التواضع والتجرد

محمد علي يوسف

  • التصنيفات: دعوة المسلمين -

والقاعدة الثابتة أن العلم إن صح استقراره في النفس فأصلح الروح وهُدِي به القلب واستقامت به الجوارح فإن صاحبه لا يعلق الناس به ولكن بمصدر هذا العلم وأصله
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ}
هؤلاء رغم أنهم بلغوا أعلى درجات العلم والصلاح وهي النبوة ومعها الكتاب والحكم فإنهم ما وجهوا أنظار الناس إليهم ولا علقوا قلوب الخلق بهم
{وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}
لقد دعوا الناس للربانية المتجردة وعلقوهم بالله وحده لا بذواتهم
فما بال أقوام لم يؤتوا نبوة ولم يتنزل عليهم الوحي بكتاب أو حكمة قد فتنتهم الأضواء وغرتهم بعض المعلومات لا تبلغ معشار معشار ما لدى الأنبياء، ورغم ذلك أصروا على صرف وجوه الأتباع إليهم غرسوا فيها اتباعًا أعمى لشخوصهم وراياتهم وحكموا عليهم بما يشبه العبادة التي لا يكاد ينقصها إلا ركوع وسجود
ما بالهم لم يتعلموا من مورثيهم شيئًا من أهم خصالهم
التواضع
والتجرد