على المجاهدين، بل قد وصل الإخوة العاملون في التصنيع الحربي إلى نتائج كبيرة في هذا الجانب، يمكن بإذن الله الاستفادة منها وتطويرها.

كما نوصي المسلمين ممن يمتلكون خبرات وإمكانيات علمية في هذا الجانب بالهجرة إلى إخوانهم جنود الدولة الإسلامية في الولايات المختلفة وإعانتهم على القيام بهذا الواجب، من أجل تحقيق النكاية في أعداء الله تعالى، وإرهابهم عن الاستمرار في أذية المسلمين والنيل منهم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 189
الخميس 1 ذو القعدة 1440 هـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - مقال: • ألا إن القوة الرمي أمر ربنا عز وجل عباده بإعداد كل أسباب القوة ...

الدولة الإسلامية - مقال:

• ألا إن القوة الرمي

أمر ربنا عز وجل عباده بإعداد كل أسباب القوة التي ترهب أعداءه وتمنعهم عن إيقاع الأذى بالمسلمين وتعين على التنكيل فيهم، كما في قوله سبحانه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [الأنفال: 60]، وفسّر النبي عليه الصلاة والسلام القوة التي أمر الله تعالى بالإعداد لها بوسائل الرمي المختلفة، كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: ({وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ)" [رواه مسلم]، والإعداد المأمور به يشمل صناعة تلك الوسائل، أو شراءها، وحسن التدرب عليها، بما يضمن الاستفادة الكبرى منها.

والرمي يشمل ولا شك كل وسائل إطلاق الأسلحة بشكل موجه نحو أهداف محددة، سواء كانت الأسلحة نصلا معدنيا مركبا في رأس طلقة بندقية، أو قنابل مختلفة الأنواع والأحجام تحملها الصواريخ وقذائف المدفعية والطائرات، وبمقدار ما يكون لهذا الرمي مدى أبعد في إيصال الأسلحة، ودقة أكبر في الوصول إلى الأهداف، وقدرة أكبر على حمل الأسلحة التي تحدث ضررا أكبر، بمقدار ما يكون فعالا، ويؤدي الدور المطلوب منه في إرهاب العدو أو النكاية فيه عند الحاجة إليه.
وإن من أعظم الواجبات على المسلمين اليوم الاهتمام بهذا الجانب، وتطويره في الجوانب الثلاث المطلوبة (المدى، الدقة، التدمير)، خاصة وأن العلوم اللازمة للنجاح في ذلك صارت مبذولة لا محصورة بأيدي الدول الكافرة المستكبرة فحسب كما كانت خلال الأزمنة الماضية، ووسائل تصنيعها متوفرة يمكن تأمينها بسهولة نسبيا في كل مكان، والحاجة إليها تزداد أكثر في ظل زيادة تحصين الصليبيين والمرتدين لثغورهم ومراكز قوتهم منعا من وصول المجاهدين إليهم وإحداث النكاية فيهم، في الوقت الذي يمتلكون فيه أقوى الوسائل التي تمكنهم من ضرب المجاهدين حتى في مناطق العمق البعيدة عن الجبهات بما لديهم من طيران وصواريخ مختلفة المدى.

ونحن نرى هذه الأيام وقبلها مقدار الإرهاب والردع الذي يفعله امتلاك دولة ما لصواريخ بعيدة المدى، أو امتلاك فصيل ما لصواريخ متوسطة بل وقصيرة المدى، حتى لو كانت ضعيفة التوجيه محدودة القدرة على حمل الأسلحة المدمرة، فإنها بذلك تهدد أعداءها بنقل الحرب إلى داخل ديارهم وإلى وسط قواعدهم العسكرية التي يفترض أن تكون آمنة، ومنعهم بذلك من حصر ساحة المعركة في أراضيها.

كما رأينا أعداءنا في كل مرحلة تنشط فيها عمليات عصابات المجاهدين فإنهم ينكفؤون على أنفسهم داخل قواعدهم الحصينة ولا يتحركون إلا بإجراءات أمنية مشددة لتقليل الخسائر في صفوفهم، ومنع المجاهدين من الوصول إليهم، وكذلك يشددون في حماية المدن التي يسيطرون عليها منعا من دخول مجاهدي المفارز الأمنية إليها أو تمكنهم من إدخال أسلحتهم ومتفجراتهم إلى حيث يمكنهم الاستفادة منها لإحداث النكاية في أعدائهم.

وكذلك فنحن نعلم أن أي مسعى لضرب العدو من مسافة قريبة أو بالاشتباك المباشر معه فإن فيها تعريضا لحياة المجاهدين للخطر بدرجة ما، في حين أن تمكنهم من ضرب العدو من مسافة بعيدة نسبيا يمكنهم من الانسحاب من الأماكن الخطرة بعد إحداث النكاية في العدو بإذن الله تعالى.
وقد رأينا كيف قذف الله تعالى الرعب في قلوب المرتدين في بعض مناطق العراق بمجرد أن قصف المجاهدون قراهم ومزارعهم ببضعة قذائف هاون، فأخلوا قرى كاملة مخافة أن يصيبهم أذى المجاهدين، وهم يرون أنفسهم عاجزين عن التصدي للقذائف بعد أن ظنوا أنفسهم قد أمّنوا مناطق سيطرتهم بالحواجز والسواتر والحراسات المشددة التي تعيق وصول المجاهدين إلى داخلها.
...المزيد

- أمر بالمعروف ونهي عن المنكر والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر والثواب ما ...

- أمر بالمعروف ونهي عن المنكر

والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى فإن المقصود بالقصد الأول هو هدايتهم: كما قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] قال أبو هريرة كنتم خير الناس للناس تأتون بهم من القيود والسلاسل حتى تدخلوهم الإسلام. فالمقصود بالجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، هداية العباد لمصالح المعاش والمعاد بحسب الإمكان، فمن هداه الله سعد في الدنيا والآخرة، ومن لم يهتد كف الله ضرره عن غيره.
ومعلوم أن الجهاد، والأمر بالمعروف. والنهي عن المنكر: هو أفضل الأعمال، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله تعالى، وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن في الجنة لمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض. أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله» وقال - صلى الله عليه وسلم -: «رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه» ومن مات مرابطا مات مجاهدا وجرى عليه عمله وأجري عليه رزقه من الجنة وأمن الفتنة. والجهاد أفضل من الحج والعمرة، كما قال تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التوبة: 19-22] . والحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[من مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، باختصار].


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد - 188
الخميس 24 شوال 1440 هـ
...المزيد

مقال: من أحكام قتال المرتدين أصل هذا الكلام لشيخ الإسلام مأخوذ من فتوى في حكم النصيرية ...

مقال: من أحكام قتال المرتدين

أصل هذا الكلام لشيخ الإسلام مأخوذ من فتوى في حكم النصيرية المرتدين، رأينا نشره لما فيه من فائدة في باب قتال المرتدين عموما.

قال شيخ الإسلام، أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني رحمه الله:

إن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - وسائر الصحابة لما ظهروا على أهل الردة، وجاءوا إليه، قال لهم الصديق: اختاروا إما الحرب المجلية، وإما السلم المخزية. قالوا: يا خليفة رسول الله، هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما السلم المخزية؟ قال: تَدُونَ قَتْلَانَا، وَلَا نَدِي قَتْلَاكُمْ، وتشهدون أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، ونقسم ما أصبنا من أموالكم، وتردون ما أصبتم من أموالنا، وتنزع منكم الحلقة والسلاح، وتمنعون من ركوب الخيل. وتتركون تتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة رسوله والمؤمنين أمرا بعد ردتكم. فوافقه الصحابة على ذلك، إلا في تضمين قتلى المسلمين فإن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال له: هؤلاء قتلوا في سبيل الله فأجورهم على الله. يعني هم شهداء فلا دية لهم، فاتفقوا على قول عمر في ذلك.
وهذا الذي اتفق الصحابة عليه هو مذهب أئمة العلماء، والذي تنازعوا فيه تنازع فيه العلماء. فمذهب أكثرهم أن من قتله المرتدون المجتمعون المحاربون لا يضمن، كما اتفقوا عليه آخرا، وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين. ومذهب الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى هو القول الأول، فهذا الذي فعله الصحابة بأولئك المرتدين بعد عودهم إلى الإسلام يفعل بمن أظهر الإسلام والتهمة ظاهرة فيه، فيمنع أن يكون من أهل الخيل والسلاح والدرع التي تلبسها المقاتلة، ولا يترك في الجند من يكون يهوديا ولا نصرانيا ويلزمون شرائع الإسلام حتى يظهر ما يفعلونه من خير أو شر. ومن كان من أئمة ضلالهم وأظهر التوبة أخرج عنهم، وسير إلى بلاد المسلمين التي ليس لهم فيها ظهور. فإما أن يهديه الله تعالى، وإما أن يموت على نفاقه من غير مضرة للمسلمين.


