أرغموني على الزواج به فأصبت بالعمى

منذ 2014-03-29

نصيحتي لكل أب وأم أن يتركوا لفتياتهم حرية اختيار من يرغبن الزواج به، طبعًا في حدود التفاهم والنقاش فيما بينهم وألا تنفرد الفتاة برأيها وتستبد رغبتها دون أن يكون هناك نصح وتوجيه من الأهل، كما أتمنى أن تزال النعرات القبلية والتعصب والتشدد من قبل الأهالي في فرض شخص معين على ابنتهم..

عرفتها في أحد دور تحفيظ القرآن الكريم.. امرأة كفيفة.. كنا نتعجب من حرصها على الحضور والحفظ والمواظبة على ذلك.. وما هي إلا سنوات قليلة حتى أتمت حفظ المصحف كاملًا..

سألتها ذات مرة عن العمى الذي في بصرها وهل هو منذ أن ولدت؟

فأجابت قائلة: كلا يا بنيتي بل إن لي قصة مع ذلك..

فقلت لها: وما تلك يا خالة؟

قالت: عندما كنت في الخامسة عشر من عمري خطبت لابن عمي فأحببته حبًا شديدًا وتعلقت به تعلقًا عميقًا، وما هي إلا برهة يسيرة من الزمن على ذلك حتى كرهته وكرهت كل شيء يتعلق به وما كنت أطيق ذكره ومنظره، إلا أن أهلي أرغموني على الزواج به بشتى الوسائل وكانوا يستخدمون ألوان التعذيب في إكراهي عليه حتى الضرب ما سلمت منه.. وفي أثناء ذلك أصبت بوعكة صحية ذهبت على إثرها للمستشفى وبعدما كشف الطبيب على حالتي المتردية قام بإعطائي بعض الأدوية لتخفيف ما أنا فيه.. وكانت أمي رحمها الله هي التي تقوم بإعطائي الأدوية وجهلًا منها كانت تعطيني الأدوية خلاف الوصفة الطبية التي كتبها الطبيب لي بعدها أصبت بغيبوبة ستة أيام أفقت منها وأنا بحمد الله بخير إلا أني لا أبصر شيئًا أفتح عيني أحاول النظر بهما إلا أني لا أرى شيئًا!

تفاجأ أهلي بذلك وصدمت أمي وأهلي جميعًا صدمة عنيفة وندموا أشد الندم، وقاموا بالبحث عن علاج لي إلا أنهم ما وجدوا شيئًا داخل بلدتنا آنذاك فقام بعض الأطباء بإرشاد أهلي للذهاب إلى البلدة الفلانية فلعلهم يجدون فيها علاجًا مجديًا..

قام أهلي ببيع جميع ممتلكاتهم في سبيل الوصول إلى تلك البلدة التي أرشدنا الطبيب للذهاب إليها والبحث عن علاج لعيني اللتين فقدتهما، وقمنا بالسفر إلى تلك البلدة وما أن وصلنا إلى الطبيب المعروف هناك وتم الكشف على عيني حتى أبدى يأسه من شفائهما وقال: إن عروق العين قد يبست وما عاد فيها أمل لأن تبصر..
عدنا إلى بلدتنا بعدما فقدنا الأمل في الشفاء لقد شعر أهلي بالخيبة والأسى وأصبحوا يعضون أصابع الندم ولات ساعة المندم.. حاولوا.. بحثوا.. يئسوا.. إلا أن البحث أعياهم فلم يجدوا شيئًا ولم يتمكنوا من الوصول إلى علاج ناجح لي...

بقيت في بيت أهلي كسيرة حسيرة حبيسة، جدران البيت المتهاوي لا أرى شيئًا ولا أبصر أحدًا حتى يسر الله لي الإتيان إلى هذا البلد المعطاء والتحقت بدار لتحفيظ القرآن والحمد لله تمكنت من حفظ القرآن كاملًا..

وأين ابن عمك؟؟ ألم يسأل عنك؟ ألم يتم زواجك به؟

ابن عمي تزوج من فتاة أخرى ولديه منها الآن أبناء وبنات وأحفاد أيضًا..

وأنت ألم تتزوجي بعد؟

لم أتزوج إلا من سنتين من رجل فقير مستور الحال والحمد لله على كل حال..

أخيرًا.. بعدما عشت في خضم هضم هذه المأساة توجد رسالة تودين أن توجهينها إلى أهالي الفتيات اللاتي يرغمونهن على الزواج بمن لا يرغبن؟

نصيحتي لكل أب وأم أن يتركوا لفتياتهم حرية اختيار من يرغبن الزواج به، طبعًا في حدود التفاهم والنقاش فيما بينهم وألا تنفرد الفتاة برأيها وتستبد رغبتها دون أن يكون هناك نصح وتوجيه من الأهل، كما أتمنى أن تزال النعرات القبلية والتعصب والتشدد من قبل الأهالي في فرض شخص معين على ابنتهم..

وعلى الفتاة أيضًا أن تحرص على إرضاء أهلها وعدم فرض رأيها عليهم وتجاهلها لإرشادهم وتوجيههم...

 

زينب السنديان

  • 0
  • 0
  • 734

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً