وخيرُ جليسٍ في الأنامِ كتابُ (1)

عائض بن عبد الله القرني

إنّ من أسباب السعادة: الانقطاع إلى مطالعة الكتاب، والاهتمام بالقراءة، وتنمية العقلِ بالفوائدِ.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

إنّ من أسباب السعادة: الانقطاع إلى مطالعة الكتاب، والاهتمام بالقراءة، وتنمية العقلِ بالفوائدِ.
والجاحظ يُوصِك بالكتاب والمطالعة، لتطرد الحزن عنك فيقول: والكتاب هو الجليسُ الذي لا يُطرِيك، والصديقُ الذي لا يُغرِيك، والرفيقُ الذي لا يَمَلُّك، والمستميحُ الذي لا يستريثك، والجارُ الذي لا يستبطيك، والصاحب الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملقِ، ولا يعاملُك بالمكْر، ولا يخدعُك بالنفاق، ولا يحتالُ لك بالكذِبِ.

والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوَّ بنانك، وفخَّم ألفاظك، وبحبح نفسك، وعمَّرَ صدرك، ومنحك تعظيم العوامِّ، وصداقة الملوك، وعرفت به شهرٍ ما لا تعرفه من أفواهِ الرجال في دهْرٍ، مع السلامة من الغُرْمِ، ومن كدِّ الطلب، ومن الوقوفِ ببابِ المكتسب بالتعليم، ومن الجلوس بين يدي مَن أنت أفضلُ منه خُلُقاُ، وأكرمُ منه عِرقاً، ومع السلامة من مجالسة البغضاء، ومقارنة الأغنياء.