بيت المقدس بين سماحة الإسلام والحقد الصليبي

ظل الصليبيون مُحتلين لبيت المقدس إحدى وتسعين عامًا، هتكوا خلالها الحرمات، وأزالوا الأمن والأمان

  • التصنيفات: التاريخ الإسلامي -

 

الحقد الصليبي:
احتل الصليبيون بيت المقدس في يوم الجمعة الثالث والعشرين من شعبان سنة 492هـ، فقتلوا نحو سبعين ألفًا من المُسلمين، وكثير من القتلى كانوا من الأئمة والعلماء والعُباد ممن فارقوا الأوطان وجاوروا بذلك المسجد الأقصى.
وظل الصليبيون مُحتلين لبيت المقدس إحدى وتسعين عامًا، هتكوا خلالها الحرمات، وأزالوا الأمن والأمان، وسنكتفي بوصف المجزرة في بيت المقدس بنقولات عن مؤرخيهم الذين شاهدوا الحقد الصليبي على الإسلام والمسلمين ومقدساتهم.

أوضح (جوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب) كيف عامل الصليبيون المسلمين في القدس ووثق ذلك بشهادة (ريمون أجيل) الذي وصف بشاعتها بالآتي:
"لقد حدث ما هو عجيب عندما استولى قومنا الصليبيون على أسوار القدس وبروجها فقد قطعت رؤوس بعض العرب وبُقرت بطون بعضهم وقُذف بعضهم من أعلى الأسوار وحُرق بعضهم في النار، وكان لا يُرَى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم... فأفنوهم على بكرة أبيهم في ثمانية أيام، ولم يستثنوا منهم امرأة ولا ولدًا ولا شيخًا".

ويذهب مؤرخ صليبي آخر إلى أنه لم يستطع غداة المذبحة الرهيبة "أن يشق طريقه وسط أشلاء المسلمين إلا في صعوبة بالغة وأن دماء القتلى بلغت ركبتيه".

سماحة الإسلام:
لقد ضرب صلاح الدين مثلًا عظيمًا في سماحة الإسلام وقوته وعزته،وسنكتفي بوصف سماحة الإسلام وعدالته بما شهد به الصليبيون أنفسهم:
يقول (استيفن سن): "إن السلطان قد سمح لعدد كبير بالرحيل دون فدية".
ويروي (استانلي لين بول): "إن السلطان قد قضى يومًا من أول بزوغ الشمس إلى غروبها وهو فاتح الباب للعجزة والفقراء تخرج من غير أن تدفع الجزية".
وهناك العديد والعديد من الأمثلة والشهادات التي تدل على سماحة الإسلام والمسلمين، فهذا هو الفارق بين سماحة الإسلام حين يحكم وتكون كلمته هي العليا، وبين الحقد الصليبي وغدرهم حين يحكمون.

(من كتاب: المسجد الأقصى.. الحقيقة والتاريخ)