- قتال المرتدين أولى من قتال المشركين

ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات، وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين، والصديق وسائر الصحابة بدءوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين، وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه. وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين. وحفظ رأس المال مقدم على الربح.
وأيضا فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك، بل ضرر هؤلاء من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب، وضررهم في الدين على كثير من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب.
ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ولا يحل لأحد أن يعاونهم على بقائهم في الجند والمستخدمين، ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله به ورسوله. ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به ورسوله، فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى: وقد قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 73] وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين.
...المزيد

- إعمل بصمت واكتف بما في يديك وأخطر من ذلك، أن يتواصل مجاهد ينوي تنفيذ عمل جهادي ذي طبيعة أمنية، ...

- إعمل بصمت واكتف بما في يديك

وأخطر من ذلك، أن يتواصل مجاهد ينوي تنفيذ عمل جهادي ذي طبيعة أمنية، بمفرده أو بمعونة بعض إخوانه، مع من لا يعرفهم من الأسماء في شبكة الإنترنت، طالبا الدعم المالي أو السلاح أو مجرد إيصاله بالقائمين على العمليات الخارجية في الدولة الإسلامية ليوصل إليهم خبر بيعته وإعلانه تنفيذ الهجوم استجابة لأمر الإمام حفظه الله، وهو لا يدري لعل من يتواصل معهم عناصر أمنية تابعة للصليبيين، يلتقطون رسالته ويحددون هويته ويخضعونه فورا للمراقبة والمتابعة، في الوقت الذي يكملون معه مسيرة الاستدراج، بطلب تفاصيل العمل، وعرض تقديم الخدمات، ليجمعوا عليه أدلة أكثر، ويعرفوا تفاصيل عمله أكثر، حتى يقترب موعد التنفيذ فيفاجأ الأخ بالقبض عليه، ويتفاجأ أكثر بأن كل ما تكلم به مع من ظنهم إخوانه، موجود في ملف قضيته أمام التحقيق.

بل قد سمعنا كثيرا عن عملاء للـ FBI وغيرها من أجهزة الصليبيين، أنهم يلتقطون أي مناصر على الشبكة، ربما لا يفكر في تنفيذ عمل قتالي ضد المشركين، فيعرضون عليه الأمر، ويعدونه بتقديم ما يلزم من سلاح ومال وغيره، حتى يوافق الأخ، ويطلب ما وُعد به، ليتفاجأ بعناصر الأمن تداهمه ساعة لقائه مع "المحرّض" وتلقي القبض عليه وقت استلامه للسلاح، ليكون في ملف قضيته بالإضافة إلى أرشيف مراسلاته الطويل معهم.

والسؤال هنا، ما الداعي لأن يلتقي الأخ الذي يريد تنفيذ هجوم بمن لا يعرفه ليساعده في تنفيذه بطريقة ما؟! وما الداعي لتهديد نفسه وسلامة مخططه بإطلاع غيره عليه وهو يعلم يقينا أن اتصاله بمن لا يعرف ومنحه الثقة مخاطرة كبيرة غير واجبة عليه.

فاتصال الأخ مع إخوانه في الدولة الإسلامية لتنسيق العمل بطريقة مناسبة وطلب العون منهم في ذلك أمر حسن، ولكنه لا يقدّم أبدا على أمن الأخ، وعلى نجاح عمله، فالأخ إن لم يجد طريقا موثوقا، يستعين بالله ويعمل بما هو موجود في يديه من الأدوات، ولقد رأى ما صنعه إخوان له من قبل من نكاية في المشركين باستخدام ما توفر بأيديهم من سلاح، أو حولوه إلى سلاح من سيارات وشاحنات، وأعواد ثقاب وغيرها، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

أما الإعلان عن العمل فيكفيه ورقة في جيبه أحيانا يعلم الصليبيون من خلالها أن من أثخن فيهم هو من جنود الخلافة وإن شاء الله تصل أخبار عمليته إلى الإعلام بطريقة أو بأخرى.

والخلاصة في هذا الباب، ألا يُعطي مسلم ثقته لمن لا يوثق به من المجاهيل، ولو قدم إثباتات لمصداقيته بأن لديه تواصلا مع بعض جنود الدولة الإسلامية، أو أنه قدم مساعدة لبعض المجاهدين، فهذه كلها يمكن لأجهزة المخابرات تحصيلها بسهولة، وبوسائل كثيرة.

فليبذل المسلم كل ما بوسعه لتحصيل أفضل الطرق وآمنها للوصول إلى مبتغاه، ثم ليتوكل على الله تعالى، وليمض في طريقه، فإن أصابه مكروه أو وقع في خطأ، لا يلوم نفسه على ما فات، ولا يجد في نفسه إثما أو تقصيرا، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد - 188
الخميس 24 شوال 1440 هـ
...المزيد

مقال: خذوا حذركم (7) - مصائد في طريق الجهاد في سعيهم لعمل الخير يندفع كثير من المسلمين طلبا ...

مقال: خذوا حذركم (7) - مصائد في طريق الجهاد


في سعيهم لعمل الخير يندفع كثير من المسلمين طلبا للطرق التي توصلهم إليه، فمن باحث عن طريق يوصله إلى أرض الدولة الإسلامية وساحات الجهاد، ومن منقّب عن ثقة أمين ينقل من خلاله المال إلى المجاهدين في الثغور ليعينهم على جهادهم، أو إلى أُسرهم ليخلفهم من خلالها بخير، أو لمن يعينهم على فكاك أسراهم، ومن حريص على دينه فلا يستفتي إلا من وثق بدينهم.

وهذه الأمور كلها خير بحمد الله، إلا أنها باتت تستغل بكثرة من قبل أعداء الإسلام وضعاف النفوس من المنتسبين إليه، بما يعود بالضرر على المسلمين وعلى المجاهدين، ولذلك ينبغي الحذر من الطرق التي يرجو العبد أن يتوصل من خلالها إلى الخير، فيعمل بها بشكل لا يهدده أو يمنع تحقيق غرضه، فضلا أن يقوده إلى عكس مراده منه، فيعود بالضرر على إخوانه في الوقت الذي أراد إعانتهم فيه.

فإن كثيرا من أدعياء الجهاد ونصرته هم بين مخابرات تتربص بالمجاهدين الشر، وتقعد لهم على طريق هجرتهم لاعتقالهم، أو تتربص بهم لمعرفة مخططاتهم لإفشالها، وبين لصوص قعدوا يتصيدون أهل الأموال ليسرقوهم بحجة إيصال الدعم إلى المجاهدين وعوائلهم، أو تمويل عملياتهم، وبين لصوص دين جهلة ومفسدين نصّبوا أنفسهم علماء على من لا يعرفهم ليفتوا لهم بغير علم فيضلّون ويضلّون، وبين أشقياء فاسدين يبحثون عن شهرة في أوساط الأغرار والمراهقين بنشرهم الأوهام وتفاهات الكلام ليصنعوا لأنفسهم هالة من الخبرة والحكمة ثم يقدموا لهم النصائح التي تهلكهم في دينهم أو دنياهم.

والواجب على المسلمين أن يحذروا من ذلك كله، فلا يدفعهم التشوق للجهاد أن يلقوا بأنفسهم في أيدي مخابرات الصليبيين والطواغيت، ويكونوا لهم صيدا سهلا، ولا حبهم لإعانة المجاهدين بالمال إلى أن ينخدعوا بكل مدّع أثيم يسرق منهم الأموال، بل ربما يستعملها في حرب المسلمين، ولا يسوقهم حرصهم على الدين إلى استفتاء كل مجهول صدّر نفسه عالما، وقدّم لهم نفسه مفتيا.


- لا تثق بمن لا تعرف

فلا زال تصيد المجاهدين في طرق وصولهم إلى ساحات الجهاد من أسهل الأساليب لديهم لاعتقالهم، ففي بلدانهم الأصلية يكونون مختفين عن عيونهم غالبا لا يعرفون نواياهم، وعند وصولهم إلى إخوانهم المجاهدين يكونون في حمايتهم، ولا يتوصل إلى اعتقالهم إلا بمعارك، أما على الطريق فهم مكشوفو النوايا غالبا بما عليهم من أدلة جعلوها في أيدي المنسقين المفترضين، وهم منزوعو الحماية غالبا لكونهم في طريق سفرهم لا يحملون أي سلاح، ولذلك يكون اعتقالهم في هذه المرحلة أجدى وأسهل بالنسبة لأعداء الله.

