أبنائي الشباب هذه نصيحتي

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

أيها الأحباب:إن الأسباب المعينة على زيادة الإيمان كثيرة، ونذكر منها
هنا ذكر الله؛ لأنه من أهم وأفضل الأسباب المعينة على زيادة الإيمان،
وذكر الله هو كل شيء يُذكَّر بالله تعالى...

  • التصنيفات: قضايا الشباب -



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأسبغ علينا أنواع الإنعام، نحمده ونشكره ونسأله حسن الختام، ونشهد أن لا إله إل الله وحده لاشريك له، وننزهه عن مشاركة الأوثان والأصنام، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام، وعلى آله وصحبه البررة الكرام. أما بعد:

فقد كنت ألقيت كلمات في مجمع من الشباب، وسُجلت في حينها ثم فرَّغها أحد الإخوة وطلب مني الإذن في طبعها، وقد أذنت له في ذلك رجا أن ينفع الله بها، وذلك لما رأينا من كثرة المغريات وأنواع الفتن التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر أن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا، ونخشى أن يكون هذا الزمان لما نراه ونلمسه من دعايات الضلال ودعاة الكفر والفسوق والعصيان، ومن كثرة المنحرفين المنخدعين ببهرج الدنيا وزخرفها، فعسى الله أن يأتي بأمر من عنده، وأن يوفق أئمة المسلمين للعمل بالشرع والتحاكم إلى الشريعة الإسلامية والجهاد في سبيل الله وإقامة الحدود، والمحافظة على تعاليم الإسلام، وذلك مما يحصل به النصر والتمكين، والله الموفق والمعين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
6/6/1419هـ



لا شك أن كل مسلم وخاصة الشباب بحاجة إلى ما يقوي إيمانه، وبحاجة إلى ما يبصره في دينه ليعبد الله على بصيرة، أن يسير سيراً سوياً، وأن يسلك الصراط المستقيم، وأن يبتعد عن الهوى وعن مضلات الفتن.

ولكن كيف الطريق إلى هذه الأمور؟!

كيف الطريق إلى زيادة الإيمان؟!

كيف الطريق إلى زيادة العلم؟!

كيف الطريق إلى الإخلاص وإصلاح النية والعمل؟!

إن مجالس العلم ومجالس الخير ومجالس الصالحين هي الطريق المؤمل إن شاء الله لزيادة الإيمان والعلم والاستقامة على دين الله.

أيها الشباب، من المعلوم أن كل عمل صالح يعمله الإنسان يريد به وجه الله فإنه يزيد في الإيمان، حتى قال أحد السلف لصاحبه: "اجلس بنا نؤمن ساعة". ولما تذاكرا زيادة الإيمان قالا: "إذا ذكرنا الله وشكرناه وعبدناه زاد إيماننا، وكذلك إذا عملنا أعمالاً صالحة فتصدقنا أو صمنا أو صلينا أو تلونا كتاب الله أو دعونا إلى الله زاد بذلك إيماننا".

وهكذا إذا عملنا أعمالاً بضد ذلك، فإذا غفلنا أو سهونا أو انشغلنا بملذات الدنيا، وأقبلنا على ما تشتهيه النفس نقص إيماننا.

فإذا عرفنا هذا فلماذا لا نحرص على ما يزيد الإيمان، ونبتعد كل البعد عمَّا ينقص الإيمان؟!



أيها الأحباب: إن الأسباب المعينة على زيادة الإيمان كثيرة، ونذكر منها هنا ذكر الله؛ لأنه من أهم وأفضل الأسباب المعينة على زيادة الإيمان، وذكر الله هو كل شيء يُذكَّر بالله تعالى.

فكل عمل يعمله الإنسان أو قول يتكلم به يذكِّره بربه أو يذكره بأن ربه سبحانه أهلٌ لأن يطاع، وأن يُتوكل عليه، وأن يعبد حق عبادته، فإنه يكون ذكراً.

فالتسبيح من ذكر الله، والتهليل الذي هو اعتقاد الألوهية لله وحده هو من ذكر الله، والحمد الذي هو الثناء على الله من ذكر الله، والتكبير الذي هو تعظيم الله هو من ذكر الله، والاستغفار الذي هو طلب محو الذنوب وسترها هو من ذكر الله.

وكذلك الدعاء الذي هو دعاء المسألة لا شك أيضاً أنه من ذكر الله، وذلك أن الإنسان إذا عرف من نفسه أنه بحاجة إلى ربه، وبحاجة إلى مغفرة الله له، وأنه ليس غنياً عن ربه طرفة عين؛ رفع إلى ربه أكف الضراعة، واستكان واستضعف وتمسكن وطلب حاجته من ربه، وهذا مما يذكِّره بصغر نفسه وبعظمة ربه، وهذا لا شك كله من الذكر.

وسواء كان سؤاله للآخرة أو للدنيا، فإذا دعوت الله أن يحييك مسلماً، وأن يميتك مسلماً، أو دعوت الله أن ينير قلبك، أو دعوت الله أن يثبتك على الصراط المستقيم، وأن يوفقك للأعمال الصالحة، أو دعوت الله أن يعلمك ما ينفعك، وأن يرشدك إلى ما تستفيد منه؛ فإن هذا كله من الذكر.

أبنائي الشباب، الدعاء هو شعور الإنسان بالحاجة إلى الله تعالى، فإذا شعرت أنك بحاجة شديدة إلى الله تعالى وأنك لا تشتغني عن ربك طرفة عين لجأت إليه ودعوته بكل أنواع الدعاء المشروعة، ففي الحديث القدسي الذي رواه مسلم يقول الله تعالى: «يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم» .

وهذا يعني أن الناس دائماً لا يسلمون من الخطأ، فالإنسان يكتسب خطايا كثيرة، ولهذا فهو بحاجة إلى ما يمحو عنه هذه الخطايا ويزيل عنه أثرها، وهذا يكون بالاستغفار «فاستغفروني أغفر لكم» .

وقد أخبر الله تعالى في أول الحديث بأن الإنسان بحاجة إلى ربه لا يستغني عنه بحال من الأحوال، فقال تعالى: «يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم».

وهذا يعني أن الإنسان بحاجة إلى الطعام والشراب، وأن الذي يملك ذلك هو الله سبحانه وتعالى، فإذا دعا العبد ربه وتضرع إليه يسَّر الأسباب وهيَّأها له، فأطعمه من جوع، وأمّنه من خوف، وكساه أو يسَّر له ما يسترُ عورته.
 


أيها الأحباب، فإذا عرفنا أن الذكر من أسباب تقوية الإيمان، فإن من قوي إيمانه كثرت أعماله الصالحة، وصار محباً لكل عمل صالح. وذلك أن من قوي إيمانه انطلقت جوارحه بكل عمل صالح، فإن تكلم تلكم بخير، وإن نظر نظر باعتبار، وإن مشى مشى إلى خير، وإن بطش بطش لله، فتكون حركاته كلها مما يُحمد عليها ومما يثاب عليها.

وهكذا تراه محباً للأعمال الصالحة، فتراه محباً للصلوات، وترى قلبه معلقاً بالمساجد، وتراه يكثر من نوافل العبادات، وتراه يخشع في صلاته ويخضع فيها، وتراه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وتراه يجالس الصالحين، وتراه يعتكف بالمساجد، وتراه يتصدق وينفق بما تجود به نفسه.. وتراه وتراه.

أخي الشاب ، واعلم أن من قوي إيمانه فإنه يبتعد عن الأشرار وعن الشرور؛ لأن إيمانه القوي يحجزه عن مجالسة الشرار ويحجزه عن أعمالهم، بل تراه يمقتهم ويزدريهم ويحتقرهم؛ وإذا رأى من يجر لباسه ويتبختر في مشيته ويتكبَّر على الناس ويُعجب بنفسه احتقره وابتعد عنه وحذر منه، وإذا رأى من يشرب الدخان والمشكرات أو يتعاطى المخدرات أو يفتخر بشيء من ذلك، احتقره وازدراه، وعرف ضعف عقله، وبسبب ضعف عقله وقع فيما وقع فيه من هذه المحرمات التي لا يقع فيها إلا ضعيف الإدراك وضعيف المروءة وضعيف المعرفة.

إن مثل هذا الشاب حريٌّ بنا أن نقول إن إيمانه قوي؛ لأنه حمله على أن يبتعد عن الآثام والجرائم، وازدرى أهلها واحتقرهم، وآثر الصالحين على أهل الفساد.

أبنائي الكرام ، ومن الأسباب التي تقوي الإيمان معرفة الأدلة والنظر فيها، فإن الإنسان قد يعتريه شيء من الشك، أو يضعف يقينه، فيحتاج إلى الأدلة التي تثبته وتقوي قلبه فلا يتزعع ولا يركن إلى شيء من الشكوك أو الشبهات، بخلاف من كان ضعيف الإيمان فإن أقل شيء يؤثر على عقيدته ويصرف عما كان عليه!!

إننا نشاهد الكثير من الذين انحرفوا ونتعجب: ما السبب الذي دفعهم إلى ذلك؟!!

وكذلك نشاهد الكثير من الذين أقبلوا وتابوا وأقلعوا ونتعجب: ما السبب الذي دفعهم إلى ذلك وغيَّرهم؟!



ولا عجب في ذلك، فالأمر سهل ويسير، فنحن نعتقد أن الله تعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء {فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [إبراهيم: 4].

فإذا رأيت إنساناً تعرفه، كان في أول عمره ساهياً غافلاً معرضاً عن الله، ويستهزئ بالمصلين وأهل الزهد وأهل الطاعات، ويحتقر الخير وأهله ويبتعد عنهم، ويعكُف على سماع الأغاني، وعلى النظر في الأفلام الخليعة والصور الفاتنة، ليقضي بذلك وقته، ولا يتكلم إلا بشر أو سوء وهكذا.

ثم بعد ذلك تغيَّر حال هذا الإنسان، فأقبل على الله وخشع وخضع وتاب وأناب إليه، وكثرت أعماله الصالحة فصار يسابق إلى المساجد، ويداوم على قراءة القرآن، ويحرص على حفظه، وصار يطلب العلم ويتتبع مجالس العلماء، وصار يكثر التردد على أماكن الخير، ويكثر من الحج والعمرة، ويقتصر على الكسب الحلال، ويتصدق ويصوم، ويأمر بالخير ويدعو إليه، وينهى عن المنكر ويحذر منه!!

تتعجب كيف بين عشية وضحاها تغيَّر هذا الإنسان؟!، لاشك أن لله على كل شيء قدير، فهو الذي هداه وكتبه سعيداً، بعدما عمل عمل الأشقياء، وأفنى في ذلك عمراً كبيراً من أهل الشر والفساد.

ولكن القلوب بيد علام الغيوب!!

فللهداية أسباب، فقد يكون السبب كلمة عارضة سمعها في خطبة جمعة أو سمعها من داعية صادق أو من شريط أو قرأ نشرة من النشرات ونحو ذلك، وقد يكون السبب أنه رجع إلى نفسه وفكر في أمره وقال:

أيتها النفس، ومن الذي خلقك؟!

ومن الذي رزقك؟!

ومن الذي يحيي ويميت؟!

ومن الذي يدبر الأمر؟!

ومن الذي يسخِّر الليل والنهار؟!

ومن الذي يسخر الشمس والقمر؟!

ومن الذي يولج الليل في النهار؟!

ومن الذي يسيِّر هذه الأفلاك؟!



فكَّر في هذا كله، وفكر في نفسه، وعرف أنه مخلوق، وأن المخلوق له خالق، وأن المربوب له رب، وأن المملوك له مالك، فعند ذلك أقبل إلى مالكه وإلى ربه وإلى إلهه، وعرف أنه ليس بمهمَل، وأن الذي خلق هذا الخلق لم يهملهم ولم يتركهم سُدىَ، بل لا بد أن يحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم.

فهذا التفكير جعله يراجع نفسه ويحاسبها، فعند ذلك تاب إلى الله وأناب وتغير حاله، وهكذا كانت توبتهم.

كثير من الذين تابوا بعدما كانوا منهمكين في المعاصي نسألهم: ما السبب في هدايتكم؟!، وما السبب في توبتكم؟!

فمنهم من يقول: بنصيحة فلان أو بسماع الشريط الفلاني أو بقراءة الكتاب الفلاني!!

ومنهم من يقول: كنت أبغض الشريط الإسلامي والكتاب، ولا أقرأ القرآن ولا أستمع إلى النصائح؛ بل كنت أعكُف على سماع الأغاني وأقترف المعاصي، وأعيش في سهو ولهو، ففكرت في حالي وفي نفسي وقلت: إلى متى هذا التمادي؟!، وإلى متى هذا العصيان؟!، وإلى متى هذا الغرور؟!، وإلى متى هذه الحياة التعيسة؟!، ألست مخلوقاً ولي خالق؟!، أليس الذي خلقني كلَّفني وأمرني ونهاني؟!، فكرت في ذلك كله فكان سبباً في توبتي!!

ومنهم من يقول: إنني كنت من الأشراف الذين لهم قرابة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد كنت في أول الأمر أشرب الخمر وأترك الصلاة، وأصحب أهل الباطل وألغو معهم، ليلنا سهر وسماع للأغاني ونظر إلى الأفلام ونحو ذلك، ثم إنني فكرت في أمري، قلت: ألست أفتخر بقرابتي من النبي صلى الله عليه وسلم؟!، فكيف حالي إذا لقيته يوم القيامة وأنا من قرابته وذريته، فهل ينفعني هذا النسب وقد خالفت أمره؟!

فكرت في ذلك ثم رجعت إلى نفسي وتبت وأقلعت وغيرت صحبتي، فصحبت الأخيار بدلاً من الأشرار، وقد وفَّق الله لي أصحاباً أخياراً دلوني على الطريق المستقيم، وكانوا سبباً في إنقاذي بعد أن أشرفت على الهلاك، هذه بعض الأسباب في هداية من هداهم الله تعالى.

يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك...



أيها الشباب، كم عرفنا وعرفتم عن أناس كانوا معنا يجلسون في الحلقات، وفي مجالس العلم، وكانوا يسابقون إلى المساجد.. وبين عشية وضحاها ارتدوا على أعقابهم وتقهقروا ورجعوا إلى أسوأ مما كانوا عليه!!

فترى أحدهم بعد أن كان مُعفياً لحيته حلقها!!

وبعد أن كان يرفع ثوبه إلى نصف الساق أسبله!!

وبعد أن كان يصلي مع الجماعة لا تفوته فريضة صار لا يأتي إلا أحياناً، وربما ترك الصلاة مع الجماعة!!

وبعد أن كان يذكر الله جُلَّ أوقاته صار لا يذكر الله إلا قليلاً.

وبعد أن كان يسهر على قراءة القرآن صار يسهر على الغناء وعلى اللهو والباطل!!

فتتعجب من هذا الأمر!!، سبحان الله!!، سبحان مقلب القلوب!!

يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك! نحن على خطر! الله تعالى هو الذي يثبت القلوب ويزيغها، ولذا كان الإنسان مأموراً أن يسأل ربَّه الثبات.

أحبتي: ما السبب الذي دعا هؤلاء إلى الانحراف بسرعة؟ لا شك أنهم في الغالب جلساء السوء، فإن الجليس السيِّء يؤثر على من جالسه، ويدعوه إلى التوسع ويقول له: لا تضيق على نفسك! أنت في هذه الدنيا مخلوق لتتمتع بشهواتها وملذاتها!!

لماذا خُلقت هذه الزينة؟، ولما خلقت هذه الأشياء؟، وما خلقت إلا لنتمتع منها بما نريده...

هذا الغناء الذي نسمعه يُنشط قلوبنا وينشط نفوسنا وينشط أجسادنا!! فلماذا نحرّمه على أنفسنا؟!!

وهذا الشراب الروحي لماذا نمنع نفوسنا من التلذذ به؟!، وهكذا بقية المعاصي والمحرمات!!



فلا يزال هذا الجليس السيِّء الخبيث يدعوه إلى هذه الآثام حتى يوقعه فيا وينهمك فيها، ثم يقسو قلبه بعد ذلك، ويترك ما كان عليه من الطاعات في وقت قصير!!

ولا شك أن سبب ذلك:

أولاً: أن الله تعالى هو الذي حكم عليه بهذا عقوبة نتيجة فعل فعله أو نحو ذلك.

ثانياً: أن هذا من آثار جلساء السوء الذين هذه أقوالهم وهذه أفعالهم.

ثالثاً: أنه من العقوبات على المعاصي، عمل معصية فدفعته إلى معصية أخرى، والمعصية الأخرى دفعته إلى غيرها.. وهكذا، حتى إذا كثرت المعاصي قسا قلبه!!

فإن نصحته لم يقبل!!، وإن ذكَّرته لم يتذكر!!

وإن خوفته أعرض عنك!!، وإن بيَّنت له سخر منك!!

وإن رأى أفعالك سخر منك واحتقر ما أنت عليه!!

وكل ذلك بلا شك من آثار هذه المعاصي والانحرافات.



أيها الإخوة، إذا عرفنا ما نحن فيه من نعم أنعمها الله علينا فلنحمد الله.

احمد الله أيها المُنعَم عليه، أنعم الله عليك بالهداية، أنعم الله عليك بالتوفيق، أنعم الله عليك بالمعرفة، أنعم الله عليك بالإيمان، أنعم الله عليك بالعمل الصالح، أنعم الله عليك بالعلم النافع، أنعم الله عليك بمحبة الخير ومحبة أهله ومحبة الأعمال الصالحة.

فاحمد الله على هذا كله وغيره، واشكره وسله أن يزيدك ويثبتك، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق كثيراً ما يقول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك». فقالت له أم سلمة رضي الله عنها: "يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقال: «يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ» [رواه الترمذي وصححه الألباني].

فإذا كان الإنسان على خطر فعليه أن يبذل الأسباب التي تكون سبباً في ثباته وقوة إيمانه؛ لأن من كان ثابتاً وراسخاً وقوي الإيمان والمعرفة لم يقع في الشك ولا الانحراف بإذن الله تعالى؛ لأن قوة الإيمان والثبات على الحق تكون وقاية للعبد، ومن وقاه الله تعالى هذه الآثام فقد أراد به خيراً وهداه ووفقه.

نسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى العمل الصالح والعلم النافع، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


اعتنى بإعدادها
أبو أنس علي بن حسين أبو لوز


لفضيلة الشيخ
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
الرياض- ص. ب 3310- ت/ 4792042- ف/ 4764659