لا تحزن إذا عرفت الإسلام (3)

عائض بن عبد الله القرني

وإنَّ عمر العبدِ قصيرٌ ينصرمُ سريعاً، ويذهبُ عاجلاً، فلا يقصره بالذنوبِ والهمومِ والغمومِ والأحزانِ: {لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}. {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ}.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -
  • منْ يقرأُ كتب سيرِ الناسِ وتراجم الرجالِ يستفيدُ منها مسائل مطَّرِدةً ثابتةً منها:
  1. أنَّ قيمة الإنسانِ ما يُحسنُ، وهي كلمةٌ لعليِّ بن أبي طالبٍ، ومعناها: أنَّ علم الإنسانِ أو أدبهُ أو عبادتهُ أو كرمهُ أو خلقهُ هي في الحقيقةِ قيمتُهُ، وليستْ صورتُه أو هندامُهُ ومنصبُهُ: {عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَن جَاءهُ الْأَعْمَى}. {وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ}.
     
  2. بقدرِ همَّةِ الإنسانِ واهتمامِهِ وبذلِهِ وتضحيِتَه تكونُ مكانُتُه، ولا يعطى لهُ المجْدُ جُزافاً.
    لا تحسبِ المجد تمراً أنت آكلُهُ.
    {​وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً}. {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}.
     
  3. أنَّ الإنسان هو الذي يصنعُ تاريخه بنفسِهِ بإذنِ الله، وهو الذي يكتبُ سيرتهُ بأفعالِهِ الجميلةِ أو القبيحةِ: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}.
     
  4. وإنَّ عمر العبدِ قصيرٌ ينصرمُ سريعاً، ويذهبُ عاجلاً، فلا يقصره بالذنوبِ والهمومِ والغمومِ والأحزانِ: {لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}. {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ}.

كفى حزناً أنَّ الحياة مريرةٌ *** ولا عملٌ يرضى بهِ اللهُ صالحُ