وكثيرا ما وقع المجاهدون ضحايا لأشخاص لا يعرفون عنهم شيئا إلا ما يظهرونه من مناصرة للمجاهدين في شبكة الإنترنت، فيطمئنون لهم، ثم يسألونهم إيجاد طريق لهم إلى المجاهدين، وقد يهدي الله المهاجر إلى مناصر صادق ينصحه ويهديه إلى ما يحقق غايته بأسهل وآمن طريقة، وقد يقع فريسة الجواسيس وعملاء المخابرات الذين يملؤون الشبكات، ويستخدمون أقنعة ظاهرها نصرة الجهاد وأهله، ليستدرجوا من خلالها قليلي الاحتراس ويوقعوهم في حبائلهم ثم تستمر عملية الاستدراج رويدا رويدا حتى إيصالهم إلى الفخ المنصوب لهم في المكان الذي يمكن لهم فيه الإمساك بالمهاجر أو القضاء عليه، ثم استعراض ما فعلوه على الإعلام على أنه نصر استخباراتي عظيم، وقد يظهر هؤلاء مصداقية بتسهيل وصول أخ أو أكثر، في سبيل الوصول إلى عدد أكبر من المهاجرين، مما يعطيهم الفرصة للإمساك بصيد ثمين كما أو نوعا فيما بعد.

والمفروض أن يحرص طالب الهجرة على إيجاد طريق مضمون له ولمن معه، وأن يعتمد في ذلك على تزكيات موثوقة من قبل إخوة يعرفهم حق المعرفة من أبناء بلده الذين سبقوه بالهجرة، أو من المسؤولين عن الهجرة من جنود الدولة الإسلامية، وأن لا يلقي بنفسه وإخوانه في كل باب يفتح أمامه، وليعلم أنه في جهاد ما دام يسعى في البحث عن طريق آمن إليه، وأن يتأخر شهورا في بحثه خير من أن يعرض نفسه وإخوانه للهلاك أو الفتنة، وقد يودي بإخوة آخرين لم يكونوا معروفين لأعداء الله، فالحرص الحرص في هذا الباب، والدعاء الدعاء أن ييسر له طريق الخير، وتجديد النية في كل يوم على الهجرة والجهاد حتى يأذن الله تعالى له بتحقق ذلك.
...المزيد

كما أن مشروع الصحوات العشائرية المرتدة التي انضم إليها بعض أتباع الظواهري في سيناء لم يحقق للجيش ...

كما أن مشروع الصحوات العشائرية المرتدة التي انضم إليها بعض أتباع الظواهري في سيناء لم يحقق للجيش والشرطة المرتدين الحماية في ظل عجز مرتدي الصحوات عن حماية أنفسهم، كما لم يؤمّن لهم التعاون من الأهالي في ظل اعتمادهم بشكل أساسي على المجرمين وتجار المخدرات الذين تسلطوا على رقاب الناس بالنيابة عن أسيادهم، وصارت جرائمهم تولد كمّا آخر من الكراهية للجيش المرتد الذي دمّر البلاد وشرّد أهلها وقتّلهم وحاصر المسلمين في غزة، استجابة لأوامر أسياده اليهود.

وحتى سياسة تحصين المدن ببناء الأسوار وتطويقها بالحواجز والحراسات، لمنع المجاهدين من نقل المعركة إلى داخلها، ودفع خطرهم باتجاه المناطق الصحراوية والجبلية القصيّة، يقدّم جنود الخلافة الإثبات على فشلها بتمكنهم -بفضل الله تعالى- من تنفيذ عمليات أمنية ناجحة داخلها، وقدرتهم على تهديد خطوط دفاعها بالهجمات المستمرة على الثكنات ونقاط التفتيش المعززة بالأبراج والمدرعات، وأخيرا وليس آخرا بإذن الله تعالى الدخول عليهم لقتل جنودهم وضباطهم داخل المدن التي يتحصنون فيها، ثم الانسحاب، والعودة مجددا لضربهم، لتقليل الخسائر في صفوفهم وإدامة الخسائر في صفوف المرتدين، والتي تعتبر هجمات الأسابيع الماضية في العريش خير مثال عليها.

وإن سياسة التقوقع التي يبدو أنه لم يعد أمام المرتدين غيرها، ستفتح المجال أمام المجاهدين بإذن الله تعالى لتأديب مرتدي الصحوات، وإدامة الاستنزاف في الجيش والشرطة في ظل اتخاذهم استراتيجيات دفاعية، وتخوفهم الكبير من تتبع المجاهدين في الصحراء لتعاظم المخاطر المتعلقة بالكمائن التقليدية وحقول العبوات الناسفة التي تهدد تحركات الأرتال الكبيرة الضرورية بالنسبة إليهم للعمليات في المناطق المفتوحة، لكي لا تصبح قواتهم صيدا سهلا للمجاهدين.

وكذلك فإن توسيع المجاهدين لميدان المعركة بنقل الهجمات إلى مناطق وسط وجنوب سيناء ومناطق غرب قناة السويس من شأنه أن يزيد من إرهاق المرتدين، ويهدد مواردهم المالية من السياحة، وكل ذلك يصب في مصلحة المسلمين، ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقويّ عزيز.


• المصدر:
صحيفة النبأ العدد - 188
الخميس 24 شوال 1440 هـ
...المزيد

مزيداً من اليأس في قلوب المرتدين يا أسود سيناء في الوقت الذي تتصاعد فيه مخاوف الصليبيين ...

مزيداً من اليأس في قلوب المرتدين يا أسود سيناء


في الوقت الذي تتصاعد فيه مخاوف الصليبيين والمرتدين من تصاعد قوة جنود الخلافة في خراسان، وتتردد تحذيراتهم من جبهات القتال الجديدة في الهند وباكستان وغيرها من المناطق، وتزداد مطالبات الجيوش الفرنسية والأمريكية في غرب إفريقية لقياداتها بتعزيز وجودها خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه لهم، يتفاجؤون -بحمد الله- بالضربات القوية لمجاهدي ولاية سيناء التي ظنوا القضاء عليها، بعد أن صدقوا أكاذيب الطاغوت السيسي وجيشه المهزوم.

فرغم انحيازهم من بعض المناطق خلال العام الماضي لم يُوقف جنود الدولة الإسلامية في ولاية سيناء هجماتهم ضد الجيش المصري المرتد، ليستمر نزيف قواته ولو بمعدلات أقل، بعبوة ناسفة تدمر آلية على طرقات العريش، أو طلقة قناص تفلق رأس جندي مرتد في نقطة حراسة في أطراف رفح، أو عملية استشهادية تمزق بعض الجنود والضباط، أو غير ذلك من العمليات التي تُبقي المرتدين في حالة تأهب دائم، حراسة ودوريات وكمائن وتمشيط وتعزيزات وتحصينات، مع ما يعنيه ذلك من إرهاق للجنود وخسائر مستمرة في خزينة الطاغوت المصري الخاوية.

وفي هذا الوقت يستمر المجاهدون -بفضل الله تعالى- في إعادة ترتيب صفوفهم، وتقوية أنفسهم استعدادا للعودة من جديد إلى مناطق سيطرة المرتدين، والدخول عليهم في مراكز قوتهم ومَنَعتهم، للتنكيل بهم وإقلاق أمنهم الزائف وتذكيرهم كلما نسوا أن المجاهدين مستمرون في قتالهم وأن حملاتهم الفاشلة وانتصاراتهم الموهومة لم تحقق لهم شيئا، وإعلامهم بعد انتهاء كل حملة لهم أن عليهم أن يبدأوا من جديد، حتى يوقنوا أنهم يدورون في حلقة استنزاف مفرغة ليس لها نهاية إلا أن يهدّهم التعب والإرهاق فيهووا على وجوههم مستسلمين.

وهكذا لم تُحقق لطاغوت مصر الحشود العسكرية والأمنية الكبيرة التي وجهها إلى سيناء آماله بإنهاء الجهاد فيها، ولم تُعنه على تحقيق وعوده لليهود والصليبيين بذلك، كما أن فشل قواته -رغم المؤازرة الكبيرة لها من طيران اليهود- جعل حلفاءه الأمريكيين في شك من قدرته على تحقيق النصر حتى ولو أمدوه بقوة إضافية لا زال يطلبها منهم، مستفيدا من حرصهم على تأمين محيط دويلة يهود المتاخمة لسيناء.

ومع الاستنزاف الكبير لقوات السيسي في سيناء، والانشغال الكبير لها في الحرب هناك، ووجود احتمالات بتصعيد تدخله في ليبيا، بالإضافة إلى التراجع المستمر في الاقتصاد، والضغوط الكبيرة التي يطبقها على الناس داخل مصر استجابة لمطالب "صندوق النقد الدولي" لتقديم مزيد من القروض التي سيعجز في المستقبل القريب عن دفع فوائدها الربوية فضلا عن أصولها، فإن البلاد مقبلة عاجلا أم آجلا على مشكلات ستتضخم باستمرار واضعة في وجه الطاغوت وحزبه المزيد من العقبات والعراقيل لشن حملات عسكرية كبيرة في سيناء خلال الفترة القادمة.

