إذا تأمَّلتَ في الناس!

إذا تأمَّلتَ في الناس.. ستجدهم أربعة أصناف: طائعٌ لله وسعيد في الحياة، وطائعٌ لله وتعيس في الحياة، وعاصٍ لله وسعيد في الحياة، وعاصٍ لله وتعيس في الحياة.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق - تربية النفس - الطريق إلى الله -

إذا تأمَّلتَ في الناس..

ستجدهم أربعة أصناف:

1- طائعٌ لله وسعيد في الحياة.

2- طائعٌ لله وتعيس في الحياة.

3- عاصٍ لله وسعيد في الحياة.

4- عاصٍ لله وتعيس في الحياة.

إذا كنت من رقم (1) فهذا طبيعي؛ لأن الله تعالى يقول: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97].

وإذا كنت من رقم (4) فهذا أيضًا طبيعي؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [طه:124].

أما إذا كنت من رقم (2) فهذا يحتمل أمرين:

- إما أن الله يحبك ويريد اختبار صبرك ورفع درجاتك لقوله: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة:155].

- وإما أن في طاعتك خللًا وذنوبًا غفلت عنها وما زِلت تُسوّف في التوبة منها؛ ولذا يبتليك الله لتعود إليه، لقوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة:21].

ولكن إن كنت من أصحاب رقم (3) فالحذر الحذر! لأن هذا قد يكون هو الاستدراج.

وهذا أسوأ موضع يكون فيه الإنسان والعاقبة وخيمة جدًا. والعقوبة من الله آتية لا محالة إن لم تعتبر قبل فوات الأوان!

قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} [الأنعام:44].


ياسر فودة

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام