مقاطع دعوية منوعة - (44) مقتطفات

منذ 2016-08-16

بعض عجائب الشعر العربي الجميل:

أبيات تحتمل أكثر من معنى:

حلموا فما ساءَت لهم شيم *** سمحوا فما شحّت لهم مننُ
سلموا فلا زلّت لهم قدمُ *** رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ

الأبيات السابقه جزء من القصيده الرجبيّه، ولها ميزةٌ عجيبةٌ ألا وهي:

أن الأبياتَ، أبياتُ مدحٍ وثناءٍ، ولكن إذا قرأتها بالمقلوب كلمةً كلمةً، أي تبتدي من قافية الشطر الثاني من البيت الأول، وتنتهي بأول كلمه بالشطر الأول من البيت الأول، فإن النتيجه تكون أبيات هجائيه موزونه ومقفّاه، ومحكمه أيضًا.

وسوف تكون الأبيات بعد قلبها كالتالي:

مننٌ لهم شحّت فما سمحوا *** شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا
سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا *** قدمٌ لهم زلّت فلا سلموا

هداية البشر وضلالهم بقدر اتباعهم لما جاءت به الرسل
- مختارات من كتب ابن القيم:

إنه من المعلوم عند جميع العقلاء، أن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم هم أعقل الخلق، وعقولهم أكمل العقول، ولهذا كان ما جاءوا به فوق عقول البشر، ولهذا حصل على أيديهم من الخير مالم يحصل على أيدي سواهم، وصلح من أحوال النفوس، والقلوب، وعمارتها بالخير، وتزكيتها بالعلم، والعمل، مالم يحصل لأحد غيرهم، فعمارة القلوب والدنيا والآخرة على أيديهم، وكل فساد في العالم عامًا وخاصًا، فإنما سببه العدول عما جاءوا به، ومخالفتهم فإذا استقريت جميع الشرور التي في العالم جزئياتها وكلياتها، وكل فتنة وبلية ورزية، رأيت سببها معصيتهم، وكل خير ونعمة في الدنيا والآخرة فسببه طاعتهم، واستقر هذا من زمن نوح إلى ساعتك التي أنت فيها، وما عذبت به الأمم من أنواع العذاب، وما جرى على هذه الأمة، حتى ما أصيب به المسلمون مع نبيهم يوم أحد، كان سببه معصية أمره، وللعاقل البصير عبرة في نفسه وأحواله خاصة، فهذا شأن هذه العقول الزاكية الكاملة، وشأن من خلقهم بمعقوله، وإذا كان هذا التفاوت بين عقولهم وعقول الناس في الأمور المتعلقة بالإرادات، والأعمال والحب والبُغض، فما الظن بالتفاوت الذي بين عقولهم وعقول الناس في العلوم والمعارف، فما الظن بما يتعلق بمعرفة الرب تعالى وأسمائه وصفاته وشأنه، ويالله العجب كيف يقدم قول من يقول قال لي عقلي عن ابن سينا والفارابي وأرسطاطاليس وأشباههم، أو عن أبي الهذيل العلاف والشحام والنظام وأضرابهم، أو عمن تلقى عن هؤلاء على قول من يقول قال لي جبريل عن رب العالمين، فالرسول يقول قال لي ربي، وهذا المعارض يقول قال لي عقلي أو قال أرسطاطاليس ونحوه.

لا تفتر عن ذكر الله:

إذا حملت على القلب هموم الدنيا وأثقالها، وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها، ولا يوفيها علفها؛ فما أسرع ما تقف به.

بسطت كف الرجا والناس قـد رقـدوا *** وبت أشكوا إلى مولاي ما أجـد
فقلت: يا أمـلى في كـل نائـبـة *** ومن عليه بكشف الضر أعتـمـد
أشكوا إليك أمـورًا أنت تعلمهـا *** مـا لي على حملها صبـر ولا جلـد
وقد مـددت يدي بالـذل مبتهـلًا *** إليك يا خيـر من مدت إليه يـد
فـلا تـردنـها يـا رب خائـبة *** فـفضل جودك يروي كل من يـرد
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 2,409
المقال السابق
(43) من روائع الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
المقال التالي
(45) مقتطفات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً