نفحات الحج ونفايات الثورات

منذ 2015-09-10

المتأمل للسلوكيات المجتمعية المتغيرة والتي تلت مباشرة نجاح الثورات العربية يتأكد له أن الثورات تركت أثراً في السلوك المجتمعي يتمثل في الغلو في التمرد على كل شيء بجانب الاستخدام الخاطئ لمفهوم الحرية ..


بسم الله الرحمن الرحيم

المتأمل للسلوكيات المجتمعية المتغيرة والتي تلت مباشرة نجاح الثورات العربية يتأكد له أن الثورات تركت أثراً في السلوك المجتمعي يتمثل في الغلو في التمرد على كل شيء بجانب الاستخدام الخاطئ لمفهوم الحرية ... مما ترتب عليه تصادم حقيقي بين الذات وبين الغلو في تحقيق الآمال التي قد تحتاج لوقت حتى تنتج ثمرة حقيقية تتعجل الشعوب نضوجها .

من هنا كان الأمل في التعرض لنفحات الله المباركة ومعالجة الأنفس بالهدي النبوي المنبثق من الوحي السماوي حتى تهدأ ثائرة النفوس المتمردة، وتستقر الأرواح الهائجة بترياق القرب من الله والشعور بدفئ الإيمان يسري في قلوب الحجيج و غيرهم ممن يأملون مكانهم، وممن يرجون من الله المغفرة وزيادة الأجور على الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة ( العشر والعيد وأيام التشريق ) .

نكاد نستقبل يوم عرفة و خير الدعاء دعاءه وصيامه يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة مقبلة بإذن الرحمن الحنان الرؤوف بعباده سبحانه اللطيف بخلقه جل شأنه .

أتمنى أن تغير هذه النفحات المباركة من النفايات الأخلاقية للثورة ... لدى الشعوب العطشى لمرضاة الرحمن سبحانه .

أتمنى أن نقف وقفة جادة مع النفس نحاول فيها إعادة ترتيب الذات بصدق وشفافية .

أتمنى أن يغيرنا القرب من الله تعالى للأفضل خاصة مع ما نراه من هجمات شرسة من أعداء الداخل ممن يتسمون بأسماءنا ويتحدثون بألسنتنا ويتربصون بديننا ومعتقداتنا الدوائر .

أرجو أن يراجع كل كاره للشريعة الإسلامية نفسه، وأن يعيد حساباته قبل أن يقف موقفاً للحساب لن ينفعه فيه إعلام مأجور أو نخبة مصطنعة أو صوت عال غوغائي .

أرجو أن يراجع أبناء الصف الإسلامي المتصدر للمشهد جميع حساباتهم ومن أولها مراجعة النيات واستحضار مرضاة الله في كل فعل وقول واستخدام الحكمة والنظر للمآلات قبل كل تصرف .

أرجو أن تتحسن سلوكياتنا التي أضحت لا تختلف عن غير المسلمين كثيراً في المعاملات كما أرجو أن تتحسن مظاهر الخلاعة الظاهرة التي كادت تفتك ببناتنا وتفتك بأخلاق شبابنا وتعصف بأجور الآباء الذين تخلوا عن مسئوليتهم تجاه ما استرعاهم الله من رعية .

أرجو أن نقبل على الله بقلوب متوضئة تائبة تسعى لإصلاح النفس قبل الغير ولإصلاح المجتمع الذي لو امتد صلاحه فقد يشمل صلاح الأمة .

وإلى إخواني الدعاة :إياك واليأس ... وإياك والكسل ... و لنعمل جاهدين ما استطعنا ليعم الصلاح والإصلاح .

إلى آحاد أمة الإسلام : تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

إلى كل قلب مسلم على وجه الأرض: فلنتوجه بقلوبنا إلى قبلتنا قاصدين ربنا تائبين من ذنوبنا مستجيبين لأوامر بارئنا ملبين مذعنين خاضعين ذليلين لجلاله ...لبيك اللهم لبيك ... لبيك لا شريك لك لبيك


محبكم أبو الهيثم
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,135

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً