[72] سورة الأنفال (5)

محمد علي يوسف

عند تأمَّل آيات سورة الأنفال نلاحظ أن جُلَّ الأحداث والوقائع التي حدثت في غزوة بدر نُسِبت إلى الله عز وجل، ونفيت عن غيره إلا فعل واحد فعله المسلمون وذكر في السير أن النبي صلى الله عليه وسلم ظل يفعله طوال الليلة السابقة لنهار الغزوة..

  • التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -

وعند تأمَّل آيات سورة الأنفال نلاحظ أن جُلَّ الأحداث والوقائع التي حدثت في غزوة بدر نُسِبت إلى الله عز وجل، ونفيت عن غيره إلا فعل واحد فعله المسلمون وذكر في السير أن النبي صلى الله عليه وسلم ظل يفعله طوال الليلة السابقة لنهار الغزوة..

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال من الآية:9]..

نعم المسلمون حاربوا وقاتلوا وأخذوا بما بين أيديهم من الأسباب المادية وأعدُّوا ما استطاعوا من قوةٍ وأبلوا بلاءً حسنًا..

لكن ما ذكره الله عز وجل من قتالهم وتسديد رميهم نسبه لنفسه: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى} [الأنفال من الآية:17]..

فمن قتل المشركين هو الله ومن رمى هو الله وأيضًا من حدَّد مكان وموعد الغزوة ومن سيقاتلون عِيرًا أم نفيرًا هو الله.. هو الذي أنزل المدد وسدَّد الرمي أنزل النعاس أمنةً منه عليهم وربط على القلوب وثبَّت الأقدام..

قد تكون الحسابات المادية ممتازة وليس فيها أي خلل ومع ذلك تحدث الهزيمة..

لكن حين يأتي التسديد من عند الله عز وجل فمن هنا يأتي النصر..

بشرط الاستحقاق والإعداد جنبًا إلى جنبٍ مع ما خلد القرآن ذكره من فعلهم..

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُم}..

يدٌ تعمل.. وقلبٌ مُعلَّق.. ولسانٌ يلهج.. ويستغيث بالمولى.
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام