أبناؤنا والكارتون

حنان لاشين

الحقيقة؛ نحن نحتاج لشخصيات إسلامية كارتونية؛ شخصية ساحرة يحبها الأبناء؛ شيء يشد الانتباه؛ شيء يُعدّ له جيدا ويُنفق عليه؛ بمنافسة تليق بكل ما نراه حولنا من شخصيات وملصقات على كل شيء، حتى كرّاسات وحقائب المدرسة.

  • التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة - تربية الأبناء في الإسلام - الواقع المعاصر -

عندما كان ابنيلا"عمر" صغيرا كنت أبحث وزوجي له عن كارتون إسلامي هادف، وكنا نسأل هنا وهناك، وكان فقط عندي قناة الكويت الأولى والثانية ووقت الكارتون فيها محدد ساعة أو أكثر فقط، وقتها كانت هذه المنتجات تباع أشرطة فيديو فقط وكنا نذهب للمكتبات الإسلامية ونشتريها منها:

  • "سلام": قصة الطفل الذي وجد فيلاُ تائها في الغابة وعالجه وأحسن إليه؛ ثم خطفه اللّصوص ووصل لأن يكون في جيش أبرهة ورفض أن يهدم الكعبة لأنه فيل صالح؛ وكل الأفيال ماتت إلا هو وعاد لصديقه سلام مرة أخرى.

وكان ابني يركض ويختبيء خلف الستارة عندما تأتي لقطة أبرهة وهو يصرخ ويقول: "أنا أبرهة ملك الملوك. كان يكرهه. كما كانت جملة جد النبي صلى الله عليه وسلم "للبيت رب يحمية" أثر في نفسي.

  • "رحلة الخلود": التي كنت أشاهدها مرارا وتكرار مع أبنائي؛ عن الغلام وضاح الذي كان يذهب للعابد ويتعلم منه التوحيد ثم يعود ل"شيطون" الساحر الذي كان يعلمه السحر ويتردد بينهما؛ وكيف حفر الأخدود في النهاية وألقوا فيه من آمن مع الغلام؛ بعد أن قال للملك لن تستطيع قتلي إﻻ لو القيت بسهم وصوبته تجاهي وقلت "بسم الله رب هذا الغلام" ففعل؛ فاثبت للناس أنه على حق.

 

  • "مغامرات أشبال": التي كنت أتمنى أن تكتمل؛ عن صبيان صغار في فريق الكشافة ذكوان وفهمان وممتاز… وكيف كانت هناك معلومات تاريخية رائعة في الحلقات وكانت لطيفة.
  • "محمد الفاتح" الرائع
  • و"جزيرة النور" التي هي قصة ''حي بن يقظان'' عن رضيع وصل لجزيرة؛ فربته غزالة وأطعمته ثم ماتت الغزالة وأخذ يتفكر- وهو يراقبها بعد موتها- في خالق الكون وجاء شيخ في مركب وأخذه معه.
  • "أخلاقنا الحميدة"؛ "الابن البار" وحتى "حكايات سفير" التي كانت ممثلة بعرائس كانت هادفة؛ وكنت أيضا أشاهدها معه أبنائي.

وانتقلنا لمرحلة الغزو؛ نعم أنا أسميه غزواً.
الملل من كثرة التكرار؛ وأثر اﻻختلاط بأطفال يرون كل القنوات ويحكون له.
حاولت أن أتخير التعليمي مثل: "افتح يا سمسم" وكانت النسخة الخليجية لشارع سمسم؛ وفعلا وجدنا شريطا مجمعا لكل حلقات الحروف وآخر للأرقام؛ ثم "مدرستي ما أحلاها" لتعليم الحروف الإنجليزية.
وركّبنا دش؛ ثم تعدد قنوات الأطفال. سحر الكارتون وألوانه وسرعة لقطاته والتقنية العالية التي لا تنافسها كارتوناتي الحبيبة لقلبي؛ فأنا فعلا كنت أحبها وكنت أراها مع أبنائي.
ثم "سبيس تون" و"أبطال الديجيتال" و"سابق ولاحق" التي سحرت الصغار، فخرجت الأمور من يدي وفقدت السيطرة على فلترة ما يشاهدون واستسلمت للغزو الكارتوني وأصبح ابني يطلب الألعاب التي في الكارتون نفسه وتعلق بها. وأصبح أبنائي يشاهدون كل الكارتون في أكثر من قناة.

أحيانا أتذكر تلك الأيام الأولى وكيف كان لتلك الكارتونات القليلة أثر جميل في نفسي؛ وأتمنى أن يكون في أبنائي أيضا..
فدموعي كانت تنزل وأنا أراقب "وضاح" وهو يموت في آخر قصة أصحاب الأخدود؛ والأم التي كلمها رضيعها ''يا أماه اصبري فإنك على الحق'' ثم ألقوها في النار.
كما كنت أفرح مع "الأشبال" في مغامراتهم.
الحقيقة؛ نحن نحتاج لشخصيات إسلامية كارتونية؛ شخصية ساحرة يحبها الأبناء؛ شيء يشد الانتباه؛ شيء يُعدّ له جيدا ويُنفق عليه؛ بمنافسة تليق بكل ما نراه حولنا من شخصيات وملصقات على كل شيء، حتى كرّاسات وحقائب المدرسة.


الكارتون مش مجرد رسمة…. ممكن يغير في ابنك كتير.