رسالة من سوريا

منذ 2013-01-10

لم أكن يوما كاتبة، ولا أظن أني أجيد التوجيه أو التلفيق أو حتى التشريد، بالقارئ الذي صار يحترفه بعض الكتاب اليوم، ولكن إن كان بداخلي من دافع واحد لأكتب عن شيء أشعر به، فلن يكون أقرب لي ولا أشرف ولا أفضل من سوريا، الشام تلك الأرض التي تشامت بالحسن وتأصلت في القدم، في أعمق أعماق القدم، فكانت دمشق، أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ.


لم أكن يوما كاتبة، ولا أظن أني أجيد التوجيه أو التلفيق أو حتى التشريد، بالقارئ الذي صار يحترفه بعض الكتاب اليوم، ولكن إن كان بداخلي من دافع واحد لأكتب عن شيء أشعر به، فلن يكون أقرب لي ولا أشرف ولا أفضل من سوريا، الشام تلك الأرض التي تشامت بالحسن وتأصلت في القدم، في أعمق أعماق القدم، فكانت دمشق، أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ.

تفاصيل المكالمة:
أدرت الرقم.. (15 3 2011)، وأضفت الأكواد (A B AB O).
أطلب أي كود تجده.. فالدم في سوريا تشكيلة متنوعة
إنتظرت ثانية واحدة فقط فسرعان ما ردت بنفسها، فهي رغم مشاغلها لا تغيب، لا تغيب أبدا..
تحيرت.. ماذا أقول لها؟ أخاطبها عن العرب؟

واجههم بحقيقتهم أحمد مطر قائلا: "دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه، لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه"، ماذا أقول لها إذن؟
وجدتها.. سيدتي: دعيهم يتساقطون على أعتاب سايكس بيكو ويشرد بهم غزاة الشمال المتحضر.. فليس هذا أكثر مما يستحقون..

أخاطبها عن المجتمع الدولي؟!
إذا فلتستعد لتسمع عن مجتمع الأسود التي ينتظر الحمقى منها أن تساند الحملان في محنتها!
إذا سأسمعها عن خيال علمي لأسد شرس قرر أن يموت هزالا هو وصغاره؛ لكي لا يجرح مشاعر أمهات الجاموس التي يسحب صغارها واحدا واحدا ليقتاتوا بها.

أسأشرح لها كيف يصير البني آدم (حمارا بأذنين طويلين وذيل) وهو يتخيل أن أمريكا تتحمل أن تتصور أن يحتمل أن تنقطع الكهرباء التي تضاء بنفط العرب يوما عن مصاعد الإمباير ستيت، وبارات لاس فيجاس!
واستوديوهات هوليود؟!

عن أي مجتمع دولي أحدثك يا سوريا وأحدث محبيك..؟!
دعك من هذا الهراء فليس يعقل..

هل أحدثك عن آلامك يا سوريا؟ أذكرك بمصابك ووجع جسدك وآهات روحك؟
ربما يعطيك هذا بعض العزاء، لكن المشكلة أن حروف الأبجدية تضيق..! ومالها ألا تضيق عن التعبير عن ألمك ونزفك؟ حتى لو أردت الكتابة عن ألمك يا سوريا فلن أجد المفردات تسعفني.
دعك من هذا أيضا..

أحدثك عن المسلمين؟
دعيني إذن أحدثك بحديث من ألف عام ويزيد..
إن المسلمين يا سوريا في العالم صاروا ثلاثة أقسام: قسم ينكمش أمام الضغوط الصوتية، وقسم ينكمش أمام الضغوط العسكرية، وقسم ينكمش أمام اللاضغوط..

القسم الثالث: صار ينكمش تلقائيا بلا أي ضغط أو سبب، تعودوا الانكماش بعد أن ضيعوا السيادة والعزة التي ورثوها من دين قويم أضاء للعالمين، فكانت النتيجة قتلى ومشردون بعدد النجوم، وذلا لا تطيقه الأمم..

سأحدثك يا سوريا عن باب السماء الذي لا يضيق بمثلي ومثلك.
باب لا يظلم ولا ينكمش، ولا يتوه في ضلال الرؤى وانقطاع السبل..
ساحدثك عن باب متسع، متسع منذ أن دخلته دعوة آدم رب اغفر لي فغفر له، وسيتسع حتى تدخله دعوة آخر مسلم سيدخل الجنة..

لكن الحديث عنه يحتاج لمكالمة طويلة أخرى معك..


الدكتورة: لمياء ماير
 

  • 1
  • 0
  • 1,429

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً