اعتَبِرُوا بسُنَّة الله وأيَّامِه!

أبو فهر المسلم

"..أمرَنا أن نعتَبر بأحوال المُتقدمين علينا من هذه الأمة، وممَّن قبلها من الأمَم، وذكَر في غير موضع: أن سُنَّته في ذلك سُنة مُطردة، وعادته مُستمرة.. فينبغي للعقلاء؛ أن يَعتبِروا بسُنة الله وأيامِه في عباده".

  • التصنيفات: الزهد والرقائق - التاريخ والقصص - أعمال القلوب -

إخواني: اعتَبِرُوا بسُنَّة الله وأيَّامِه فيمَن سبَق، وخُذوا منها العِبَر، وإلَّا فالهَلاك!

"فإن هذه الفتنة التي ابتُلي بها المُسلمون، مع هذا العدوّ المُفسِد الخارج عن شريعة الإسلام: قد جرَى فيها شبيهٌ، بما جرَى للمسلمين مع عدوّهم، على عهد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، في المغازي التي أنزل اللهُ فيها كتبَه، وابتلَى بها نبيَّه والمؤمنين؛ مما هو أسوةٌ لمَن كان يرجو اللهَ واليومَ الآخر، وذكَر اللهَ كثيرًا، إلى يوم القيامة!

فإن نصوصَ الكتاب والسُنة، اللذَين هما دعوةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، يتناولان عمومَ الخَلق، بالعموم اللفظيّ والمعنويّ.. وعهودُ الله في كتابه وسُنة رسوله؛ تنالُ آخرَ هذه الأمَّة كما نالَت أوَّلها، وإنما قصَّ اللهُ علينا قصصَ مَن قبلَنا من الأمُم؛ لتكون عبرةً لنا! فنُشبِّه حالَنا بحالِهم، ونَقيس أواخرَ الأمَم بأوائلها!

فيكون للمؤمن من المتأخرين؛ شَبهٌ بما كان للمؤمن من المتقدمين! ويكون للكافر والمنافق من المتأخرين؛ شَبهٌ بما كان للكافر والمنافق من المتقدمين!

فأمرَنا أن نعتَبر بأحوال المُتقدمين علينا من هذه الأمة، وممَّن قبلها من الأمَم، وذكَر في غير موضع: أن سُنَّته في ذلك سُنة مُطردة، وعادته مُستمرة.. فينبغي للعقلاء؛ أن يَعتبِروا بسُنة الله وأيامِه في عباده" (ابن تيمية رحمه الله، في مجموع الفتاوى؛ مُتحدِّثًا عن فتنة التتار).
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام