حاجتنا إلى توثيق البحث الإلكتروني

أبو الهيثم محمد درويش

إن الفارق الشاسع بيننا وبين الغرب قد يتقلص لو اهتممنا بالوثائق الإلكترونية وإيجاد سبل لاعتمادها ومراجعتها لتصبح وثائق تم مراجعتها وتأكيد صحتها وهو ما يعرف بعملية (التحكيم).. نرى قواعد بيانات غربية ممتلئة بالمراجع والوثائق المحكمة؛ بينما العالم العربي لا زال يحبو في هذا المضمار.

  • التصنيفات: طلب العلم - وسائل التكنولوجيا الحديثة -

 

يلمس الباحث سواء في العلوم الشرعية أو الإنسانية أو التطبيقية أهمية البحث العلمي للحياة ومدى تخلف العالم العربي عن النهوض بالبحث العلمي والباحثين.

ميزانية البحث العلمي في الغرب تبلغ أرقام فلكية ونسبة كبيرة من الميزانية العامة للدول، وذلك لما تلمسه هذه الدول للبحث العلمي من أهمية في تقدم الأمم. بينما نرى ميزانيات هزيلة في العالم العربي لا تكاد تصلح مجتمعة للنهوض بمدينة واحدة نهوضًا ملموسًا إذا ما قورنت بالغرب.. وهذه الآفة إحدى الآفات الكبر في الفرق الشاسع بيننا وبينهم.

وإذا كان هذا الحال في ميزانيات البحث العلمي عموماً، فيزيد الطين بلة بعد دخول الوثائق الإلكترونية التي توفر على الباحث المجتهد الكثير من الوقت والجهد المضني الذي يبذله في البحث عن وثائق ومخطوطات في العديد من المكتبات المتباعدة أو مصادر المعلومات كما أن التكلفة المادية للوثيقة الإلكترونية أقل بكثير من الوثائق الورقية.

ولعل الفارق الشاسع بيننا وبين الغرب قد يتقلص لو اهتممنا بالوثائق الإلكترونية وإيجاد سبل لاعتمادها ومراجعتها لتصبح وثائق تم مراجعتها وتأكيد صحتها وهو ما يعرف بعملية (التحكيم).. نرى قواعد بيانات غربية ممتلئة بالمراجع والوثائق المحكمة؛ بينما العالم العربي لا زال يحبو في هذا المضمار.

يستلزم ما سبق أن يتفتق ذهن الباحثين والعلماء والأساتذة والإعلاميين القريبين من أصحاب الكلمة في الجامعات العربية الثرية والتي تمتلك إمكانيات تؤهلها للقيام بإنشاء قواعد بيانات بحثية عربية تحتوي أبحاث ورسائل تم تحكيمها لتساعد الباحثين في إكمال مسيرة البحث العلمي والنهوض بالأمة وبسرعة؛ فالقطار سريع ولا وقت لبطيء أو متكاسل.

ما يستغرقه بحث علمي عن تطوير منظومة معينة من خلال البحث التقليدي في الوثائق التقليدية سيتقلص كثيرًا مما يتيح سرعة الإنجاز والإبداع والتشجيع على عمل بحث آخر وثالث ورابع مما سيعوض ضعف الميزانيات المتاحة للبحث العلمي في وقت أضحى الاتصال الإلكتروني ضرورة حياتية وليس كمالية.

وأرى أن المبرمجين العرب باستطاعتهم وبكل يسر عمل ضمانات إلكترونية تحفظ صحة المعلومات وتأكيد مصدرها وملكيتها، وتجربة الضمان الإلكتروني مجربة في الحسابات البنكية في عدة دول عربية بالفعل ويمكن إدخالها على مجال الوثائق لضمان الحقوق والسلامة العلمية للمعلومات.

هذه خواطر باحث في مجال التعليم الإلكتروني يسعى للنهوض بأمة هي خير أمة أخرجت للناس. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام