عشائر الأنبار السّنية تنتفض ضد المالكي

تعرّض أهل السّنة في العراق إلى إقصاء وتهميش وحرب على هويتهم ومكونهم فقد زجت الحكومة وميليشياتها أبناء السّنة في السجون وعذبتهم في المعتقلات فقضى الكثير منهم تحت التعذيب، بل إنّ الأمر وصل إلى اعتقال النساء والأطفال تحت ذريعةِ مقاتلة الإرهاب، كل ذلك بدوافع طائفية واضحة...

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -


تعرّض أهل السّنة في العراق إلى إقصاء وتهميش وحرب على هويتهم ومكونهم فقد زجت الحكومة وميليشياتها أبناء السّنة في السجون وعذبتهم في المعتقلات فقضى الكثير منهم تحت التعذيب، بل إنّ الأمر وصل إلى اعتقال النساء والأطفال تحت ذريعةِ مقاتلة الإرهاب، كل ذلك بدوافع طائفية واضحة. كما قامت الحكومة الطائفية بإقصاء أبناء السنة من الوظائف العليا وخاصة الأمنية منها، فلا يشكل السّنة إلا ما نسبته 3% من مجموعة القوات العسكرية المؤلفة من 15 فرقة يقودها جميعا قادة من الشيعة ولا يوجد بينهم سوى قائد سني واحد تم اغتياله بتواطؤ من الحكومة. بالإضافة إلى القوات الأمنية الأخرى التابعة لوزارتي الداخلية والأمن الوطني ومكافحة الإرهاب جميعهم من الشيعة. كما إنّ الوظائف المدنية العليا كالوزارات والهيئات جميعها تدار من قبل الشيعة فلا يشكلون السّنة إلا ما نسبته 3-5% من مجموع وظائفها، فعلى سبيل المثال لا الحصر وزارة التعليم العالي المؤلفة من 52 مديرية عامة، منها اثنان فقط يديرها السُّنة.

هذا الظلم الواضح والحرب الطائفية التي تشنها الحكومة قادت إلى تفجّر الغضب السُّني خاصة بعد التمادي في التجاوز على معتقداتهم وموزهم الدينية، فصارت المواكب الحسينية تسب الخليفة عمر رضي الله عنه وأم المؤمنين عائشة في شوارع بغداد وبمكبرات الصوت وبحماية من الأجهزة الأمنية، في استفزاز واضح لأهل السّنة. فكانت الأنبار التي تعد أكبر محافظات العراق مساحة حيث تشكل ما يعادل 1/3 من مساحة العراق، على موعد مع الشرارة الأولى ففيها ومنها انطلقت الاعتصامات التي تنادي بحقوق أهل السنة وترفض الظلم وتطالب بحقوق مشروعة، شهد العالم كله بسلميتها رغم تعنت حكومة المالكي في مواجهة تلك الاعتصامات تارة بنعتها بـ(فقاعة) وما إلى ذلك من نعوت سبقها بها طواغيت العرب الذين أطاحت بهم شعوبهم، وتارة بالمواجهات العسكرية والأمنية كما حدث في ديالى والحويجة والفلوجة وباقي المدن السنية المنتفضة.

وبدلا من قيام المالكي بدعوة غرمائه السياسيين وقادة المعتصمين للاعتصام أخذ يشن حملات اتهام باطلة وجاهزة عن ارتباط المعتصمين بــ(الإرهاب) ولم يقف عند هذا الحد حتى أقدم يوم 28/ كانون الأول 2013. على اعتقال أحد قادة الاعتصام والرموز العشائرية في محافظة الانبار قلعة أهل السّنة في العراق. هنا انتفضت عشائر الأنبار وأقدمت على إعطاء المالكي مهلته من أجل العودة عن اعتقالاته العبثية وتوجيهاته الرعناء، لكنه لم يستجب وقبل انتهاء المدة بساعات يقدم على فعل أرعن آخر بإرسال قواته الأمنية وميليشاته الحكومية لمحاصرة مدينة الرمادي وضرب أحيائها ورفع خيم الاعتصام وفضه بالقوة. فثارت ثائرة العشائر وشباب المساجد ورجال المقاومة المجاهدين لصد قواته وميليشاته فكانت ملحمة كبرى تناسى بها الجميع خلافاتهم واختلافهم حتى تمكنوا ولحد كتابة هذا التقرير من الإثخان بهذه القوات وإرجاعهم إلى نحورهم مدحورين رغم كل آلتهم العسكرية وآلتهم الإعلامية الكاذبة التي تنعق معه كذبا وزورا رغم سذاجة وتفاهة ذلك الإعلام الممجوج والمكشوف كذبه.

وهذا غيض من فيض الإحصائيات الميدانية للثوار:
الرمادي
- المجاهدون من أبناء العشائر يسيطرون بالكامل على الخط السريع الرابط بين بغداد والأنبار المؤدي إلى سوريا والأردن والسعودية .
- إسقاط طائرة مروحية لجيش المالكي بمنطقة البو فراج.
- الاشتباك مع مليشيات سوات على الخط السريع الرابط بين بغداد والأنبار والاستيلاء على سبع عجلات همر مع جميع معداتها قرب ساحة اعتصام الأنبار.
- الساعة الثانية مساءً يوم 4\1\2014 اشتباك مع ميلشيات المالكي في منطقة الجرايشي وإعطاب أربع سيارات همرات.
- في الساعة الخامسة مساءً قامت ميلشيات المالكي بقصف منطقة البو فراج بالمدفعية الثقيلة من جهة اللواء الثامن مما أدى إلى تهديم الكثير من المنازل في منطقة البو فراج بالإضافة إلى قصف مسجد السلام.
- في الساعة السادسة مساءً حدثت اشتباكات عنيفة بين ثوار العشائر ومليشيات المالكي على الطريق السريع بالقرب من ساحة الاعتصام ولم تعلم الخسائر.
- في الساعة العاشرة والنصف قصفت مليشيات المالكي بالمدفعية منطقة البوعلي الجاسم في الرمادي وقد أصيب اثنان من الثوار بجروح.
- مقتل العقيد فاروق الجغيفي الذي يعتبر من أكبر عملاء القوات الامريكية ومن اكبر قادة حزب الدعوة في الرمادي بتاريخ ٦/ ١/٢٠١٤.
- وتدمير سبع عجلات تابعة لقوات سوات بعد هجومها على ثوار عشائر البو بالي في منطقة جزيرة الخالدية قرب مدينة الرمادي بتاريخ ٦/١/٢٠١٤.
- قام الثوار في البو بالي في الرمادي يأسرون أربعة عناصر من قوات سوات التابعة للمالكي بتاريخ ٦/١/٢٠١٤.

أبو غريب
- اشتباكات في خان ضاري قرب سجن أبي غريب وسماع أصوات أكثر من 5 انفجارات عالية دون معرفة تفاصيلها.
- ميلشيات المالكي قطعت الطرق في محيط منطقة أبي غريب وقصفت منطقة السعدان ودارت اشتباكات في منطقة زوبع والفارس.
- قام أبناء العشائر في الزيدان بتحرير منطقة العناز وصولا لمنطقة الفارس التي تبعد 2 كيلو متر فقط عن معمل الحليب في تقاطع الزيدان.
- هروب في صفوف ميلشيات المالكي اللواء ٥٥ في منطقة الرضوانية بعد الهجوم على ٣ سيطرت في منطقة الگرطان.

الفلوجة
- إحراق سيارتي همر لمليشيات المالكي على الخط السريع من الجهة الشرقية لمدينة الفلوجة أثناء الاشتباكات.
- إحراق ناقلتي جند لملشيات المالكي على الخط السريع من قبل الثوار في الفلوجة.
- في الساعة الرابعة عصراً اشتبك ثوار العشائر مع مليشيات المالكي في منطقة المعارض من الجهه الشرقية الجنوبية لمدينة الفلوجة وتم تدمير 6 همرات. وقد استشهد أحد الثوار في الاشتباك وهو (شاكر حميد فرحان) وجرح آخر.
- بعد اشتباكات عنيفة بين الثوار ومليشيات المالكي تم إسقاط مقر المزرعة شرقي الفلوجة التابع لجيش المالكي بيد الثوار وتم الاستيلاء على 23 دبابة وطائرة مروحية وعتاد هاون 82 وعتاد مقاومة طائرات 57 ملم و4 رشاشات أحادية.
- في الساعة الثامنة مساءً تم إسقاط طائرةٍ شرقي الفلوجة عندما كانت تقصف المنازل.
- استشهاد أحد الثوار وهو من أهالي مدينة بغداد جاء لنصرة إخوانه في الأنبار وهو (عبد الودود).
- استهداف رتل عسكري على الخط السريع بالفلوجة بعبوة ناسفة أدت ﻻصابة همر سقط احد جنودها وتركه الرتل وهرب والجندي في قبضة الثوار الآن بتاريخ ٦/١/٢٠١٤.

قضاء الكرمة
- تم تحرير كافة المناطق ووصول ثوار العشائر إلى التقاطع الذي يربط ذراع دجلة بمنطقة إبراهيم بن علي وهذا التقاطع هو نقطة التماس بين بغداد والأنبار.
- إسقاط طائرة مروحية نوع M17 روسية الصنع في منطقة ذراع دجلة.
- إسقاط طائرة هليكوبتر نوع BK117 في الثانية بعد الظهر بالقرب من منطقة التاجي وتم استهدافها بسلاح BKCوالرشاشات الأحادية.
- إسقاط طائرة هليكوبتر نوع BK117 في الساعة الرابعة عصراً في منطقة تقاطع التاجي سبع البور.
- فرار ميليشيات المالكي التي يساندها عناصر جيشه بعد تصدي ثوار العشائر بمنطقة البوعبيد في قضاء الكرمة لهجومهم بتاريخ ٦/١/٢٠١٤.
- مقتل ثمانية من عناصر جيش المالكي وتدمير عجلتين نوع همر في اشتباكات جرت بينهم وبين ثوار العشائر بمنطقة بنات الحسن قرب جسر الرعود في الكرمة بتاريخ ٦/١/٢٠١٤.
- قامت مليشيات المالكي بقصف المناطق المدنية بالمدفعية وقذائف الهاون من معسكر طارق من دون حدوث إصابات تذكر.
- إسقاط طائرة في الكرمة ذراع دجلة في منطقه البو علوان وسقطت على طريق سبع البور التاجي بتاريخ ٦/١/٢٠١٤.

كركوك
- هجوم من قبل ثوار العشائر على مقر فصيل تابع للواء 15 التابع لمليشيات المالكي بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة عند قرية التحويلة التابعة لناحية الرشاد الواقعة جنوب مدينة كركوك.
- هجوم من قبل ثوار العشائر العراقية على رتل لمليشيات المالكي وتم تدمير عجلة همر تابعة للواء 47 بعبوة ناسفة قرب قرية مراطة الواقعة على طريق كركوك- الحويجة.
- الهجوم من قبل ثوار العشائر على الفوج 3 للواء 15 فرقه 12 في كركوك تم الاستيلاء على معدات وحرق همرات.

الموصل
- ثوار العشائر يستهدفون أحد نقاط التفتيش التابعة لجيش المالكي بحي القاهرة في الجانب الأيسر من مدينة الموصل بتاريخ ٦/١/٢٠١٤.
- كما دارت اشتباكات عنيفة بين ثوار العشائر وعناصر جيش المالكي بحي الزهراء في الجانب الأيسر من مدينة الموصل بتاريخ ٦/١/٢٠١٤.

الحويجة
- تفجير مقر السرية الأولى الفوج الأول لواء ٤٧ قرب قرية الخفيفي في قضاء الحويجة بمحافظة التأميم اسفر عن مقتل وإصابة جميع العناصر المتواجدة بتاريخ ٦/١/٢٠١٤.

سامراء
- تدمير ثلاث عجلات نوع همر وإحراقها بعد التعرض لرتل من قوات المالكي على طريق الدور- سامراء بتاريخ ٦/١/٢٠١٤.
- ومساجد بيجي تنظّم حملة لجمع التبرعات لأهالي الأنبار بأنواعها (المواد الغذائية، النقود)، والتبرعات تجمع في جامع الحميد المجيد في حي الرسالة وجامع البتول في تل الزعتر ومساجد أخرى.

ويذكر أن الجالية السّنية في ماليزيا تنظم وقفة تضامنية مع أهل الأنبار في وقوفهم ضد الحكومة الصفوية. أما بالنسبة لجنود الجيش المستسلمين ما زال العديد من ضباط ومنتسبي الأجهزة الأمنية الحكومية يتدفقون على مضايف عشائر الأنبار مسلّمين أنفسهم ومعداتهم العسكرية طلباً للأمان بعد الضربات الموجعة التي وجهها أبناء العشائر إلى تلك القوات. ولجأ المئات من منتسبي الأجهزة الأمنية بينهم ضباط كبار إلى مضايف عشائر محافظة الأنبار طلباً للأمان بعد المواجهات العنيفة التي خاضها أبناء العشائر ضد القوات الحكومية والتي أدت إلى تقهقر تلك القوات بعد تلقيها ضربات موجعة. وذكرت مصادر محلية في الأنبار، أن أكثر من 100 عنصر من الجيش سلموا أنفسهم وعتادهم وعجلاتهم العسكرية إلى أبناء العشائر وهم الآن في بيت الشيخ رافع المشحن (أحد مشايخ عشيرة الجْميلة في الكرمة) وأن الجنود يتنعمون بكرم الضيافة من عشائر الأنبار.

كما أن عددا كبيرا من ضباط ومنتسبي أفواج طوارئ وأصناف أخرى قدمت من محافظات الجنوب إلى الأنبار للمشاركة في المواجهات الحاصلة في المحافظة بين القوات الحكومية وأبناء العشائر سلّموا أنفسهم وأسلحتهم إلى العشائر من بينهم آمر فوج واسط وأنهم الآن في حماية شيوخ العشائر وبضيافتهم. وما كان من حكومة المالكي بعد هزيمة قواته إلا أن تستهدف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ فقد استهدفت مروحيات عسكرية تابعة لقوات المالكي قصفت نقاط ومراكز بوسط الفلوجة ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المواطنين في جريمة تنم عن حقد دفين على أهل السنة ومناطقهم. وتحاول الحكومة الطائفية تصوير حملتها ضد السُّنة بأنها حرب ضد (الإرهاب)، والحقيقة التي لا تحجب بغربال أن حربها هي ضد أبناء الإسلام الحقيقيين، وأنها لا تريد حرب (الإرهاب) والقضاء عليه؛ لأنها تحقق من خلاله مكاسب انتخابية وإعلامية بتصوير أبناء السُّنة للعالم على أنهم (إرهابيون) مما يتيح لها ضربهم وقت ما تشاء.



عز الدين المشهداني
1/7/2014 م

مجلة البيان