[95] سورة يونس (3)

محمد علي يوسف

{وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا} بعد أن رضي الغافل بشهواتها يأتي وقت الاطمئنان بأسبابها.. هنا تتصدَّر في نفسه مبادئ المادية القاسية، ويصير من معه قرش يساوي قرشًا، ومن كان له ظهر لا يضرب على بطن إلى آخر تلك القواعد الدنيوية الجافة..!

  • التصنيفات: القرآن وعلومه - الزهد والرقائق - تزكية النفس -

{وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا} [يونس من الآية:7]..

إنه المُعطِّل الثاني والمُزيل التالي لذلك الرجاء في لقاء الله..

فبعد أن رضي الغافل بشهواتها يأتي وقت الاطمئنان بأسبابها..

هنا تتصدَّر في نفسه مبادئ المادية القاسية، ويصير من معه قرش يساوي قرشًا، ومن كان له ظهر لا يضرب على بطن إلى آخر تلك القواعد الدنيوية الجافة..!

لكن شهوات الدنيا دائمًا مُعكّرة مدخولة وعند مرحلة ما تكون أسبابها عاجزة معلولة..

لذلك تجد حقيقة رضاه بها منقوصًا، واطمئنانه بأسبابها مؤقتًا، ثم لا يلبث إلا ويصطدم رأسه بجناح البعوضة وتزكم أنفه رائحة جيفة الجدي الأسك المنتنة؛ ليعلم أن الذي له ظهر أيضًا يأتي عليه يوم يضرب فيه على بطنه ممن له ظهر أقوى..

لذا.. فحتى هؤلاء المُتقلِّبين في شهواتها والراضين بها والمطمئنين بأسبابها - هم في حقيقة الأمر غير مكتملي الراحة، فهم في النهاية لم يأووا إلى ركن شديد..!

ولم يرجوها في العاجلة فكانت العاقبة حِرمانًا منها في الآخرة..

{أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون} [يونس:8].
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام