63- هل هو حمـــــــــل ؟

أم هانئ



ثم غلب بعضنا النوم فراح في سبات، بينما ظلت بعض الأخوات يفكرن كيف سنقتات؟

  • التصنيفات: تربية النفس - قصص مؤثرة -

 تقول صاحبتنـا:
فلما أنهيت طرفتي وزاد ضحك الجميع، سقطت في سبات سريع، ثم أفقنا لصلاة الفجر، وقد تأثرت عظامنا بالنوم على الأرض، فمنا من ذهبت للوضوء وحيدة، ومنا من خافت فاصطحبت رفيقة؛ وكان الطابق الكبير شبه خال من الناس، مما أوجد وحشة وحاجة إلى الائتناس. فلما صلينا الفجر، جلسنا نبكي ونتضاحك إلى شروق الشمس، ثم غلب بعضنا النوم فراح في سبات، بينما ظلت بعض الأخوات يفكرن كيف سنقتات؟ وفي وقت الضحى نزل بعضهن يتفقدن المكان، ثم عدن بعد وقت بكثير من الطعام!!

- فلما سألنا: من أيـن ؟
- قلن: بفضل الله يوجد حانوت عامر بالفاكهة والقوت.
وبينما اجتمعن على الطعام، انتابني شديد دوار وغثيان !
- قلت: لعله برد !
- قلن: بل هو حمل !
- قلت: لا ثم لا !
- قلن: لم يا أختاه؟ وشرعن في التضاحك من جديد، وكل منهن تعد بتحفة ثمينة للوليد!
- ثم قالت إحداهن بجد: لم أختنا تنفين الحمل ؟!
- قلت : أنا لا أنفي: ولكني لا أظنه حمل جدي !
- قالت : لم ؟!
- قلت: لأنني كلما حملت، حدث سقط إن أنا أي سيارة لأقصر مسافة ركبت، ثم باسمة أتممت: وها نحن ركبنا أهوالا، وعبرنا بحورا، وتخطينا جبالا، نهيكن عن شدة العناء والجهد كل ذلك الوقت؛ أبعد كل ذلك تخرصن بحمل ؟!
- قالت: والله ليس ذلك على الله بعزيز!
ثم قالت إحداهن فجأة: يا أخية ألم تتأخر عنك الحيضة ؟
- قلت: بلى، لعل ما مررنا به من اضطرابات تسبب في عدم انتظام عمل الهرمونات، ثم أضفت بعد أن تذكرت: أو لعله ماء زمزم، فقد شربته بنية تأخير الحيض !
- فقالت بعد تفكر وصمت: تخيلن لو أنها تناولت الأقراص المانعة للحيض حتى تتمكن من أداء عمرتها آخر الشهر؟
- فقالت أختنا خبيرة الطب: لكان حدث سقط، وما استطاعت وقف النزيف كبير وقت !
- فقالت أخرى: سبحان الله، سبحان الله أفبعكس قصدها تُبتلى !

وكنتُ أستمع لهن في صمت، ثم قول معلمتي ونصحها لهن ذكرت: حين سألتها - رحمها الله - : ءآخذ أقراصا لتأخير الحيضة حتى أتم - بفضل الله - العمرة ؟ قالت - رحمها الله -: لا بأس، ولكن بنيتي هذي نصيحتي: اتركي نفسك لأقدار الله.
فما أراني إلا وقد شرح الله صدري لقولها، فتمسكت وعملت بنصحها، ثم قلت في نفسي: هل هو -حقا- حمل ، أمر تراه اختلاط في الأمر؟
ورفعت صوتي : يا قومنا كفى جدال؛ على كل حال نحن لله عبيد، يفعل سبحانه بنا ما يريد!

ويتبـع .