نقْد أهلِ الباطلِ والحُسَّادِ (2)

عائض بن عبد الله القرني

سألَ موسى ربَّ أنْ يكفَّ ألسنةَ الناسِ عنهُ، فقال اللهُ عزَّ وجلّ: «يا موسى، ما اتخذتُ ذلك لنفسي، إني أخلقُهم وأرزقُهُمْ، وإنهم يسبُّونَنِي ويشتُموننِي»!!

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

سألَ موسى ربَّ أنْ يكفَّ ألسنةَ الناسِ عنهُ، فقال اللهُ عزَّ وجلّ: «يا موسى، ما اتخذتُ ذلك لنفسي، إني أخلقُهم وأرزقُهُمْ، وإنهم يسبُّونَنِي ويشتُموننِي»!!

وصحَّ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنهُ قال: «يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يسبُّني ابنُ آدمَ، ويشتمني ابنُ آدم، وما ينبغي له ذلك، أمَّ سبُّه إياي فإنهُ يسبُّ الدهر، وأنا الدهرُ، أقلِّبُ الليلَ والنهارَ كيف أشاءُ، وأما شتمُه إياي، فيقولُ: إنّ لي صاحبةً وولداً، وليسَ لي صاحبةٌ ولا ولدٌ».

إنكَ لنْ تستطيع أن تعتقل ألسنةَ البشرِ عن فرْي عِرْضِك، ولكنك تستطيعُ أن تفعلَ الخيرَ، وتجتنب كلامهم ونقدهم.

  • قال حاتمٌ:

وكلمةِ حاسدٍ منْ غيرِ جرْمِ *** سمعتُ فقلتُ مٌرّي فانفذيني
وعابوها عليَّ ولم تعِبْني *** ولم يند لها أبداً جبيني

  • وقال آخرُ: 

ولقدْ أمرُّ على السفيهِ يسُبُّني *** فمضيتُ ثَمَّة قلتُ لا يعنيني 

  • وقال ثالثٌ:

إذا نَطَقَ السَّفيهُ فلا تُجِبْهُ *** فخيرٌ مِنْ إجابِتِه السكوتُ



إنَّ التافهين والمخوسين يجدون تحدِّياً سافراً من النبلاءِ واللامعين والجهابذةِ.

إذا محاسني اللائي أُدِلُّ بها *** كانتْ ذنوبي فَقُلْ لي كيف أعتذرُ؟!