من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا

منذ 2005-04-17
بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله عز وجل { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }[الأنبياء:47].

لست أدري أين كتّاب هذا العصر عن هذه الآية ليحاسبوا أنفسهم على أقلامهم، ألم يعلموا

أن للحروف حتوف؟ ثم ماالدافع لكتابة هذه الكلمات؟

لقد تكالب علينا أعداء الإسلام، وأصبحت الأمة جريحة مريضة تنشر فيها الأوبئة، فلم تعد تملك مناعة لأمن فيروسات العدو، ولا حصانة من ميكروبات أبناء جلدتها، ماذا تريد يا أخي؟ أتريد من صوت الآذان أن يكون خافتاً، ألا يكفي أن الجمعيات الخيرية قد أقفلت في أغلب دول العالم؟ ألا يكفي أن صناديق التبرعات التي كنا نراها في كل كل مكان قد اختفت؟ ألا يكفي مانعانيه من مصائب ونكبات، حتى أننا أصبحنا أذل أمة على وجه الأرض.

ثم تأتي أنت لتكمل مانقص (وتزيد الطين بلّة)، فتدلي برأيك الفريد فتطلب أن يخفض صوت الآذان، كثير من الفنادق لاتخلو من الصخب المزعج الذي يصم الآذان، بعض المطاعم تجبرك على سماع الموسيقى المزعجة، ألم تر المستهترين الذين يقفون بسياراتهم عند أبواب العمارت السكنية في منتصف الليل؟ لماذا لم تطلب منهم أن يتأدّبوا وأن يقلعوا عن هذا الإزعاج المنافي للأدب والتوقير، فهم يعتقدون أنهم قد فُلتوا من كل زمام، وحُرروا من كل قيد.

إياك ياأخي أن تكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا » والسعيد من وقاه الله شر نفسه -وهي أول أعدائه-، فلا تكون من دعاة جهنم، إياك أن تكون عوناً للأعداء علينا..

ألا يكفي ما يشن من الأعداء علينا من تضييق على شعائرنا، فأصبح صاحب اللّحية إرهابي، والمرأة المحجبة زوجة لإرهابي، ومن يدخل المسجد في أغلب الدول الإسلامية إرهابي..

والآن وفي هذه الأيام التي تعاني الأمة ماتعانيه من ضعف وذل وهوان، فلقد أصبحنا نداس بالأقدام من قبل أعداءنا. هاهم بكل بساطة قتلوا وشردوا ومزقوا. ومع هذا يتصافح رؤؤس الكفر ويتضاحكون على ماينتجون من سلخ جلود الأمة بعد ذبحها ليدبغوها ويتوسدّون بها.

اعلم ياأستاذ أننا قد عشنا بأوروبا حقبة من الزمن، ماكان ينقصنا إلا صوت الآذان، ورغم أن الصلاة كانت تقام في المساجد والمراكز الإسلامية، إلا أن كنا لانشعر بها إلا عند الدخول للمسجد، وعندما نعود إلى بلادنا نشعر بالشوق الشديد لسماع الآذان الذي يُجهر به في كل مكان، ونشتاق لسماع آيات الله تُتلى لتُحي القلوب. لكن ذلك مقبول في دول الكفر، فماذا تريد أنت؟ تريد أن نكون مثلهم في إقامة هذه الشعيرة، ألست ترى خلاء المساجد من المصلين؟ نعم، هذه أعظم شعيرة وضياعها سببٌ لضياع الأمة، وما صبّ من البلاء علينا من تسليط الأعداء، والجوع وعدم الأمن إلا من تضييع شبابها للصلاة، وانحلال بناتها وتخلعهم، و..و..و!

وانتشار الكتاب الذين يدسّون السموم بين كتاباتهم التي تنبع عما تنطوي به قلوبهم من أماني ساردة تبدوا على ألسنتهم، فهم مصابون بلوثة العلمانية والحداثة، وقد نسوا أن صحائفهم ستعرض عليهم في يوم الحسرة، يوم يعضّ الظالم على يديه، يوم لاينفع الندم..

ليتكم توجهون أقلامكم عن العنف والتطرف الذي يملأ الأرض مجازر، ويخلّف أيتاماً وثكالى.

