وحرض المؤمنين فالخير في أمة الإسلام كثير بحمد الله تعالى، والطريق لاستخراج ذلك الخير هو بتذكير ...

وحرض المؤمنين


فالخير في أمة الإسلام كثير بحمد الله تعالى، والطريق لاستخراج ذلك الخير هو بتذكير المجاهدين إخوانهم المسلمين دائما بأمر دينهم ودعوتهم للتمسك به وتحريضهم على نصرته، ليتذكر من نسي وينتبه من غفل، ويرجع من سار في سبل الغواية إلى طريق الهداية، كما أمرهم ربهم جل وعلا: { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا } (النساء: 84)


- افتتاحية صحيفة النبأ العدد 257
...المزيد

ميزان النّصر أو الهزيمة عند المُجاهدين إن ميزان النصر أو الهزيمة عند المجاهدين، أهل الإيمان ...

ميزان النّصر أو الهزيمة عند المُجاهدين


إن ميزان النصر أو الهزيمة عند المجاهدين، أهل الإيمان والتقوى؛ ليس مرهونا بمدينة أو بلدة سُلبت، وليس خاضعا لما يملكه المخلوقون من تفوق جوي أو صواريخ عابرة أو قنابل ذكية ولا لكثرة الأتباع والأشياع، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، و ينصر من يشاء، وما من شيء إلا وربنا آخذ بناصيته، وما أكثر الناس ولو حرص كل مؤمن مجاهد مبلغ بمؤمنين، بل إن كفتي هذا الميزان؛ خاضعة لما يملكه العبد من يقين بوعد ربه، وثبات على توحيده وإيمانه وإرادته الحقة في قتال أعداء، الدين وعدم النكوص أو النكول عن ذلك؛ فبهذا يزن أهل الإيمان تقلب الأحوال، فمتى تخلوا عن دينهم وصبرهم وجهاد عدوهم ويقينهم بوعد خالقهم؛ هزموا وذلوا، ومتى تمسكوا به؛ عزوا وانتصروا ولو بعد حين، فإن العاقبة للمتقين.


• الخليفة أبو بكر البغدادي (تقبله الله تعالى)
من كلمة صوتية بعنوان: ( وبشِّر الصابرين )
...المزيد

من مجاهد إلى طاغوت ختاما، فهذا تذكير لعامة المسلمين في كل مكان: سلوا الله الثبات والموافاة على ...

من مجاهد إلى طاغوت


ختاما، فهذا تذكير لعامة المسلمين في كل مكان: سلوا الله الثبات والموافاة على الإيمان، فالعبرة دوما بالخواتيم، ثم أطيلوا التدبر والتأمل في قصة الجولاني كيف بدّل دينه وغيّر جانبه، حتى انتقل من "قوائم الإرهاب" إلى جندي في الحملة الصليبية على الإسلام!، وكأن الإمام ابن القيّم ينظر إلى الجولاني وزمرته من نافذة البصيرة تخترق حجب الأزمان يقول واصفا حالهم: "برزوا إلى البيداء مع ركب الإيمان، فلمّا رأوا طول الطريق وبُعْدَ الشقة نكصوا على أعقابهم ورجعوا.. فكيف حالهم عند اللقاء؟ وقد عرفوا ثم أنكروا، وعموا بعدما عاينوا الحق وأبصروا {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ}".


• مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [521]
"أتاتورك في واشنطن!"
...المزيد

مسيرة الجولاني في الانحدار والخيانة واقعيا، الإعلان الخجول عن انضمام نظام الجولاني إلى التحالف ...

مسيرة الجولاني في الانحدار والخيانة


واقعيا، الإعلان الخجول عن انضمام نظام الجولاني إلى التحالف الصليبي ليصبح "الشريك رقم 90" هو مجرد ترسيم علني لخطوة بدأها سرا، فالرجل جاسوس دولي في صفوف التحالف الصليبي منذ سنوات أثبت خلالها جدّيته وبرهن ولاءه لمشغّليه بدماء خيرة المجاهدين.

كما ترافقت زيارة الطاغوت الجولاني لواشنطن، مع حملة أمنية استعراضية لقواته المرتدة على الأرض طالت كل من له صلة مشتبهة بالمجاهدين، تزامنت مع حملات أخرى يشنها الجيش اليهودي في الجنوب السوري، دون أن تحرّك قوات "الفاتح" ساكنا لأن بنادقها أحادية الاتجاه!

لقد شاهد الناس بأعينهم ما كانت تخبرهم به الدولة الإسلامية حول قتال الجولاني للمجاهدين تحت مظلة التحالف الصليبي، في أحدث صيحات التجربة "الأمريكية - البريطانية" العميقة في استيعاب الجهاديين، إنها المرة الأولى التي يقاتل فيها "جهاديون" مرتدون تحت إمرة "القيادة المركزية الأمريكية" مباشرة!، فانظر الحق فيما أقامهم، تعرف مقامهم.


• مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [521]
"أتاتورك في واشنطن!"
...المزيد

من التبعية الإيرانية إلى التبعية التركية قد أسقطت الطائرات اليهودية النظام الإيراني في سوريا، ...

من التبعية الإيرانية إلى التبعية التركية


قد أسقطت الطائرات اليهودية النظام الإيراني في سوريا، وقدّمت تركيا الجولاني بديلا له بضوء أخضر أمريكي؛ استيعابا لسوريا الجديدة في المعسكر الغربي تحجيما للمعسكر الإيراني وصرح بذلك علنا متحدث الخارجية الأمريكية قائلا: "إنّ تحوّل سوريا من التبعية لإيران إلى دولة تتعاون في مكافحة الإرهاب يعد تطورا ضخما".

هذا التطور الضخم لم يكن ليتم لولا جهود تركيا "ذراع الغرب في المنطقة" كما وصفها الجولاني في أحد خطاباته التقليدية القديمة! قبل أن ينتهي به المطاف حرفيا ذراعا للغرب.

في قراءة سياسية متأنية للمشهد، "رفعت" أمريكا العقوبات عن شخص الجولاني بينما اكتفت "بتعليقها" عن الاقتصاد السوري، سمحت له بزيارة "بيتها" لكنها أدخلته من بابها الخلفي بعيدا عن الأضواء والأجواء الرئاسية، فرضت تعتيما رسميا حول ما جرى، بينما سمحت لبعض صحفها الموجّهة بحرق ما تريده بعناية، كل ذلك يعني أن "الشرعية" التي يلهث خلفها الجولاني ما زالت "منقوصة" تتطلب مزيدا من القرابين على النصب الأمريكية وأكثر منها على النصب اليهودية.


• مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [521]
"أتاتورك في واشنطن!"
...المزيد

فسطاطان أيها المسملون، لا تتعجبوا من اجتماع ملل الكفر ودوله وملله على الدولة الإسلامية، فهذا حال ...

فسطاطان

أيها المسملون، لا تتعجبوا من اجتماع ملل الكفر ودوله وملله على الدولة الإسلامية، فهذا حال الطائفة المنصورة في كل زمان، وسيستمر هذا الاجتماع وتشتد الفتن والمحن حتى يكتمل الفسطاطان، فلا يبقى في هذا منافق، ولا يبقى في ذاك مؤمن، ثم كونوا على يقين إن الله سينصر عباده المؤمنين.


أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي -تقبله الله تعالى-
من كلمة صوتية بعنوان: ( فتربصوا إنا معكم متربصون )
...المزيد

تذكير لمن تاه نستحضر في هذا الموطن خطابات ونصائح أمراء الدولة الإسلامية الذين قضوا نحبهم على ...

تذكير لمن تاه


نستحضر في هذا الموطن خطابات ونصائح أمراء الدولة الإسلامية الذين قضوا نحبهم على هذا الدرب ولم يبدّلوا أو يغيّروا، وحملوا راية الجهاد بحقها وبيّنوا للقاصي والداني حقيقة هذه الهيئات والجماعات التي تتآمر عليها متسترة خلفها!

لقد كلفهم هذا النصح وهذه الدعوة أرواحهم، بذلوها نصرة للحق وشفقة على الأمة وأجيالها التي تُحرق تباعا في مشاريع وطنية خاسرة، لقد نصحوا للأمة بدمائهم ودعوها إلى النجاة بأشلائهم وكانوا بحق رسل البلاغ ومصابيح الهداية في هذه الدياجير الحالكة، نحسبهم والله حسيبهم.

وإكمالا لجهودهم وإحياء لدعوتهم، نخاطب مجددا المقاتلين في الشام الذين فارقوا الجماعة لأجل عيون الجولاني، وناهضوا مشروع الدولة الإسلامية لأجل مشروعه الجاهلي، نقول لهؤلاء: إن راية الجهاد التي رفعتها الدولة الإسلامية، لم تزل كما نشأت صافية نقية لم تتلوث بما تلوثت به الرايات العمية والجاهلية حولكم، فلوذوا بها وكثّروا سوادها وانضووا تحتها قبل فوات الأوان ولا تكرروا الخطأ مرتين!


مقتطف من افتتاحيةصحيفة النبأ العدد [521]
"أتاتورك في واشنطن!"
...المزيد

تميز أبو عاصم -تقبله الله تعالى- بحفظه وكتمانه للسر خصوصا بعد أول عمل جهادي يمارسه، فلم يكن يفشي ...

تميز أبو عاصم -تقبله الله تعالى- بحفظه وكتمانه للسر خصوصا بعد أول عمل جهادي يمارسه، فلم يكن يفشي أسرار إخوانه ولو لأقرب الناس وأحبهم إليه، ولم يكن يعطي معلومة لشخص لا يستفيد منها أو لا تعنيه، كما كان لا يحرص على معلومة لا يستفيد منها ولا تعنيه، وهذا ما سهل عليه بعد الله ألا يجد منه العدو بُغيته وأن يكرر نفيره بسلاسة، وأن يخدم إخوانه على كل حال.

حرص في هذه الفترة على التزود من العلم الشرعي فكان يحضر مجالس العلم ويتردد عليها ما تيسر له ذلك، كما كان يدعو أهله وكل من يلقاه إلى الأخذ بسبيل الجهاد ومناصرة دولة الإسلام والنفير إليها.

وفي شهر محرم من العام 1436هـ أتاه البشير أن طريقك سالكة ووجهتك جاهزة، فانطلق للنفير مرة ثانية ليُرضي ربه ولو سخط الناس، مستجيبا لأمره سبحانه خوفا من عذاب القعود والفتنة وطمعا في أجر الجهاد والهجرة، انطلق إلى الإخوة في ولاية غرب إفريقية فأدرك معهم فرحتهم بيعة الخلافة وانتقالهم من ضيق الجماعات إلى سعة الدّولة الإسلاميّة والخلافة، وأمضى معهم فترة في الجهاد والرباط.

وأثناء ذلك وهم في طريقهم داخل أراضي تشاد إذ اعترضهم المرتدّون، فاشتبكوا معهم فقتل اثنان من إخوانه وأسر آخرون بينهم أبو عاصم تقبله الله، أُلقوا بعدها في سجون طواغيت تشاد فترة، ثم سلّموهم لطواغيت السودان ليرزح أبو عاصم فترة ثانية من السجن والابتلاء في سبيل الله، وكان ذلك في عام 1437 هـ، فلم يبدّل أبو عاصم في سجنه ولم يتراجع عن طريقه شبرًا وقد رأى فيه النور والهداية..


- النفير الثالث

ثم مَنّ الله الحكيم عليه بالخروج من السجن، وقد كانت الحملة الصليبية على الدّولة الإسلاميّة آنذاك في أوجها، وقد بلغت الذروة من الضراوة، أحس أبو عاصم أن إخوانه في هذا الوقت هم أشدّ حاجة إليه لينصرهم ويشاركهم المعركة ضد التحالف الصليبي ولا يخذلهم، ولم يُحدّث نفسه بالركون أو الخنوع، أو الانتظار حتى يرى إلى أي شيء تؤول إليه المعركة كما يفعله أو يقوله الكثير، ما فعل ذلك ولا ينبغي له إذ هو ممن عاش لهذا الدين ورفع الذل عن أمته وما كان لمثله أن يُفقد في ذلك الوقت (نحسبه كذلك والله تعالى حسيبه).

جعل أبو عاصم يبحث عن طريق يوصله لإخوانه ليهاجر ويجاهد، جدّ في الأمر بصدق ولم يكن يرى لنفسه عذرا في التخلّف، حتى يسر الله له النفير، فانطلق نافرا للمرة الثالثة مهاجرا طالبا الموت مظانه مبرهنا على حرصه في طلب الشهادة.

انطلق إلى ثغور ولاية ليبيا، هناك حيث الصحراء والجهاد الشديد، فصابر وثابر مع إخوانه، وسدّ معهم ثغر الإعلام، وواصل جهاده حتى انطلق مرة مع إخوانه للصولة على مركز شرطة لمرتدّي قوات الطاغوت حفتر في بلدة (قنان)، وأثناء انسحابهم رمى أعداء الله تعالى طلقات كُتب أن تكون إحداها سببا لشهادة أبي عاصم فاخترقت جسده ثم ارتقى على إثرها شهيدا كما نحسبه والله حسيبه مخضبا بدماه، ارتقى لجنات الخلود بجوار ربه الكريم سبحانه.

مضى يذكّرنا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين تنقّلوا بين الثغور حرصا على الشهادة فلقيها بعضهم في ثغور خراسان وبعضهم في ثغور القسطنطينية وبعضهم في أقصى المغرب.

مضى أبو عاصم مجددا عزيمة ورثها عن جدّه الفاتح عقبة بن نافع حين وقف بخيله على ضفاف ساحل المحيط الأطلسي فقال: "يا رب لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهداً في سبيلك".


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 190
الخميس 8 ذو القعدة 1440 هـ
...المزيد

- في أرض السودان بعد إتمامه للدراسة الثانوية، سافرت عائلته إلى السودان فأكمل هناك دراسته ...

- في أرض السودان

بعد إتمامه للدراسة الثانوية، سافرت عائلته إلى السودان فأكمل هناك دراسته الجامعية والتحق بجامعة "إفريقيا العالمية" وكان تخصّصه في كلية علوم الحاسوب، وأثناء دراسته الجامعية لم يخلُ قلبه من ذكر الجهاد، ووفقه الله للتعرف على إخوة صادقين في السودان فوجد عندهم بغيته وسعِد بهم.

وكان طواغيت السودان الإخوان المرتدون ينتهجون نهج التلبيس على الناس بأنهم حكومة إسلامية وأنهم مجاهدون يقاتلون نصارى جنوب السودان وأنهم آووا الشيخ أسامة بن لادن تقبله الله ومن هذا القبيل الذي يسترون به كفرهم وتحريفهم لدين الله العظيم وتشريعهم ما يغضبه سبحانه وتمكينهم الصوفية القبوريين من الشرك بالله، والتصريح لكل من أراد أن يجهر بكفر مهما عظم كفره أن يجهر به أو يناقش عليه سواءً على القنوات أو في الجامعات فيما يسمونه بكراسي النقاش يتكلّم فيها الملحدون والرافضة ومشركو الصوفية والقوميون ومن شاء باسم الأحزاب الفكرية أو السياسية، حتى حصلت اتفاقية (نيفاشا) بين طواغيت السودان ونصارى الجنوب، التي أظهرت حقيقة ما عليه الإخوان من عزمهم على تسليم جنوب السودان للنصارى ووضع دستور كفري أكثر صراحة من قبل، والإقرار بأنّ كلّ ما جرى من قتال بين الشمال (حكومة الإخوان) والجنوب (النصارى) طيلة هذه السنين لم يكن لأجل الدين إنما لأجل السلطة وأنهم ما اتخذوا شعارات الجهاد إلا لإغراء الشباب وتهييجهم، وغير هذا الكثير مما ظهر عقب هذه الاتفاقية، وما وصل إليه السودان اليوم إلّا نتائج هذه الاتفاقية التي باءت بشر حال في الدين والدنيا.


- "محاولته الجهاد في السودان"

لم يكن لأبي عاصم بعد أن رأى الواقع أن يقف مكتوف الأيدي، وما أحد من رفاقه الغيارى إلا وكان يحدث نفسه أن يكون لهم عمل جهادي في السودان، فقامت مجموعات عدة بمحاولات للنهوض بعمل جهادي وعلى الرغم من عدم نجاحها إلا إن مجرد استفراغهم الوسع وتضحيتهم يدل على صدق أؤلئك الإخوة في سعيهم لإقامة الدولة الإسلامية، لأنه سبيل أمر الله عزّ وجلّ به {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}، وهو سبحانه أعلم بما يُصلح الناس كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.


- في السجن ..

على إثر محاولة إقامة عمل جهادي لإحدى المجموعات والتي كان أبو عاصم تقبله الله أحد أفرادها، سجن هو وبعض إخوانه في سجن جهاز الأمن السوداني المرتد، مكث أحد عشر شهرا، منها ثمانية أشهر بزنزانة انفرادية، ثم خرج بعدها مع إخوانه، كانوا في زنازينهم أعزة يهابهم حتى سجانوهم، وفي هذا السجن استغل وقته فأتم حفظ كتاب الله تعالى وقرأ بعض الكتب العلمية.
وقد عرض عليه طواغيت السودان الخروج من السجن مقابل الطعن في المنهج الذي كان عليه والإقرار بأنه كان على ضلالة، فأبى عليهم هو ومن معه وقالوا مقالة تنبي عن حق رسخ في جذورهم واستمكن في قلوبهم : والله لا نطعن في هذا المنهج وهذا الدين الذي اعتنقناه أبدا وإنه للحق وإنا مستعدون للقتل دونه، فكيف نطعن فيه مقابل خروجنا من السجن والله لا نفعل، فأعادوهم إلى زنازينهم.

وكان في أبي عاصم عزة وغيظ شديد على أعداء الله الحكيم، فبعد ذلك أثناء الخروج من السجن حاول أحد ضباط جهاز الأمن إيذاءه وإذلاله فقام إليه وجذبه ثم خنقه خنقا شديدا، وجعل ذلك الضابط يصيح لكلابه خلصوني خلصوني.. فانتصروا له وخلصوه ثم قال لهم: قيّدوا يديه ورجليه، فما استطاعوا تقييده والضابط يردد: قيّدوه قيّدوه.. حتّى اجتمع ستّة من أشداء جهاز الأمن فقيدوا يديه ورجليه بعد جهد، وكان أبو عاصم يقول: والله ما كنت لأمد لهؤلاء المرتدّين يديّ وأسْلم لهم قدمي لأذل نفسي ويقيدوني. ثم قالوا: ردوه إلى الزنزانة.


- إلى ساحات الجهاد من جديد

ثم خرج في رمضان عام 1435 هـ من السجن، خرج والمنتسبون إلى الجهاد طائفتان، الدولة الإسلامية -أعزها الله العظيم وأدامها التي أعلنت الخلافة- طائفة، وتنظيم القاعدة طائفة، وهذا حال كثير ممن خرج من السجن تلك الأيام يتفاجأ بهذا الانقسام، استمع للطرفين، فوجد الدّولة الإسلاميّة أصدق لهجة وأجدّ سبيلا لإعزاز المسلمين وجمع كلمتهم وأبعد عن الغشاوة والضباب في العقيدة والقتال، فاختار خندقها ومواصلة درب الجهاد معها حتى لا يضيع جهاده وبلاءه.

تعلّق قلبه بساحات الجهاد، ولم يُلفت وجهه للدنيا ولا زينتها، ولم يزدد بالسجن إلا بصيرة بوجوب الجهاد وضرورته وقد عاين حقيقة من يدّعون أنّهم ولاة أمور المسلمين وسجّانيهم ومحققيهم.
أصرّ عليه أهله أن يواصل دراسته الجامعية، فاستجاب لهم على مضض، وقام يبحث عن طريق يوصله لإخوانه وأحبابه المجاهدين الذين وجد عندهم حلاوة الإيمان والصدق.
...المزيد

دولة الإسلام - قصة شهيد - أبو عاصم السوداني • أبو عاصم السوداني (تقبله الله تعالى) ...

دولة الإسلام - قصة شهيد - أبو عاصم السوداني


• أبو عاصم السوداني (تقبله الله تعالى)

(هجرتان .. ومحبسان .. وقِتلة في سبيل الله تعالى كما نحسبه)

إنّ سلعة الله تعالى ثمينة غالية، يتطاول لنيلها العبّاد، ويصبرون على ما يلقونه في سبيل ذلك، وبمقدار ما يرتفع مطلب العبد من منازل الجنّة يبذل من الوسع والطاقة، لا كمن غرّتهم الأماني فطلبوا نيل المنازل العلى بأقل الأعمال وأبخس الأثمان.

ولا زال العبد مشمّرا في طلب مبتغاه، وربّه جلّ في علاه يزيد في ابتلائه، حتّى يرى منه الصدق والعزيمة في الطلب، والصبر على ما أصابه في طريقه إلى رضوان باريه سبحانه، وقد زال عنه ما علق به من أدران الدنيا وسيئات الذنوب بما أصابه به من النصب والوصب، وما أنعم به عليه من الطاعة والتوبة والاستغفار، وما مَنّ به عليه سبحانه من الرحمة والمغفرة، فلا يبقى بينه وبين الجنّة إلا أن يعبر من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة، وخير المعابر إلى ذلك شهادة في سبيل الله تعالى، يغفر بها الذنب كلّه، وتهون بها بقية الرحلة إلى دار الخلود، فلا فتنة في القبر، ولا فزع عند البعث والنشور، ولا حساب في يوم الدينونة، ليجوز الصراط بعد كل ذلك في زمرة من حسن رفيقا من النبيين والصديقين والشهداء، ويحوز النعيم المقيم في دار السلام.

ومن قصص الطالبين للفردوس الأعلى من الجنّة، الصابرين في سبيل ذلك على ما أصابهم، قصة أخينا أبي عاصم السوداني تقبله الله، الذي تعلّم العلم ليعمل به، وحفظ كتاب الله سبحانه ليكون هاديه، ولم يزل بين هجرة وجهاد حتى توفاه الله تعالى، فلم تقعده الفتن، ولم تقيده السجون، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله سبحانه أحدا من عباده.

محمد بن أحمد بن علي بيلو أبو عاصم المهاجر تقبله الله من قبيلة الفلاتة، وهم نسل الأمير الصالح والفاتح الكرار عقبة بن نافع الأموي رحمه الله الذي فتح الشمال الإفريقي.

ولد في بلاد السودان (بلاد النيلين) عام 1410 هـ ونشأ في قراها، وانتقلت أسرته إلى بلاد الحرمين ليتعلّم أبناء تلك الأسرة القرآن ويكونوا من أهله، نشأ أبو عاصم في بيئة صالحة وصحبة صادقة يحفظ معهم القرآن والمتون ويتعلم الدروس ويتربى على حب الجهاد في سبيل الله، والتبصّر بحال المسلمين والشعور بمآسيهم في الشيشان والبوسنة وكوسوفا وأفغانستان.

لم يكن قلب أبي عاصم ميتًا حتى لا يشعر بأن تلك الآلام هي في جسده، ولم يكن قلبه غافلاً فيضع اللوم على غيره أو ينأى بنفسه وكأن الأمر لا يعنيه، أخذ يفكّر في المَخلص لأهل الإسلام في الشرق والغرب ولم يجد سبيلاً صوابا كسبيل المجاهدين فكان يتابع أخبار المجاهدين في كل مكان وخاصّة أيّام غزو أمريكا للعراق يشاهد ما يصدره المجاهدون من إصدارات مرئية تبيّن صدق أولئك القوم من الثأر لدماء المسلمين وأعراضهم، يتابعها رغم صعوبة الوضع في بلاد الحرمين -فقد أسَر آل سلول العديد من رفاقه وأساتذته-، عزم حينها أن يكون يومًا أحد هؤلاء الفرسان الأبطال في تلك الساحات الذين زعزعوا عروش الصليبيين والمرتدّين وأذاقوهم الويل والثبور.

ولم يكتب لأبي عاصم أن يجد طريقاً لساحات الجهاد فحاول أن يستغل وقته وتأمل في طريقة وصول أحوال المجاهدين إليهم وهي الإعلام، فعلم أنه ثغر عظيم في الجهاد ولن يدرك الناس ما عليه المجاهدون إلا من خلاله، وهو السلاح الذي أرّق الطواغيت واستخباراتهم.

أحب جانب الإعلام والتقنية فتزود منه أملا أن ينفع إخوانه إن أدركهم، وأخذ من الفنون الإعلامية والبرامج المسموعة منها والمرئية ما استطاع.
رزقه الله خلقا رفيعا وابتسامة دائمة وسماحة وكرما، فلم يُؤْثر عنه شِجارٌ مع أحد رافقه..
...المزيد

مقال: آمنوا بربهم وزدناهم هدى إن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعات ...

مقال: آمنوا بربهم وزدناهم هدى


إن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وكذلك فإن طاعة العبد لربه تزداد بزيادة إيمانه، كما أنه معرّض أكثر للمعاصي بنقصان ذلك الإيمان، وهكذا فإن الطاعات يقوي بعضها بعضا، كما أن المعاصي يقوي بعضُها داعيَ بعضها الآخر، وليست عبادة الجهاد، ولا معصية التولي يوم الزحف، بخارجتين عن هذا الأمر.

ولما كان المجاهد في سبيل الله تعالى من أكثر الناس تعرضا للفتن التي يسعى من خلالها الشيطان وأولياؤه إلى صرفه عن هذه العبادة العظيمة التي هي ذروة سنام الدين، كان هو أولى الناس بطلب ما يثبّت به فؤاده، بالقيام بكل ما يقدر عليه من الطاعات المختلفة لزيادة إيمانه بشكل دائم، ما يؤدي بالمحصلة إلى تقوية داعي الجهاد في نفسه، وكذلك الابتعاد عن المعاصي صغيرها وكبيرها، ليضعف بمقدار بعده عنها داعيه إلى المزيد من المعاصي ومنها معصية ترك الجهاد في سبيل الله تعالى عندما يكون فرضا عليه.

وإن المجاهد في سبيل الله تعالى يجد في نفسه أحيانا نشاطا وهمّة وطلبا للشهادة في سبيل الله تعالى ما لا يجده في أوقات أخرى، وهو غير منتبه إلى سبب ذلك، وأنه نتيجة لزيادة في إيمانه تحقق له -بفضل الله تعالى- إثر عبادة أخرى قام بها، من صلاة أو صيام أو صدقة أو ذكر، أو طاعة في معروف، أو إحسان إلى أخ مسلم، أو قضاء لحاجة مسلم، أو حتى أعمال قلبية من محبة لله وتوكل عليه وخوف منه سبحانه.

وبالمثل فإنه قد يجد في نفسه فتورا عن الطاعات ومنها الجهاد في سبيل الله، ورغبة في الركون إلى الدنيا ونعيمها الزائل، وهو غافل عن أن سبب ذلك كله إنما هو معاص اقترفها أضعفت إيمانه كله، فقوى بذلك الشيطان وشهوات نفسه التي تميل إلى القعود والبعد عن المخاطر، فحصل له ما حصل.

ومثلما ضلّ كثير من أهل التصوف والفلسفة الذين جعلوا معرفة الله تعالى هي غاية الدين، وجعلوا العبادات مجرد وسيلة للوصول إلى تلك الغاية، حتى قالوا أن من وصل إلى الغاية لم يعد يحتاج إلى الوسيلة، فأسقطوا فرائض الدين عمن يعتقدون فيه معرفة الله سبحانه حقا، فكذلك يسعى الشيطان أن يُلبّس على المجاهدين في سبيل الله تعالى بما هو قريب من ذلك الضلال.

فيوسوس لهم الملعون بأنهم بتوفيق الله سبحانه لهم للجهاد في سبيل واصطفائه لهم من بين عباده للقيام بذروة سنام دينه، فإن حاجتهم للتزود من الطاعات هي أقل من سواهم من البشر، وأنهم أبعد عن الوقوع في المعاصي الظاهرة والباطنة منهم، حتى يقع بعضهم في شر هذا الضلال فلا يشعر بنفسه إلا وقد تغيرت نية جهاده، أو ثقلت نفسه عن القيام به بعد حين، أو تغيرت علاقته مع أعداء الله من البغض والمعاداة، إلى المودة والموالاة بدرجات مختلفة، بحسب كبر المعاصي التي هو واقع فيها.

ولقد بيّن ربنا جلّ وعلا أن هدايته لعباده تكون بمقدار أعمالهم الصالحة، التي هي الإيمان، وبمقدار طلب المسلم لها بما يؤديه من عبادات، فقال سبحانه: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} [الكهف:13-14]، وقال أيضا: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69].

وبالمثل بيّن -تعالى شأنه- أن الظالمين من عباده يحرمون من هدايته بمقدار معصيتهم له، حتى إن خرجوا عن طاعته بالكلية، حُرموا من هدايته بالكلية أيضا، وهذا من أكبر عقوباته لمن عصاه في الدنيا، قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51]، وقال سبحانه: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [المنافقون: 6]، وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67].

فإذا علم المجاهد ذلك، نظر إلى حاله في كل حين، فإن وجد في نفسه نشاطا على الطاعات وتعلقا بالجهاد في سبيل الله ورغبة في الآخرة عن الدنيا، حمد الله تعالى أن يسّر له من العبادات ما يقوي به إيمانه، وأبعده عن معاصيه، وإن وجد في نفسه فتورا وانصرافا إلى الدنيا ورغبة فيها عن الآخرة، سأل الله تعالى لنفسه الهداية واستعان على ذلك بالطاعات الظاهرة والباطنة، وتاب من المعاصي، واستغفر الله من ذنبه، لعل الله تعالى أن يهديه إلى صراط مستقيم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 190
الخميس 8 ذو القعدة 1440 هـ
...المزيد

ولم تشغله تكاليف الولاية عن مهمته الكبرى في تبليغ دين الله للعباد، وأداء الأمانة التي تحمّلها منذ ...

ولم تشغله تكاليف الولاية عن مهمته الكبرى في تبليغ دين الله للعباد، وأداء الأمانة التي تحمّلها منذ سلك طريق العلم بتعليمه للناس، فكان يجد الوقت وسط انشغالاته لمتابعة تدريس بعض طلبة العلم المجاهدين، منهم الأخ "مسلم" -تقبله الله- الذي قتل معه في نفس الليلة، و"قاري نافذ" الذي قتلته طائرة مسيرة صليبية في وزيرستان، و"عبد الرحمن" الذي استشهد أثناء التصدي لهجوم صليبي في (جرجري)، و"صالح" الذي استشهد رفقة الأخ "سعد الإماراتي" أثناء التصدي لهجوم للمرتدين والصليبيين، ولا زال بعض تلاميذه بين مجاهدي ولاية خراسان نسأل الله تعالى لهم الثبات حتى يلقوا ما لقي شيخهم تقبله الله.

قتل عبد الحسيب وبقيت راية التوحيد عالية
تمكن الصليبيون من تحديد مكانه، وقرروا تنفيذ عمل كبير أملاً في اعتقاله، فقاموا بإنزال عدد كبير من القوات التي تحرسها الحوامات والمقاتلات لتداهم منزله في مديرية "أشين"، فلما شعر بتحركاتهم وسمع صوت طائراتهم حمل سلاحه رافضاً الاستسلام لهم، واشتبك معهم فقتل اثنين من الجنود الأمريكيين قبل أن يقتلوه، وانتقم الصليبيون بأن دكت طائراتهم المنطقة بالقذائف والصواريخ، مدمرة منازل المسلمين، وقتلت وأصابت أكثر من مائة منهم جلهم من النساء والأطفال، وكان ذلك في (30 رجب 1438 هـ).


لقد قتل الصليبيون الشيخ (عبد الحسيب اللوجري) كما قتلوا من قبل الشيخين الجليلين حافظ سعيد خان ومقبول الخراساني تقلبهما الله، وبقيت راية التوحيد مرفوعة في ذرى جبال خراسان يتعاقب على حملها سادة نجباء، كلما قتل منهم سيد قام مكانه قائم بما قام أخوه، ونحسب من ينتظر نحبه منهم ماضين على خطى من قضوا إلى أن يُسلّم آخرهم مع إخوانهم من جنود الخلافة الراية إلى المسيح عليه السلام، ويلقوا الله تعالى وهو راض عنهم.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 189
الخميس 1 ذو القعدة 1440 هـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً