فضل صيام عاشوراء

محمود المصري

عاشوراء.. يوم عظيم من أيام الله

  • التصنيفات: ملفات شهر محرم -

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. أما بعد:

فإن من نعم الله على عباده أن يوالي عليهم مواسم الخيرات على مدار الأيام والشهور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، فما إن انقضى موسم الحج إلا وأتبعه شهر الله المحرم. وبهذه المناسبة يسرنا أن نوصل إليكم هذه النبذة عن الشهر المبارك عسى الله أن ينفعنا وإياكم بها.

تعريفه:

هو اليوم العاشر من شهر محرم من كل عام مناسبة الصيام شكر لله تعالى على أن نجى موسى عليه السلام وقومه من فرعون وقومه في اليوم العاشر من محرم.

فضله:

عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء، فقال: «أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه» (صحيح مسلم؛ رقم: [1162]).

مراتب صيام يوم عاشوراء:

أكملها: أن يُصام قبله يوم وبعده يوم.

فوائد حول هذه المناسبة:

- يُستحب صيامه اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام.

- هذا اليوم صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصامه الصحابة وصامه موسى عليه السلام قبل ذلك شكرًا.

- هذا اليوم له فضل عظيم وحُرمة قديمة.

- يُستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده لتتحقق مخالفة اليهود التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها.

- فيه بيان أن التوقيت في الأمم السابقة بالأهلة وليس بالشهور الإفرنجية، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن اليوم العاشر من محرم هو اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى عليه السلام وقومه..

- هذا ما ورد في السنة بخصوص هذا اليوم وما عداه مما يُفعل فيه فهو بدعة خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم..

- وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة -والله ذو الفضل العظيم- فبادر أخي باغتنام هذا الفضل وابدأ عامك الجديد بالطاعة والمسابقة الى الخيرات {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود من الآية:114].

فضل الصوم في شهر محرم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضلُ الصيامِ بعدَ رمضانَ شهرُ اللهِ المحرمِ، وأفضلُ الصلاةِ بعدَ الفريضَةِ صلاةُ الليلِ» (صحيح مسلم؛ رقم: [1163]).

فضل صوم يوم عاشوراء:

عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم ويستحب صيامه لحديث أبي قتادة أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال:«أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه» (صحيح مسلم؛ رقم: [1162]).

سبب صوم النبي صلى الله عليه وسلم لعاشوراء:

جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صيامًا ليوم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟»،  قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا لله، فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ» فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه (صحيح مسلم؛ رقم: [1130]).

حكمه:

فصيام يوم مستحب لحديث معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هذا يومُ عاشوراءَ، ولم يُكتَبْ عليكم صيامُه، وأنا صائمٌ، فمَن شاء فليصُمْ ومَن شاء فليُفطِرْ» (متفق عليه).

استحباب صوم التاسع من محرم لمن صام العاشر:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله أنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» (صحيح مسلم؛ رقم: [1134]) أي: صمناه مع العاشر مخالفة لأهل الكتاب.

بدع تقع في شهر الله المحرم:

اتخاذ هذا الشهر وخصوصًا اليوم العاشر منه يوم حزن وغم، وتقام فيه المجالس للنوح والبكاء ولطم الخدود وضرب الصدور، وهو من البدع المحدثة الشنيعة.

المصدر: موقع الشيخ محمود المصري