هل يؤلمكم قتل العجائز والأطفال؟ أم هل أحزنتكم صور الشيوخ والأرامل الجالسين على ركام بيوتهم المهدمة بفعل الجرّافات الإسرائيلية؟

فأنت اليوم تدعو إلى إخفات صوت الآذان، وننتظر منك في المرة القادمة أن تدعو لقفل المساجد، فما عدنا نستنكر شيئاً، ولكن حسيبنا الله فهو المنتقم، وهو العالم بما تخفيه نواياكم ومايدور في أذهانكم من خطرات نفسية وسوانح فكرية، يختلط فيها الحق مع الباطل..
  • 5
  • 1
  • 24,692
  • سمرقند المعاني

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله خير الجزاء اخي الكاتب وادخلك الفردوس الاعلى مع الكرام البررة .. [[لم يعجبني:]] ردي هنا على الأخ عباس من الأردن اعلم اخي ان من اعظم الشعائر هو الأذان ويشهد الله كم ترتاح قلوبناعنده ، عندما نسمع حي على الفلاح فتهفوا قلوبنا للقاء رب العالمين . واعلم اخي ان من نعمه عليك قرب المسجد لكـ والله انها نعمه لا يجدها الا من يحب المساجد ووخاصة عندما تكون بعيدة عنه . رسالة عامة : الا يكفي هؤلاء المتشدقين ومن ابناء جلدتنا تهكما في الاذان . والغريب انهم ما رأو من تغيير الواقع الا الأذان !! يا ايها المتشدقين .. اما يكفيكم من مسخ لماعني الصلاة والاذان الروحية .. والله ثم والله .. اني لا استبعد ابدا ان يصبح الأمام ايضا FM
  • توحيد

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبني صراحة الكاتب وان كل ملتزم يعتبر ارهابيا وهذا يذكرني بقصة وهي ان امرأة كانت تلبس الخمار من مدينتناعندما خرجت من البيت رآها الاعداء وهي مغطية لوجهها ففتحوا عليها النار فماتت و قتلوا زوجها وانا منعت من ارتدائها لهذا السبب
  • عباس

      منذ
    [[أعجبني:]] لا يعجبني المقال كله لأن كل من يعترض على الآذان ذو الصوت المرتفع انما يعترض على صوت السماعات ومكبرات الصوت الكبيرة على مآذن المساجد وكثرتها من غير فائدة وانما هي ازعاج لا اكثر وذلك لكثرة المساجد المتقاربة من بعضها وانا يوجد بفربي مسجدوالذي اصلي فيه دائما وامام البيت مباشرة ويوجد من وراء البيت ايضا مسجدا ولا يبعد الا بضعة امتار عن البيت ويوجد ايضا كثير من المساجد وفي نفس المنطقة وهي كلها تقريبا متقاربة وكل مسجد يؤذن ويرفع الصوت عالياعداك عن الدروس الصباحية وبعد صلاة الصبح والتي تلقى عبر مكبرات الصوت الخارجية للمسجد فهذا كله ازعاج والمنزعج دائما وكرهان الحياة هو جار المسجد وليس كرهان الحياة من الصلاة ولا من المساجد وانت تعرف جيدا يا كاتب المقال اننا يا جيران المسجد كرهنا الحياة من مكبرات الصوت التي تفتح فمها علينا خمسة مرات يوميا كالوحش الكاسر فحبذا لو تتبدل هذه المكبرات بسماعات صوت عادية من نوع ال FM . [[لم يعجبني:]] لا يعجبني الصراخ والعويل بل يعجبني الصوت الجميل والطلعة الجميلة والصوت الهادئ وان الله جميل ويحب الجمال.
  • أبو مالك

      منذ
    [[أعجبني:]] يذكر أن أحد الأجانب لما وصل إلى الرياض وفتح النافذة وسمع صوت الأذان قال:هذا هو سبب الأمان
  • M. Hussein

      منذ
    [[أعجبني:]] The entire artical, and the examples given to rebuttle, specially the conclusion with which I most certainly agree. Let me tell you, I lived in the U.S. for over 25 years and I too have gone to mosqes and many of the Islamic centers there, but I have never experinced the glory of Azan until I visited my homeland Egypt last year. It was certainly the most memorable thing that attracted my attention and stayed with me long after my trip and until this moment. I just want to say to those who posses ill pens to value what they have and stop corrupting the minds of their young victims of men and women. May Allha help them cure themselves. [[لم يعجبني:]] Too polite!!!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً