السنة في البصرة ...ماذا يراد بهم ؟

ملفات متنوعة

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

مفكرة الإسلام: تزايدت مخاوف الأحزاب الشيعية في مدينة البصرة جنوب العاصمة العراقية بغداد من ازدياد النفوذ السني بشكل ملحوظ وبنسبة كبيرة هذه الأيام بشكل دفعهم إلى شن حملة من الاغتيالات والاعتقالات تقودها كبرى مليشيات الشيعة فيلق بدر العميل للاحتلال الأمريكي، والمدار بأيدي إيرانية صفوية وعناصر مما تسمى بحركة ثار الله وحزب الدعوة بزعامة الجعفري.

وفي متابعه خاصة من مراسلنا في البصرة كان هذا التقرير الذي يسلط الضوء على ازدياد النفوذ السني وارتفاع صوتهم بشكل يضاهي الشيعة العرب الموجودين في المدينة أو فاق في بعض الأحيان - كما ظهر هذا في الانتخابات البلدية الأخيرة التي فاز فيها الحزب الإسلامي بنتيجة ساحقة في الفاو والبصرة -.

حياة بلا كدر حتى دخول الغاصبين والعملاء !

يعيش في مدينة البصرة خليط من السنة والشيعة العرب, وقد تعايشوا على مر عقود طويلة دون أن يعكر صفو تلك الحياة الاجتماعية الهادئة أي عنف أو بغضاء بين الطائفتين, حتى بلغ حد تلك العلاقة إلى المشاركة بالأعمال التجارية, حتى أصبح اسم البصرة دليل على التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي, وأخذ يضرب بأهلها الأمثال لطيبتهم وكرم أخلاقهم.

ولا زالت تلك الصفات والخصال الحميدة بهم حتى دخلت أنياب الاحتلال وأنياب عملائهم العفنة في أجساد البصريين, فبثت فيها الحقد والكراهية والطائفية المقيتة.

فيلق بدر ودور بغيض

وسرعان ما أخذ فيلق بدر تلك الراية من الاحتلال وقام بحملة اعتقالات واسعة واغتيالات, واغتصاب للمساجد السنية, تحت ذريعة الإرهاب والوهابية - كما يطلقون عليها -، فزادت تلك الهوة بين السنة والشيعة بشكل أصبح الواحد منهم يخاف من جاره!

فبدأت هجرة جماعية سنية من البصرة إلى مدن تتميز بهدوء نسبي وقلة وجود نفوذ لعناصر بدر الإيرانية والعملية للاحتلال حتى وصل الحال بأهل السنة كما يقال في البصرة إنهم كالدب الأبيض انقرضوا منذ الاحتلال.

شيعة البصرة يتبرأون من الاتهامات

ومع نفي أهالي البصرة الشيعة تلك الاتهامات التي توجه لهم بضلوعهم بقتل اغتيال السنة، ومع تأكيد سني على كلام الشيعة المدنيين من أهل البصرة إلا أن عناصر إيرانية عميله تحاول دوما إذكاء روح التفرقة والطائفية وتصوير السنة على إنهم وجه الشر الأسود!!

عودة التواجد السني

إلا إن الفترة الأخيرة شهدت عودة النشاط السني للمدينة بشكل كبير بعد أن اتضح للشيعة في المدينة - إلى حد كبير- المسبب الحقيقي للتفجيرات التي طالت أبناءهم والاغتيالات التي طالت علماء الدين الشيعة, حتى وصل الحال في هذه الأيام إلى تكاتف بين السنة والشيعة في المدينة مع عملية نبذ كبيرة لعناصر فيلق بدر, وقد أسفر ذلك التكاتف عن مشاركه السنة في الكثير من الأمور المصيرية التي تخصهم كاشتراك الأخير في الانتخابات البلدية وفوزهم بنسبه كبيرة عن منافسهم مجلس الثورة الإسلامي الأعلى بزعامة عبد العزيز الحكيم, وكذلك اشتراكهم في الاستفتاء الأخير على الدستور والذي وضح منه أن نسبه السنة في المدينة تبلغ 45 % على الأقل من مجموع سكان البصرة وفق أخر التقديرات من مكتب المفوضية العليا للانتخابات.

شبح التطهير العرقي يظهر من جديد !

وبعد كل ما تقدم من عمليات المصالحة بين الطائفتين والتراضي والتعايش الذي ساد المدينة في الفترة الماضية فقد أقدمت منذ ما يقرب من أسبوعين قوات فيلق بدر العميلة بدعم من إيران وعلى مسمع وبصر حكومة الجعفري على شن سلسلة اغتيالات واعتقالات في صفوف السنة، وإجبارهم بعد ذلك على الاعتراف بأنهم قتلوا مواطنين شيعة من أهل المدينة لتشتعل من جديد فتنة، ليس الرابح الوحيد منها غير الاحتلال وأعوانه..

فهل يا ترى سينتصر أبناء كلتا الطائفتين على تلك النوايا المبيتة لهم بالشر، أم أنها ستكون الشرارة الأولى لاندلاع حرب أهلية يذكي نارها الاحتلال؟