كيف أنمّي المهارات الاجتماعية لدى الطفل

المهارات الاجتماعية لا تولد مع الإنسان، ولا تظهر بشكل سحريٍّ عند الحاجة، وإنما تُكتسب وتعلم؛ لذا يتعين على الآباء والأمهات تعليم أبنائهم المهارات الاجتماعية، وتدريبهم عليها، وحثهم على ممارستها، وتحسينها باستمرار إلى أن تصل إلى درجة الإتقان والتلقائية.

  • التصنيفات: تربية الأبناء في الإسلام -

المهارات الاجتماعية لا تولد مع الإنسان، ولا تظهر بشكل سحريٍّ عند الحاجة، وإنما تُكتسب وتعلم؛ لذا يتعين على الآباء والأمهات تعليم أبنائهم المهارات الاجتماعية، وتدريبهم عليها، وحثهم على ممارستها، وتحسينها باستمرار إلى أن تصل إلى درجة الإتقان والتلقائية.

لا يمكن بحال من الأحوال أن نعتبر المهارات الاجتماعية من نوافل البناء التربوي للأبناء؛ إذ هي من مفاتيح العلم والثراء والمنصب والصحة النفسية، فبعض الأمراض النفسية ناجم عن عدم توافق الطفل مع أقرانه والقدرة على مجاراتهم مما يجعله دومًا مثارًا للسخرية والتندر، أو عدم القدرة على بناء صداقات ناجحة مما يجعله فريسة للعزلة والانطواء.

خيبة أمل حين يفتقر بعض الآباء والأمهات إلى أبجديات المهارات الاجتماعية فضلًا عن تعليمها لغيرهم، والأسوأ من ذلك أن يتقلد أحد الآباء منصب (دعيٍّ)! يمارس مهاراته الاجتماعية باحترافية متناهية مع كل الناس إلا مع زوجه وأبنائه، ومنتهى السوء حين يكون الأب (دعي مستكبر) على وزن (عائل مستكبر) لا هو علم أبناءه تلك المهارات، ولا هو عاملهم بها، ولا هم سلِموا من توبيخه وإهانته عند التقصير فيها أمام خاصته.

ومن جملة المهارات الاجتماعية التي يجب أن يتعلمها الأبناء:
- مهارات القيادة، والقدرة على اتخاذ القرار.
- فنون التواصل كحسن الاستقبال والتوديع وفن الاستماع، والقدرة على الحوار بطريقة هادئة.
- القدرة على بناء الثقة والحفاظ عليها.
- القدرة على التعبير عن المشاعر والتعرف على ميول الآخرين وطُرق تفكيرهم وما يحبون وما يكرهون.
- استخدام أسلوب التلميح لا التصريح حين يسوء تصرف الآخرين.
- استخدام الأتكيت في التعامل مع الآخرين.

- اترك العجينة حتى تشتد ثم شكِّلها كيف شئت:
في التربية من الأفضل أن يتم التركيز على بناء المهارات الاجتماعية للطفل منذ الولادة وحتى سن السابعة، والاعتناء بتقوية شخصيته وثقته بنفسه واعتزازه بذاته أكثر من التركيز على زرع القيم، وبعد سن السابعة يتم التأكيد على مبدأ القيم وترسيخها في ذات الطفل.

- إن زرع قيمة التواضع في نفسٍ واثقةٍ أفضل من زرعها في نفس مهزوزة ومضطربة.
- وزرع الكرم في شخصيةٍ شجاعةٍ وقويةٍ أفضل من زرعه في شخصيةٍ جبانة وخائفةٍ.
- وزرع العفة والانصراف عمَّا في أيدي الناس في نفس أبية عزيزة كريمة، أفضل من زرعها في نفس دنيئة منحطة منكسرة ولا شك.

إن تنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل تكسبه السلوك الاجتماعي المرغوب مثل:
- نمو الوعي بحقوق الآخرين.
- نمو وتحسين التوافق الشخصي والتوافق الاجتماعي.
- اتباع سلوك إيجابي مقنع للآخرين.
- تحسين وتطوير احترام الذات.
- تساعده على حسن اختيار الصديق.

كيفية تنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل:
- جذب انتباهه إلى ما حوله وتدريبه على اللعب والمحاكاة منذ الولادة، والتفاعل مع ابتساماته وإيماءاته.
- تعريضه للآخرين لكي يرى عدة وجوه منذ صغره، ويتفاعل معها.
- توسيع دائرة علاقاته باصطحابه عند زيارة الأقارب والأصدقاء، وحضور المناسبات.
- إشراكه في الأنشطة والمهرجانات التي تقام للطفل وحثه على المشاركة واللعب، والسماح له بالتعامل مع أطفال أقاربه وجيرانه.

- غرس فن التعاطف والتراحم في نفسه، وذلك باصطحابه -مثلًا- عند زيارة المرضى، وأثناء توزيع الصدقات والهدايا للفقراء والمحتاجين، وأن يكون له دور فاعل في ذلك.

 

نايف القرشي