وكم لجريجٍ من عِظات!

أبو الهيثم محمد درويش

يتحدّث الشيخ عن: قصة جريج وما تحويه من العِظات والعِبر والدروس لشباب الأمة.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق - تزكية النفس -

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه «...تذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته، وكانت امرأة بغيٌ يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتنّنه لكم»، قال: «فتعرّضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعيًا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها، فوقع عليها فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج. فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك. فقال: أين الصبي؟ فجاءوا به فقال: دعوني حتى أُصلّي، فصلّى فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه، وقال: يا غلام من أبوك؟ قال: فلان الراعي»، قال: «فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسّحون به وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب. قال: لا أعيدوها من طين كما كانت» (رواه مسلم: [2550]).  

هذه القصة تحوي الكثير من العظات والعبر والدروس لشباب الأمة؛ منها:

1- صلاح المرء من أسباب نجاته في الدارين.

2- التزام المؤمن للعِفّة عن اقتراف الحرام وعدم الالتفات لأهل الهوى والساقطات والمتبرّجات.

3- وجوب المسارعة في إجابة أوامر الوالدين ما لم تكن معصية أو تُلهي عن واجب.. ولو كان في عملٍ مستحب وجب عليه تركه لإجابة والديه أو أحدهما.

4- تسرُّع العوام في تصديق الإشاعات والتزام الصالحين الصبر حتى يأذن الله بالفرج.

5- أن النصر والتأييد الإلهي للمؤمنين والله تعالى لا يُصلِح عمل المفسدين.

6- مهما نجح الفاسدون ومشيعي الفتن فنجاحهم مؤقت ومصيرهم إلى الهزيمة والندم.

7- ثقة المؤمن في الله.

8- تواضع المؤمن وعدم طلب الدنيا بالدين، ويتبيّن هذا من عدم قبول جريج إعادة بناء الصومعة من ذهب.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام