#فاقصص_القصص | قصة أصحاب الجنة (١) هكذا .. نام الرجلُ الكبير الصالح وأصبح يعانى سكرات الموت ، ...

#فاقصص_القصص | قصة أصحاب الجنة
(١)
هكذا ..
نام الرجلُ الكبير الصالح
وأصبح يعانى سكرات الموت ،
ذلك الرجل الطيب ...
الذى لطالما كان يفتح بيوتا كثيرة ..
ولا يدرى به أحد من الناس غيرُ الله سبحانه .
فقد كان رجلا ثريا ،
أنعم الله عليه
ببستان كبير ،
حديقة مثمرة ،
وجنة تتدلى من أشجارها أفضلُ أنواعِ الثمار ..
من أعنابٍ ونخيلٍ وزروعٍ كثيرة .
لا .. إنها ليست حديقة فقط
ولا بستانا فحسب !
إنها ....
جنة .
بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ وخيرات .
وقابل الرجلُ الصالحُ هذا الخير العميم والنعم الكثيرة ،
بنفس مؤمنة ..
وبفيضٍ من الشكرِ والثناءِ على الله
فكان نعمَ المال الصالح للرجل الصالح .
وكان إذا حان وقتُ حصاد الزروع ، يرسل إلى الفقراء والمساكين ليشاركوه فى حصاده .
بل إن الفقراء والمساكين عرفوا طريق هذا الرجل الصالح ..
فكانوا يذهبون إليه فى أوقات جمع الثمار لِيُعْطِيَهُمْ من رزقِ الله.
فيأخذون ما يأخذون ، ثم ينصرفون وألسنتُهم تلهثُ بدعواتٍ كثيرةٍ نابعة من داخل قلوبهم ونفوسهم .
ولم يكن الرجل الصالح يرجعُ إلى بيته بشئ من الثمار حتى يعطى الفقراء والمساكين حقوقهم .
وجمع الله تعالى لهذا الرجل بجوار نعمة المال نعمة الأولاد ، فكان له مجموعةٌ من البنين ..
وكانوا يرون أباهم يفعل ما يفعل ..
وبينما كان الأبُ يعانى سكراتِ الموت خاف على أبنائه أن يغيروا ،
ويمنعوا حقوق الفقراء
فيبدل الله حالهم ..
خاصة أن بعض أبنائه قد طلبوا منه - قبل ذلك - أن يمتنع عن إعطاء الفقراء والمساكين.
فأوصاهم – وهو فى سكرات الموت - أن يحافظوا على طاعة الله ،
وأوصاهم ألا يمنعوا المساكين حقوقَهم ، بل أوصاهم بالمحافظة عليها ..
فأجابه جميعُ الأولاد بالسمع والطاعة .
فهل يَصْدُقُونَ فى وعدهم لأبيهم الصالح !!
هذا ما ستسفر عنه الأيام والفعال .
(٢)
مات الرجل الصالح
وأقبل على ربٍ كريمٍ ،
بعد هذه الرحلة الطيبة .
تَزُفُهُ دعوات صالحة من أهل الأرض ..
وتستقبله الملائكةُ الكرامُ الطيبون .
وبقى الأبناءُ
ورثوا ثروةَ أبيهم ..
وورثوا الجنةَ العظيمة .
ورثوها مليئةً بالفاكهةِ والثمار ،
فالأعنابُ قد تدلت ،
والنخلُ يريد أن يبكى من كثرةِ ما يحمله من الثمار.
وقالوا فيما بينهم : هذه هى المرة الأولى التى نجنى فيها ثمار هذه الجنة ..
قال أحدهم : إن أبانا كان يعطى أموالنا وثمرة تعبنا لهؤلاء العالة ،
إلى الفقراء والمساكين !
قال الثانى : لَكَمْ كلمتُ أبى فى ذلك ، ولا فائدة !
قال الثالث : وأنا أيضا كلمتُه ، ولم يستجب لى .
قال الرابع : لا بأس . فقد صارت الثمار ثمارنا ، ولسوف نجنى هذه الثمار بدون أن يشعر بنا أحد .
ضحك الجميع بضحكاتٍ ساخرة .
قال أصغرهم وكان أعدلهم وأفضله : أتقصدون أننا لن نعطى حق الفقراء والمساكين ،
كما كان يفعل أبونا رحمه الله !!
قالوا : سوف نمنعهم تماما من المجئ إلى حديقتنا .
قال لهم : لقد أوصانا أبونا أن نعطيهم .
قالوا : إن هؤلاء المساكين يأخذون أموالنا بدون وجه حق .
قال : إن المال نعمة من الله ، وهذه الثمار أخرجها الله لنا ،فينبغى أن نقابل هذه النعمة بالشكر والثناء على الله ،
بإعطاء الفقراء نصيبهم .
قالوا : لن نخرج لهم أى شئ ..
وإذا كنت تريد أن تجبرنا على ذلك ،
فأنت أصغرُنا ونستطيعُ أن نحرمَك منها مثلهم .
وتجاهلوا صوته تماما ،
كأنه غير موجود .
وأخذوا يخططون ..
(٣)
ذهب أصحاب الجنة إلى جنتهم بعد العصر ،
فوجدوا الثمار على أحسن حال وأطيب ثمر .
ولم يعد هناك إلا جمع الثمار وقطعها .
وأخذوا يدبرون كيف يجمعون هذه الثمار دون أن يشعر بهم المساكين والعالة .
وأقسموا أن يجنوا ثمار الجنة بدون أن يشعر بهم أحد .
ولم يضعوا فى أذهانهم أى بدائل ولا أى احتمالات أخرى لأن يحدث أدنى خطإ .
حتى إنهم لم يقولوا إن شاء الله .
وإذا كان من عادة الفلاحين أن يجمعوا الثمار بعد طلوع الشمس
لكن أصحاب الجنة ،
وخلافا لعادة الفلاحين ،
وضعوا خطتهم بإحكام ،
حيث اتفقوا على جنى الثمار قبيل الصباح
فإذا ما استيقظ الناس فى الصباح ،
وطلعت الشمس وانتشر الناس ..
وجدوا الجنة قد تم جمعها ،
و ذلك لكي لا يعلم المساكين بالأمر فيحضرون طلبا للمعونة ،
وأخذوا يُقْسِمُونَ جميعا على ذلك ،
بل أخذوا الأيمان والمواثيق بصفة خاصة على أخيهم الذى كان مخالفا لمثل هذه العملية .
وتعاهدوا على ذلك حتى لا يفشى أحدٌ منهم سرهم .
وأرادوا أمرا ..
وأراد ربك أمرًا آخر ..
حيث حدث ما لم يكن فى الحسبان !
(٤)
كان الجزاء من جنس العمل ،
فكما مكروا وخططوا فى منع المساكين من الثمار ،
وبينما كانوا نائمين لا يشعرون بشئ ،
حيث ناموا أول الليل طمعا في القيام مبكرين .
وخلافا لظنهم
فإن الله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ،
ما كان ليغفل عن تدبير خلقه و إجراء سننه في الحياة ،
فقد أرسل الله على جنتهم طائفًا من عنده جعلها ،
تبدو وكأنها قد تم جَنْىُ ثمارِها قبل ذلك ،
وليعيدوها الى حالها لو كانوا يستطيعون !
وهل يقف مكر الإنسان الضعيف أمام تدبير الله وقدرته ؟!!
كلا .. كلا
فقد حُسمت القضية وانتهى الأمر .
وقد أرادوا خداع المساكين وتضليلهم ،
فما خدعوا إلا أنفسهم
وهم فى غفلتهم نائمون لا يدرون ما حدث .
و إذا استطاعوا أن يخفوا مكرهم عن المساكين ،
فهل استطاعوا أن يخفوه عن عالم الغيب و الشهادة ؟
كلا .. كلا
لقد أرادوا أن يَمْنَعُوا فمُنعُوا ، وأرادوا أن يَخْدَعُوا فخُدِعُوا .
فهذه من تلك .
(٥)
و لأن من طبيعة الإنسان انه يكون سريع الانتباه من الرقاد عند انتظار أمر هام ، فإنهم كانوا أيقاظا قبيل الصبح .
[ فتنادوا مصبحين ]
نادى بعضهم بعضا ، و أجمعوا بالفعل على ضرورة التبكير في الذهاب إلى الجنة و جمعها ،
و استحث بعضهم بعضا لجنى الثمار ،
وكانوا ينادون على بعضهم البعض بأصوات متخافتة ، حتى لا يسمع بهم أحد .
حتى فى طريقهم إلى الجنة كانوا يتكلمون بصوت خفيض خافت ،
حتى لا يشعر بهم أحد من الناس فيفتضحوا .
وانطلقوا وهم فى حذر بالغ ،
و كانوا في أثناء انطلاقهم يسرون الحديث و التآمر .
و عملوا المستحيل من أجل ذلك
بل كان همُهم الشاغل الذي تخافتوا به طيلة الطريق إلى جنتهم ،
و هو إخفاء الأمر على المحتاجين حتى لا يسألوهم شيئا مما يجمعون .
وحتى لا يدخل عليهم مسكين فى هذا اليوم ،
وفى هذا اليوم بالذات .
(٦)
وصل أصحاب الجنة إلى جنتهم ..
فما عرفوها ،
و أنكروها ..
وفركوا أعينهم جيدًا ليتأكدوا
فوجدوا الجنة غير الجنة التى رأوها قبل ذلك ..
بل وجدوها قد استحالت على تلك النضارة والزهرة وكثرة الثمار ،
إلى أن صارت سوداء مدلهمة،
لا يُنتفع بشيء منها ،
فاعتقدوا أنهم قد أخطأوا الطريق ..
قالوا إنا لضالون ،
وأخذوا يبحثون عن جنتهم مرة أخرى ،
و لكن كيف يضل الإنسان عن أرضه ؟!
كلا .. إنها أرضهم بعينها ،
فتأكدوا أنها هى جنتهم .
وأخذوا يتعجبون ما الذى حدث ؟
وما الذى فعل ذلك بجنتهم ؟!
إنهم ضالون عن الحقيقة و ليسوا ضالين عن جنتهم ،
وإنما حرمهم الله بمشيئته و حكمته .
فقالوا : بل نحن محرومون ، بسبب ذنوبنا .
و هناك علاقة بين ضلال الإنسان و حرمانه ،
و بلوغ الإنسان إلى تطلعاته و أهدافه ، متصل بالمنهج الذي يتبعه في الحياة ،
فحينما يخطىء اختيار المنهج أو يضل عن المنهج الصحيح ،
فإنه بصورة طبيعية مباشرة ،
سيُحرم ليس من أهدافه المعنوية فقط ،
بل حتى المادية منها ،
فإن العبد يُحرم الرزق بالذنب يصيبه
ودار بينهم حوار طويل ..
قال أخوهم الذى نصحهم قبل ذلك :
ألم أقل لكم لولا تسبحون الله ،
بشكر نعمته وبتأدية الزكاة للفقراء ؟!
فطأطأوا رءوسهم ، ثم نظروا إلى أخيهم الذى كان متحمسًا لعدم أداء حق الفقراء ،
وقالوا له : أنت الذى شجعتنا على ذلك ،
فأشاح لهم بيده : وأنتم أطعتمونى .
قال الأخ الناصح لهم : ليس المهم الآن من بدأ ومن أطاع .
قالوا : ما المهم إذن ؟
قال لهم : المهم أن نتوب إلى الله ونستغفره عن ذنبنا الكبير .
ثم أتبع حديثه ..
لقد كان أبونا رجلا صالحا ، ولذا فقد بارك الله له فى الجنة ،
أما نحن ...
فقد جحدنا نعم الله فأزالها عنا .
فالحمد لله أن الله لم يأخذنا بذنوبنا ، وكان قادرًا على أن يصيبنا بالموت والهلاك مع هذه الأرض .
ولكن ربما أراد الله لنا توبة من عنده ، بسبب أن أبانا كان رجلا صالحًا.
أو أن الله يريد أن نتوب إليه ..
قالوا : صدقت . وإنا تائبون إلى الله .
والحمد لله أننا تبنا إليه قبل الممات .
وتفجرت صورة أبيهم الصالح فى أذهانهم وأخذوا يترحمون عليه ، بعدما كانوا يحاولون نسيانه .
وتذكروا جريمتهم ..
فوجدوها جريمة بشعة .. ما أقبحها وأخسها
قالوا : يا ولينا إنا كنا طاغين
و هكذا أصبح الحادث المريع ،
بمثابة صدمة قوية أيقظتهم من نوبة الضلال و الحرمان ،
و بداية لرحلة فى آفاق التوبة و الإنابة ،
والتي أولها اكتشاف الإنسان لخطئه في الحياة .
ثم طمعوا فى رحمة الله سبحانه فى الدنيا والآخرة
وقالوا : (( عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها ))
واتفقوا فيما بينهم ..
وأقسموا وتعاقدوا على ما يلى ..
قالوا : إنْ أبدلنا الله خيرًا منها ،
لَنَصْنَعَنَّ كما صنع أبونا
فأخذوا يدعون الله .
ويتضرعون ..
فأبدلهم الله ما هو خير من جنتهم .
أبدلهم توبة صادقة .. وعزما أكيدًا .. ونية صالحة .
بل من العلماء من يذكر أن الله أبدلهم بجنة أخرى ، لما رأى حُسنَ توبتهم وعزمهم الطيب ..

وقد سجل الله تعالى هذه القصة التى وقعت وعاشها أصحابها ..
فقال الله تعالى فى سورة القلم:
(( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرِّمُنها مصبحين ۞ ولا يستثنون ۞ فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ۞ فأصبحت كالصريم ۞ فتنادوا مصبحين ۞ أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين ۞ فانطلقوا وهم يتخافتون ۞ أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ۞ وغدوا على حرد قادرين ۞ فلما رأوها قالوا إنا لضالون ۞ بل نحن محرومون ۞ قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون ۞ قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين ۞ فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ۞ قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين ۞ عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنا إلى ربنا راغبون ۞ كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون))
[القلم : ١٧-٣٣]
إعداد : منير عرفة | موسوعة القصص القرآني
...المزيد

٭⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸٭ ⸻💚 #عيدكم_مبارك 💚⸻ ⸺🌷 #كل_عام_وأنتم_بخير 🌷⸺ —⚜ نبارك لكم وللأمة الإسلامية ...

٭⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸٭
⸻💚 #عيدكم_مبارك 💚⸻
⸺🌷 #كل_عام_وأنتم_بخير 🌷⸺
—⚜ نبارك لكم وللأمة الإسلامية ⚜—
–❤ حلول #عيد_الأضحى المبارك ❤–
🤲 أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة 🤲
٭⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸⫷⫸٭

عودة الإذاعات السورية على النيلسات : بعد سقوط نظام الطاغية بشار الأسد … توقف بث القنوات والإذاعات ...

عودة الإذاعات السورية على النيلسات :
بعد سقوط نظام الطاغية بشار الأسد … توقف بث القنوات والإذاعات الحكومية السورية ؛ ولكن اليوم قد عادت الإذاعات الرسمية السورية بثوب جديد ، وقد ظهرت ٣ إذاعات #سورية على #النيلسات على التردد ١١٩٣٨ عمودي ضمن وحدة قنوات الإذاعة ؛ وهي كالتالي :
١- إذاعة دمشق : وهي الإذاعة الرسمية الاولى العامة في #سوريا ، تبث البرامج المتنوعة من شتى المجالات وبنفس الثوب العلماني، بالإضافة للأخبار ولكن بنفس الإسلوب القديم، يعني بعد ربع ساعة من رأس كل ساعة.
٢- إذاعة القرآن الكريم (إذاعة جديدة) : لأول مرة في سوريا إذاعة خاصة بالقرآن الكريم بعد أن كان الشعب السوري محروم من سماع القرآن في الإذاعات والقنوات الرسمية المحلية.
٣- إذاعة الثورة (إذاعة جديدة) : وهي إذاعة إسلامية عامة ومنوعة ، تبث الأخبار والأناشيد والبرامج الدينية والثقافية.
◆ ولأول مرة يرفع الأذان عبر الإذاعات الرسمية السورية بعد أن كان النظام البائد قد منعه … لذلك نقول : «مهما زاد طغيان الظالمين ومحاربتهم للمسلمين وشعائر الله، فإنه سيأتي يوم تزول كل مكائدهم ويعلو صوت الحق ويعود الإسلام بقوة أكبر».
#القلم_العربي
...المزيد

#فاقصص_القصص | قصة النبي يونس (١) بينما كان نبينا محمد ﷺ راجعًا من الطائف ، وقد آذاه أهلُها ...

#فاقصص_القصص | قصة النبي يونس
(١)
بينما كان نبينا محمد ﷺ راجعًا من الطائف ،
وقد آذاه أهلُها وقذفوه بالحجارة حتى أدموا قدميه ركن الى بستان، فبعث أصحابُ البستان إليه قطفًا من العنب مع غلامهم "عدَّاس" .
فقال النبي ﷺ : باسم الله .. ثم أكل .
فقال عدَّاس : إن أهل هذه البلاد لا يقولون ذلك !
قال النبي ﷺ : من أى البلاد أنت ؟
قال عدَّاس : من نينوى .
قال النبي ﷺ : تلك بلد النبي الصالح يونس بن متى ، كان نبيًا وأنا نبي .
وهنا ..
أكب عدَّاس على قدمي النبي ﷺ يقبلهما .. وأسلم على يديه .
فنظر أصحاب البستان متعجبين ! وقد أخذهم الذهول .
وعند رجوع عدَّاس الى أسياده حكى لهم ما حدث ..
ولكن يبقى سؤال من هم أهل نينوى .. وما قصة وحكاية النبى الصالح يونس بن متى عليه السلام .
............
أما نينوى فمدينة كبيرة تقع على نهر دجلة ..
تتبع حضارة كبيرة قامت فى هذه المنطقة تُعرف بالحضارة الآشورية.
وهى مدينة عامرة بالسكان ، حيث يبلغ عدد سكانها مائة ألف نسمة أو يزيدون .
وأهل نينوى ينحتون التماثيل المرمرية والأصنام الحجرية ، ثم يعبدونها من دون الله سبحانه .
فأرسل اللهُ إليهم رجلاً من بينهم يأمرهم بعبادة الله وحده . ويبين لهم أن هذه التماثيل والأصنام مجرّد حجارة لا تضرّ ولا تنفع .
وكيف يصنعون أشياء بأيديهم ، ثم يتخذونها آلهة تُعبد ..
وهل إذا حطم أحدُهم صنمًا بالفأس .. هل يمتنع الصنمُ منه ؟!
إن الله هو الإله الحق المستحق بالعبادة لأنه هو الذى خلق ورزق ودبَّر .. وهو الذى يضر وينفع ويحيى ويميت ....
ورغم أن أهل نينوى كانوا أناسًا طيبين ، ولكنهم رفضوا دعوة نبيهم يونس عليه السلام .
وظلوا على حالهم يعبدون التماثيل والأصنام ..
و الردُ الوحيد لديهم أنهم وجدوا آبائهم على هذه الحال .. فكيف يتركون عبادة الأًصنام التى عبدها الأباء والأجداد ؟!
وحذّرهم يونس عليه السلام من عاقبة عنادهم . . وحذّرهم من نزول العذاب الإلهي ، إذا ظلّوا على عنادهم وعبادة الأصنام .
فقال القوم : يا يونس ... لا تتعب نفسك فى دعوتنا إلى إلهك فنحن لا نخاف من عذاب الله ولا نؤمن بإلهك فافعل ما بدا لك ..
وضاقت نفسُ يونس عليه السلام من هذه الردود العقيمة ، ومن كثرة دعوته لهم وعدم استجابتهم له .
وظن يونس عليه السلام أن دعوته قد انتهت وليس لها أى تأثير على قومه فاستشاط لذلك غضبًا ..
وخرج يونس عليه السلام بدون أن يأمره الله بمغادرة نينوى وذهب باتجاه البحر .. وكان يترقّب نزول العذاب بأهل نينوى ويتابع أخبارهم من بعيد ..
(٢)
وبعد ذهاب يونس عليه السلام ، بدت علامات العذاب الإلهي على قومه فانقلب الجوُ تمامًا وأظلمت السماءُ بغيوم سوداء كالحة ، وبدخان في أعالي السماء .
وكان بين أولئك رجلٌ عالمٌ شديدَ النصح لهم ، فدعا قومه إليه
وقال لهم : أنتم تعلمون صدق يونس عليه السلام .. وما جربنا عليه كذبًا قط .. وإن العذاب سينزل عليكم إذا أصررتم على العناد والمكابرة .
فتوبوا إلى الله من عبادة الحجارة والأصنام التى لا تنفع ولا تضر ..
وارحموا أنفسكم وأولادكم وبلادكم !
وكم سمعنا على أمم أخرى دمرها الله بمجرد خروج نبيها ..
رأى أهل نينوى علامات العذاب . .
و ضرب الرجل الصالح على مواطن التأثير فيهم .. وأراد الله بهم الخير فاستيقظوا وأفاقوا .. ولأول مرة شعر أهل نينوى بالندم ..
فاجتمعوا في صعيد واحد .. وأخذوا الأطفال الرضع من أحضان أمهاتهم حتى يعمّ البكاء ، فبكى الأطفال ، وبكت الأمهات ، و أبعدوا الحيوانات عن المراعي حتى تجوع وتعلوا أصواتها.. فضجت من الجوع ..
وارتفعت أصوات الأطفال والأمهات والحيوانات والكبار والصغار كلها تتضرع الى الله تعالى .. وتطلب رحمته وعفوه فى أصوات من الخوف والإيمان بالله القادر على كشف الضر عنهم ...
فانكشف الدخان شيئًا فشيئًا .. وظهرت السماء مرة أخرى ... وأشرقت الشمس من جديد .
و فرح الناس برحمة الله الواسعة و بنعمة الإيمان و النجـــاة .
وظل أهل نينوى ينتظرون عودة نبيهم ، و لكن دون جدوى لقد ذهب يونس عليه السلام غاضباً ... ولم يعـد ..
فيا ترى .. أين ذهب يونس ؟
(٣)
أما يونس عليه السلام ...
فقد رأى بعد أن قطع مسافةً طويلةً جماعةً تريدُ الإبحارَ فطلبَ منهم أن يأخذوه معهم ، فقبلوا طلبه وركب معهم السفينة .
وأسدل الليلُ على السفينة .. وانقلب البحرُ فجأة .. هبت عاصفةٌ مخيفة كادت تشق السفينة .. وتعالت الأمواجُ فراحت ترتفعُ كالجبال وتهبط كالوديان.
ووراء السفينة كان حوتٌ عظيمٌ يشق المياه وهو فاتحٌ فمه ..
ومضى الحوتُ يتعقب السفينةَ .. واستمرت العاصفةُ .. وأصدر القبطانُ الأوامرَ بتخفيف أحمال السفينة، فطُرحت الصناديقُ والبضائعُ الغاليةُ رخيصةً لا قيمةَ لها فى سبيل النجاة .
وصاح ربَّانُ السفينةِ ورجالُه قائلين : لقد ثارت العاصفةُ في غير وقتها المعهود .. معنا على سطح السفينة رجل خاطئ ثارت بسببه العاصفة.. سنجري القرعة على الركاب.. من خرج اسمه ألقيناه في البحر ..
وساهم جميع الركاب فى هذه القرعة ومن بينهم كان يونس عليه السلام .. وأُجريت القرعةُ فخرج اسمُ يونس عليه السلام
ورأى ركابُ السفينة و ربَّانُها أن يونس عليه السلام رجلٌ طيبٌ فأعادوا القرعة مرة ثانية .. ومرة ثالثة ، وفى كلِ مرةٍ كان يخرج اسمُ يونس عليه السلام .
انتهى الأمر .. و أدرك يونسُ عليه السلام أنه قد أخطأ لأنه ترك قومه بغير إذن من الله .. والآن فان الله سبحانه وتعالى يعاقبه..
وقف يونس عليه السلام على حاجز السفينة ينظر إلى البحر الهائج والأمواج المتلاطمة .. ثم هوى يونس عليه السلام فى هذه الأمواج المتلاطمة ، وهذا البرد القارس ..
وفجأة اتجه إليه الحوت فابتلعه أمام الركاب جميعًا .. وانصرف به الحوت الى أعماق أعماق البحار ..
وكان يونس عليه السلام لقمة سائغة لأكبر الثدييات البحرية ..
(٤)
ووجد يونس عليه السلام نفسه في باطن الحوت الكبير المظلم !
و في تلك اللحظة أدرك يونس عليه السلام انه كان عليه أن يعود إلى نينوى ، لا أن يسافر ويتركهم ..
وبين هذه الظلمات الثلاث .. ظلمة الليل ، ظلمة أعماق البحر وظلمة باطن الحوت هتف يونس :
لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
كان نداءُ يونس عليه السلام نداء الإيمان بالله القادر على كل شيء
شعر يونس عليه السلام انه كان عليه أن يعود إلى نينوى مرّة أخرى لا أن يسافر ويترك قومه .
علم يونس عليه السلام أنه لا نجاة له مما هو فيه إلا اللجوء الى مالك الكون العظيم و خالق الحيتان والبحار .
من أجل هذا راح يونس عليه السلام يسبح لله الخالق البارئ المصوّر .. الذى لا تختلط عنده الأصوات ولا تخفى عليه خافية فى الأرض أو السماوات .
و تمرّ الساعات ، و يونس عليه السلام في باطن الحوت ، و تمرّ الساعات و الحوت يطوف في أعماق المياه . . .
ظل يونس عليه السلام يسبّح لله ، كان يهتف :
لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
و هكذا تمرّ الأيام والليالي حتى تعب الحوت من السباحة فنام فى الأعماق ..
وسمعت الأسماك والحيتان والنباتات وكل المخلوقات التي تعيش في أعماق البحر صوت يونس عليه السلام .. كان التسبيح يصدر من جوف هذا الحوت دون غيره .. واجتمعت كل هذه المخلوقات حول الحوت وراحت تسبح الله هي الأخرى .. كُلٌ بطريقته الخاصة ولغته الخاصة.
واستيقظ الحوتُ الذى ابتلع يونس عليه السلام على أصوات التسبيح هو الآخر.. فشاهد في قاع البحر مهرجانا عظيما من الحيتان والأسماك والحيوانات البحرية والطحالب والصخور والرمال وهي تسبح الله .. واشترك الحوت معهم في التسبيح ..
ومكث يونس في بطن الحوت زمنا لا نعرف مقداره.. ظل طوال الوقت يقوم بتسبيح الله ويقول بقلبه ولسانه ودموعه
لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
بل سمعت ملائكة السماء صوتًا معروفًا لديها ولكنه يأتى من مكان غير معروف .. فقال لهم الله سبحانه : إنه صوت عبدي يونس ، فارتجت الملائكة بالتسبيح والحمد والاستغفار ليونس عليه السلام .
فالتقى تسبيح مَنْ فى باطنِ الحوت .. و مَنْ فى أعماق البحار مع ملائكة السماء ..
وصدق فيهم قول الله تعالى فى سورة الاسراء آية ٤٤...
﴿ تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن . وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ﴾.
وعلم اللهُ سبحانه وتعالى صِدْقَ يونس عليه السلام في توبته .. سمع الله تعالى تسبيحه في جوف الحوت .. وصدرت الأوامر للحوت أن يخرج إلى سطح البحر ويقذف بيونس عليه السلام من جوفه عند جزيرة حددتها الأوامر الإلهية .. وأطاع الحوت.. .
ولولا أن يونس عليه السلام كان من المسبحين لصار باطنُ الحوت قبرًا له للأبد قبرًا يسير بصاحبه . لكن يونس عليه السلام استغفر ربه سبحه فنجَّاه ربُ العالمين وكذلك ينجي الله عباده المؤمنين ..
(٥)
وأُلقى يونس عليه السلام على شاطئ الجزيرة .. وكان جسمه قد فقد مقاومة حرارة الشمس بعد قضاءه تلك الفترة الطويلة فى باطن الحوت
ومن رحمة الله الواسعة أن الشاطئ كان خاليًا من الصخور و إلاّ لتمزق بدن يونس عليه السلام .
يونس الآن في غاية الضعف ، جسمه مشبع بالمياه . وكان يونس عليه السلام منهك القوى ظامئاً . بل كاد يموت من العطش . .
إنّه لا يستطيع الحركة يحتاج إلى استراحة مطلقة في الظل ولكن ماذا يفعل و هو وحيد على الرمال ؟!
فأنبت الله عليه شجرة من يقطين (القَرْع) ليستظل بأوراقها العريضة ويأكل من ثمرها ويستعيد قوته وطاقته .
و إن من خواص اليقطين احتواؤه على مواد تفيد في ترميم الجلد وتقوية البدن .
و من خواصّه أنه يمنع عنه الذباب الذي لا يقرب هذه الشجرة .
(٦)
استعاد يونس عليه السلام صحته و عاد إلى مدينته نينوى .
وفرح يونس عليه السلام عندما رأى أهلها يستقبلونه وهم فرحين برحمة الله ..
لقد آمن الجميع ، فكشف الله عنهم العذاب..
ولكم حزن أهل نينوى عندما ذهبوا الى الشاطئ يسألون عن نبيهم بعد خروجه لعل أحدًا رآه .. فلما رجع ركاب السفينة الى الشاطئ حكوا ما حدث لهم . وكيف أُلقى يونس ! وكيف ابتلعه ذلك الحوت أمام أعينهم !
فظن أهل نينوى أنهم فقدوا نبيهم للأبد ...
ولقد كان يومًا مشهودًا يوم رجوع يونس عليه السلام إليهم لقد ترك الرجال مراعيهم ومواشيهم ..
وتركت النساء البيوت وخرجن لاستقبال نبى الله يونس عليه السلام .. حتى الأطفال أقبلوا لتحيته واستقباله ..
لقد كان عيدًا كبيرًا للمدينة لم ولن ترى مثله ...

وكما يُقال : إن حسنات الأبرار سيئات المقربين..
فإن فرار يونس عليه السلام من قريته الجاحدة المعاندة ، لو صدر من أي إنسان صالح ، لكان ذلك منه حسنة يُثاب عليها. فهو قد فرَّ بدينه من قوم مجرمين .
ولكن يونس عليه السلام نبي أرسله الله .. وما عليه إلا البلاغ ..
خروجه من القرية إذن.. في ميزان الأنبياء.. أمر يستوجب تعليم الله تعالى له وعقابه ..
فليس عليه النتائج ، إنما عليه البلاغ والدعوة .. هذه حدود مهمته وليس عليه أن يتجاوزها ..
ولقد خرج يونس عليه السلام بغير إذن .. فشاءت إرادة الله سبحانه أن يؤمنوا جميعًا ولم يتخلف منهم أحد ليعلم يونس عليه السلام وجميع الرسل والدعاة أن الأمر كله لله وليس لأحد ..
وحرصًا من النبى ﷺ على أن يستقر هذا المعنى فى نفوس المسلمين عن النبي الكريم يونس بن متى عليه السلام .. قال: ( لَا تُفَضِلُونِي عَلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى. ) وقال : ( لَا يَنْبَغِى لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ).
تلك قصة النبى الصالح يونس .. ذا النون.

وقد ذكر الله تعالى قصة يونس وقومه ...
فقال تعالى في سورة الصافات :
﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ (١٤١) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ (١٤٤)يُبْعَثُونَ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (١٤٦) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (١٤٨)﴾. سورة الصافات، الآيات : ١٣٩ ـ ١٤٨.

وقال تعالى في سورة الأنبياء :
﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨)﴾.
سورة الأنبياء ، الآيات :٨٧ - ٨٨ .

منير عرفة : موسوعة القصص القرآني
...المزيد

#فاقصص_القصص | قصة أيوب (عليه السلام) : نبى من أنبياء الله العظام الذين جاء ذكرهم فى القرآن ...

#فاقصص_القصص | قصة أيوب (عليه السلام) :
نبى من أنبياء الله العظام الذين جاء ذكرهم فى القرآن الكريم .. يعرفه العام والخاص ، فحين يضربون مثلا للصبر يقولون \" صبر أيوب \"
فيا تُرى ما قصةُ أيوب عليه السلام ..
-١-
أيوب عليه السلام من ذرية يوسف عليه السلام ، تزوج سيدة عفيفة.
وأيوب عليه السلام وزوجته الكريمة يعيشان فى منطقة \" حوران \"
وقد أنعم الله على أيوب عليه السلام بنعم كثيرة فرزقه بنينًا وبنات، ورزقه أراضى كثيرة يزرعها فيخرج منها أطيب الثمار .. كما رزقه قطعان الماشية بأنواعها المختلفة .. آلاف من رءوس الأبقار ، آلاف رءوس من الأغنام ، آلاف من رءوس الماعز وأخرى من الجمال .
وفوق ذلك كله أعلى الله مكانته واختاره للنبوة .
وكان أيوب عليه السلام ملاذًا وملجئًا للناس جميعًا وبيته قبلة للفقراء لما علموا عنه أنه يجود بما لديه ولا يمنعهم من ماله شيئًا .
و لا يطيق أن يرى فقيرًا بائسًا، و بلغ من كرمه عليه السلام أنه لم يتناول طعامًا حتى يكون لديه ضيفًا فقيرًا .
هكذا عاش أيوب عليه السلام ..
يتفقد العمل في الحقول والمزارع ، ويباشر على الغلمان والعبيد والعمال ، وزوجته تطحن وبناته يشاركن الأم ..
وأبناء أيوب عليه السلام يحملون الطعام ويبحثون عن الفقراء والمحتاجين من أهل القرية ، والخدم والعمال يعملون في المزارع والأراضى والحقول .
و أيوب عليه السلام يشكر الله .. ويدعو الناس إلى كل خير وينهاهم عن كل شر .
أحب الناسُ أيوب عليه السلام .. لأنه مؤمن بالله يشكر الله على نعمه .. ويساعد الناس جميعاً .. ولم يتكبر بما لديه ، من مزارع وحقول وماشية وأولاد ..
كان يمكنه أن يعيش في راحة ، ولكنه كان يعمل بيده ، وزوجته هي الأخرى كانت تعمل فى بيتها ..
-٢-
راح الشيطان يوسوس للناس يقول لهم: إن أيوب يعبد الله لأنه أعطاه هذا الخير العميم والفضل الكثير من البنين والبنات والأموال من قطعان الماشية والأراضى الخصبة .. فأيوب يعبد الله لذلك وخوفا على أمواله . ولو كان فقيرًا ما عبد الله ولا سجد له ...
ووجد الشيطان من يسمع له ويصغى لما يقول من وساوس .. فتغيرّت نظرتهم إلى أيوب عليه السلام وأصبحوا يقولون :
\" إن أيوب لو تعرض لأدنى مصيبة لترك ما هو فيه من الطاعة والإنفاق فى سبيل الله .. ألا ترون كثرة أولاده وكثرة أمواله وكثرة أراضيه المثمرة ، فلو نزع الله منه هذه الأشياء لترك عبادة الله بل سينسى الله ..
ورويدًا رويدًا ..
تحول أهل حوران إلى ناقمين على أيوب عليه السلام بعدما كانوا يحبونه حبا جما .. وأصبحوا يرون أيوب عليه السلام من بعيد فيتحدثون عنه بصورة مؤذية .
-٣-
بدأت المحنة والابتلاء من الله تعالى . .
فبينما كان كل شيء يمضي هادئاً . . فأيوب عليه السلام حامدًا شاكرًا ساجدًا لله تعالى على نعمه الكثيرة .. وأولاده ينعمون ويشكرون الله .. والعمال والعبيد يعملون في الأراضي والمزارع ..
زوجة أيوب عليه السلام كانت تطحن في الرحى . .
وبينما الجميع فى عافية من أمره مغتبطًا مسرورًا ، إذ وقعت الابتلاءات والمحن ..
فجاء أحد العمال يجرى ويصيح :
ـ يا سيدى .. يا نبى الله ؟!!
ـ ماذا حصل ؟! تكلم .
ـ لقد قتلوهم . . قتلوا جميع رفاقي . . الرعاة والفلاحين . . جميعهم قتلوا جرت دماؤهم فوق الأرض . . .
ـ كيف حدث ذلك ؟!
ـ هاجمنا اللصوص . . وقتلوا من قتلوا وأخذوا ما معنا من ماشية .
أيوب عليه السلام أخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون . . .
إن الله سبحانه شاء أن يمتحن أيوب .. وأراد أن يبين للناس أن أيوب عليه السلام رجلاً صابرًا محتسبًا ولا يعبده لأنه فى غنى وعافية.
في اليوم التالي نزلت الصواعق من السماء على أحد الحقول التابعة لما يملكه أيوب عليه السلام .. وجاء أحد الفلاحين .. كانت ثيابه محترقة وحاله يُرثى له ..
هتف أيوب عليه السلام :
ـ ماذا حصل ؟!
ـ النار ! يا نبي الله النار !!
ـ ماذا حدث ؟
ـ احترق كل شيء . . لقد نزل البلاء . . الصواعق أحرقت الحقول والمزارع . . أصبحت أرضنا رمادًا يا نبي الله . . كل رفاقي ماتوا احترقوا .
قالت زوجة أيوب عليه السلام :
ـ ما هذه المصائب المتتالية ؟!
ـ اصبري يا امرأة . . هذه مشيئة الله .
ـ مشيئة الله !!
أجل .. لقد حان وقت الامتحان .. ما من نبي إلاّ وامتحن الله قلبه.
نظر أيوب عليه السلام إلى السماء وقال بضراعة :
ـ الهي امنحني الصبر .
في ذلك اليوم أمر أيوب عليه السلام الخدم والعبيد بمغادرة منزله .. والرجوع إلى أهاليهم والبحث عن عمل آخر .
وفى اليوم التالى .. حدثت مصيبة تتكسر أمامها قلوب الرجال ..
لقد مات جميع أولاده البنين والبنات ، حيث اجتمعوا فى دار لهم لتناول الطعام فسقطت عليهم الدار فماتوا جميعا .
وازدادت محنة أيوب عليه السلام أكثر وأكثر ..
فلقد اُبتلى فى صحته ..
وانتشرت الدمامل فى جسمه ..
وتحول من الرجل الحسن الصورة والهيئة إلى رجل يفر منه الجميع .
ولم يبق معه سوى زوجته الطيّبة ..
أصبح منزله خالياً لا مال له ، لا ولد ، ولا صحة ..
عَلَّمَ أيوبُ عليه السلام زوجته أن هذه مشيئة الله ، وعلينا أن نسلّم لأمره ...
حاول الشيطان اللعين أن ينال من قلب أيوب عليه السلام ، فأخذ يوسوس إليه من كل جانب قائلا : ماذا فعلت يا أيوب حتى يموت أولادك وتصاب فى أموالك ، ثم تصاب فى صحتك .
فاستعاذ أيوب عليه السلام بالله من الشيطان الرجيم .. وتفل على الشيطان الرجيم ففر من أمامه . وكذلك فعلت زوجته وطردت وساوس الشيطان .
وكان أيوب عليه السلام لا يزداد مع زيادة البلاء إلا صبرًا وطمأنينة .
-٤-
ويأس الشيطان من أيوب وزوجته الصابرين المحتسبين .
فاتجه إلى أهل حوران ينفث فيهم الوساوس حتى جعلهم يعتقدون أن أيوب عليه السلام أذنب ذنباً كبيراً فحلّت به اللعنة ..
ونسج الناسُ الحكايات والقصص حول أيوب عليه السلام .. وتطور الأمرُ أكثر حتى ظنوا أن في بقائه خطرًا عليهم . .
وعقدوا العزم أن يخرجوا أيوبَ من أرضهم ..
وجاءوا إلى منزله .. لم يكن في منزله أحد سوى زوجته قائلين :
نحن نظنّ أن اللعنة قد حلّت بك ونخاف أن تعمّ القرية كلها .. فاخرج من قريتنا واذهب بعيداً عنا نحن لا نريدك أن تبقى بيننا .
غضبت زوجته من هذا الكلام قالت : نحن نعيش في منزلنا ولا يحق لكم أن تؤذوا نبي الله فى بيته وفى عقر داره ..
فردُّوا عليها بوقاحة : إذا لم تخرجا فسنخرجكما بالقوّة ..
لقد حلّت بكما اللعنة وستعمّ القرية كلها بسببكما ..
حاول أيوب عليه السلام أن يُفْهِمَ أهل القرية أن هذا امتحان وابتلاء من الله ، وأن الله يبتلى الأنبياء ابتلاءات شديدة حتى يكونوا مثلا ونموذجًا لتعليم الناس .
قالوا له : ولكنك عصيت الله وهو الذي غضب عليك .
قالت زوجته : انتم تظلمون نبيكم ..
هل نسيتم إحسانه إليكم هل نسيتم يا أهل حوران الكساء والطعام الذي كان يأتيكم من منزل أيوب ؟!
قال أيوب عليه السلام : يا رب إذا كانت هذه مشيئتك فسأخرج من القرية وأسكن في الصحراء . . يا رب سامح هؤلاء على جهلهم .. لو كانوا يعرفون الحق ما فعلوا ذلك بنبيهم .
هكذا وصلت محنةُ أيوب عليه السلام، حيث جاء أهلُ حوران وأخرجوه من منزله .
كانوا يظنّون أن اللعنة قد حلّت به ، فخافوا أن تشملهم أيضاً .. نسوا كل إحسان أيوب وطيبته ورحمته بالفقراء والمساكين !
لقد سوّل الشيطانُ لهم ذلك فاتّبعوه وتركوا أيوب يعاني آلام الوحدة والضعف والمرض .. لم يبق معه سوى زوجته الوفية .. وحدها كانت تؤمن بأن أيوب في محنة تشبه محنة الأنبياء وعليها أن تقف إلى جانبه ولا تتركه وحيداً .
-٥-
ضاقت الأحوالُ فمات الولدُ وجفَّ الخيرُ وتصالحت الأمراض والبلايا على جسمه ، فقعد لا يستطيع أن يكسب قوت يومه .
وخرجت زوجته تعمل في بيوت حوران، تخدم وتكدح في المنازل لقاء قوت يومهما ..
وكانت زوجة أيوب عليه السلام تستمدّ صبرها من صبر زوجها وتحمّله . وقد أعدت لأيوب عليه السلام عريشًا فى الصحراء يجلس فيه وكانت تخاف عليه من الوحوش والحيوانات الضالة، لكن لا حيلة لهما غير ذلك .
وظل الحال على ذلك أعواما عديدة وهما صابرين محتسبين .
وفى يوم من الأيام ..
وبينما كانت الزوجة الصالحة خارج البيت ..
مرّ رجلان من أهل حوران – وكانا صديقين له قبل ذلك - توقفا عند أيوب عليه السلام ونظرا إليه، فرأوه على حالته السيئة من المرض والفقر والوحدة ..
فقال أحدهما : أأنت أيوب ! سيد الأرض
- ماذا أذنبت لكي يفعل الله بك هذا ؟!
وقال الآخر : انك فعلت شيئاً كبيراً تستره عنا ، فعاقبك الله عليه .
تألّم أيوب عليه السلام . إن الكثير يتهمونه بما هو برئ منه .
قال أيوب عليه السلام بحزن : وعزّة ربي إنّه ليعلم ببراءتى من هذا.
تعجّب الرجلان من صبر أيوب عليه السلام ، وانصرفا عنه في طريقهما وهما يفكّران في كلمات أيوب عليه السلام !
أما زوجته الصالحة فقد بحثت عمّن يستخدمها في العمل ، ولكن الأبواب قد أُغلقت في وجهها . . ومع ذلك لم تمدّ يدها لأحد .
وتحت ضغط الحاجة والفقر ، اضطرت أن تقص ضفيرتيها لتبيعهما مقابل رغيفين من الخبز .
ثم عادت إلى زوجها وقدّمت له رغيف الخبز عندما رأى أيوب عليه السلام ما فعلت زوجته بنفسها شعر بالغضب .
حلف أيوب عليه السلام أن يضربها على ذلك مائة ضربة، ولم يأكل رغيفه كان غاضباً من تصرّفها ، ما كان ينبغي لها أن تفعل ذلك .
-٦-
ورغم أن زوجة أيوب عليه السلام طلبت منه كثيرا أن يدعوا الله لكى يزيح عنه هذا البلاء الذى استمر هذه السنوات العديدة فكان يرفض أن يشكو الله تعالى .
وتحمل المرض والبلايا .. وتحمل اتهامات الناس .
لكن بيع زوجته لضفيرتيها هزه من الداخل ..
فنظر إلى السماء وقال :
يا رب إنّي مسّني الشيطان بنصبٍ وعذاب.
يا رب بيدك الخير كله والفضل كله وإليك يرجع الأمر كله ..
ولكن رحمتك سبقت كل شئ ..
فلا أشقى وأنا عبدك الضعيف بين يدك ..
يا رب ‍‍.. مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ..
وهنا .. أضاء المكان بنور شفاف جميل وامتلأ الفضاء برائحة طيّبة، ورأى أيوب ملاكاً يهبط من السماء يسلم عليه ويقول :
نعم العبد أنت يا أيوب إن الله يقرئك السلام ويقول : لقد أُجيب دعوتك وأن الله يعطيك أجر الصابرين..
اضرب برجلك الأرض يا أيوب ! واغتسل في النبع البارد واشرب منه تبرأ بإذن الله .
غاب الملاك ، وشعر أيوب بالنور يضيء في قلبه فضرب بقدمه الأرض، فانبثق نبع بارد عذب المذاق .. ارتوى أيوب عليه السلام من الماء الطاهر وتدفقت دماء العافية في وجهه ، وغادره الضعف تماماً.
و بينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانا خر عليه رِجْلُ جَرَادٍ من ذهب فجعل يحثي في ثوبه . فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ قال بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك ..
خلع أيوبُ عليه السلام ثوب المرض والضعف وارتدى ثياباً تليق به ، يملؤها العافية والسؤدد .
وشيئاً فشيئاً .. ازدهرت الأرض من حوله وأينعت .
عادت الصحة والعافية .. عاد المال .. ودبت الحياة من جديد.
عادت الزوجة تبحث عن زوجها فلم تجده ووجدت رجلاً يفيض وجهه نعمة وصحته وعافية . فقالت له باستعطاف :
ـ ألم ترَ أيوب . . أيوب نبي الله ؟!
ـ أنا أيوب ‍‍‍.
ـ أنت ؟! إن زوجي شيخ ضعيف .. ومريض أيضاً !
ـ المرض من الله والصحة أيضاً .. وهو سبحانه بيده كل شيء .
ـ نعم .. لقد شاء الله أن يمنّ عليّ بالعافية وأن تنتهي محنتنا ! وأمرها أن تغتسل فى النبع ، لكى يعود إليها نضارتها وشبابها .
فاغتسلت في مياه النبع فألبسها الله ثوب الشباب والعافية .
ورزقهما الله بنينا وبنات من جديد ..
ووفاء بنذر أيوب عليه السلام أن يضرب زوجته مائة ضربة أمره الله تعالى أن يأخذ ضغثا وهو ملء اليد من حشيش البهائم ، ثم يضربها به فيوفى يمينه و لا يؤلمها ، لأنها امرأة صالحة لا تستحق إلا الخير.
وكان أيوب عليه السلام واحدًا من عباد الله الشاكرين فى الرخاء، الصابرين فى البلاء ، الأوَّابين إلى الله تعالى فى كل حال .
وعَرِفَ الناسُ جميعًا قصةَ أيوب عليه السلام وأيقنوا أن المرض والصحة من الله وأن الفقر والثراء من الله ..

وسجل الله قصته فى القرآن الكريم فقال تعالى :
((وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ❁ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)) سورة الأنبياء الآية : ٨٣ و ٨٤
وقال تعالى :
((وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ❁ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ❁ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ❁ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)) سورة ص الآية : ٤١ ـ ٤٤

كتبه : منير عرفة - موسوعة القصص القرآني
...المزيد

((( لا تضيعوا وقت الفراغ ))) يا إخواني، لا تضيعوا وقتكم في الفراغ! استغلوه في ما ينفعكم في الدنيا ...

((( لا تضيعوا وقت الفراغ )))
يا إخواني، لا تضيعوا وقتكم في الفراغ! استغلوه في ما ينفعكم في الدنيا والآخرة، مثل: حفظ القرآن الكريم بالانضمام إلى حلقات التحفيظ، و تعلُّم العلم الشرعي من خلال الدورات أو الدروس في المساجد أو عبر الإنترنت. نشر الخير بإنشاء قنوات أو حسابات على وسائل التواصل تُعَلِّم الناس وتذكِّرهم بالله. تجنُّب إضاعة الوقت في المسلسلات والملهيات التافهة التي لا فائدة منها.
وتذكَّروا قول النبي ﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» (رواه البخاري).
فالوقت هو عمرك الحقيقي، وسوف تُسأل عنه يوم القيامة: «عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه» (الترمذي).
...المزيد

(صبيٌّ أم فتاة ؟؟!!) شعر : يعقوب بن مطر العتيبي صَبيٌّ مَن أرى ؟؟ .. أم ذي فَتاةُ ؟؟ تشابهَت ...

(صبيٌّ أم فتاة ؟؟!!)

شعر : يعقوب بن مطر العتيبي

صَبيٌّ مَن أرى ؟؟ .. أم ذي فَتاةُ ؟؟
تشابهَت الملامح والصِفاتُ
يسير وقد ترَجرَجَ مثلَ ( جَلْـيٍ )
تزيّنهُ بأيديـهــا الطُهـاةُ !!
أساوِرُ في يديهِ لها رَنينٌ
وسِلسالٌ ، وما تُكسَى البناتُ
( فتى المِكياجِ ) سطّرَها فُصولاً
تناوبَ في صِياغَتِها الهُواةُ
يخافُ من النسيمِ على المُحيّا
وتزعِجُهُ الغوادي الهاطِلاتُ
وليس من الرجولةِ فيه معنّىً
وليس لهُ إلى المعنى التِفاتُ
تغنّج مثلَ راقصةٍ لَعوبٍ
ومَالَ كما تَميلُ الغانياتُ
لَعَمرُك سوف ترفُضُه العَوالي
وتنكرهُ الجيادُ الصافِناتُ
إذا ما الجيلُ شبّ على هُرَاءٍ
وكان يقودُ مركَبَهُ انفِلاتُ
فإنّ البحر يغرق فيه مَن لا
يكون له بعاصِفةٍ ثَباتُ
...المزيد

فاقصص القصص : قصة بقرة بني إسرائيل ـ ١ ـ لأقتلن عمى . ولأتزوجن ابنته . ولأرثن ماله . ولآكلن ...

فاقصص القصص : قصة بقرة بني إسرائيل

ـ ١ ـ
لأقتلن عمى .
ولأتزوجن ابنته .
ولأرثن ماله .
ولآكلن ديته .
هذا هو الحوار الذى دار فى نفس شاب من بنى إسرائيل ، بعد رجوعه من عند عمه حين طلب منه أن يزوجه ابنته .
لكن العم كان رجلا من أثرياء قومه ، فرفض أن يزوجه ابنته لفقره.
ووضع الفتى خطته الماكرة ،
بل تحول من جانب التفكير والخطط إلى حيز التنفيذ والفعل ..
فذهب إلى عمه فى الأيام التالية ، وكأن شيئًا ما لم يكن
وأظهر له الملاطفة والود ، وأظهر له أن رابطة الدم عنده أقوى من رابطة المصاهرة ، حتى اطمأن له عمه.
وفى ذات ليلة وبينما كان العم فى بيته ، إذ بابن أخيه يأتى له .
ويقول : يا عم ! لقد أقبل بعض التجار من القرية المجاورة لنا ومعهم تجارات كبيرة ، فلو انطلقت معي إليهم .
لعلى أن أنال منهم بعض هذه التجارة فأربح .
قال العم : ولم لا تذهب إليهم وتطلب منهم ما تريد ؟
قال الشاب : إني كما ترى صغيرٌ فى السن ، وغير معروف عندهم فلعلهم إذا رأوك معي أعطوني بعض التجارة .
فأنت رجل كبير ، وتاجر معروف ، و وجيه من وجهاء الناس.
ولو كان والدى حيا لخرج معى ،
ولكن أنت والدى بعد والدى .
فتأثر الشيخ الكبير لهذه الكلمات الرقيقة.
وأبدى استعدادًا للذهاب معه .
فقال الشاب له : لن أنسى لك ذلك ما حييت .
وخرج العم مع الفتى ليلا ، ولا يدرى ما خبأت له الأقدار .
فلما بلغا مكانا قريبا من القرية طعنه ابنُ أخيه طعنات غدرٍ قاتلة أودت بحياته فى الحال .
ولم تجدى صرخات العم وتضرعاته أمام ما خطط له هذا الشاب .
ورجع إلى أهله فبات بينهم وكأن الأمر لم يكن .
وظل يفكر فيما هو مقدم عليه ..

ـ ٢ ـ
وفى الصباح ذهب الفتى إلى بيت عمه ينادى عليه كعادته ، فلم يجده ،
فانطلق يمارس حياته بصورة طبيعية أمام الجميع .
وبينما كان يجلس مع أهله ، إذ بالخبر يصل إليهم أن الرجل الكبير وُجد قتيلا قريبا من القرية المجاورة .
فجعل يبكي ويحثو التراب على رأسه .
وينادي واعمااااااااااه .
ويستحث أهله وذويه و أهل قريته على أن يقفوا بجواره ليقتلوا أهل هذه القرية الأشرار ،
وتسلح القوم هنا وهناك ،
وكادت أن تحدث مقتلة عظيمة .
وهنا تدخل عقلاء القوم وكبراؤهم قائلين للجميع :
كيف تقتتلون وبينكم نبى الله موسى عليه السلام ؟
لم لا نذهب إليه ؟
فلعله أن يكون عنده الخلاص لما نحن فيه .

ـ ٣ ـ
اتجه الجميع إلى نبي الله موسى عليه السلام وقصوا عليه ما حدث.
وأخذ الشاب يقول لنبي الله موسى عليه السلام بتأثر :
إنه عمى ! نريد أن نعرف قاتله ،
وإلا لأبيدن تلك القرية الغادرة ،
ولأجعلنها تجرى بدمائهم .
فقال موسى عليه السلام : إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة .
قالوا : يا موسى ! أنحن نقول لك عن قتل رجل منا وأنت تقول نذبح بقرة ، أتهزأ بنا وتسخر منا وتجعلنا هزوا بين الناس .
فقال موسى عليه السلام : إني أقول لكم إن الله يأمركم فكيف أتقول على الله ما لم يقل ؟ أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين .
وهنا قالوا : يا موسى ! سل ربك وادعوه ختى يبين لنا مواصفات هذه البقرة .
قال موسى عليه السلام : إن الله يقول لكم أنها ليست كبيرة هرمة، وليست صغيرة بكرا لم يطرقها الفحل ..
بل هى بقرة فى أوسط العمر بين هذا وذاك .
وهنا قالوا : يا موسى ! سل ربك وادعوه لنا يبين لنا لون هذه البقرة .
قال موسى عليه السلام : إن الله يقول لكم أنها بقرة صفراء اللون بل إن لونها فاقع شديد الاصفرار ، وليس فاقعًا ينفر العين والنفس بل تسر الناظرين إذا نظروا إليها وترتاح لذلك نفوسم .
ثم غضب موسى عليه السلام منهم وقال لهم : يا قوم افعلوا ما تؤمرون ولا تكثروا من الأسئلة ، ولا تشددوا فيشدد الله عليكم .
لقد كنتم تستطيعون أن تذبحوا أى بقرة من البداية
فشددتم فشدد الله عليكم .
ثم بين لكم أنها فى أوسط العمر .
فشددتم فشدد الله عليكم ،
وضيقتم على أنفسكم فضيق الله عليكم .
ثم سألتم عن لونها فأخبركم ..
فافعلوا ما تؤمرون ،
ولا تكثروا المجادلة والتشدد والتنطع ، و لا تكتروا من المسائل .
فانطلقوا باحثين عن البقرة المطلوبة .. أياما كثيرة وهم يبحثون ووجدوا هذه المواصفات تنطبق على كثيرٍ من البقر .
فعادوا إلى نبى الله موسى عليه السلام .
فال لهم : أذبحتم البقرة ؟
قالوا : لقد بحثنا عنها فوجدنا هذه الشروط والمواصفات تنطبق على كثير من البقر ، حتى أن البقر تشابه علينا.
قال موسى عليه السلام : ولمَ لم تأخذوا أى بقرة من بين هذا البقر وتذبحوها .
قالوا : نريدك أن تسأل ربك عن مواصفات محددة فى البقرة لا نجدها فى غيرها ، حتى تستريح أنفسنا .
فغضب موسى عليه السلام غضبا شديدا
لم يغضب مثله إلا يوم رجوعه من الجبل فوجدهم يعبدون عجلا .
ورأى القومُ الغضبَ الحقيقى فى وجه موسى عليه السلام .
فقالوا : يا موسى ادع لنا ربك يبين لنا ما هى وإنا إن شاء الله لمهتدون .
فذهب عن موسى عليه السلام الغضبُ قليلا، لأنهم قدَّموا مشيئة الله .
فقال لهم موسى عليه السلام : إن الله يصفها لكم بأنها بقرة ليست مذللة لحراثة الأرض أو لسقاية الزرع .
قالوا : يعنى لا تعمل فى الأرض ، ولا تُعلق بساقية .
قال موسى عليه السلام : أجل ! فلا يمكن لصاحبها أو لأحد من الناس أن يسخرها لذلك فهى تشبه البقر الوحشى .
قالوا : ياموسى ! الآن فقط جئت بالحق .
فهز نبى الله موسى عليه السلام رأسه تعجبا وأسفا من قولهم ومن إيذاءهم له فى كل موقف ، وعجب من قولهم هذا بصفة خاصة .
فكلامهم معناه أنه كان قبل ذلك لا يقول الحق .
ولك الله يا نبى الله موسى ! لكم آذاك قومك ، فتحملت ذلك فى سبيل الله تبليغ رسالة الله سبحانه ، فكنت حقا من أولى العزم .

ـ ٤ ـ
انطلق بنو إسرائيل يبحثون عن البقرة فى كل مكان ، ولكن عبثًا حاولوا فلقد كان مطلبًا عزيزًا حقًا .
أياما كثيرة وهم يبحثون عن هذه البقرة فلم يجدونها .
ورجعوا إلى نبي الله موسى عليه السلام
وقالوا له : لقد طلب منا ربك مطلبا عسيرا .
فقال لهم موسى عليه السلام : لقد أخبرتكم قبل ذلك أن تذبحوا أى بقرة ،
فأبيتم إلا أن تشددوا وتضيقوا على أنفسكم
فذوقوا جزاء عملكم السيئ ، انطلقوا فابحثوا عنها جيدًا .
قالوا : ألا يغنى عنها أن نذبح أى بقرة .
فتركهم موسى عليه السلام وهو غضبان أسفا ، فخافوا من ذلك وخرجوا يبحثون عنها فى كل مكان .
أياما كثيرة وهم يبحثون عن هذه البقرة فلم يجدونها .
فهل لا توجد بقرة ينطبق عليها تلك المواصفات التى طلبها نبى الله موسى عليه السلام منهم ؟
أم أنها موجودة ولكن لم يجدوها بعد ؟
وإذا كانت موجودة فأين تكون هذه البقرة ؟!

ـ ٥ ـ
كانت هذه البقرة بهذه المواصفات جميعا لا توجد إلا عند رجل في بني إسرائيل من أبر الناس بوالديه .
وبلغ من بره بأبيه وأمه أن تاجرًا مر به معه لؤلؤ يبيعه .
وكان أبوه نائما تحت رأسه المفتاح .
فقال له التاجر : تشتري مني هذا اللؤلؤ بسبعين ألفا ؟
فقال صاخب البقرة : كما أنت حتى يستيقظ أبي فآخذه منك بثمانين ألفا.
قال التاجر : أيقظ أباك وهو لك بستين ألفا .
فقال صاخب البقرة : كما أنت حتى يستيقظ أبي فآخذه منك بتسعين ألفا.
فجعل التاجر يحط له حتى بلغ ثلاثين ألفا .
وزاد صاحب البقرة فى ثمن اللؤلؤ ، بشرط أن ينتظر أباه حتى يستيقظ حتى بلغ مئة ألف .
فلما أكثر عليه ، قال والله لا أشتريه منك بشيء أبدا .
وأبى أن يوقظ أباه .
فعوضه الله من ذلك اللؤلؤ أن جعل له تلك البقرة .
فمرت به بنو إسرائيل أثناء بحثهم عن البقرة .
وأبصروا البقرة عنده
وأخذوا يستعرضون المواصفات المطلوبة ..
من حيث السن ، من حيث اللون ،
من حيث السلامة من العيوب ،
ومن حيث العمل فى الأرض أو سقى الزرع ،
فوجدوا الأوصاف متطابقة تماما ، وعلموا أنهم أمام البقرة المطلوبة.
فسألوه أن يبيعهم إياها بقرة ببقرة فأبى .
فأعطوه ثنتين فأبى ، فزادوه حتى بلغوا عشرا .
فقالوا : والله لا نتركك حتى نأخذها منك .
فانطلقوا به إلى موسى عليه السلام .
فقالوا يا نبي الله : إنا وجدناها عند هذا الرجل ، وإنه رفض أن يعطينا البقرة .
فقال له موسى عليه السلام : أعطهم بقرتك .
فقال : يا رسول الله ! أو لستُ أنا أحق بمالي ؟
فقال موسى عليه السلام : صدقت .
وقال موسى عليه السلام للقوم : لا أجد إلا أن ترضوا صاحبكم .
فذهبوا إليه وأخذوا يرجونه ، وشرحوا له ما حدث .
وبعد سماع قصتهم رفض أن يعطيهم البقرة بأى ثمن
فأخذوا يزيدون فى ثمنها أضعافا أضعافا
وما رضى حتى أخذوها منه بمثل وزنها ذهبا .
فأخذوها وخرجوا من عنده وهم يشعرون أنهم ظفروا بها رغم ما دفعوه فيها من ذهب ، بل لم يصدِّقوا أنفسهم أنهم حصلوا عليها .

ـ ٦ ـ
أخذوا البقرة وذهبوا بها إلى موسى عليه السلام بعد تعب وعناء وبعد رحلة بحث طويلة ، وبعد ثمن باهظ .
فأمرهم نبى الله موسى عليه السلام أن يذبحوها ففعلوا .
وكان يوما مشهودًا انتظرته بنو اسرائيل طويلا .
ثم أمرهم أن يأخذوا جزءًا منها فيضربوا بهذا الجزء على القتيل ففعلوا .
فانتصب الميت واقفا بعد أن دبت فيه الروح وعادت إليه الحياة ، بإذن من يقول للشئ كن فيكون .
فسألوه أمام أهل القريتين وأمام نبى الله موسى عليه السلام
قالوا : من الذى قتلك ؟
فقال : قتلنى ابن أخى هذا .
قالوا : كيف ولم قتلك ؟
قال لهم : قتلنى ليرثنى وليتزوج ابنتى ، وحكى لهم كيف قتله .
فقال موسى عليه السلام : أتريدون أن تسألوه عن شئ آخر ؟
فسكتوا دليلا على أنهم اكتفوا بهذا القدر .
ثم عاد الرجل ميتًا كما كان .
فأخذ القاتل يقسم أنه ما قتله .
وأنه برئ من دمه .
فتعجب موسى عليه السلام من قسوة قلوب بنى إسرائيل وشدة عنادهم .. يا لها من قلوب متحجرة يحيى الله الموتى أمام أعينهم ليستجيبوا لأوامر الله ..
ولكن هيهات هيهات .
إنها قلوب كالحجارة .
هذا إذا لم نكن قد ظلمنا الحجارة إذا شبهناها بقلوب هؤلاء المعاندين .
فإن من الحجارة ما يتفجر منه الأنهار وعيون الماء .
وإن منها لما يهبط من خشية الله سبحانه .
وأعرض موسى عليه السلام عن اعتذار ذلك القاتل المعاند الماكر ، وأُمر بهذا القاتل فقُتل .
وصارت سنةً فى دين الله ، أن القاتل لا يرث من القتيل شيئًا .
فماذا أخذ هذا الشاب المُبْطِن للمكر والدهاء ؟
لم يرث مالا ! ولم يتزوج الصبية ! ولم يأكل دية عمه !
وما زاد إلا أن أصبح لعينا عند الله وعند الناس .
واستحقت هذه القصة أن يخلدها الله فى كتابه لنأخذ منها الدروس والعبر ، بل إن سورة البقرة ما سُميت بهذا الاسم إلا نسبة إلي هذه الحادثة ، فقال الله تعالى :
((وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين [٦٧] قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون [٦٨] قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين [٦٩] قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون [٧٠] قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون [٧١] وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون [٧٢] فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون [٧٣] ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون [٧٤])) .
...المزيد

[ ترامب يأخذ أموال المسلمين عنوةً ] الكلب #ترامب قام قبل أيام بجولة خليجية في ٣ دول، فأخذ أموال ...

[ ترامب يأخذ أموال المسلمين عنوةً ]
الكلب #ترامب قام قبل أيام بجولة خليجية في ٣ دول، فأخذ أموال نفط #المسلمين بمليارات الدولارات عنوةً، بحجة إستثمارات ”وهمية“ ؛ في الوقت الذي يعاني فيه #المسلمون من الحروب والتهجير والتشريد والفقر والمجاعة !!

أليس أهالي #فلسطين و #غزة و #السودان ألولى بها؟
أوليست #سوريا بحاجة للإعمال وإعادة المهجرين !
أوليست #الصومال و #مويتانيا و #جزر_القمر يعانون من الفقر الإقتصادي، وهم أولى بها؟
أوليس المسلمون #الروهينغيا ومسلموا #تركستان_الشرقية بحاجة لتلك الأموال؟!

الغرب الكافر يقول : "نحن الذين إكتشفنا #النفط ، لذلك نأخذ حصتنا منه" … فهل من العدالة والطبيعي أن يستمروا بنهب ثرواتنا بلا نهاية ويحاربوننا بها، ونحن نتفرج ؟!!
...المزيد

من علامات انتكاسك تضييع وقتك في أشياء تافهة ! والسرعة في العبادات تود لو أنها تنتهي، ثم تترك أذكار ...

من علامات انتكاسك تضييع وقتك في أشياء تافهة !
والسرعة في العبادات تود لو أنها تنتهي، ثم تترك أذكار الصباح والمساء والقيام، وكل النوافل، فتصبح قلعتك خالية بدون حصون، فيسهل على الشيطان إقتحامها وأول فرض يسقط منك هو الفجر !!
فتنام عنه تارة غير متعمد وتارة اخرى متعمد !
هلاَ عدت ؟؟
فإن جلوسك على الأرض مؤذي
قم قاوم جد واجتهد
واعلم أن (نجاتك في مناجاتك)
اللهم ردنا إليك رداً جميلا.
#منقول
...المزيد

باكستان تنتصر : الإعلان عن إتفاق وقف إطلاق النار بين الهند الإرهابية وباكستان الإسلامية. ويعتبر ...

باكستان تنتصر :
الإعلان عن إتفاق وقف إطلاق النار بين الهند الإرهابية وباكستان الإسلامية.
ويعتبر هذا الإعلان إنتصاراً لباكستان بعد سيطرتها على الأجواء وتفوقها على الهند ، وإسقاطها لأعداد كبيرة من الطائرات الهندية ، ومحاولة توغلها جوياً في ٢٦ موقعاً هندياً. ...المزيد

رحم الله إمرأة ماتت ولم تُغضِب زوجها ، ولَعَنَ الله إمرأة ماتت وقد آذت زوجها.

رحم الله إمرأة ماتت ولم تُغضِب زوجها ، ولَعَنَ الله إمرأة ماتت وقد آذت زوجها.

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً