وقفة (4)

عائض بن عبد الله القرني

لا تحزنْ: فإنَّ عمركَ الحقيقيَّ سعادتُك وراحةُ بالِك، فلا تُنفقْ أيامكَ في الحزْنِ، وتبذِّرْ لياليَك في الهمِّ، وتوزِّع ساعاتِك على الغمومِ ولا تسرفْ في إضاعةِ حياتِك، فإنَّ الله لا يحبُّ المسرفين.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -
  • لا تحزنْ: لأنَّ القضاءَ مفروغٌ منهُ، والمقدورُ واقعٌ، والأقلامُ جَفَّتْ، والصحفُ طُويتْ، وكلُّ أمرٍ مستقرٌّ، فحزنُك لا يقدِّمُ في الواقعِ شيئاً ولا يؤخِّرُ، ولا يزيدُ ولا يُنقِصُ.
     
  • لا تحزنْ: لأنك بحزنِك تريدُ إيقافَ الزمنِ، وحبسَ الشمسِ، وإعادةَ عقاربِ الساعةِ، والمشيَ إلى الخلفِ، وردَّ النهرِ إلى منبعِهِ.
     
  • لا تحزنْ: لأنَّ الحزَنَ كالريحِ الهوْجاءِ تُفسدُ الهواءَ، وتُبعثرُ الماءَ، وتغيِّرُ السماءَ، وتكسرُ الورودَ اليانعة في الحديقةِ الغنَّاءِ.
     
  • لا تحزنْ: لأنَّ المحزون كالنهرِ الأحمقِ ينحدرُ من البحرِ ويصبُّ في البحرِ، وكالتي نقضتْ غزلها من بعدِ قوةٍ أنكاثاً، وكالنافِخِ في قربةٍ مثقوبةٍ، والكاتبِ بإصبعهِ على الماءِ.
     
  • لا تحزنْ: فإنَّ عمركَ الحقيقيَّ سعادتُك وراحةُ بالِك، فلا تُنفقْ أيامكَ في الحزْنِ، وتبذِّرْ لياليَك في الهمِّ، وتوزِّع ساعاتِك على الغمومِ ولا تسرفْ في إضاعةِ حياتِك، فإنَّ الله لا يحبُّ المسرفين.