الإعجاز العلمي في القرآن لتحريم لحم الخنزير [1]

حرم الله عزَ وجل لحم الخنزير وذلك من قول الله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام:145]، وبين ربنا عزَ وجل وهو العليم الخبير أن العلة فى تحريم لحم الخنزير هى {إنه رجس} أى نجس، ضار ومؤذ ونتن وهذه علة ذاتية قائمة لا تنفك عن لحم الخنزير أبداً.

  • التصنيفات: الإعجاز العلمي - دعوة غير المسلمين -

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، حرم الله عزَ وجل لحم الخنزير وذلك من قول الله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام:145]، وبين ربنا عزَ وجل وهو العليم الخبير أن العلة فى تحريم لحم الخنزير هى {إنه رجس} أى نجس، ضار ومؤذ ونتن وهذه علة ذاتية قائمة لا تنفك عن لحم الخنزير أبداً، وهذا يبين أن العلة فى التحريم ليست عارضة أو مكتسبة، والعلة العارضة كأكله القاذورات والقمامة، وهذا يحدث فى بعض البلدان دون غيرها لأن الغرب يطعمون الخنازير أعلافا طيبة ويربونها فى حظائر نظيفة مغلقة ومكيفة، وهنالك تنتفى هذه العلة العارضة، كما أن العلة أيضا ليست مكتسبة تزول بزوال سببها كإصابته ببعض الأمراض الطفيلية والبكتيرية والفيروسية لأن كل هذه الأمراض مكتسبة، ومن الممكن السيطرة عليها إما بالعلاج بالمضادات الحيوية ضد مسببات هذه الأمراض، أو باستخدام اللقاحات، وهى الآن شائعة وتستخدم على نطاق واسع، وبذلك تنتفى هذه العلل المكتسبة. وبإنتفاء العلة العارضة أو العلة المكتسبة ينتفى الحكم وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى الذى يتلى إلى أن تقوم الساعة. وبذلك تبقى العلة الذاتية التى لا تنفك عن لحم الخنزير فى كونه نجساً وضاراً ومؤذياً لمن يأكله هي الأصل فى بقاء الحكم الشرعي.

وقد تحققت نجاسة لحم الخنزير كما تحقق الضرر من أكل لحمه  من خلال الأبحاث العلمية العديدة وهذه بعض نتائجها:
1.أن الخنزير حيوان سبعى له أنياب يأكل الجيف والفئران، ولو سمحت له الفرصة لأكل الأطفال لأكلها، وهذا عكس الأنعام تماما، فهى بدون أنياب ولا تتغذى إلا على العشب والكلأ فقط.

2.أن عدم وجود انزيمى Xanthin oxidase &Uricase  فى بلازما الخنزير، وقلة وجوده فى الكليتين يجعله يحتفظ بكمية كبيرة من حمض البوليك فى أنسجته، فالخنزير يتخلص من 2% فقط من هذا الحمض والباقى يختزن فى جسده، وهذا عكس الأنعام فهى تتخلص من حمض البوليك بكميات كبيرة لوجود (Xanthin oxidase فى بلازما الأبقار، وهو يقوم بتكسير حمض البوليك إلى آلنتوين والذى يفرز فى بول الأبقار بكميات عالية جداً، وبالتالى تتخلص الأبقار منه عن طريق البول، وينقى الدم منه وبالتالى اللحم فيكون لحم الأبقار طاهرا طيبا. كما يوجد فى بلازما الأغنام انزيم اليوريكاز  (Uricase) والذى يقوم بتكسير حمض البوليك وتتخلص الأغنام منه عن طريق الكليتين، مما يجعل لحم الأغنام أيضًا طاهرًا طيباً.

3. إنَ كثرة وجود حمض البوليك فى دم ولحم الخنزير دليل على نجاسته، ولهذا وصفه ربنا عزَ وجل بأنه رجس.

4.إنَ كمية انزيم اليوريكاز فى كلى الأبقار حوالى ستة أضعاف الموجود غى كلى الخنازير.

5.إنَ الخنزير بطبعه الخبيث يأكل روثه المختلط ببوله، وما به أيضا من حمض البوليك يجعل تراكم هذا الحمض فى لحمه بكميات كبيرة تضر بصحة الإنسان، وهذا يدل على نجاسة لحمه، كما بين ربنا عزَ وجل فى علة التحريم للحم الخنزير وهى أنه رجس وهذا من الإعجاز القرآني لهذه الآية ولتحريم لحم الخنزير.

6. إنَ الخنزير يحتوى على 50% من لحمه دهنيات، وأن هذه الدهنيات منها 38% دهون مشبعة تراى جلسريد ولا يستطيع الإنسان هضمها، بينما الأبقار تحتوى على 6% فقط من الدهون وهى سهلة الهضم والأغنام تحتوى على 17% دهون أيضا سهلة الهضم، وهذا يدل أيضا على الضرر المحقق من تناول لحم لخنزير.

7. إنَ الخنزير يحتوى على كميات عالية من هرمونات النمو وهى تسبب ستة أنواع من السرطانات بينما تفتقر الأنعام إلى هذه الهرمونات مقارنة بالخنزير وهذا أيضا ضررا آخر محققا من تناول لحم الخنزير وعلة ذاتية على التحريم.

8.إنَ لحم الخنزير يحتوى على كميات كبيرة من الكبريت على عكس الأنعام وهذه علة أخرى ذاتية لتحريم لحم الخنزير.

9. إنَ لحم الخنزير يحتوى على كميات كبيرة من الهستامين والإميدازول المسبب للحساسية، واكزيما الجلد لمن يأكله، بينما لحم الأنعام لا تحتوى على هذا الهرمون.

10.إنَ نسبة الكوليسترول فى لحم الخنزير خمسة عشر ضعفاً لما فى البقر، ولهذه الحقيقة أهمية خطيرة لأن هذه الدهنيات تزيد مادة الكوليسترول فى دم الإنسان، وهذه المادة عندما تزيد عن المعدل الطبيعى تترسب فى الشرايين، ولاسيما شرايين القلب، وتسبب تصلب الشرايين وارتفاع الضغط، وهو السبب الرئيسى فى معظم حالات الذبحة القلبية".  وهذه أضرار شديدة بصحة الإنسان.

11.وتعتبر هذه الأضرار علل ذاتية للتحريم، ويبقى الحكم ببقاء العلة ويكون الخنزير محرما على التأبيد إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.

من خلال نتائج هذا البحث يتضح بيان الإعجاز القرآني فى حرمة لحم الخنزير، حيث إن كل هذه الأضرار التى موجودة فى لحم ودهن ودم الخنزير تجعل الخنزير محرما لذاته، وليس لعلل عارضة أو مكتسبة، وهذا الذى بينه ربنا عزَ وجل من قوله {فإنه رجس} أي نجس، ضار ومؤذ ونتن ومن هنا يتضح وجه الإعجاز العلمى فى هذا النص القرآني لحرمة لحم الخنزير.

وصدق الله العظيم الحكيم العليم الخبير الذى بلغ رسوله النبي الأمي بتحريم لحم الخنزير كما بلغ الرسل الكرام من قبله بحرمة هذا الحيوان القذر النجس.

حنفى محمود مدبولى
------------------------
[1] من أبحاث المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بتركيا 1432هـ - 2011م

المصدر: موقع إعجاز