لا تحزن - يا ذا الجلالِ والإكرامِ (2)

منذ 2014-05-12

تغليبُ الجهادِ على غيرِه من الأعمالِ الصالحةِ، حتى صار سِمةً لهمْ، ومعْلماً وشعاراً، وبالجهادِ قضوْا على همومِهم وغمومِهم وأحزانِهمْ، لأنَّ فيه ذكراً وعملاً وبذلاً وحركةً، فالمجاهدُ في سبيل اللهِ منْ أسعدِ الناسِ حالاً، وأشرحِهم صدْراً وأطيبهِم نفساً: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.

  • قرأتُ سِير الصحابة رضوانُ اللهِ عليهم، فوجدتُ في حياتِهمْ خمس مسائل تميزُهم عنْ غيرِهمْ:
  1. الأولى: اليُسْرُ في حياتِهِمْ، والسهولةُ وعدم التكلُّف، وأخذ الأمور ببساطة، وترك التنطع والتعمُّق والتشديد: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى}.
     
  2. الثانيةَ: أن عِلْمهم غزيرٌ مباركٌ متصلٌ بالعملِ، لا فضولَ فيه ولا حواشي، ولا كثرة كلامٍ، ولا رغوة أو تعقيد: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}.
     
  3. الثالثةَ: أنَّ أعمال القلوبِ لديهمْ أعظمُ من أعمالِ الأبدانِ، فعندهُمُ الإخلاصُ والإنابُةُ والتوكلُ والمحبةُ والرغبةُ والرهبةُ والخشْيةُ ونحوُها، بينما أمورُهم ميسَّرةٌ في نوافلِ الصلاةِ والصيامِ، حتى إن بعض التابعين أكثرُ اجتهاداً منهمْ في النوافلِ الظاهرةِ: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ}.
     
  4. الرابعة: تقلُّلهمْ من الدنيا ومتاعِها، وتخفُّفُهم منها، والإعراضُ عن بهارجها وزخارفِها، مما أكسبهم راحةً وسعادةً وطمأنينةً وسكينةً: {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ}.
     
  5. الخامسة: تغليبُ الجهادِ على غيرِه من الأعمالِ الصالحةِ، حتى صار سِمةً لهمْ، ومعْلماً وشعاراً.
    وبالجهادِ قضوْا على همومِهم وغمومِهم وأحزانِهمْ، لأنَّ فيه ذكراً وعملاً وبذلاً وحركةً.
    فالمجاهدُ في سبيل اللهِ منْ أسعدِ الناسِ حالاً، وأشرحِهم صدْراً وأطيبهِم نفساً:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 2
  • 0
  • 8,978
المقال السابق
يا ذا الجلالِ والإكرامِ (1)
المقال التالي
يا ذا الجلالِ والإكرامِ (3)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً