مع القرآن - من بلاوي اليهود التاريخية

منذ 2016-07-14

من بلاوي اليهود التاريخية التي ذكرها لنا القرآن يحذرنا من الوقوع فيها:
أن الله طلب منهم أن يستغفروه و يتوبوا إليه و وعدهم بحط خطاياهم و وعدهم بزيادة الخير للمحسنين .
فما كان منهم إلا الاستهزاء و  النكران فبدلوا كلمة الاستغفار بطلب الحنطة .
فأنزل الله عليهم الرجز بظلمهم ( و قيل أن هذا الرجز كان طاعونا استشرى فيهم ) .
 قال تعالى :
{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)} [الأعراف] .
قال السعدي في تفسيره : { وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ } أي: ادخلوها لتكون وطنا لكم ومسكنا، وهي (إيلياء) { وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ } أي: قرية كانت كثيرة الأشجار، غزيرة الثمار، رغيدة العيش، فلذلك أمرهم اللّه أن يأكلوا منها حيث شاءوا.
{ وَقُولُوا } حين تدخلون الباب: { حِطَّةٌ } أي: احطط عنا خطايانا، واعف عنا.
{ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا } أي: خاضعين لربكم مستكينين لعزته، شاكرين لنعمته، فأمرهم بالخضوع، وسؤال المغفرة، ووعدهم على ذلك مغفرة ذنوبهم والثواب العاجل والآجل فقال: { نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنزيدُ الْمُحْسِنِينَ } من خير الدنيا والآخرة، فلم يمتثلوا هذا الأمر الإلهي، بل { فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } أي: عصوا اللّه واستهانوا بأمره { قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ } فقالوا بدل طلب المغفرة، وقولهم: { حِطَّة } (حبة في شعيرة)، وإذا بدلوا القول - مع يسره وسهولته - فتبديلهم للفعل من باب أولى، ولهذا دخلوا وهم يزحفون على أستاههم.
{ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ } حين خالفوا أمر اللّه وعصوه { رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ } أي: عذابا شديدا، إما الطاعون وإما غيره من العقوبات السماوية.
وما ظلمهم اللّه بعقابه وإنما كان ذلك { بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ } أي: يخرجون من طاعة الله إلى معصيته، من غير ضرورة ألجأتهم ولا داع دعاهم سوى الخبث والشر الذي كان كامنا في نفوسهم.
أبو الهيثم 
#مع_القرآن

  • 0
  • 0
  • 863
المقال السابق
وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ
المقال التالي
مفسدون و مصلحون و صامتون

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً