مهم جدا بشأن أحداث الرس

أبو لجين إبراهيم

« <span style="color: 3366ff">من قتلَ مؤمناً، ثُمَّ اغتبطَ بقتلهِ
لم يقبلِ اللهُ منهُ صرفاً ولا عدلاً</span> »

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
من بديهيات العقل اعتِبار العنف في المجتمعات الإسلامية والبلدان المسلمة جريمة مهما كانت دوافعه ومبرراته، وتحت أي غطاء وستار انبعثت شرارته.

المجتمعات المسلمة تقوم على الأمن والاستقرار، وهذا هو الذي يكفل انتشار الدين وثبات أهله عليه، أما حركات التفجير والإفساد بحجّة الجهاد فهذه أعظم عوائق الدعوة إلى الله وإصلاح المجتمعات المسلمة.

لا الشريعة ولا العقل ولا التجارب ولا الحنكة تؤيد شيئاً من ذلك !

يمكن التأكّد من فشل هذه الأساليب باستقراء تاريخ الدول المجاورة والحركات التي نشأت فيها، والاعتِبار بما وصل إليه حال أهلها حيث استمر الشر والفساد، ولم تقدّم حركات التفجير أي تقدم للإسلام والمسلمين، بل على العكس؛ أخرّت تلك الأعمال نشاطات المراكز الدعوية و أتُخِذت ذريعة لتصفية الجمعيات الخيرية، بل وحتى جعلت من الجماعات المسالمة -التي ليس لها علاقة بما يحدث- ضحية لتبعات تلك التهورات والانحرافات السلوكية والفكرية.

مئات القتلى في بلادنا الحبيبة، ومئات الجرحى -أكثرهم مسلمون ورجال أمن-، فماذا استفادت تلك الجماعات المنحرفة؟ وماذا حققت من جرّاء ذلك العنف والتفجير والتدمير غير خسارة من كان يُحسِن الظنّ بِهم قديماً، ووقف يدافع عنهم -أو على الأقل يطلب العفو عنهم-، خاصة بعدما تحوّل جهادهم المزعوم إلى ترصّدٍ لرجال الأمن وقتال للمسلمين؟

لقد أصبحت حماقتهم مكشوفة للجميع، ولن ينتج عن استمرارِها سوى تفكيك وحدة هذه البلاد العزيزة الطيبة الآمنة، وطن المسلمين الروحي، ووجهة قبلتهم، ومحَطّ ركابهم في المناسك، ومهوى أفئدتهم، ومثوى نبيهم صلى الله عليه وسلم.

نِداء:

سلِّموا أنفسكم وألقوا سلاحكم، وتداركوا الأمر وتوبوا إلى الله تعالى..

لقد خسرتم كل شيء، ولن تُحقِّقوا أي شيء، لا من الناحية الأرضية ولا العلمية ولا الفكرية ولا العسكرية؛ حيث ما زالت الدولة بعونِ الله تقضي عليكم واحد تلو الآخر، وأنتم ما زلتم في غيِّكم تعمهون.

لقد شوّهتم صورة الجهاد الذي تدّعونه كذباً وزوراً، فلم يعد أحد يصدق دعواتكم الكاذبة التي تنادون بها؛ فالأمر أصبح مكشوفاً وواضحاً، ولن نسمح لكم أن تلطّخوا صور الجهاد الناصعة، فقد عرفنا من المجاهدين الصادقين -الذين عرفناهم بسيرهم الطيبة الطاهرة النقية في جهادهم المشرف- على الثغور في فلسطين وأفغانستان والشيشان والعراق وكشمير، وغيرهم ممن يجاهدون العدو المحتل لبلاد المسلمين، فهؤلاء لن ننسى فضلهم؛ فقد بذلوا أرواحهم في سبيل الله -بإجماع العلماء- ولا نسمح لأفعالكم أن تلطخ صور الجهاد الناصعة بسبب أفعالكم الإجرامية.

لو كنتم في ساحات الجهاد الحقيقية لتعاطف الناس معكم، ولكن انكشفت سوأتكم عندما رددتم بسهامكم على المسلمين في بلادكم.

فماذا تنتظرون منّا إلا أن نقف لكم بالمرصاد لأننا لا نرضى لبلادنا أن تصبح مسرح لعملياتكم، وسنحافظ على أمن بلادنا، فنحن ليس لنا إلا هذه البلاد الطيبة المباركة وسوف نحافظ عليها بكل ما نملك من كل عدو متربص بها، سواء من الداخل أو من الخارج؛ فأمن بلادنا ليس متوقفاً على الدولة وحدها، ولكن مسئوليتنا جميعاً أن نقف ضد خططكم، ولن نسمح لكم بإغراق السفينة وزعزعة هذا الكيان العظيم.

ما زال الوقت أمامكم.. سلّموا أنفسكم، وألقوا سلاحكم وتداركوا الأمر، وتوبوا إلى الله تعالى وتأمّلوا هذا الحديث العظيم:

وردَ في سُننِ أبي داودَ من حديثِ عُبادةَ بنِ الصّامتِ رضيَ اللهُ عنهُ، عن النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ، قالَ: « من قتلَ مؤمناً، ثُمَّ اغتبطَ بقتلهِ لم يقبلِ اللهُ منهُ صرفاً ولا عدلاً »، وقد سَألَ خالدُ بن دهقانَ -أحدُ رواةِ الحديثِ- يحيى بنَ يحيى الغسّانيَّ عن قولهِ : « اغتبطَ بقتلهِ »، فقالَ: هم الذين يقتتلونَ في الفتنةِ، فيقتلُ أحدهم ويرى أنّهُ على هدىً لا يستغفرُ اللهَ منهُ أبداً.

نسأل الله عز وجل أن يُديم أمن بلادنا، وأن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجّار، وأن يجعل كيدهم في نحورهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المصدر: موقع صيد الفوائد