وربما يعلم قادة الجيش المصري المرتد أن وضعهم الآن أصعب بكثير مما كان عليه خلال السنوات الماضية، وأن احتمالات توفير مساعدات صليبية ويهودية كبيرة لهم تتضاءل، خاصة مع خيبة الأمل الحاصلة لدى الصليبيين اليوم من نتائج حملتهم الكبيرة ضد الدولة الإسلامية المستمرة منذ 5 سنين، وهم يرون بنيانها يشتد من جديد، وقوة جنودها تظهر في مناطق متباعدة يصعب جعلها ساحة قتال واحدة كما كان الحال في العراق والشام.
...المزيد

ففي الصحيح عن ابن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره: "أن هرقل قال له سألتك كيف كان قتالكم إياه فزعمت ...

ففي الصحيح عن ابن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره: "أن هرقل قال له سألتك كيف كان قتالكم إياه فزعمت أن الحرب سجال ودول فكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة"، والباطل مغلوب مدحور وأهله مدحوضون مهزومون والنصر والظفر والعاقبة لأهل الإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واﻟﻠﻪ ﻟﻴﺘﻤﻦّ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻴﺮ اﻟﺮاﻛﺐ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﺎء إﻟﻰ ﺣﻀﺮﻣﻮت ﻻ ﻳﺨﺎف إﻻ اﻟﻠﻪ أو اﻟﺬﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﻨﻤﻪ وﻟﻜﻨﻜﻢ ﺗﺴﺘﻌﺠﻠﻮن) [صحيح البخاري].


- ولكنكم تستعجلون

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إن حكمة الله وسنته في رسله وأتباعهم جرت بأن يدالوا مرة، ويدال عليهم أخرى، لكن تكون العاقبة لهم، فإنهم لو انتصروا دائماً دخل معهم المؤمنون وغيرهم، ولم يتميز الصادق من غيره".[زاد المعاد].

قال تعالى: { مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}[آل عمران :179]. فالحرب دول وسجال، وإن النصر مع الصبر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، فمن فعل ذلك فله العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد حكم الله تعالى حكماً لا يبدّل أبداً، أن العاقبة للتقوى، والعاقبة للمتقين، قال تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}[غافر: 50]، وقال تعالى {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} [النساء: 141] فضمن سبحانه النصر والتأييد لأولياءه شريطة كمال إيمانهم به ولذلك قد يتأخر موعوده سبحانه وتعالى لتأهيل أهل الحق بما يصيبهم من بلايا لذلك الموعود فيكون ذلك من تمام نصره وعزه وعافيته.

فيجب على كل مسلم مجاهد أن يصبر على ما أصاب المجاهدين من رزايا ومحن، إذ أن الرزايا وإن اشتدت إلا أنها تحمل في طياتها حسن العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد رضيها الله لنا، فلابد للعبد أن يرضي بما رضي له به سيده ومولاه، ويقوم بمقام الصبر عليه، فحينئذ يكافئه الله بحسن العاقبة في الدنيا قبل الآخرة، ولنا في جهاد العراق أسوة حسنة، حين صبر المجاهدون على المحن والرزايا، وثبتوا على جهادهم عقداً من الزمان صابرين محتسبين، حتى فتح الله عليهم البلاد وأورثهم الأرض، فاعتبروا يا أولي الأبصار.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 187
الخميس 17 شوال 1440 هـ
...المزيد

مقال: والعاقبة للمتقين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ونشهد أن لا إله ...

مقال: والعاقبة للمتقين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أما بعد:

فإنه وكلما اشتدت وطأة الباطل على الحق، وزاد بغي أهل الباطل على أهل الحق، وجد داءُ الشك بموعود الله إلى بعض النفوس سبيلا، ونسيت أن وعده سبحانه وتعالى لا يتخلف، وعد الله لا يخلف الله الميعاد، يورث الأرض لمن يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.

وإن علا الباطل على الحق في جولة فإن الحق وأهله لهم العاقبة، فلا ريب أن النصرة للمؤمنين والعاقبة للمتقين، وأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، ولا ريب أن أهل الباطل مغلوبون مهزومون مقهورون، وهذه سنة الله مع أولياءه؛ أن يجعل العاقبة لهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى بعد ذكره لقصة نوح عليه السلام {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أنْتَ وَلا قَوْمكَ مِنْ قَبْلِ هذَا فَاصْبِرْ إنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمتُقّينَ} [هود: 49].

والعاقبة من كل شئ آخره، فآخر ما يؤول إليه أمر أهل الإيمان في الدنيا هو النصر والظفر، قال تعالى: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[غافر:51]، وإذا تأخر النصر والظفر فلا يكون ذلك إلا لخلل عندهم، فللعبد من النصر والتأييد الإلهي بحسب ما عنده من الإيمان، فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد، فوعد الله بالنصر الذي لا يتخلف، إنما هو لأهل الإيمان قال تعالى: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 139].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور مكفي، مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه مَن بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته".[إغاثة اللهفان].

الابتلاء وحسن العاقبة سنة الله في أولياءه
لما كان الله حكيماً ذا حكمة بالغة، هيّأ لأحباءه وأولياءه من الأسباب ما يؤهلهم إلى أن يكونوا خلفاء الأرض ووارثيها، وأهل النعيم المقيم في الآخرة، فيرسل عليهم من الابتلاء والامتحان ما يستخلص به الإيمان في قلوبهم وينقيه من الشوائب التي تكدره، ويرفع درجاتهم ليستحقوا ما أعده لهم من منازل الآخرة وحسن العاقبة.

وهذه هي سنة الله مع أحب الخلق إليه، مع أنبياءه وحملة رسالاته، فقد ابتُلِىَ الخليل إبراهيم صاحب الملة وإمام الحنفاء، فانظر إلى ما آل إليه صبره وانقياده ورضاه، فقد اتخذه الله خليلاً وأمر نبيه محمدا باتباع ملته واتخاذه قدوة لأهل الإسلام، ورفع ذكره بين الأمم وجعل في ذريته الأنبياء.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إذا تأملتَ حكمته سبحانه فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم به إلى أجلّ الغايات وأكمل النهايات التي لم يكونوا يعبرون إليها إلا على جسر من الابتلاء والامتحان، وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين المنهج في حقهم والكرامة، فكم لله من نعمة جسيمة ومنة عظيمة تجنى من قطوف الابتلاء والامتحان". [مفتاح دار السعادة].

وكذلك مع سائر أولياءه، مع كليم الله موسى عليه السلام امتحنه وابتلاه من يوم ولادته إلى منتهى أمره، ثم كان مآل أمره أن كلمه الله تكليماً واختصه بذلك من بين أنبياءه، واحتمل له ما لا يُحتمل لغيره، فهو الوجيه عند الله القريب منه، ثم انظر إلى حال عيسى عليه السلام، تحمل فتن قومه وتحمل آذاهم لله وفي الله، فما كانت عاقبة أمره إلا أن رفعه الله إليه وطهره من الذين كفروا وانتقم من أعدائه وسلبهم ملكهم ومزقهم في الأرض كل ممزق.

فهذا من حسن عاقبته سبحانه وتعالى ومن ثمرة معاملته، وكما قال ابن القيم: "فتباً لمن عرفه ثم عامل غيره، ما أخسر صفقته وما أعظم حسرته". [مفتاح دار السعادة].

مهما ارتفع الباطل وانتفش فأمره إلى زوال
ذكر المولى سبحانه وتعالى في محكم التنزيل، أن من أسباب علو أهل الباطل على أهل الحق تمحيص المؤمنين ومحق الكافرين، قال تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظالمين وليمحص اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:141-140]. فسبحانه صاحب الحكمة البالغة.

ولا ريب أن أهل الإيمان هم الأعلون سنداً ومصدراً لأنهم من الله يتلقون وعلى منهجه يسيرون، ولكن قد يصيب أهل الحق من المحن والبلاءات ما لا يصيب عدوهم، وقد واسى رب العزة أهل دينه وملته بأنه يريد أن يتخذ منهم شهداء، ثم أخبر أنه يريد تمحيصهم من الذنوب ومع ذلك يريد أن يمحق الكافرين ببغيهم وطغيانهم على أولياءه القائمين بأمره، حتى يستحقوا ما أعده لهم من العذاب الأليم في الدنيا على يد أولياءه المؤمنين وفي الآخرة على يد ملائكته، فالعاقبة لأهل الحق المتقين.
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً